365TOPأخبارتقارير ومقالات خاصةكرة القدم الانجليزيةكرة قدم
الأكثر تداولًا

هل تُهديء مباراة “كل النجوم” من حدة العداوة والكراهية بين جماهير الكرة الإنجليزية ؟

” نحن نكره توتنهام أكثر “.. هتاف ربما يتردد صداه داخل وخارج ملاعب كرة القدم حين يكون فريق أرسنال طرفًا في مباراة ما أمام أحد فرق لندن! حتى أن كان الطرف الآخر تشيلسي أو برايتون أو حتى فولهام.. سيكون الهتاف موجه صوب السبيرز!

فصول من العداوة والكراهية بين أندية المدينة نفسها في الجنوب! أما في الشمال فامتد العداء إلى تطاولات وصلت للسخرية من الضحايا والموتى، ففي الشمال الغربي ستجد العداء راسخًا بين الأجيال المحتلفة في مدينتي مانشستر وليفربول!

عداء في الجنوب وكراهية في الشمال! وهناك من ينادي لجمع كل هؤلاء في مباراة واحدة وبتقليد جديد ومبتكر لم تعهده أوروبا من قبل.

مباراة كل النجوم.. هل ينجح مقترح تود بويلي في جمع جماهير إنجلترا ؟

خرج الأمريكي “تود بويلي” مالك نادي تشيلسي الإنجليزي مؤخرًا، للدعوة لإقامة مباراة استعراضية يُطلق عليها “مباراة كل النجوم” تجمع أندية الشمال والجنوب في إنجلترا، على غرار ما يحدث في كرة القدم الأمريكية وكذلك كرة السلة!

تخيل معي أن فريق كامل سيمثل الشمال في إنجلترا يضم نجوم أندية: مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وليفربول إلى جانب إيفرتون ونيوكاسل وأستون فيلا ونوتنجهام فورست وليستر سيتي وولفرهامبتون وليدز يونايتد!

أما فريق الجنوب، سيمثله: أندية لندن بكل تأكيد؛ تشيلسي وأرسنال وتوتنهام، إلى جانب فولهام وبرينتفورد وساوثهامبتون وبورنموث وكريستال بالاس وبرايتون!

فريق 365Scores أعد تشكيلة مميزة لفريق الشمال وفريق الجنوب، لكن تم اختيارهم من بين الـ 6 الكبار: مانشستر سيتي – مانشستر يونايتد – ليفربول يمثلون الشمال، وأرسنال – تشيلسي – توتنهام يمثلون الجنوب، وجاء كالتالي:

لكن ماذا إذا قمنا بتجميع فريق من كل فرق الشمال مع فريق من كل فرق الجنوب ؟

فريق الشمال:

حراسة المرمى: أليسون بيكر “ليفربول”

الدفاع: كانسيلو “مان سيتي” – تريبيير “نيوكاسل” – كونور كودي “إيفرتون” – ليساندرو مارتينيز “مان يونايتد”

الوسط: دي بروين “مان سيتي” – كريستيان إريكسن “مان يونايتد” – محمد صلاح “ليفربول” – روبن نيفيس “وولفرهامبتون”.

الهجوم: إرلينج هالاند “مان سيتي” – رودريجو مورينو “ليدز يونايتد”

فريق الجنوب:

حراسة المرمى: هوجو لوريس “توتنهام”

الدفاع: زينشينكو ” أرسنال” بن ميي “برينتفورد” – كاليدو كوليبالي “تشيلسي” – كايل بيترز “ساوثهامبتون”

الوسط: ديكلان رايس “وست هام” – باسكال جروس “برايتون” – سون هيونج مين “توتنهام” – ويلفريد زاها “كريستال بالاس”

الهجوم: هاري كين “توتنهام” – ألكسندر ميتروفيتش “فولهام”

وبعيدًا عن العداء الحاصل بين أرسنال وتوتنهام لعقود من الزمان، وبخلاف العداوة التاريخية بين مانشستر يونايتد وليفربول، والخلاف الحاصل بين ليفربول وإيفرتون، والكراهية الشديدة بين مانشستر يونايتد وليدز يونايتد! -ربما- يُنحي اللاعبين خلافات الجماهير جانبًا ويوافقون على إقامة مباراة واحدة لتمثيل الشمال والجنوب.

