39 عامًا من لوكا مودريتش.. الرجل الذي كسر قواعد العمر
يحتفل الكرواتي لوكا مودريتش، لاعب خط وسط وقائد ريال مدريد الإسباني، اليوم الاثنين 9 سبتمبر، بعامه التاسع والثلاثين.
في عامه التاسع والثلاثين، ما زال يحظى مودريتش بتقدير جماهير كرة القدم بفضل استمراريته وتأثيره الكبير في المباريات، ففي نفس عمره، بل أصغر بأعوام وأعوام، يختار البعض الذهاب لدوريات أقل تنافسية في الصين أو اليابان أو حتى في أمريكا، الأمر الذي رفضه مودريتش، والذي أصر على المنافسة في أعلى مستويات اللعبة حتى نهاية مسيرته.
منذ انضمامه إلى ريال مدريد في 2012، كان مودريتش جزءًا أساسيًا في نجاحات الفريق، حيث ساهم في الفوز بستة ألقاب لدوري أبطال أوروبا، وحقق الكرة الذهبية عام 2018، ليصبح اللاعب الذي كسر هيمنة ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو على الجائزة وعرش كرة القدم بشكل عام.
المخضرم نجم ريال مدريد لوكا مودريتش يسكن الكرة في شباك بولندا بطريقة رائعة#دوري_الأمم_الأوروبية #البرتغال #اسكتلندا#UEFANationsLeague pic.twitter.com/JPahM9912W
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) September 8, 2024
الموسم الأخير لـ لوكا مودريتش؟
مع تقدمه في العمر، قد يتساءل البعض عن مستقبله في ريال مدريد، لكن إذا كان هناك لاعب يعرف كيف يستمر في العطاء لأطول فترة ممكنة، فهو لوكا، فهو وصل إلى عامه التاسع والثلاثين وهو هنا بالفعل على القمة، ويمكننا منحه حقوق الملكية الفكرية لفكرة أن كرة القدم لا تعتمد على الركض والقفز، بل على الذكاء والتحكم، وهما شيئان يتفوق فيهما مودريتش، الذي لا يعتمد على القوة العضلية كما البعض، بل يمكنك أن تجد أنه بجسد هزيل استمر حتى قرابة عقده الرابع!
لكن تلك المسيرة وصلت لمحطتها الأخيرة، مودريتش يعرف ذلك، عائلته تعرف، ناديه وكل عشاق كرة القدم، على الأرجح لن يجدد ريال مدريد عقد، وسواء أكمل مسيرته في ريال مدريد أو فكر في خطوة أخرى، ما هو مؤكد أن مودريتش ترك بصمة لا يمكن محوها، وسيظل واحداً من أعظم لاعبي الوسط في تاريخ كرة القدم.
العمر كان مجرد رقم لـ مودريتش، لكن هناك مقولة أخرى تقول أن الجسد لا يرحم أيضًا، فمن لعب في تلك السن في أحد أفضل النوادي في العالم؟ لا أحد باستثناء لوكا تقريبًا.
في الموسم الماضي، شارك مودريتش في عدد أقل من المباريات مقارنة بالمواسم السابقة، ومع ذلك، لم يفقد تأثيره على الفريق، فهو من جلب نقاط الانتصار على حساب إشبيلية في فبراير الماضي ببطولة الدوري، لكن من الواضح أن دوره يتغير شيئًا فشيئًا، فلم يعد هو المحرك الأساسي في كل مباراة كما كان في السابق، ومع تجديد عقوده سنة بعد سنة، فإن العديد من المؤشرات تشير إلى أن النادي قد يتطلع إلى إعداد الفريق لفترة ما بعد مودريتش، ولذلك أتى بـ أردا جولر الذي سيحمل شارة الإبداع بعد رحيل اللاعب الكرواتي.
في عامه التاسع والثلاثين، وصل لوكا إلى محطته الأخيرة رغم أن عقله يرفض ذلك، رفض الانتقال للعب في السعودية لأنه يريد اللعب في نادي حياته، وكأنها إشارة صحيحة أنه سيعتزل هناك، وبنهاية الموسم، بعد أن اقتضى واجبه ودوره تجاه النادي بالاستمرار كأحد قادة الفريق، بعد رحيل توني كروس واعتزاله.
رحل كروس وبقى مودريتش لمدة موسم أخير على الأرجح، وبعد تسجيله هدف بالأمس لصالح كرواتيا من ركلة حرة مباشرة، يبدو أن وجه رسالة أخيرة لعشاق كرة القدم مفادها: استمتعوا في آخر محطة لي.
