في كثير من الأحيان، يواجه اللاعبون الشبان ضغوطًا كبيرة في اتخاذ قرارات مصيرية بشأن انتقالاتهم، وقد يشعرون بالندم بعد فترة، قرار التركي أردا جولر بالانتقال إلى نادٍ كبير مثل ريال مدريد قد يبدو كفرصة لا تُفوَّت، لكن مع مرور الوقت، قد يكتشف اللاعب أن الفرص التي كان يتوقعها لم تتحقق كما كان يأمل.
الكثير من اللاعبين الشبان يندمون لاحقًا على اختياراتهم، خاصة عندما يجدون أنفسهم بعيدين عن المشاركة في المباريات أو عندما يُقيَّد تطورهم بوجود لاعبين كبار يشغلون نفس المركز، في هذه الحالات، قد يكون من الأفضل لللاعبين اتخاذ قرارات تتماشى مع حاجاتهم الفعلية لتطوير مهاراتهم، مثل الانتقال إلى نادٍ يمنحهم الفرصة للعب بانتظام.
بالنسبة لجولر، قد يكون قد شعر في وقت ما بأنه اختار الطريق الأصعب، خاصةً في ظل قلة الفرص التي أتيحت له في ريال مدريد مقارنة بما كان قد يحصل عليه في برشلونة، حيث شهدت الساحة الكروية في صيف عام 2023، صراعًا محمومًا بين الغريمين للتعاقد مع النجم التركي الشاب، بعد مفاوضات مكثفة، اختار جولر الانتقال إلى الميرنجي، ووقع عقود إنضمامه إليهم.
الغريمان كان يسعيان بقوة للتعاقد مع أردا جولر، الذي أظهر إمكانيات كبيرة مع فريقه فنربخشة التركي، تسابق الناديان على إقناع اللاعب بالانضمام إليهما، حيث قدم كل منهما عروضًا مغرية، في النهاية، اختار جولر الانتقال إلى ريال مدريد، مما أثار تساؤلات حول سبب تفضيله للنادي الملكي على غريمه التقليدي.
المشاركة أم البطولات؟ أردا جولر يواجه صراعًا في ريال مدريد
يُعرف نادي برشلونة بتاريخه الطويل في منح الفرص للاعبين الشباب من خلال أكاديمية لا ماسيا، حيث يُعتبر النادي الكتالوني من أبرز الأندية التي تعطي الفرصة للاعبين الشبان لإثبات أنفسهم في الفريق الأول، على الجانب الآخر، يُعرف ريال مدريد بتوجهه نحو التعاقد مع لاعبين ذوي خبرة عالية، مما قد يقلل من فرص اللاعبين الشباب في المشاركة بانتظام.
بعد انتقاله إلى ريال مدريد، واجه أردا جولر تحديات كبيرة في الحصول على دقائق لعب كافية، على الرغم من إمكانياته العالية، إلا أنه لم يحصل على الفرص المنتظمة التي كان يأمل فيها، مما أثر على تطوره الكروي، خاصةً في ظل الصراع الشرس على مركزه وسط نخبة من اللاعبين الكبار والأساطير أمثال الكرواتي لوكا مودريتش.
The President x Arda Güler 🤝🏻🤍 pic.twitter.com/gjb7zVcACR
— Arda Güler HQ (@iHQGuler) January 11, 2025
في حين إذا نظرنا إلى لاعبين مثل لامين يامال في برشلونة، نجد أنهم يحصلون على فرص أكبر للمشاركة في المباريات الرسمية، مما يساهم في تطورهم السريع، لكن في المقابل، يواجه لاعبو ريال مدريد الشبان صعوبة أكبر في الحصول على فرص مماثلة، نظرًا لتركيز النادي على التعاقد مع لاعبين ذوي خبرة.
في تصريحات سابقة، أكد أردا جولر أن انتقاله إلى ريال مدريد كان بمثابة حلم بالنسبة له، حيث كان يرغب في الانضمام إلى النادي الملكي منذ أن كان طفلًا، وأشار إلى أن والده أخبره برغبة اللوس بلانكوس في التعاقد معه، مما جعله يتخذ قراره الحاسم ويرفض مغريات البارسا.
شهدت بدايات التركي مع الميرنجي بعض الصعوبات، حيث عانى جولر من إصابة في غضروفه الأيمن بعد انتقاله إلى ريال مدريد، مما أدى إلى غيابه عن النصف الأول من الموسم، هذه الإصابة أثرت بشكل كبير على فرصه في المشاركة مع الفريق، حيث لم يتمكن من إثبات نفسه بالشكل المطلوب.
في موسم 2024/2025، لم يحصل جولر على الفرص الكافية للمشاركة في المباريات الرسمية مع ريال مدريد، حيث جمع 766 دقيقة فقط في 21 لقاء، وذلك على مستوى كافة البطولات، تمكن خلالهم من تسجيل ثلاثة أهداف، بينما نجح في صناعة مثلهم حتى الآن.
قلة الفرص المتاحة لجولر في ريال مدريد قد تؤثر سلبًا على تطوره الفني، فالمشاركة المنتظمة في المباريات ضرورية للاعبين الشبان لتطوير مهاراتهم واكتساب الخبرة اللازمة، فمع مرور الوقت، بدأ يظهر تساؤلات حول ما إذا كان جولر قد ندم على اختياره الانتقال إلى ريال مدريد بدلًا من برشلونة، لأن في البارسا، كان من المحتمل أن يحصل على فرص أكبر للمشاركة، مما قد يساهم في تطوره الكروي بشكل أسرع.
رغم التحديات التي يواجهها أردا جولر في ريال مدريد من حيث قلة دقائق المشاركة، فإن الانتقال إلى النادي الملكي قد يكون له مميزاته، خاصة من ناحية التنافس على البطولات، حيث يُعتبر الفريق الأكثر تتويجًا بدوري أبطال أوروبا، وهو دائمًا منافس قوي في جميع البطولات التي يشارك فيها، سواء محليًا أو قاريًا.
Luka Modrić x Arda Güler 🤍 pic.twitter.com/U26A3ASzKn
— Arda Güler HQ (@iHQGuler) January 11, 2025
الانضمام لنادٍ يمتلك هذه العقلية الانتصارية قد يمنح جولر فرصة ليكون جزءًا من لحظات تتويج تاريخية، حتى وإن كانت مشاركته محدودة في البداية، على الجانب الآخر، يعاني برشلونة أحيانًا من بعض التعثرات، سواء في دوري أبطال أوروبا أو على المستوى المحلي، ما يجعل طريق البطولات أصعب نسبيًا.
هذا التفاوت في القدرة على تحقيق الألقاب قد يكون دافعًا لأردا جولر للاستمرار والعمل بجدية أكبر في ريال مدريد، طمعًا في أن يكون جزءًا من مشروع الفريق المستقبلي الذي يطمح دومًا للهيمنة على الكرة العالمية.
في النهاية، يبقى السؤال قائمًا حول ما إذا كان أردا جولر قد ندم على اختياره الانتقال إلى ريال مدريد بدلًا من برشلونة، الوقت وحده كفيل بالإجابة على هذا التساؤل، حيث سيعتمد ذلك على الفرص التي سيحصل عليها جولر في المستقبل وقدرته على إثبات نفسه في تشكيلة الفريق الملكي.
إحصائيات مواهب الكرة الأوروبية
[/sc]