أخبار365TOPتقارير ومقالات خاصةريال مدريدقصص 365Scoresكرة القدم الإسبانيةكرة قدم
الأكثر تداولًا

هازارد وريال مدريد.. لأن النهايات السعيدة تكون في السينما فقط

مشهد سينمائي في ليلة صيفية لعام 2019، بعد سنوات من تأجيل الحلم، يظهر البطل بثوبه الأبيض محققا حلمه وحلم الجماهير العريضة التي كانت تنتظره، إيدين هازارد في ريال مدريد ليعوض رحيل أسطورة النادي وهدافه التاريخي كريستيانو رونالدو.

كل المؤشرات كانت تشير لكونها صفقة تاريخية بالطبع، كونه أغلى صفقة انتقال في تاريخ ريال مدريد متجاوزا جاريث بيل وكريستيانو رونالدو، وبخلاف سعر الصفقة الضخم، كان لتحقيق حلم طفولته والذي تحدث عنه علنا مرارا وتكرارا، ومستواه المبهر مع تشيلسي، تمهيد لبداية جزء جديد من فيلم سينمائي جدير بالمتابعة.

في السينما، عادة ما تكون النهايات سعيدة ينتصر فيها البطل مهما عانى من مشاكل وعاندته ظروف الحياة، هكذا يكون الوضع في أغلب الأوقات لكن خلف الشاشات، والواقع ليس كذلك.

فلاش باك

فلاش باك – يجلس البطل ويمر أمامه شريط الذكريات – وما حققه في شبابه مع ليل، كيف خطف الأضواء في الملاعب الفرنسية وتوج ببطولتي الدوري الفرنسي والكأس والفوز بجائزة لاعب الموسم في فرنسا، لفت أنظار الأسطورة زين الدين زيدان الذي رشحه للانتقال إلى ريال مدريد، لكنه ذهب إلى البريميرليج ليبدأ تحد جديد مع فريق تشيلسي.

وفي الدوري الإنجليزي، أثبت قدراته سريعا، 7+10 = 17، وهو رقم قميص إيدين هازارد مع تشيلسي، كيف دمج ما بين إمكانيات كريستيانو رونالدو رقم 7 وانطلاقاته المرعبة في الجناح الأيسر، وقدرة رقم 10 ليونيل ميسي الاستثنائية في المراوغة، تذكر صولاته وجولاته ومراوغاته وما فعله في كل كبار البريميرليج، فوزه باللقب مرتين وجائزة أفضل لاعب في الدوري الأشرس في العالم.. يتذكر هازارد كل ذلك وهو جالس على الأريكة، لكنه يرى أنه لم يحقق شيء بعد وحلمه الأكبر لم يتحقق.

اللعب في ريال مدريد هو الهدف الأكبر لإيدين وقتها، الأمر لم يكن مجرد تقارير وتكهنات صحفية فقط، هو صرح بذلك علانية في أكثر من مناسبة، وكان مفاجئا بعض الشيء أن لاعب بهذا الحجم يعلن ذلك بوضوح أمام الجميع.

زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد السابق كان المثل الأعلى لإيدين هازارد، وطلب ضمه أكثر من مرة كان آخرها عندما قرر كريستيانو رونالدو الرحيل، لكن رحل زيزو في صيف 2018 وهازارد لاعبا في تشيلسي، وعبر وقتها عن رغبته في اللعب لريال مدريد.

الصحفي: ريال مدريد مختلف بدون زيدان.
هازارد: “إنه مختلف، لكنه لا يزال ريال مدريد”
الصحفي: هل لديك أخبار عن زيدان؟
هازارد: “لا ، لم يكن لدي أبدا، زيدان لن يقرر مسيرتي، على سبيل المثال إذا ذهب إلى مانشستر غدًا ، لن أذهب إلى هناك”.

هازارد في تصريحات صحفية، يناير 2019

وبعد سلسلة من التلميحات والتصريحات المباشرة، فاز هازارد ببطولة الدوري الأوروبي مع تشيلسي، بعدها تحدث عن مستقبله واتخاذه القرار بالفعل قبل عام من نهاية عقده في صيف 2019، لن أتخلى عن حلمي باللعب لنادي طفولتي ريال مدريد.

الخليفة المنتظر

انتهى الفلاش باك، وتبدأ أحداث الفيلم، يجهز البطل حقائبه للسفر، ابتسامة خفيفة على وجهه تصف ما يمر بداخله الآن، سعادة بتحقيق حلم الطفولة، تحفي ما يمر بداخله من ضغوطات ومخاوف قبل السفر إلى إسبانيا، هو يعلم تماما ما ينتظره هناك.

جماهير ريال مدريد تنتظره على أحر من الجمر، كان الحلم متبادل على مر سنوات، وبعد رحيل كريستيانو رونالدو كان ينتظر ليكون الخليفة المنتظر، وجاء ليرتدي رقم 7 التاريخي في ريال مدريد بعد سنة من إهانته مع ماريانو دياز.

استقبال تاريخي من الجماهير في ملعب سانتياجو برنابيو، ولحظه الجيد -كما أعتقد- أن أسطورته المفضلة ومثله الأعلى زين الدين زيدان عاد لتولي تدريب ريال مدريد، ولا يطيق اللاعب أو الجماهير الانتظار ليرتدي الرقم 7 في مباراة رسمية ويسجل حضوره الأول.

