هل رحيل كريستيانو رونالدو يحل أزمة مانشستر يونايتد ؟
” سأعود إلى المكان الذي بدأ منه كل شيء.. سأكون هناك بمثابة المحارب الذي خرج للتو في معركة لانتشالهم من غرق محقق.. سيُرددون إسمي عاليًا لطالما شئت، سأكون هناك كل شيء لديهم.. هناك فقط سيجعلوني “أنا كريستيانو رونالدو” ملك فوق رؤوسهم! “.
ظن كريستيانو رونالدو بأنه قادرًا على إعادة مجد النادي الذي جعل لإسمه بريقًا خاصًا، لكنه لم يكن يعلم بأنه سيكون أحد أسباب غرق مانشستر يونايتد أكثر في نظر البعض!
جيمي كاراجر مدافع ليفربول السابق وأحد محللي شبكة “سكاي سبورتس” حين قال في وقتِ سابق من الموسم الماضي 2021/2022، أن رونالدو يُعطل لعب مانشستر يونايتد ويتسبب في إفساد هجمات الفريق، هاجمته جماهير الشياطين الحمر كثيرًا، بالرغم أن توقيت الحديث كان صائبًا لقول ذلك! وتحديدًا عندما تكون خاسرًا في ملعب أولد ترافورد وأمام الغريم اللدود ليفربول بـ 5 أهداف دفعة واحدة.
وفي النهاية، فشل رونالدو في تحقيق ما قاله عندما عاد إلى مانشستر يونايتد بالفعل في صيف 2021، حين أكد على أنه حقق عودة استثنائية لإنقاذ النادي وإعادته لقمة عهده! لكن في نهاية موسمه الأول في “أولد ترافورد”، لم يفعل سوى المعتاد على الفريق الأحمر لسنواتِ مضت، البقاء في المركز السادس وعدم التأهل لدوري أبطال أوروبا.
منذ 2013، حين توّج مانشستر يونايتد بلقب الدوري الإنجليزي الـ 20 تحت قيادة مدربه الأسطوري السير ألكيس فيرجسون، لم يهنأ الشياطين الحمر من بعدها في أي لحظة، فحتى ذلك التوقيت؛ ابتعد الشياطين الحمر عن منصة تتويج لقبه المفضل؛ البريميرليج! حتى أنه اعتاد الوقوف في المركز البعيدة عن الأربعة الأوائل.
هل كريستيانو رونالدو أكبر أزمات مانشستر يونايتد ؟
لكن بالعودة إلى وضع كريستيانو رونالدو.. الذي طالب خلال الأسابيع الماضية من إدارة مانشستر يونايتد السماح له بالرحيل هذا الصيف، لرغبته في اللعب مع فريق يشارك في دوري أبطال أوروبا.
حتى وأن هناك شائعات قوية إرتبطت بياقة رونالدو، فقالت تقارير صحفية أن البرتغالي عرض خدماته على أتلتيكو مدريد، وقبل ذلك ارتبط إسمه أيضًا بالانتقال إلى برشلونة! قبل أن يخرج صاروخ ماديرا لنفي الأمر بطرق غير مباشرة!
رونالدو الذي أثار استفزاز المدرب الجديد لمانشستر يونايتد، الهولندي إريك تين هاج، بسبب عدم تواجده في الجولة التحضيرية للشياطين الحمر، يبدو أن وجوده الآن داخل أولد ترافورد لا يروق للمدرب الهولندي على الإطلاق.
مؤخرًا، خرجت شبكة “سكاي سبورتس” الإنجليزية، قالت في تقرير لها عن أزمة رونالدو: ” مانشستر يونايتد يعلم جيدًا الآن، أن على رونالدو أن يُغير سلوكه داخل غرفة الملابس، وإلا سيضطر النادي لإنهاء عقده! “
وبالرغم أن تلك التغريدة المنشورة على الحساب الرسمي للشبكة الإنجليزية الضخمة، تم حذفها بعد دقائق من نشرها، لكن فيما بعد انتشر خبر جديد في الصحف الإنجليزية يقول: ” تين هاج بات منفتحًا على رحيل كريستيانو رونالدو أكثر من أي وقت مضى “.
ويبدو أن وجود رونالدو في أول جولتين في الدوري الإنجليزي مع مانشستر يونايتد لم يؤتي ثماره في خطط المدرب الهولندي الذي لن يمانع فكرة التخلص من الهداف التاريخي لكرة القدم!
خسر مانشستر يونايتد أمام برايتون في افتتاحية البريميرليج بنتيجة 2-0، قبل أن يسقط في هزيمة مُذلة أمام برينتفورد بنتيجة 4-0 في الجولة الثانية، ما استدعى جماهير الشياطين الحمر المطالبة بضرورة إبرام عديد الصفقات الإضافية قبل إغلاق الميركاتو الصيفي بشكل عاجل.
وبسبب كل تلك الشائعات التي تداولتها الصحف مؤخرًا، خرج رونالدو أخيرًا عن صمته، وعلق على تغريدة لأحد المشجعين عبر حسابه على “إنستجرام” وذلك على صورة تجمعه بإيدو أجيري صحفي برنامج “الشيرنجيتو” الشهير.
وقال رونالدو في تعليقه على تلك الصورة: ” الإعلان يردد الأكاذيب، لدي سجل ملاحظات يضم 100 خبر، 5 أخبار فقط منهم كانت صحيحة، الحقيقة ستظهر عندما تصدر مقابلتي في غضون أسابيع قليلة “.