لكن يبقى التساؤل حول كيف ستواجه جماهير كرة القدم في إنجلترا هذا المقترح إذا تم تنفيذه على أرض الواقع ؟! في ظل الخلافات القوية والصراعات الدائرة بين جماهير إنجلترا.. يمكننا الذهاب في رحلة زمنية للغوص أكثر في العداء التاريخي بين تلك الأندية.

الغضب والكراهية بين ليفربول ومانشستر يونايتد

من المعروف، أن في العقود الماضية، قررت الحكومة البريطانية استبدال ميناء ليفربول بميناء آخر وهو الخاص بمدينة مانشستر، لتتحول كافة السفن إلى هناك.

ساهم ذلك القرار، في زيادة معدلات البطالة بشكل مخيف جدًا في مدينة ليفربول حتى وصلت إلى 50%، وأدى ذلك إلى انتشار الفقر الشديد في أرجاء المدينة

حمل سكان مدينة ليفربول حينها كل مشاعر الكراهية تجاه مدينة مانشستر وسكانها، حتى امتدت تلك الكراهية إلى ملاعب كرة القدم، وبات الخلاف الأشرس في مباريات ليفربول ومانشستر يونايتد، فيما عُرف بدديربي الغضب والكراهية” ديربي الشمال الغربي!

ازداد العداء بين الطرفين، بسبب كارثة هيلزبره التي راح ضحيتها 96 من مشجعي ليفربول، الأمر الذي استهزء به جمهور مانشستر يونايتد مرارا، حتى أنهم ألفوا أهزوجة للسخرية من ضحايا هيلزبره في مباريات الديربي فيما بينهم!.

جماهير مانشستر يونايتد

خلاف أبناء المدينة الواحدة الأعنف

بخلاف أبناء المدينة الواحدة، ففي عام 2009، قررت شبكة “BBC” البريطانية، إجراء استفتاء لجماهير أرسنال، وتبين من خلاله أن جماهير الجانرز تحمل مشاعر الكراهية لتوتنهام وأيضًا مانشستر يونايتد! وفي المرتبة الثالثة يأتي تشيلسي بين تلك الفرق.. هنا سنجد أن جماهير أرسنال تخطت الجنوب بالكامل وحملت مشاعر حقد وكراهية تجاه منافس في الشمال!

لكن تبقى العداوة بين أرسنال وتوتنهام هي الأشرس على الإطلاق، فبدأت مثلًا في عام 1887 بمباراة ودية جمعت الفريقين قبل أن تتوقف تمامًا قبل النهاية بقليل! بسبب اعتراضات جماهير أرسنال التي شعرت بالظلم الشديد من نتيجة المباراة، حيث كان توتنهام يتفوق بنتيجة 2-1.

لكن أصل العداء بين الجانبين بدأ في عام 1909، حين قرر ملاك نادي أرسنال نقل ملعبهم إلى ملعب “الهايبري” التاريخي، وكان المسؤولين قد حددوا موقعه على مسافة بسيطة من ملعب توتنهام “وايت هارت لين”.

تلك الخطوة التي أقدم عليها المسؤولين في أرسنال تسببت في غضب واستفزاز جماهير توتنهام، خاصة وأن جماهير السبيرز كانت تعتقد قديمًا أن ناديها هو الممثل الوحيد لشمال لندن! قبل أن يظهر أرسنال على الخريطة.