ومع انطلاق الموسم، دخل إيدين هازارد القائمة التي أعلنها المدرب زين الدين زيدان للمباراة الأولى في الليجا أمام سيلتا فيجو، لكن هناك رسالة وصلت للتو تعطي مؤشرا محبطا، هازارد تعرض لإصابة يوم المباراة صباحا وخرج من القائمة وسيغيب لمدة شهر وسيتأجل ظهور النجم البلجيكي لأول مرة بقميص الميرينجي.

المريض الأكثر ثراء في العالم؟

قال حكيم ذات مرة، أفضل أن تكون فقيرا وصحتك جيدة، على أن تكون ثريا وطريح الفراش، فماذا ستفعل بالأموال وكيف تكون قيمتها وأنت لست بكامل عافيتك؟ حسنا، لقد أعجبتني فقط الحكمة، لنعود إلى موضوعنا الآن.

هازارد كان الأعلى أجرا في ريال مدريد، بعد صفقة تاريخية تجاوزت الـ 100 مليون يورو بجانب الإضافات، حصل على أعلى راتب في الفريق، وظلت مسيرته مع الفريق مثل الدوران في دائرة مفرغة.

دخل المستشفى قبل أن يدون ظهوره في أول مباراة رسمية، ثم عودة من الإصابة، ثم الحنين إلى سريره في المستشفى، بعدها يعود إلى الملعب ويحاول العودة لمستواه، -مع تشيلسي بالطبع- حتى قدم دقائق مثالية في مواجهة ريال مدريد ضد باريس سان جيرمان في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، ولم يكن يعلن مواطنه توماس مونييه أن تدخله هذا لن يخرجه من المباراة فقط، فهو ينهي مسيرته إلى الأبد! خرج هازارد من المباراة يوم 26 نوفمبر 2019، وهو اليوم الذي انتهت فيه رحلة هازارد مع ريال مدريد دون أن يدري.

عودة من الإصابة بعد عدة أشهر، سعادة من مدربه زين الدين زيدان فيشركه بعد العودة مباشرة، يخشى هازارد الدخول في صراعات ثنائية، ظهور باهت، حتى يعود إلى حيث ينتمي في المستشفى، غيابات طويلة، كاحل هازارد تدمر، سيخضع لعملية جراحية، يظهر فينيسوس جونيور شيئا فشيء وتحولت مسيرته بشكل مرعب، ومع تولي أنشيلوتي تدريب ريال مدريد، حجز فينيسيوس مكانه في التشكيلة الأساسية.

لم نعد ندري بعدها لماذا يلعب فينيسيوس على حساب هازارد؟ أين هو من الأساس؟ بالتأكيد في المستشفى ويعاني من إصابة ما، لكن المفاجأة أن معدل إصابات هازارد انخفض للغاية في الموسمين الأخرين تحت قيادة أنشيلوتي، لكنه فقد الشغف، هذا الـ “فينيسيوس” لا يمكن إيقافه أو منافسته. لكنها ليست المشكلة، فرودريجو وأسينسيو يشاركان بشكل مستمر، ولا يستطيع مجاراتهم أيضا.

في السينما لا ينتهي الأمر بتلك الطريقة

يعود البطل ليجلس على أريكته، وينتظر أن تبتسم له الحياة، ما زالت أمامه الفرصة لتحسين الأمور ويتبقى وقت في عقده، يجعله يكتب مشهد النهاية السعيد في نادي طفولته،

يتذكر أنه قضى 4 سنوات في ريال مدريد ولم يشارك لأي دقيقة في أي كلاسيكو ضد برشلونة، لم يعد قادرا حتى على الركض ومنافسة زملائه وحتى في المباريات السهلة لم ينجح في وضع بصمته، لم يقنع مدربه كارلو أنشيلوتي المعروف بشخصيته المثالية والغير صدامية مع اللاعبين، منح الفرصة للعديد من اللاعبين وشارك أسينسيو وسيبايوس في عامهم الأخير ولم يجددا عقدهما بعد، لكنه قال “أن هازارد لم يتحدث معه”، أمر غريب بالنسبة لمدرب بشخصية كارلو، لكنه يصف حالة هازارد، استسلم.

نهاية ليست سعيدة بالنسبة لهازارد، لم يضع بصمته مع نادي أحلامه، بل أن خبر رحيله قبل عام من نهاية عقده أسعد الجماهير التي كادت أن تلامس السماء من سعادتها لحظة مشاهدة “Comunicado Oficial: Hazard” من الحساب الرسمي لريال مدريد عن ضم هازارد في عام 2019، هم نفسهم احتفلوا بنفس الخبر بنفس العنوان بعد 4 سنوات لكن بسبب رحيله!

هازارد نفسه اقتنع بأن النهاية لن تكون سعيدة له، لكنه سيمنحها للجماهير، لن يضع النادي في ورطة أكبر ودفع راتبه الباهظ لسنة أخرى دون الاستفادة منه، لن يدخل في صدام مع الجماهير مثل جاريث بيل من قبل لأن العناد قد يستفيد منه ماديا براتب أخر موسم، لكن ذلك سيجعله عدوا لجماهير الريال وهو ما لا يريده.

ضحى البطل بسعادته الشخصية وترك نهاية الفيلم مفتوحة ليتحمل هو عواقب ذلك والذي آثر على حالته النفسية وفقا للتقارير فإنه يفكر في اعتزال كرة القدم بشكل نهائي، فالنهايات السعيدة ليست هنا!

للتواصل مع الكاتبفيس بوك – تويتر – انستجرام – تيك توك

أحمد يحيى

صحفي مصري خبرة 13 عامًا في المجال الرياضي، وأدير فريق عمل 365Scores في مصر منذ أكثر من 4 سنوات

1056 مقال