يزن العرب لـ365Scores: اللاعب الأردني قادر على إيقاف أي مهاجم في العالم.. والإكتفاء بإنجاز آسيا غير موجود في قاموس “النشامى”
استحق منتخب الأردن لقب “الحصان الأسود” في بطولة كأس آسيا 2023 بقطر، كيف لا؟ وهو استطاع التأهل للنهائي للمرة الأولى في تاريخه، قبل الهزيمة أمام “العنابي” بعد تقديم أداء مشرف لكرة القدم الأردنية.
وكما كان منتخب الأردن “الحصان الأسود”، فيمكننا إطلاق ذلك اللقب أيضًا على المدافع الصلب يزن العرب، الذي كان أحد نجوم “النشامى”، بل البطولة أجمع بامتياز.
يزن لم يمر بأفضل نسخه قبل البطولة مرورًا بإيقافه مدى الحياة لواقعته مع حكم في الدوري الماليزي، إلى قلة المباريات التي يشارك بها قبل البطولة، لكنه ظهر بأداء استثنائي مع بلاده مسجلًا هدفًا في المباراة أمام العراق، مساهمًا في إكمال مشوار الأردن نحو النهائي، لينتقل بعد ذلك إلى معيذر القطري في تجربة جديدة بمسيرته الكروية.
365Scores حاور يزن في حوار مطول، للحديث عن مسيرته، منتخب الأردن وكأس آسيا وبعض المواضيع الأخرى.
حوار 365Scores مع يزن العرب
بداية.. لماذا اتخذت قرار الانتقال للانتقال للدوري القطري من بوابة معيذر ؟ وما هدفك مع الفريق؟
خلال مشاركتي مع المنتخب الوطني بكأس آسيا، تلقيت العرض من نادي معيذر من خلال تواصل إدارة النادي مع وكيل أعمالي ، ووجدتها فرصة جيدة بالفترة الحالية باللعب في الدوري القطري الذي يعتبر من أفضل البطولات بمنطقة غرب آسيا، وهي تتقدم بمسيرتي إلى بطولة أقوى
هدفي مع الفريق يتمثل في تحسين ترتيب معيذر بالدوري ، والهدف الأكبر هو الابتعاد عن شبح الهبوط ومواصلة التواجد بين الكبار لموسم جديد
هل تلقيت عروضا اخرى بخلاف معيدز؟
نعم، تلقيت أكثر من عرض خلال تواجدي مع المنتخب الوطني بكأس آسيا.. عرض من كوريا الجنوبية و عرضين من الدوري القطري و لكن بعد التشاور مع وكيل اعمالي فضلنا عرض معيذر”.
ما تقييمك للدوري القطري بشكل عام؟
دائمًا ما يتمتع الدوري القطري بالمستوى الفني المميز في ظل وجود لاعبين أجانب من مختلف قارات العالم وعلى سوية عالية، والموسم الحالي يشهد منافسة قوية ، وهذا يخدم المستوى الفني في جميع الجولات حتى نهاية البطولة
مررت بظروف صعبة في تجربتك بماليزيا، ثم انتقال إلى العراق، ومن ثم أصبحت أحد أفضل المدافعين في بطولة آسيا.. تعرضت لضغوط كبيرة قبل البطولة لكن ظهرت بأداء استثنائي حتى إنك كنت قريب من عدم التواجد في قائمة المنتخب وقلت إنك فقدت شخص عزيز عليك قبل البطولة، حدثنا عن كيفية النهوض وإحياء مسيرتك بشكل مثالي واستثنائي.. وهل كان لـ حسين عموتة دور في ذلك؟
كانت تجربتي في ماليزيا مع سيلانجو جيدة إلى حد بعيد، حتى مررت بتلك الحادثة مع حكم المباراة، وهو ما جعلني في موقف صعب بمسيرتي الكروية، إلا أن دعم زملائي اللاعبين في الأردن والمنتخب الوطني، وصدور القرار لصالحي بالعودة للعب في أي مكان بعيد عن ماليزيا، أعاد لي الروح من جديد، وصممت على إثبات ذاتي من خلال كأس آسيا للتأكيد على أنني قادر على أن أكون من أفضل المدافعين بالقارة الآسيوية.
المدرب الحسين عموتة جعل المنتخب وحدة واحدة، وكان له الفضل الكبير في ضمي للمنتخب رغم عدم خوضي لمباريات رسمية لفترة جيدة، لإقتناعه بقدراتي الدفاعية وقدرتي على تطبيق أفكاره.
