365TOPأخباربرشلونةريال مدريدقصص 365Scoresكرة القدم الإسبانيةكرة القدم الإيطاليةكرة القدم الانجليزيةكرة قدم
الأكثر تداولًا

نهاية موسم 2022/2023.. هنيئًا لكل التعساء كرة القدم ابتسمت لكم

من لحظات الألم يولد الأمل، واللحظات الصعبة تمر مهما طال الزمن، حتمًا ستجد نقطة الضوء في نهاية النفق المظلم، فقط عليك أن تؤمن بأنها ستأتي حقًا ولا تققد إيمانك بحدوثها، ستبتسم لك الحياة لتعوضك عن كل لحظات التعاسة.

وفي كرة القدم، ما ألعنها تلك الساحرة المستديرة التي تتحكم في حالتنا النفسية، قطعة من الجلد يركض خلفها 22 لاعبًا داخل أرضية الملعب، مع منظومة كاملة من طاقم تدريبي ولاعبون على دكة البدلاء وجماهير في المدرجات ومثلهم من الملايين خلف الشاشات.

أن يركل أحدهم الكرة في الشباك أو يضل الطريق، تصدي من حارس مرمى أو قرار من مدير فني، ثمة تفاصيل صغيرة، تصعد بك إلى سابع سماء، أو تخسف بك لسابع أرض. تكون أسعد إنسان في الكون، أو أكثرهم بؤسًا.

انتهى موسم 2022/2023 ووصل عدد من التعساء إلى نهاية النفق وتجاوز نقطة الضوء، تحققت الأحلام بعد سنوات وصل بعضهم إلى مرحلة اليأس وظن البعض الآخر بأنها لن تتحقق، يكفي القول أن 36 سنة كافية لعدم الاقتناع بكلمات التنمية البشرية التي لا تثمن ولا تغني من جوع!

ميسي بطل الأرجنتين وكأس العالم

إنه لا يشبهنا، هو ليس دييجو أرماندو مارادونا، يتخاذل عندما يلبي نداء الوطن، شخصيته ضعيفة وينهار تحت الضغط، الأرجنتينيون ليسوا كذلك.. لم يجرب أن يكون منافسًا في لا بومبونيرا أو مونومنتال واللعب أمام المجانين المتعصبين المتيمين بكرة القدم، هو كتالوني إسباني أوروبي أكثر من كونه واحد مثلنا.

يراه البعض أحد أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم إن لم يكن أفضلهم بالفعل، يراوغ يركض يصنع يسجل يتوج بالبطولات، صنع المعجزات في كامب نو، لولاه لما حقق برشلونة العديد من البطولات، أو بمعنى آخر.. لولاه لما عاد برشلونة إلى خارطة كرة القدم بفضله أولًا وأخيرًا.

بينما يرد راقص التانجو؛ فلتذهب إنت وكراتك الذهبية السبعة، أو كل كرات العالم الذهبية إلى الجحيم، مارادونا لم يفز بها قط، لكنه بطلنا الأوحد، رمز الأرجنتين، أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم، المخدرات قيمتها عندنا أكثر من الكرات الذهبية اللعينة التي لا قيمة لها. سندمنها إن لزم الأمر من أجل دييجو، مارادونا منحنا كأس العالم، لا يهم بأي طريقة حتى لو بطرق غير شرعية، يده في نظرنا أطلقنا عليها “يد الإله”.

صعود لنهائي كأس العالم وكوبا أمريكا مرتين على التوالي دون التتويج في نظرنا فشل، تلعب مع 10 خشبات، أو يهدر هيجوايين أمام المرمى، ستتحمل المسؤولية وحدك، حتى إهدارك ركلة ترجيح أمام تشيلي، لم تتحمل الضغط وستعلق حذائك الدولي لتضع تركيزك مع من يشبهونك بل ويقدسونك في برشلونة، لكن بعد كل ما حققته في كتالونيا، لا يزال هناك شيء ما تريد إثباته.

تغيرت شخصيته، أصبح أكثر عدوانية، يلتحم يشتبك مع الخصوم، كان لبطاقته الحمراء التي حصل عليها أمام تشيلي في 2019 قيمة لتعبر عن شخصيته الجديدة التي تشبه الأرجنتنيين، جيل جديد ينقض غبار ما خلفه جيل هيجوايين، كلهم كانوا أطفالًا يشاهدون ميسي خلف شاشات التلفاز ويرونه مثلهم الأعلى، الآن جاء الوقت ليزاملوه في الملعب، وبدى كإنهم مدينين له، يرغبون في فوزه بلقب دولي من أجله قبل أي شيء آخر.

