هل انتهت سيطرة رونالدو وميسي على أوروبا؟.. ومبابي وهالاند سيرثان العرش
ودع نادي يوفنتوس رفقة نجمه كريستيانو رونالدو بطولة دوري أبطال أوروبا مساء الثلاثاء، رغم فوزه على بورتو البرتغالي 3-2 في إياب ثمن نهائي المسابقة الأوروبية.
وتسائلت صحيفة ‘‘ديلي ميل‘‘ الإنجليزية في تقرير لها، اليوم الأربعاء، هل انتهت أيام سيطرة كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي على أوروبا أخيرًا؟ وباستثناء ريمونتادا جديدة لبرشلونة اليوم، سيغيب النجمين عن ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة منذ 16 عامًا، مع استعداد كيليان مبابي وإيرلينج هالاند لتولي المسؤولية مكانهما.
يبدو كريستيانو رونالدو محبطًا للغاية بعد خروج يوفنتوس المفاجئ من دوري الأبطال هذا الموسم على يد بورتو البرتغالي، ومع بلوغه 36 عامًا، سيفكر صاروخ ماديرا في الفترة المقبلة عن المكان الذي يريد فيه إنهاء مسيرته المهنية اللامعة.
سيكون الانتقال إلى الدوري الأمريكي لكرة القدم أمرًا مثيرًا للاهتمام بلا شك مع حلول عام 2022، مما يعني أن رونالدو يمكن أن يكون لديه فرصة أخرى للفوز بدوري أبطال أوروبا قبل اعتزاله كرة القدم.
بالنسبة للاعب الذي أصبح مرادفًا للمنافسة منذ ظهوره لأول مرة مع مانشستر يونايتد في عام 2003، سيكون من المؤسف إذا لم يقم بقبضته مرة أخيرة على لقبه المفضل دوري أبطال أوروبا.
أنفق يوفنتوس 100 مليون جنيه إسترليني على رونالدو في عام 2018 في محاولة لإنهاء لعنة التتويج بدوري أبطال أوروبا، وهو اللقب الغائب عن اليوفي منذ عام 1996، لكن الأمور لم تسر كما هو مخطط لها منذ ذلك الحين.
تبع الخروج من ربع النهائي أمام أياكس في 2019 خيبة أمل في دور الـ16 في الموسمين الماضيين، أولاً أمام ليون الموسم الماضي، ثم أمام بورتو مساء الثلاثاء، والفشل في الوصول إلى المراحل الأخيرة هو أمر لم يعتاد عليه رونالدو الهداف التاريخي لدوري أبطال أوروبا برصيد 134 هدفًا على الإطلاق.
بعد ثلاثة مواسم مخيبة للآمال في المنافسة مع مانشستر يونايتد بين عامي 2003 و2006، ساعد الدون رجال السير أليكس فيرجسون على الوصول إلى الدور نصف النهائي في عام 2007، قبل أن يسجل في نهائي 2008 الذي توج به الشياطين الحمر بركلات الترجيح على تشيلسي.
وصل رونالدو مع مانشستر يونايتد إلى نهائي دوري الأبطال مرة أخرى في عام 2009، لكنه خسر اللقب لصالح برشلونة الذي فاز 2-0، حيث سجل الأرجنتيني ليونيل ميسي الهدف الثاني للبارسا في تلك الليلة في روما.
وهيمن ميسي ورونالدو على دوري أبطال أوروبا خلال آخر 15 موسمًا، حيث أن الموسم الذي سبق فوز برشلونة على آرسنال في نهائي دوري الأبطال 2004-05، كان الأخير الذي لم يصل فيه أي منهما إلى ربع النهائي على الأقل.
وفاز رونالدو وميسي بتسعة ألقاب لدوري أبطال أوروبا منذ موسم 2005-2006، لكن يبدو من المؤكد أن هذا السجل المذهل سينتهي الليلة، مع مواجهة ميسي نفس مصير رونالدو عندما يواجه برشلونة غريمه باريس سان جيرمان في إياب دور الستة عشر.
