
لا شك أن أردا جولر، الموهبة التركية الواعدة، يعيش لحظات صعبة مع ريال مدريد، اللاعب البالغ من العمر 19 عامًا وصل إلى العاصمة الإسبانية محملًا بآمال كبيرة، إلا أن واقعه مع الفريق لم يكن بنفس الزخم الذي توقعه، المنافسة الشرسة مع لاعبين أمثال كيليان مبابي، جود بيلينجهام، ورودريجو قلّصت من فرصه في الظهور بشكل منتظم، ما أثار تساؤلات حول مستقبله مع النادي.
رحلة أردا جولر مع ريال مدريد لم تكن سهلة، اللاعب الذي يتمتع بمهارات فنية مذهلة، وجد نفسه في موقف صعب وسط كوكبة من النجوم العالميين، ورغم ذلك، أثبت اللاعب أنه يستحق الحصول على فرصته، في كل مرة يظهر فيها كأساسي، يُظهر تأثيرًا واضحًا على أداء الفريق، أرقامه تتحدث عن نفسها: مساهمته المباشرة في 12 هدفًا خلال 17 مباراة بدأها مع الفريق، بمتوسط 0.85 هدفًا أو تمريرة حاسمة لكل 90 دقيقة.
ورغم أنه تألق في مشاركاته القليلة، إلا أن قلة الفرص جعلت من الصعب عليه ترسيخ مكانته في التشكيلة الأساسية، جولر يعتبر ضحية النجاح الكبير لريال مدريد، حيث تكدست المواهب في خط الهجوم، مما جعل من الصعب على الشاب التركي اختراق الجدار الفني للفريق.

مع ذلك، تأتي مباراة ريال مدريد أمام بريست في دوري أبطال أوروبا كفرصة ذهبية قد تكون نقطة انطلاق لجولر، يُتوقع أن يجري المدرب كارلو أنشيلوتي تغييرات على التشكيلة الأساسية في ظل ضمان التأهل بالفعل إلى دور الملحق على الأقل، هذا يعني أن اللاعبين الذين ينتظرون فرصتهم، مثل جولر، قد يكونون في مقدمة اختيارات المدرب.
مباراة بريست: فرصة أردا جولر لإثبات الذات
مباراة الغد أمام بريست تمثل فرصة مثالية لجولر، اللقاء يُعد خاليًا من الضغوط الكبيرة، ما يتيح لأنشيلوتي اختبار لاعبيه الذين لم يحصلوا على دقائق كافية، سيكون إشراك أردا جولر خطوة منطقية، خاصة في ظل غياب فينيسيوس جونيور للإصابة.
بريست، الذي أظهر تنافسية قوية في دوري الأبطال هذا الموسم، لن يكون خصمًا سهلًا، ومع ذلك، من المتوقع أن يعتمد أنشيلوتي على تشكيلة تضم لاعبين شبان مع بعض الأسماء الكبيرة لضمان التوازن، وجود لاعب مثل جولر في التشكيلة سيمنحه الفرصة لإظهار مهاراته الإبداعية في مواجهة دفاع قوي.
عندما يُمنح جولر الفرصة، يظهر بوضوح أنه لاعب من طراز خاص، في آخر خمس مباريات بدأها كأساسي، شارك في ستة أهداف، مما يُظهر مدى تأثيره في خلق الفرص وصناعة اللعب، علاوة على ذلك، يتصدر قائمة لاعبي ريال مدريد من حيث عدد الفرص التي تم خلقها من اللعب المفتوح لكل 90 دقيقة.
— Arda Güler HQ (@iHQGuler) January 28, 2025
ورغم أرقامه المميزة، يظل التحدي الأكبر أمام أردا جولر هو تجاوز المنافسة مع لاعبين بحجم مبابي وبيلينجهام، هذه الأسماء الكبيرة تجعل من الصعب على أي لاعب شاب إثبات نفسه، إلا أن مباريات مثل مواجهة بريست تُعد فرصة للتأكيد على استحقاقه مكانًا في التشكيلة الأساسية.
على الجانب الآخر، يعتبر بريست أحد الفرق التي أثبتت نفسها في البطولة هذا الموسم، حققوا نتائج قوية على ملعبهم، مما يجعل المباراة تحديًا حقيقيًا لريال مدريد، ومع ذلك، فإن الميرنجي، حتى مع التغييرات المتوقعة، يبقى الفريق الأقوى على الورق.
إذا تمكن جولر من الحصول على دقائق كافية في هذه المباراة، فقد تكون بداية لمرحلة جديدة في مسيرته مع ريال مدريد. إبداعه في وسط الملعب وقدرته على التمرير الدقيق قد تكون عوامل حاسمة في هذه المباراة، ومع استمرار غياب فينيسيوس، قد يكون هذا التوقيت الأنسب لجولر لإثبات نفسه.
تظل الأنظار متجهة نحو أردا جولر وما يمكن أن يقدمه في مباراة بريست، لاعب بحجمه ومهاراته يحتاج فقط إلى فرصة حقيقية لإظهار إمكانياته، إذا منح أنشيلوتي هذه الفرصة، فقد يشهد العالم ولادة نجم جديد قادر على قيادة ريال مدريد لسنوات قادمة.