مؤامرة 1919 – خطوة كبيرة نحو الكراهية

بطل تلك المؤامرة هو “السير هنري نوريس” رئيس نادي أرسنال في ذلك التوقيت، تقول إحدى الروايات أن “نوريس” الذي وضع كامل ثروته لتشييد وبناء نادي أرسنال، كان سببًا رئيسيًا في إشعال فتيل العداء الكبير بين الجانرز وتوتنهام!

نوريس بالأصل كان قد ولد في جنوب لندن عام 1865 وبعد أكثر من 20 عامًا أسس نادي أرسنال هناك، لكنه اعتزم الرحيل إلى شمال لندن والمكوث هناك، وفيما بعد خطط لاستئجار 6 فدادين من الأرض في منطقة “هايبري” لتشييد ملعب لأرسنال هناك!

وفي عام 1919، أتخذ الاتحاد الإنجليزي قرارًا بزيادة عدد فرق الدرجة الأولى من 20 إلى 22 فريقًا، في ذلك التوقيت أرسنال كان لا يزال ينافس في دوري الدرجة الثانية، ويقف في المركز السادس أي ليس أمامه أي فرصة للصعود للدرجة الثانية!

لكن الوضع في دوري الدرجة الأولى كان على صفيح ساخن، بعدما وقف تشيلسي في المركز الـ 19 وتوتنهام في المركز الـ 20، ولأن الاتحاد الإنجليزي قرر زيادة عدد الفرق إلى 22، ظنت الفرق أنها لن تهبط بل سيتم تصعيد فريقين فقط!

لكن الصدمة، أن أرسنال الذي أنهى المنافسة في المركز الخامس! تم تصعيده إلى دوري الدرجة الأولى، بينما هبط توتنهام! فماذا حدث ؟

تقول الرواية، أن الاتحاد الإنجليزي بعدما قرر تصعيد فريقين إلى الدرجة الأولى وهم: ديربي كاونتي وبريستون! فكر في منح فرصة ثالثة لفريق آخر في الدرجة الثانية.

فاقترح الاتحاد الإنجليزي أن تقام مباراة فاصلة بين آخر فرق دوري الدرجة الأولى وفريق من دوري الدرجة الثانية، وتم اختيار أرسنال ليكون هو هذا الفريق الذي سيواجه توتنهام.

لكن في النهاية، تقرر إجراء استفتاء بين أندية الدرجة الأولى للاختيار بين صعود أرسنال أم هبوط توتنهام.

نادي توتنهام لم يصمت وندد بأن ما حدث ما هي إلا مؤامرة يقودها “هنري نوريس” وأن ما حدث له عبارة عن غش صريح! لكن مالك أرسنال كان مقتنعًا جدًا بصعود فريقه خاصة وأن أرسنال قد شارك في الدوري الإنجليزي قبل توتنهام بنحو 15 عامًا.

وأخيرًا، اختارت أندية دوري الدرجة الأولى وجود أرسنال وطرد توتنهام إلى الدرجة الثانية، بنسبة أصوات 10 إلى 8، ومن هنا بدأت العداوة والكراهية بين الجانبيين.

ومنذ ذلك اليوم، تردد جماهير توتنهام هتاف قوي تجاه أرسنال في مباريات ديربي شمال لندن وتقول: ” هو نفسه أرسنال القديم.. هو نفسه الفريق الغشاش “.

مشاهد عمّقت الخلاف والكراهية بين ألناديين!

وفي موسم 98/99، كان التنافس بين أرسنال ومانشستر يونايتد قوي للغاية على لقب الدوري الإنجليزي، حتى تأجل الإعلان عن البطل حتى الجولة الأخيرة، والتي وضعت توتنهام في مواجهة اليونايتد.

جماهير أرسنال وضعت كامل آمالها على توتنهام لإنهاء تلك المنافسة الطويلة، حتى أن السبيرز ظل متقدمًا بهدف طوال المباراة، لكن في النهاية سمحوا لمانشستر يونايتد بالتعديل ليتعادل في الدقائق الأخير ومن ثم يحرز هدف الفوز!