وخسر برشلونة أمام باريس سان جيرمان 4-1 على ملعب كامب نو في لقاء الذهاب، ويحتاجون إلى تسجيل أربعة أهداف على الأقل في باريس مع الخروج بشباك نظيفة ليحظوا بفرصة تحقيق معجزة أخرى ضد العملاق الفرنسي.
نتيجة مباراة الذهاب تعني أن ميسي سيكون بالتأكيد في نفس المركب الذي يأتي فيه رونالدو صباح الخميس ويطرح السؤال: ‘‘هل انتهى عصرهم الذهبي أخيرًا؟‘‘.
بعد تقديم عرض ملهم ضد مانشستر يونايتد في نهائي 2009، رفع ميسي كأسين إضافيين في دوري أبطال أوروبا في 2011 و2015، ووصل إلى الدور نصف النهائي في أربع مناسبات أخرى.
ويحتل ميسي المركز الثاني في قائمة هدافي دوري أبطال أوروبا على مدار التاريخ برصيد 119 هدفًا خلف كريستيانو رونالدو، أحد تلك الأهداف في نهائي 2011 ضد يونايتد في ويمبلي، وقدم عرضًا رائعًا بعد أربع سنوات في الانتصار على يوفنتوس.
في غضون ذلك، بدأ رونالدو حملته الرائعة لإعادة ريال مدريد إلى صدارة كرة القدم الأوروبية بعد وصوله إلى البرنابيو في عام 2009، حيث فاز بقميص الفريق الملكي بأربعة ألقاب لدوري الأبطال، منهم نهائيين ضد أتلتيكو مدريد وآخر ضد يوفنتوس وليفربول، ليحقق رونالدو في المجموع 5 ألقاب بدوري الأبطال.
على الرغم من فوزه بلقب دوري الدرجة الأولى الإيطالي في الموسمين الماضيين مع رونالدو، إلا أن النادي تراجع في أوروبا ويبدو أنه من المرجح بشكل متزايد أن يفقد لقبه المحلي أمام أحد أندية ميلان هذا الموسم أيضًا.
من جانبه، كان ميسي أحد المحاور الرئيسية في الميركاتو الصيفي الماضي بعدما طلب مغادرة كامب نو عقب الخروج المذل أمام بايرن ميونيخ 8-2 في ربع نهائي دوري الأبطال بالموسم الماضي، وسط اضطرابات في مجلس الإدارة ومشاكل مالية ضخمة تفاقمت بسبب جائحة فيروس كورونا.
وبدا أن الثنائي كيليان مبابي وإيرلينج هالاند سيرثان عرش رونالدو وميسي، وعلى استعداد لتولي المسؤولية في السنوات المقبلة، حيث نجح مبابي في إحراز هاتريك لباريس في برشلونة في لقاء الذهاب بدور الـ16 بدوري الأبطال، أما هالاند سجل 4 أهداف في مباراتي الذهاب والإياب لبوروسيا دورتموند ضد إشبيلية وقادهم نحو الدور ربع النهائي.
وسيطر ميسي ورونالدو على جائزة الكرة الذهبية منذ عام 2008، باستثناء عام 2018، ولا يزال أمام مبابي الكثير ليقوم به لمواكبة مسيرة الثنائي الأوروبية بعد خسارة نهائي الموسم الماضي أمام بايرن ميونيخ، لكنه بلا شك لديه القدرة على تولي منصب أحد أفضل المهاجمين في القارة.
ويبدو أن إيرلينج هالاند، الذي أصبح أصغر وأسرع لاعب يسجل 20 هدفًا في دوري أبطال أوروبا مساء الثلاثاء، مستعد أيضًا للارتقاء إلى الصدارة.
حقق مهاجم بوروسيا دورتموند هذا الإنجاز في 14 مباراة فقط، حيث ساعد فريقه للوصول إلى الدور ربع النهائي من المسابقة بثنائية أخرى ضد إشبيلية بالأمس.
ومع وجود أندية مثل تشيلسي ومانشستر يونايتد وريال مدريد يراقبونه، قد لا يمر وقت طويل حتى يقود هجوم فريق لديه توقعات حقيقية للفوز بالجائزة الكبرى، ويبدو أن وقت رونالدو وميسي في قمة كرة القدم الأوروبية يقترب من نهايته.