ما أجمل أن يكون لقبك الدولي الأول في ماراكانا وأمام البرازيل، شاهدوا ميسي يجلب الكأس لهم وعلى أنغام مارادونا أفضل من بيليه، وصلوا إلى نقطة الضوء في أخر النفق، يريدون تجاوزه وملامسة الحلم الكبير بعد عام واحد في قطر.

وبالفعل، في قطر تحقق الحلم، بعد غياب 36 عامًا، في مشهد مهيب بالبشت القطري العربي، تحقق الحلم وأصبح واقعًا، ابتسمت الكرة لميسي وكل المتيمين المجانين الذين احتلوا شوارع قطر وملاعبها طوال البطولة، هنيئًا لهؤلاء التعساء، انطلقوا في الشوارع كالمجانين باحتفالات تاريخية، ومنحوا الجنسية لأسطورتهم ليو الذي أصبح يشبههم.

ريال مدريد.. خضعت ذات الأذنين

بطل أوروبا التاريخي 14 مرة، ضعف أقرب ملاحقيه ميلان الذي فاز بالبطولة 7 مرات فقط، صعود على منصات التتويج الأوروبية 5 مرات في 8 سنوات، وما بين كل ذلك أبت تلك البطولة الخضوع، إنها أصعب من كأس العالم ودوري الأبطال واليورو وكل البطولات التي تراها صعبة، لا.. لا توجد بطولة أصعب من كأس ملك إسبانيا.

منذ عام 2014، فاز ريال مدريد ببطولة دوري أبطال أوروبا 5 مرات، وهو نفس عدد مرات فوز برشلونة بالبطولة طوال تاريخه، وأكثر من كل أندية أوروبا عدا 3 أندية فقط فازت بالبطولة أكثر من 5 مرات، حقق ذلك في 8 سنوات فقط، نفس عدد السنوات فاز بكأس الملك مرة واحدة فقط!

لعنة حقيقية أصابت ريال مدريد وجماهيره باليأس، مع السيناريوهات المثيرة التي ودع بها البطولة وهزائم من أندية سنحتاج لمحرك البحث “جوجل” للتأكد من أسمائها، وخطأ إداري شهير أمام قادش بالدفع بلاعب موقوف، وهذا الـ “دانيلو” الذي سجل في مرماه وحرم النادي من سداسية لم تتحقق في 2017، بطولة لا تحب ريال مدريد، ليس أكثر نادي توج بها كـ دوري الأبطال والليجا، ولا حتى ثاني أكثر نادي فاز بها فهناك أتلتيك بلباو الذي فاز بكأس الملك أكثر من ريال مدريد.

في 2022/2023 تتحقق الأحلام ويبتسم التعساء، وخضعت البطولة التي يراها جماهير ريال مدريد ذات الأذنين الحقيقية، وجاءت بسيناريو درامي مثل ليالي الأبطال السعيدة لمشجعي الميرينجي.

لعب ضد أصعب الخصوم، تأخر في لا سيراميكا أمام فياريال بثنائية نظيفة في الشوط الأول فسجل ثلاثية الشوط الثاني، وتأهل ليلعب ديربي مدريد أمام الجار أتلتيكو مدريد وكان متأخرًا حتى الدقائق الأخيرة فتعادل “الفما حاجة” رودريجو وفاز ريال مدريد في الوقت الإضافي، كلاسيكو في نصف النهائي يخسره ذهابًا على ملعبه سانتياجو برنابيو، فيحقق نتيجة طال انتظارها، ريمونتادا جديدة وفوز رباعية نظيفة في كامب نو، وفي النهائي أمام أوساسونا تجاوز نقطة الضوء وصعد على منصات التتويج وأنقذ موسمه وفاز بالبطولة التي غابت عن خزائنه 9 سنوات.

برشلونة وتشافي.. الرافعات لم تسقط

عاد برشلونة إلى منصات التتويج في الليجا بعد غياب 3 سنوات، حدث غير معتاد على جماهير البارسا منذ 2005، وبعد فترة صعبة عانى فيها النادي من الديون واضطر لتفغيل رافعات اقتصادية باع من خلالها بعض أصول النادي لسنوات مقبلة، فشل في تسجيل الصفقات الجديدة وتوثيق عقود اللاعبين الذين جددوا عقودهم، والخروج من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا موسمين على التوالي واللعب في الدوري الأوروبي مرتين، وفشل حتى في الفوز بالبطولة.