لكن.. هل خروج رونالدو من مانشستر يونايتد سيحل أزمة الشياطين الحمر ؟
الحقيقة لا.. كريستيانو رونالدو ليس الأزمة الوحيدة بالنسبة لنادي بحجم مانشستر يونايتد، الأكثر تتويجًا بلقب الدوري الإنجليزي برصيد 20 لقبًا وبفارق لقب وحيد عن ليفربول الذي يحل في الوصافة برصيد 19 لقبًا!
مانشستر يونايتد في المواسم الماضية، يعتمد في دفاعه على الإنجليزي الدولي ” هاري ماجواير” أغلى مدافع في العالم، بعدما حصل عليه اليونايتد في صفقة وصلت لـ 80 مليون يورو! بل ولم يكتفِ بذلك فوضعه قائدًا للفريق الأول أيضًا.
رحيل جوزيه مورينيو عن تدريب مانشستر يونايتد، وإسناد المهمة بشكل مؤقت لأسطورة النادي أولي جونار سولشاير جعل الفريق يشعر بنوع من الاستقرار، بعدما قدم أداء ومردود ربما وجدته إدارة الشياطين الحمر جيدًا جدًا لدرجة أنها وقعت معه على عقد طويل وجعلته مدربًا للفريق وليس مدرب مؤقت.
سولشاير بالفعل نافس مع مانشستر يونايتد في موسم 2020/2021 حتى أنه أنهى الموسم في وصافة البريميرليج، وهو مركز لم يقف فيه الفريق الاحمر منذ سنوات طويلة، لكنه نجح رفقة أسطورته في العودة له.. حتى أن إدارة المانيو قررت دعم الفريق بصفقات ضخمة في الصيف التالي للمنافسة على اللقب هذه المرة.
في الموسم التالي الذي شهد دعم الفريق بعناصر مثل: جادون سانشو وكريستيانو رونالدو ورافائيل فاران وغيرهم، تواجد الشياطين الحمر في نهايته في المركز السادس، حتى إنه كان قريب من الهبوط لمراكز أبعد من السادس!
رحل سولشاير وجاء بشكل مؤقت الألماني “رانجنيك”، وتعرض الفريق معه لهزائم مهينة لحجم النادي الأحمر، حتى أنه خسر أمام ليفربول في مباراة الدور الثاني 4-0، بعدما كان قد خسر مباراة الدور الأول في عهد سولشاير بنتيجة 5-0.
مجيئ إريك تين هاج إلى أولد ترافورد جعل الجميع هنا يشعر بالاطمئنان حيال عودة مانشستر يونايتد لسابق عهده، حتى أن الجولة التحضيرية قالت الكثير حول هذا الأمر، لكن وبشكل مفاجئ لم يقدم الفريق الأحمر أي شيء جديد سوى مواصلة السقوط.
هزيمة برايتون ومن ثم برينتفورد، لم تكشف ربما سوى عن نقاط الضعف الموجودة في خطوط مانشستر يونايتد المختلفة، بداية من ديفيد دي خيا الذي يحتاج إلى بديل قوي ينافسه على مركزه، خاصة وأنه ربما يشعر الآن بالاطمئنان لاعتياده على اللعب أساسي حتى في أسوء لحظاته، وتحديدًا لأن النادي لا يملك بديل قوي غيره.
مرورًا بالدفاع، الذي يضم أكبر كوارث اليونايتد منذ فترة طويلة، ” هاري ماجواير ” الذي لم يقم بدوره كقلب دفاع منذ وصوله إلى مانشستر يونايتد بالأساس، كذلك لوك شاو ودالوت!
وبرغم أن تين هاج تعاقد مع “مالاسيا” من الدوري الهولندي ليتنافس مع لوك شاو على مركزه، إلا أن المدرب الهولندي لا زال يحتفظ بـ”شاو” في مركزه بشكل طبيعي!
الشيء الوحيد الذي تغير في دفاع الشياطين الحمر هو إدخال الوافد الجديد “ليساندور مارتينيز” الذي لم يقدم أي جديد أيضًا بسبب قصر قامته بين مهاجمي الدوري الإنجليزي!
فريد وماكتومناي أزمة أخرى في خط وسط ميدان الشياطين الحمر، بالرغم أن تين هاج ألمح بأنه يرجح كفة دوني فان دي بيك في نصف الملعب، لكن حتى جماهير اليونايتد تتفاجئ بمكتومناي في المنتصف!
برونو فيرنانديز علامة استفهام كبيرة جدًا في مانشستر يونايتد منذ الموسم الماضي، بالرغم أن البرتغالي كان ينافس في الموسم قبل الماضي على لقب هداف البريميرليج، لكن الآن عدد أهدافه تكاد تكون شبه معدومة!
سانشو الذي قدم أداء سيء في الموسم الماضي، يتواجد في تشكيلة تين هاج الأساسية منذ بداية الموسم الجديد، لكن تأثيره لم يظهر بعد. كذلك ماركوس راشفورد الذي لم يقدم أي جديد حتى الآن!
لذا سيكون على تين هاج حل العديد من الأزمات حتى إذا رحل كريستيانو رونالدو في نهاية المطاف قبل نهاية الميركاتو الصيفي الحالين سيواصل الشياطين الحمر الظهور بشكل ربما يصبح أكثر سوءًا مما عليه الفريق الآن.