نتائج الأردن لم تكن مثالية قبل كاس آسيا، لكن فاجئتم الفريق بأداء ونتائج تاريخية في البطولة.. ما سر وسبب ذلك التحول من وجهة نظرك؟
العزيمة والإصرار التي يتمتع بها اللاعب الأردني لا تتواجد عند أي لاعب آخر، وهو ما كان يحدث في أي مشاركة أردنية سابقة بالبطولات المجمعة.
بكل تأكيد كان للمدرب خطة يريد أن يطبقها على المنتخب الوطني لم نعتد عليها من قبل، فاحتاج المنتخب إلى الوقت لتطبيقها، فكانت المباريات الودية هي السبيل في ترجمة أفكار المدرب بغض النظر عن النتائج، وحققنا في المباريات الرسمية النتائج المميزة والمستويات الطيبة وهو الأهم.
جدل كبير أُثير فترة البطولة، البعض قال ان الأردن أرادت تجنب اليابان بالهزيمة من البحرين وتم قتل تلك الفكرة بتأهلكم التاريخي في النهائي.. لكن هل يُوجد في كرة القدم بشكل عام تلك الفكرة؟ أن يختار الفريق الهزيمة لتفادي منتخب أو فريق آخر؟
واجهنا منتخبات قوية في البطولة وتمكنا من الإطاحة بها وأبرزها كوريا الجنوبية، ونملك تاريخا جيدا مع المنتخب الياباني، ولو واجهناه لقدمنا أداء سيفتخر به جمهور النشامى وواثقون بتحقيق الفوز.
ربما تأهلنا للدور الثاني قبل خوض مباراة البحرين نزع منا الحافز في تقديم كل ما لدينا بسبب تأهلنا المسبق، ولكن لكل مباراة ظروفها، وخسرنا المباراة التي لم تأثر على معنوياتنا لاحقا وهو الأهم.
أنتم وصيف آسيا ، هل ترى أن ذلك يضع عليكم ضغوطات أكبر؟ الشعب الأردني والعربي سيطالبكم بالتأهل للمونديال وحال عدم تحقيق ذلك سيعتبرون ذلك فشلًا كما تعلم.. فكيف ستتعاملون مع ذلك الضغط وكيف ستحافظون على تلك الأداء والنتائج؟ ماذا بعد بالنسبة لمنتخب الأردن؟
بكل تأكيد أصبحنا من أهم المنتخبات العربية والقارية، ووصافتنا لآسيا تجبرنا على الفوز بجميع المباريات المقبلة بالدور الحالي والتالي من التصفيات، وكل المنتخبات التي ستواجهنا ستلعب بكل طاقتها من أجل محاولة الفوز على ثاني آسيا، وهو ما يضعنا تحت ضغط أكبر كلاعبين.
لدينا ثقة كبيرة في التأهل لكأس العالم، علينا أن نجتاز المرحلة المقبلة من التصفيات بالفوز بجميع المباريات أو جمع أكبر عدد من النقاط الذي يمكننا من التأهل، والاكتفاء بإنجاز آسيا أمر غير موجود بقاموس اللاعبين لأن هدفنا الأساسي هو اللعب بالمونديال وقادرين على ذلك.
كنتم على بعد خطوة من تحقيق لقب آسيا، لكن ضاع حلمكم.. ما السبب الرئيسي لعدم التتويج بتلك البطولة من وجهة نظرك؟
لجميع شاهد المباراة والأحداث التي مر بها المنتخب الوطني في البطولة، ربما لم نقدم المستوى الذي قدمناه في المباريات السابقة، لكن احتساب 3 ركلات جزاء جعل مهمتنا صعبة خاصة في الأوقات التي تم بها احتساب الركلات، وواجهنا في النهائي حامل اللقب وصاحب الضيافة المنتخب القطري، فكانت المهمة أيضًا ليست بالسهلة لهذه الأسباب، كنا نأمل بالعودة بالكأس لأرض الوطن لكن حصل عكس ذلك، واستقبال الجماهير الأردنية لنا كان بمثابة الفوز باللقب وأكثر
قضيت فترة في العراق، رأينا توتر كبير في المباراة بين العراق والأردن للأسف، لكن أنت كنت بطل تلك المباراة، كيف تعاملت مع تلك المباراة وما رأيك في منتخب العراق؟
الجميع شاهد المنتخب العراقي الذي كان الأفضل في دور المجموعات بالبطولة، وكنا نعلم كلاعبين بأن مواجهة صعبة تنتظرنا أمام العراق نظرا لقوة الجهاز الفني واللاعبين والدعم الجماهيري الكبير
حرصنا كلاعبين بالتركيز بتلك المباراة من أجل إثبات بأننا لم نأت للبطولة من أجل المشاركة المشرفة والخروج المعتاد من الدور الثاني، وهو ما تحقق بتكاتف وعزيمة الجميع، والهدف الذي سجلته كان الأثمن والأغلى في مسيرتي الكروية.