بهذا الفوز، نجح مانشستر يونايتد في خطف لقب الدوري الإنجليزي الممتاز من أرسنال بفارق نقطة وحيدة، وبسبب توتنهام!

لكن ما زاد من حدة غضب جماهير توتنهام تجاه أرسنال، كان ما فعله المسؤولين في الجانرز في عام 2003، حين تم تغيير إتجاه شعار أرسنال (المدفع) ليتم تصويبه جهة اليمين بعدما كان طوال السنوات الماضية جهة اليسار.

وبعد تغيير جهة المدفع أصبح في نفس الجهة الموجود فيها ملعب “وايت هارت لين” الملعب الخاص بتوتنهام، وكأنه مصوبًا على النادي بالأصل، ما أثار غضب واستفزاز الجماهير.

ومنذ تولي دانيال ليفي إدارة نادي توتنهام، أصبح العداء بين الناديين أكبر، خاصة أن جماهير أرسنال لا تترك مناسبة إلا وتستفز جماهير السبيرز بأصوات ساخرة مثل: ” تشش” وهي إشارة لمحرقة هتلر لليهود.

لماذا هتلر ولماذا اليهود؟! السبب يعود إلى أن أحد كبار مشجعي توتنهام كان يهوديًا متعصبًا، حتى أن دانيال ليفي مالك السبيرز الحالي هو أيضًا يهودي!

إلا أن القشّة التي قسمت ظهر جماهير توتنهام، تتجسد في واقعة انتقال نجم السبيرز السابق “كامبل” إلى أرسنال، لتتحول مشاعر جماهير توتنهام من قمة الحب إلى قمة الكراهية للشخص نفسه.

لكن ما تسبب في نبذ “كامبل” من قِبل جماهير توتنهام، هو احتفال اللاعب بجنون مع أرسنال بدوري اللاهزيمة الذي توج به الجانرز داخل ملعب “توتنهام”.

هل تعيق الجماهير مقترح تود بويلي ؟

ربما جماهير إنجلترا المعروفة بـ”العنف والغضب” على مر التاريخ، لن تمانع بمفردها إقامة تلك المباراة، في ظل أن مقترح تود بويلي مالك تشيلسي لم ينل إعجاب بعض المدربين في الدوري الإنجليزي حاليًا.

فمثلًا عندما تم سؤال يورجن كلوب، مدرب ليفربول، عن رأيه في هذا المقترح أجاب بسخرية: ” عندما يجد بويلي وقتًا لتلك المباراة، عليه الاتصال بي في الحال “.

وأضاف كلوب: ” هو ينسى بأنه في الرياضات الكبرى في أمريكا، يحصل اللاعبون على عطلة تصل إلى 4 أشهر.. ويبدو أنهم سعداء بممارسة مثل تلك الأنشطة في عطلتهم!.. لكن الفكرة مختلفة تمامًا في كرة القدم هنا “.

كرة القدم الإنجليزية مليئة للغاية بالبطولات والمباريات المختلفة، حتى أن جدول مباريات الأندية في إنجلترا مزدحم بشكل كبير، وفي ظل انتهاء المنافسات هناك بنهاية مايو وانطلاقها مجددًا مطلع أغسطس، يصبح من الصعب للغاية إقامة مثل هذه المباريات.

سارة علي

صحفية من مصر، بدأت العمل الصحفي منذ 2012، لديها خبرة لأكثر من 5 سنوات في 365Scores، تهتم بكتابة القصص الصحفية والتحقيقات والحوارات، ومهتمة بأخبار الدوريات حول العالم وبترجمة الأخبار العالمية ومتابعة أحداثها أول بأول، وتنسيق موضوعات خاصة باللاعبين الكبار وأهم ما يدور عنهم من أحداث مميزة ومختلفة.

5519 مقال