نصيحة محترف وقرار مصيري – صلاح بين مكانة الأساطير أو مجد أكبر في ريال مدريد
كتب: حسام أحمد
زادت في الآونة الأخيرة الأحاديث حول إمكانية رحيل النجم المصري محمد صلاح عن فريقه ليفربول الإنجليزي عقب نهاية الموسم الحالي.
ما زاد الحديث حول ذلك، هو حوار صلاح مع صحيفة آس الإسبانية، حيث كان رد صلاح حول إمكانية انضمامه إلى ريال مدريد وبرشلونة، غير واضح.
صلاح لم يغلق الباب حول إمكانية انتقاله إلى أحد عملاقي الكرة الإسبانية، لكنه اكتفى بقوله أنه لا يعلم ما سيحدث في المستقبل وأن الأمر بيد إدارة نادي ليفربول.
كما أكد النجم المصري محمد أبو تريكة في تصريحات تليفزيونية على غضب صلاح من أمر ما داخل النادي لكنه لم يحدده، مما زاد التكهنات حول رغبة النجم المصري في الرحيل عن الفريق الإنجليزي.
وهنا يأتي الهدف من كتابة هذا المقال، وهو المعضلة التي ستواجه محمد صلاح في الأشهر المقبلة.
صلاح الآن أمام طريقين، أحدهما البقاء في نادي ليفربول حتى الاعتزال أو على الأقل حتى وصوله لسن يقترب فيه من إعلان اعتزاله.
الطريق الآخر أمام صلاح هو الرحيل نحو عملاق الكرة الإسبانية ريال مدريد في الصيف المقبل.
البقاء في ليفربول حتى الاعتزال
إذا قرر صلاح البقاء في ليفربول حتى الاعتزال فهو يمتلك فرصة ذهبية من أجل كتابة اسمه كأحد أساطير نادي ليفربول عبر التاريخ.
ليس سهلاً أن يُخلّد اسمك كواحد من أساطير أحد أعرق الأندية، وأكثرها جماهيرية في العالم.
صلاح حقق العديد من بطولات الجماعية والألقاب الفردية مع ليفربول خلال أقل من أربعة مواسم فقط، مثل الدوري الإنجليزي الممتاز، ودوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية، وغيرها.
حطم صلاح العديد من الأرقام القياسية مع ليفربول، حيث أصبح صاحب أعلى عدد من الأهداف في موسم واحد في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، برصيد 32 هدفًا.
كذلك أصبح صلاح ثاني أكثر لاعب يحرز أهدافًا في جميع البطولات في موسم واحد لصالح ليفربول، برصيد 44 هدفًا.
حقق صلاح لقب هداف الدوري الإنجليزي الممتاز في موسمين متتاليين، كما أصبح هداف النادي الإنجليزي التاريخي في بطولة دوري أبطال أوروبا برصيد 23 هدفًا، متخطياً أسطورة النادي المعتزل ستيفين جيرارد بفارق هدف.
كما أصبح صلاح ثالث أسرع لاعب يحرز 100 هدفٍ مع فريق ليفربول الإنجليزي، وذلك خلال 159 مباراة، وهو أول لاعب يفعل ذلك منذ أسطورة النادي ستيفين جيرارد.
بالنظر إلى تلك الأرقام القياسية، فإن صلاح ينافس أساطير نادي ليفربول في تحقيق الأرقام القياسية، وكل ذلك قبل أن يكمل أربعة مواسم بين جدران النادي العريق.
إذا استمر صلاح بين صفوف ليفربول حتى اعتزاله فمن المتوقع بنسبة كبيرة، أن يصل إلى مكانة أسطورية في نادي ليفربول، ولا أريد أن أبالغ وأقول أنه قد يتخطى أو على الأقل ينافس أيقونة النادي ستيفين جيرارد في مكانته لدى النادي.
إذا اعتزل صلاح كرة القدم بقميص ليفربول، فبالطبع سيظل موجوداً في ذاكرة عشاق النادي حول العالم، وسيتلقى الدعوات من النادي في مناسبات مختلفة مثل المباريات الخيرية التي تقيمها بعض الأندية، أو الاحتفالات الخاصة بالنادي في المناسبات المختلفة.
ربما يتولى صلاح قيادة أحد فرق الشباب فيما بعد، عقب اعتزاله لعب كرة القدم، وحصوله على الشهادات المطلوبة.
سيرتبط صلاح بالنادي طوال حياته، ويحظى بمكانة لم يصل لها أي لاعب مصري من قبل في فريق إنجليزي.
كل تلك الحسابات قد تدفع النجم المصري إلى البقاء داخل صفوف ليفربول حتى الاعتزال، لكن ماذا إذا قرر صلاح الرحيل نحو ريال مدريد الإسباني؟
بدايةً، سيخسر صلاح تلك المكانة الأسطورية التي تحدثت عنها في السطور السابقة.
سيتحول صلاح من لاعب أيقوني لنادي ليفربول، إلى لاعب كبير جدًا في تاريخ النادي، لكن لن يصل إلى مكانة الأساطير.
ربما يظل البعض من جماهير ليفربول في إنجلترا يتذكره بعد اعتزاله، وربما يأخذ مكانه لاعب آخر في قلوب الجماهير.