راهن لابورتا قبل بداية الموسم على خسائر باهظة في المستقبل من أجل إنقاذ الحاضر، التتويج بالبطولات في الحال وضم صفقات جديدة، قد يضمن عوائد مالية جديدة، والأهم بالنسبة للجماهير هو التتويج بالبطولات.

توج برشلونة بالليجا بفارق 10 نقاط عن ريال مدريد الوصيف، نال ليفاندوفسكي صفقة الفريق الجديدة جائزة هداف الليجا، وتوهج تير شتيجن بمستوى رائع وحصد جائزة زامورا كأكثر الحراس حفاظًا على نظافة الشباك، ودفاع البارسا كان الأقوى على مدار الموسم استقبل الفريق 20 هدفًا فقط في 38 جولة.

موسم شهد رحيل الأبقار المقدسة، اعتزل بيكيه ورحل بوسكيتس وجوردي ألبا، عاد شتيجن لمستواه وظهر تطور للمنظومة الدفاعية، اكتسب برشلونة مواهب جديدة بعقلية الكبار، أراوخو وبالدي وبيدري وجافي وغيرهم من القادرين على قيادة مشروع النادي في المستقبل لسنوات عديدة مقبلة.

في 2022/2023، ابتسمت كرة القدم لتشافي، وتوج بأول بطولتين كمدرب، حقق السوبر الإسباني على حساب ريال مدريد وعاد لقب الليجا إلى كامب نو، الفوز بالدوري جنى بعض من ثمار الرافعات، بمسكنات قد تكون مؤقتة مع استمرار الأزمة المالية، أو الدفعة التي كان ينتظرها تشافي لإعادة أمجاد البارسا من جديد.

فوز نابولي بالدوري الإيطالي.. من سيبكي معي؟

الجميع مبتهج بما تحقق في إيطاليا، لا يملك نابولي قاعدة جماهيرية كبيرة في وطننا العربي أو في مختلف بلاد العالم بعيدًا عن المهووسين في جنوب إيطاليا، لكن فوزهم بالدوري الإيطالي أسعد جميع المحايدين، حتى بعض المنافسين، الحالة التي صنعها لوتشيانو سباليتي بلاعبين مغمورين قبل الموسم أصبحنا جميعًا نحفظ أساميهم جيدًا، والتي خلدت في التاريخ بعد فوز نابولي بالدوري للمرة الأولى منذ 33 عامًا.

ميريت، دي لورينزو، كيم مين جاي، رحماني، ماريو روي، لوبوتكا يا سلام، زيلينسكي يا سلام، أجويسا يا سلام، وفي الأمام بوليتانو وإلماس وسيميوني الصغير وراسبادوري والمقتع النيجيري أوسمين، وصاحب الاسم الصعب الذي ننطقه جميعًا بسهولة الآن ويمكنني كتابته بدون اللجوء إلى جوجل، المجهول القادم من جورجيا “خفيتشا كفاراتسيخيليا” الذي جاء ليعوض إنسيني فأحيا ذكرى مارادونا، صوت المعلق الشهير فارس عوض في انتصارات نابولي، والقائد الحالم الذي بنى تلك المجموعة لوتشيانو سباليتي.

بكى سباليتي بعد الفوز بالاسكوديتو، دموع الفرحة بعد أول تتويج بالدوري في مسيرته التدريبية التي امتدت لـ 20 عامًا، دموع الحلم الذي تحقق بعدما سخر منه الجميع، دموع الحزن على فراق شقيقه الذي توفى قبل أعوام وكان يؤمن بشقيقه، كان يتمنى أن يشاركه فرحته، نعم تحقق الحلم يا صديقي وها أنا الآن على عرش الكرة الإيطالية والملايين خلفي سعداء ويشاركوني فرحتي، لكن أين أنت الأن يا شقيقي، فلترقد روحك في سلام.

لترقد روح دييجو أرماندو مارادونا في سلام أيضًا، فاز نابولي بالاسكوديتو، على ملعب يحمل إسم مارادونا، وتوجت الأرجنتين بكأس العالم في نفس العام.

بيب جوارديولا.. مفيش مليارات تاني خلاص

7 سنوات لبيب جوارديولا مع مانشستر سيتي، توج فيهم ببطولة الدوري الإنجليزي 5 مرات وفرض هيمنته على الدوري الأقوى في العالم، فقد جميع منافسيه الأمل في مجرد التفكير في منافسته، فوز بـ 13 بطولة مع السيتي قبل نهائي دوري أبطال أوروبا، ومع ذلك كانت النغمة البارزة، أن الفوز بالأبطال هو التحدي الحقيقي لإثبات جدارته التدريبية والنجاح خارج برشلونة.

