أخبارتقارير ومقالات خاصةكرة القدم الانجليزيةكرة قدم
الأكثر تداولًا

هاري ماجواير ومتعة التسجيل تحت النيران 

تتعرض لموجة عارمة من الضغوطات والهجوم والتخبطات، لتصل إلى مرحلة من فقدان الأمل فالأمر أشبه بطلقات نيران تنطلق تجاهك وتحاول تفاديها في مشهد درامي بحت، ثم فجأ تجد لحظة مضيئة تأتيك كدرع من كل هذه النيران التي تساقطت عليك.

هذا الأمر أشبه بما حدث مع هاري ماجواير مدافع فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي، الذي كان حديث العالم أجمع أمس الثلاثاء 24 أكتوبر، بعد هدفه مع فريق بدوري أبطال أوروبا، بالرغم من لعب سبعة مباريات أخرى غير لقاء فريقه، أي 14 فريق مختلف كل منهم كان له 11 لاعب في أرضية الميدان بخلاف البدلاء فكيف لهدف يخطف المشهد من كل هؤلاء.

هدف وحيد يخطف أنظار العالم

وسجل ماجواير هدف فوز مانشستر ضد كوبنهاجن أمس، في الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا، وبالرغم من أنه هدف تقليدي لا يوجد فيه مهارة وأمر قد لا يكون مدهشا أيضا أن يكون الفوز الأول لـ يونايتد في البطولة هذا الموسم، ولا لأن مدافع الذي سجله، ولكن حظي الأمر بكل هذا الاهتمام بسبب هاري نفسه، بجانب أندري أونانا بالطبع حارس الفريق الذي صد ركلة جزاء في الدقائق الأخيرة وكان شريكه في الانتصار.

حظي ماجواير بهذا الاهتمام بسبب ما عاشه بالبطع منذ بداية الموسم ومنذ فترة طويلة جدا، فيعاني ماجواير من تراجع كبير في المستوى منذ انضمامه إلى يونايتد في صيف 2019 الماضي، وظلت التخبطات معه، ولكن ازداد الأمر منذ نهاية الموسم الماضي 2022/2023 وبداية الموسم الحالي.

ارتفعت أصوات جماهير مانشستر يونايتد الذي يطالبون برحيل ماجواير بعد تراجع مستواه وتسببه في العديد من الأهداف وتسجيله أهداف بالخطأ في مرماه، وبالفعل انتشرت التقارير الصحفية التي تؤكد أنه قريب من الرحيل، ولكن اللاعب نفسه لم ينفي أو يؤكد أي شئ والتزم الصمت.

ثم قبل فترة قليلة من انطلاق الموسم الحالي، يتفاجئ الجميع بخروج نادي مانشستر في بيانا رسميا يؤكد سحب شارة القيادة من ماجواير بأمر من إيريك تين هاج مدرب الفريق، وأيضا لم يرد اللاعب وظل صامتا وخرج برد عاطفي يؤكد فيه احترامه لهذا القرار.

وهل انتهى الأمر عند ذلك؟ بالطبع لا، تلقى ماجواير صفعة جديدة قبل انطلاق الموسم الحالي وخلال مباراة ودية بين مانشستر وبوروسيا دورتموند، يتفاجئ بإنفعال أونانا الوافد الجديد للفريق والذي يخوض مباراته الثانية فقط مع الشياطين الحمر، وتعنيفه بشكل قوي بسبب خطأ منه في التمريرة كاد يستبب في هدف أخر في اللقاء الذي انتهى بخسارتهم 3/2، ليصمت اللاعب الذي كان من المفترض أن يكون قائد الحارس الجديد.

وحاول ماجواير أن يظل صامدا ورفض الرحيل عن النادي وقرر الاستمرار ومواصلة القتال على حجز مكانا أساسيا وإثبات ذاته، ليتلقى صدمة جديدة بأنه ليس الخيار الأول لـ تين هاج في أول ثلاثة مباريات بالموسم الجديد من البريميرليج، ولم يشارك سوى في المباراة الرابعة ضد أرسنال ودخل كبديلا في الدقيقة 67، ثم عاد مرة أخرى للغياب مباراتين ويشارك حتى الآن بشكل طبيعي منذ ثلاثة لقاءات.

ونفس الحال بالنسبة لـ ماجواير قضاه في دوري الأبطال فلم يشارك مع فريقه في أول مباراتين بالبطولة ولم يفز فيهما يونايتد، ليحصل على فرصته الأولى أمس ضد كوبنهاجن ويشاء القدر أن يسجل هدفه فريقه الوحيد ويخطف له الفوز، ويحتفل بالفوز بشكل هستيري كمن نجى من الموت بأعجوبة.

حتى أن ماجواير نسي ما فعله أونانا في المباراة والدية واحتفل معه بشكل هستيري بعد صده لركة الجزاء في الدقائق الأخيرة، وظلت صورتهما سويا تلف العالم كله فبعد موجة انتقادات شديدة للثنائي ولـ هاري نصيب الأسد منها يشاء القدر أن يكونا هما سبب الفوز وجمع أول ثلاثة نقاط في البطولة والمحافظة على آمال يونايتد في البطولة ولو بنسبة ضعيفة.

إحصائيات دوري أبطال أوروبا


كيف تحدث العالم عن هاري ماجواير؟

وبالطبع هذا الهدف والتصدي جعل من ماجواير ثم أونانا حديث العالم أجمع وسبب فرحة الجماهير الذي نسوا لهما كل ما حدث الفترة الماضية، ليخرج أساطير الكرة الإنجليزية وليس مانشستر فقط، يطالبون الجميع بالهدوء قليلا ومحاولة تقليل الضغط والهجوم عليهما، ليذق ماجواير متعة التسجيل تحت الطلقات والنيران، ويعطيه القدر فرصة أخرى.

حسام مجدي

صحفي رياضي مصري مواليد 1999، بدأ العمل في المجال الصحفي عام 2017، مهتم بتغطية الأحداث العالمية والعربية، ومهتم بالقصص التاريخية عن كرة القدم، بجانب إجراء حوارات صحفية مع العديد من نجوم وأساطير اللعبة، بجانب تغطية الأخبار المحلية في مصر، والعمل في إعداد البرامج الرياضية.

2956 مقال