كذلك، لا يمر فريق ريال مدريد بأفضل فتراته في التوقيت الحالي، وقد يحمل صلاح عبء النهوض بنتائج الفريق في المرحلة المقبلة، وهو ما قد يمثل ضغطًا على اللاعب في بداية مسيرته في الفريق.
لكن هناك جانب مشرق في هذا السيناريو لم نتحدث عنه بعد، وهو رحلته مع فريقه الجديد.
من يتابع كرة القدم بشكل جيد يعلم مدى أهمية أن يرتبط اسمك باللعب في صفوف ريال مدريد على وجه التحديد من بين جميع الأندية في العالم.
لاعب ريال مدريد يحظى بشعبية جارفة حول العالم، ودعم إعلامي كبير جداً، طوال مسيرته.
إذا استطاع صلاح تحقيق أرقام مع ريال مدريد، في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، مماثلة لما حققه مع ليفربول، فسيحصل على مكانة جماهيرية وإعلامية، تفوق ما حصل عليه في إنجلترا.
حتى الآن، وعلى الرغم من الإنجازات الكبيرة لصلاح مع ليفربول، إلا أنه حتى الآن لا يجد معاملة الأساطير في النادي.
ريال مدريد يمتلك آلة إعلامية هائلة حول العالم، وجماهيرية كبيرة جداً، لكن الأهم هو الدعم الإعلامي لأنه لا مثيل له في إنجلترا.
وصل الأمر إلى أن اتهم البعض فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد، بأنه السبب الرئيسي في حصول نجم الفريق لوكا مودريتش على الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، عن عام 2018، رغم عدم تحقيقه لقب العالم مع منتخب بلاده.
بالطبع يتمنى أي لاعب في العالم الحصول على الكرة الذهبية، وقد يتأثر صلاح بتلك الفكرة، ويرغب في الانضمام إلى معسكر الفريق الملكي، للحصول على كل تلك المميزات.
بالنظر إلى قدرة صلاح التهديفية الكبيرة، فيمكنه مساعدة فريقه على تحقيق البطولات، مثل تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا، وهو اللقب الذي حقق فيه ريال مدريد رقمًا قياسيًا، برصيد 13 لقب.
قد يريد صلاح الوصول للقمة في الكرة العالمية، وبالتالي سيحبذ فكرة الانضمام إلى ريال مدريد تحديدًا، ومن بعده برشلونة.
لكن رغم إمكانية تحقيقه الألقاب الجماعية والفردية، وتحقيق المجد الكبير، والحصول على الدعم الإعلامي الهائل، إلا أن صلاح قد يواجه أزمة بعد اعتزاله.
سيبلغ صلاح من العمر 29 عامًا في يونيو المقبل، مما يعني أنه سيكون أمامه ست سنوات تقريبًا قبل أن تقل قدراته البدنية، ولا يكون بنفس القوة والتأثير في المستوى الأول من كرة القدم العالمية.
هذا يعني أن صلاح أمامه على الأكثر ست مواسم ليخوضها داخل صفوف ريال مدريد، وهو عدد غير مضمون لتحقيق مكانة أسطورية مع فريق ريال مدريد.
قد يحقق محمد صلاح إنجازات فردية وجماعية، لكن قصر المدة، مثلما حدث مع فريق ليفربول، قد لا يعطيه المكانة الأسطورية، في النادي بعد اعتزاله.
هنا قد يجد صلاح مسيرته قد انقسمت بين ناديين، وعلى الرغم من تاريخ اللاعب الكبير مع الناديين، إلا أنه لن يرتبط اسمه بنادٍ واحد منهما، وهو ما قد يجعله يفقد الارتباط بكليهما بعد اعتزاله.
تواصلنا مع النجم المصري عبد الظاهر السقا الذي احترف في عدة أندية تركية، وقضى أغلب مسيرته محترفًا، لمعرفة رأيه حول تلك الأفكار، وكيف يفكر اللاعب المحترف في ذلك الموقف، كل ما يلي على لسانه:
“أرى أن صلاح وصل إلى الحد الأقصى له مع فريق ليفربول، ولن يمثل فارق بالنسبة له أن يتحول لأيقونة للنادي، هو ليس لاعبًا إنجليزيًا”
وواصل: “بالطبع يريد اللاعب المحترف الاحتفاظ بعلاقة قوية مع جماهير النادي الذي لعب له حتى بعد الاعتزال، لكن طالما أنا ألعب خارج بلدي، ولست مقيمًا في هذه الدولة، فمن الممكن أن أنتقل لأي مكان آخر”
وأوضح: “في حالة انتقال صلاح إلى ريال مدريد سيكون هذا تحديًا جديدًا له، ونجاحات جديدة يمكن تحقيقها، هو لعب في الدوري الإيطالي، والإنجليزي، ونجح فيهما، فلم لا ينتقل إلى الدوري الإسباني؟”
وأضاف: “الأندية الكبرى مثل ريال مدريد وبرشلونة لا تبتعد عن البطولات كثيرًا، ولا تطول مدة سقوطها، ومن المؤكد أن نادي ريال مدريد سيقوم بشراء لاعبين جدد”
وأتمّ الكابتن عبد الظاهر السقا حديثه: “أتمنى أن ينتقل صلاح إلى ريال مدريد، فهو الاختيار الأفضل بالنسبة له، رغم أنني أشجع فريق برشلونة، لأن ريال مدريد في حالة أفضل من برشلونة”