ومع فشل الفوز بالبطولة تخرج كل عام نغمة “أخر مليار يا شيخ،” في إشارة لدخوله بقوة في سوق الانتقالات والدعم الذي يلقاه من مالك النادي الشيخ منصور بن زايد مالك نادي مانشستر سيتي.

تعاقد بيب بالفعل مع العديد من اللاعبين طوال فترة تدريبه لمانشستر سيتي، لكن تأثيره على الفريق والهوية التي صنعها جعلت فريقه مرعبًا، خانته بعض التفاصيل في المباريات الإقصائية، لكن لا ينقص من دوره أو عمله، يواصل فرض الهيمنة في إنجلترا، ويعمل على تحقيق الحلم الأكبر بفوز السيتي بدوري الأبطال لأول مرة في تاريخهم، وتحدٍ شخصي بالنسبة له الفوز بالبطولة مع فريق غير برشلونة.

ظهر بيب نفسه مختلفًا هذا الموسم، التعاقد مع إرلينج هالاند وجوليان ألفاريز زادا من قوة الفريق الهجومية، أفكار بيب نفسه وطريقة اللعب الجديدة، ابتكار مركز جديد لجون ستونز، قوة المنظومة الدفاعية بوجود روبن دياز والصفقة الجديدة أكانجي، مع آكر وكايل ووكر. الشخصية الأوروبية أو اللعب ضد الفرق الكبيرة تمت على أكمل وجه، فاز على بايرن ميونخ وتخطى ريال مدريد، من يريد الفوز بدوري الأبطال عليه الفوز على ريال مدريد، هكذا قال بيب، وهذا ما حدث بالفعل.

توج مانشستر سيتي بدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، وحقق الثلاثية التاريخية بعد الفوز بالدوري الإنجليزي وكأس الاتحاد، أصبح بيب أول مدرب في تاريخ كرة القدم يفوز بالثلاثية مع فريقين مختلفين بعدما حقق نفس الإنجاز مع برشلونة، وعادل إنجاز السير أليكس فيرجسون التاريخي مع مانشستر يونايتد.

ابتسمت كرة القدم في 2022/2023 لبيب جوارديولا وبأفضل طريقة ممكنة، جاء الفوز ولا يهم بأي طريقة، إنتر خاض مباراة كبيرة في النهاية وآرسنال التعيس خسر البريميرليج فمنافسة الإسباني مرهقة ويمكن ليورجن كلوب أن يؤكد لنا ذلك. فالنهايات السعيدة لم تأتٍ عندما يكون منافسك، لكن الشيء الأهم، مفيش مليارات تاني يا شيخ؟

بطل في الظل

يبدو أن بطولة دوري المؤتمر الأوروبي حديثة العهد، والتي أطلقها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” لأول مرة قبل موسمين، وفي نسختها الثانية، صنعت لنا قصة ملهمة بطلها الأسكتلندي البالغ من العمر 60 عامًا ديفيد مويس.

توج وست هام ببطولة أوروبية، الأولى في تاريخ ديفيد مويس وبطولته الثانية بشكل عام بعد فوزه بكأس الدرع الخيرية مع مانشستر يونايتد، لكن المشهد الأهم هو احتفال مويس باللقب الأوروبي مع والده البالغ من العمر 87 عامًا، وعلى أرضية الملعب، ويشاء القدر أن يشاهد الأب الحياة تبتسم لابنه وهو على قيد الحياة.

كننا ننتظر أن تبتسم الكرة لبقية التعساء، بوروسيا دورتموند مصيره كان بيده ويحتاج لفوز على أرضه في الجولة الأخيرة على ماينز، لكن ليس هكذا تدار الأمور في ألمانيا في وجود بايرن ميونخ، جماهير دورتموند التي احتشدت بالألاف في سيجنال إيدونا بارك تمهيدًا للاحتفال، ونتحدث عن هالر الذي قهر السرطان وتوج بالبطولة، وصبر ماركو رويس حتى فاز بالدوري الألماني أخيرًا بالقميص الأصفر، لكنه ترك النهاية بما اعتادنا عليه في الحياة، لا تبتسم دائمًا للتعساء ولتستمر في المحاولة والمعاناة.

للتواصل مع الكاتبفيس بوك – تويتر – انستجرام – تيك توك

أحمد يحيى

صحفي مصري خبرة 13 عامًا في المجال الرياضي، وأدير فريق عمل 365Scores في مصر منذ أكثر من 4 سنوات

1056 مقال