التوتر الذي حصل قبل المباراة سببه أهمية المباراة والندية التي تتمتع به مواجهة العراق والأردن عبر التاريخ، وهو أمر طبيعي بكرة القدم، رغم خروج البعض عن النص لكن هذا شيء أصبح بالماضي، ورأيت دعم كبير لي ولزملائي من جماهير ولاعبين عراقيين بالبطولة لاحقًا.
أشكر جماهير الشرطة على الدعم التي قدمته لي خلال فترة بسيطة مثلت بها ألوان الفريق، ولكن شاءت الظروف بأن تتوقف المسيرة بعد فترة بسيطة
تمكنت من إيقاف سون هيونج مين.. الناس طالبت بشكل ساخر بأن “تُخرجه من جيبك”.. كيف تمكنت من إيقاف أحد أفضل اللاعبين في العالم؟
كل شيء توفيق من الله، لا شك بأن أي مدافع عندما يواجه لاعب عالمي ويتمتع بشعبية كبيرة ويملك إمكانيات فنية عالية، يدفعه لأن يضع كامل تركيزه في المباراة لإيقافه، ولله الحمد تمكننا من إيقافه في مباراة نصف النهائي، بعد أن اعتدنا على مواجهته بعد مباراة دور المجموعات، وحاليا اللاعب الأردني قادر على إيقاف ومواجهة أي لاعب مهما كان اسمه ومستواه الفني
من أصعب مهاجم واجهته بشكل عام في البطولة؟
لا يوجد مهاجم واجهت أمامه صعوبة كبيرة، جميع اللاعبين كانوا بمستوى جيد، لكن الصلابة الدفاعية للمنتخب الوطني بمساعدة زملائي في الخط الخلفي حدت من خطورتهم، الكوري الجنوبي لي كانج إن كان مميزا، أيمن حسين كانت تحركاته جيدة في الخط الأمامي لكننا نجحنا بالحد من خطورته، والأهم هو مساعدة الفريق بالفوز، ولم نتطلع للإنجازات والأرقام الفردية بالبطولة، هدفنا كان نجاح المنتخب بشكل عام
من هو أفضل لاعب في آسيا من وجهة نظرك؟ ومن أفضل لاعب عربي حاليًا؟
ما قدمه زميلي في فريق الجزيرة الأردني سابقا موسى التعمري بالبطولة يشهد له القاصي والداني، وأراه بأنه الأفضل رفقة يزن النعيمات الذي قدم بطولة استثنائية أيضاً و كان الافضل في البطولة من وجهة نظري ، وهو يقدم مستويات مميزة مع مونبيليه بالدوري الفرنسي، ولا أبالغ في حال إجابتي بأنه اللاعب العربي الأفضل بالوقت الحالي، فالأرقام والمستويات تشير إلى أنه ذلك
اوصف يزن النعيمات وموسى التعمري في كلمة
صديقان وزميلان مميزين داخل الملعب وخارجه، وأرى مستقبل كبير لهما في بطولات قوية عالميا
أكرم عفيف سجل في مرمى الأردن 3 أهداف.. لديك مباراة أمام السد بتواجد أكرم عفيف بعد أيام.. هل ذلك يُمثل تحديًا لك من أجل إيقافه والانتقام الكروي منه؟
لا أفضل كلمة الانتقام في عالم كرة القدم، هي بالنهاية لعبة وفيها تنافس شريف، أسعى لإيقافه وتحقيق نتيجة إيجابية أمام متصدر الترتيب، هو لاعب مميز وكان هدافا لكأس آسيا ويمتلك موهبة عالية، لكنني أتطلع بأن أمنعه من التسجيل بمساعدة زملائي بالفريق
سؤال أخير بخصوص شهر رمضان المبارك .. حدثني عن روتينك اليومي خلال الشهر الكريم؟ وكيف تتعامل معه خاصة وأنت ملزم بالحصص التدريبية والمباريات؟
يتمتع شهر رمضان بخصوصية كبيرة بالنسبة لي، حيث أحرص على أن أقوم بكامل العبادات ومعايشة الطقوس الرمضانية بحذافيرها، إلا أنني أفتقد ذلك مؤخرا بسبب ابتعادي عن الأردن لاحترافي في ماليزيا العاميين الماضيين، والآن في قطر
التدريبات والمباريات أمر غير صعب بالشهر الفضيل نظرا لإقامتها عادة في المساء، وتتمتع عادة المباريات التي تقام برمضان بأجواء جميلة