هل تعلم (4).. جماهير فريق إيطالي خرجت في مظاهرات للضغط من أجل التعاقد مع زيكو!
في الثمانينات، حين يرتبط إسم لاعب من القارة اللاتينية يقترب من الانتقال إلى صفوف فريقك، بالطبع قد تخرج في مظاهرات للضغط على المسؤولين من أجل نجاح تلك الصفقة.
لكن ماذا إن كان هذا اللاعب من بين لاعبي منتخب البرازيل الذين سطع نجمهم ووصلت نجوميتهم حد السماء خلال تلك الفترة، بسبب سيطرة منتخب السامبا على كل شيء.
ففي فترة الثمانينات، وقعت العديد من الأحداث المثيرة للجدل في الدوري الإيطالي، ساهمت في إحداث نقلة تاريخية في الكالتشيو، وتحديدًا بعد وصول (دييجو أرماندو مارادونا) إلى نابولي، و(ميشيل بلاتيني) إلى يوفنتوس.
لكن ما وقع في عام 1983، كان الغير تقليدي على الإطلاق، حين انفردت الصحف الإيطالية بوجود مفاوضات بين فريق أودينيزي وأسطورة منتخب البرازيل ( زيكو )، لم تهدأت الجماهير يومًا حتى وصل إلى الأراضي الإيطالية.
خروج مظاهرات وتهديد بالانفصال عن إيطاليا بسبب زيكو
وفقًا للصحف الإيطالية، فقد تم الإتفاق بين مسؤولي أودينيزي والبرازيلي ( زيكو ) على المجيء إلى الدوري الإيطالي مقابل 4 مليون دولار!
لكن يبدو أن السياسيين في إيطاليا لم يعجبوا كثيرًا بالمبلغ المقدم لضم ( زيكو )، حتى وأن البعض منهم ضغط على الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، لتعطيل تلك الصفقة بحجة أن النادي لا يمتلك ضمانات مالية.
الصحف الإيطالية من جانبها، لم تخفِ خبرًا، فقامت بنقل كل هذه التفاصيل التي أصبحت بين عشية وضحاها بين يدي الجماهير الإيطالية وتحديدًا جماهير أودينيزي، التي كانت تقف بالمرصاد لكل كبيرة وصغيرة بشأن تلك الصفقة.
ومن هنا، قررت جماهير أودينيزي اجتياح الشوارع للاحتجاج على الحكومة المركزية في إيطاليا وعلى الاتحاد الإيطالي لكرة القدم أيضًا، من أجل الضغط عليهم للسماح لإدارة ناديهم بالتعاقد مع ( زيكو ).
لكن مرّ يومين ولم يحدث أي جديد! فقامت جماهير أودينيزي بتصعيد الأزمة أكثر فأكثر، حتى وأنها هددت بالانفصال عن إيطاليا نهائيًا والانضمام إلى النمسا! وذلك لأن المدينة تقع في منطقة حدودية بين إيطاليا والنمسا.
هذا التصعيد كاد أن ينقلب إلى حقيقة، لولا تدخل الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، الذي تمّم بنفسه صفقة انتقال ( زيكو ) إلى أودينيزي، لمنع حدوث أي شيء يمس أمن واستقرار إيطاليا ووقف فكرة الانفصال الإقليمي نهائيًا.
أما عن ( زيكو ) فقد وصل إلى إيطاليا بعد أيام قليلة من هدوء الأوضاع، وتم استقباله استقبال الأبطال العائدين من ساحات المعارك.
في أول مواسم ( زيكو ) مع أودينيزي، نجح في تسجيل 19 هدفًا في الدوري الإيطالي، لكنه فشل في حصد لقب الهداف الذي سيطر عليه ( ميشيل بلاتيني ) مع يوفنتوس.
لكن في الموسم الثاني للبرازيلي في إيطاليا، عانى المهاجم من الإصابات المتكررة، ولم يظهر بصفة مستمرة مع أودينيزي.
فيما بعد، ظلت السلطات الإيطالية تتابعه حتى تم إتهامه بالتهرب من الضرائب، ولم يكن أمام ( زيكو ) سوى الرحيل عن إيطاليا واللجوء إلى البرازيل، وهذا ما حدث بالفعل ليعود إلى صفوف فريق (فلامينجو).