هل تعلم (2).. هاري ريدناب يدفع بمشجع داخل الملعب ويسجل هدفًا مع وست هام
فكرة أن تعاقب شخص أساء لشخص آخر، بإجباره على فعل ما يفعله الأخير تحت الضغط نفسه وفي الظروف نفسها، أمر ليس بهين على الكثيرين.
ففي واحدة من أغرب الحكايات التي شهدتها ملاعب كرة القدم على الإطلاق، قرر أحد المدربين الإنجليز سحب مشجع لفريقه من المدرجات وأجبره على لعب المباراة!
رد فعل المدرب جاء بسبب انفعال هذا المشجع على مهاجمه طوال مجريات اللقاء، حيث أساء المشجع للمهاجم، فأجبره المدرب على النزول إلى أرضية الملعب واللعب إلى جواره، لكن ما حدث فيما بعد تسبب في حدوث دهشة وسط كافة الموجودين.
لكن هل تعلم أن هذا المدرب هو المخضرم ( هاري ريدناب ) الذي قرر الدفع بمشجع لفريق وست هام في مباراة ودية عام 1994، لكن المفأجئة تجسدت في أن هذا المشجع نجح في إحراز هدف كان سببًا في ترقية (ريدناب) بالأصل!
ما القصة ؟
خلال الفترة التحضيرية قبل انطلاق موسم عام 1994، خاض فريق وست هام يونايتد مباراة ودية ضد فريق أكسفورد، وشارك الفريق الأساسي بالكامل حينها.
كان ( لي تشابمان ) في هجوم المطارق، لكنه قدم أداء لم يرقِ أبدًا لإعجاب الجماهير، الأمر الذي استفز عدد من المشجعين في المدرجات، وبدأت تخرج صيحات عليه كلما لمس الكرة.
في تلك الأثناء، ( هاري ريدناب ) كان يتابع كل ما يدور في الملعب بهدوء شديد، حتى وصله صراخ أحد المشجعين الذي ظل يردد: ( أنا لن أحضر كل أسبوع إذا كان يلعب لي تشابمان هذا في المقدمة! ).
هاري ريدناب في حديثه مع الصحفي (جيف مايش)، في فيلمه القصير (I’m A Celeb) قال: ( كان هناك شاب يافع يقف في المدرجات وقد رسم وشمًا على ذراعيه ورفبته يحمل شعار وست هام، ويضع أقراط، وكل دقيقتين ينهال علينا بالصراخ )
يقول (ريدناب)، أنه قبل نهاية شوط المباراة الأول، همّ بإخراج ( لي تشابمان ) من أرضية الملعب، ومن ثم توجه إلى هذا المشجع الذي ظل يصرخ حتى توجه له المدرب بنفسه وطالبه بالنزول إلى أرض الملعب!
المشجع كان يُدعى ( ستيف ألفاموي)، والذي سرد تفاصيل تلك اللحظة في الفيلم القصير نفسه (I’m A Celeb): ( وجدت هاري واقف أمامي ويقولي لي “هل يمكنك اللعب بشكل جيد كما تتحدث حقًا؟ “، لم أصدق ذلك، وجدته يدخل غرفة الملابس ويصطحبني معه )
وتابع المشجع ستيف: ( كان اللاعبون يجلسون مستريحين بين الشوطين، ثم وجدت هاري يقول: ( لي تشابمان أنت خارج الشوط الثاني الآن أليس كذلك، لكن ستيف سيكون متواجدًا بدلًا منك ).
ماذا حدث في بقية المباراة ؟
يحكي ستيف ألفاموي تفاصيل الـ 45 دقيقة التي وصفها بالممتعة القاسية، في (I’m A Celeb): بعد الدقائق الخمص الأولى، كانت ساقاي ترتجفان، كنت ألعب مع وست هام ولا أصدق أي شيء، بعد ذلك بدأ الأمر يهدأ شيئًا فشيئًا ).
ثم يشرح ستيف: ( لقد حدثت معجزة، لقد ضربت الكرة مثل أي شيء آخر، لكني تفاجئت بإنها ارتطمت بالزاوية السفلية للمرمى، نجحت في تسجيل هدف!! ).
انتهت تلك المباراة بفوز وست هام يونايتد بنتيجة 4\0 على أكسفورد، ونجح المشجع ( ستيف ألفاموي ) في المشاركة في حفلة أهداف المطارق بمعجزة كما وصف!
وبينما كانت تلك المباراة الودية قبل انطلاق موسم 1994 بمثابة حلم لستيف ألفاموي، فقد ساهمت في نجاح كبير جدًا لـ ( هاري ريدناب )، حيث قام نادي وست هام بترقيته من مساعد مدير إلى مدير للفريق!
في الموسم الذي انطلق عقب تلك المباراة، نجح هاري ريدناب نجاحًا هائلًا مع وست هام يونايتد، وحصل معهم على المركز الخامس في الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليج)، وخطف بذلك مكانًا يلعبون فيه في بطولات أوروبا
وفي العام نفسه، وقع هاري ريدناب مع ابن أخيه ( فرانك لامبارد ) وسط حالة من الجدل الكبيرة، لكن نظرًا لإيمانه الكبير في موهبة لامبارد، دفعه إلى مسيرة كرة قدم متألقة شهدت وصول لامبارد فيما بعد لقيادة منتخب إنجلترا.