ميلان ضد إنتر.. عندما يحوّل ديربي الغضب السان سيرو إلى قطعة من جهنم
منذ موسمين أو أكثر من الآن كان لا يوجد جمهور أتعس من جماهير ميلان وإنتر في العالم، وبالأخض جماهير الروسونيري، التي ظلت تُعاني على مدار سنوات من عدم التواجد في بطولة دوري أبطال أوروبا.
الآن وعلى بُعد أمتار قليلة سيبدأ سباق ماراثوني كلاسيكي من العيار الثقيل، بين عملاقي إيطاليا ميلان ضد إنتر، سيبدأ سباق أوروبي بديربي هو الأوحد الذي حقق طرفيه لقب دوري أبطال أوروبا.
كم من شخص كان يتوقع ذلك، كم من شخص كان يتوقع أن يتواجد فريقين من إيطاليا (ميلان ضد إنتر) في المربع الذهبي لأعرق البطولات الأوروبية على مدار التاريخ.
مع بداية تدهور يوفنتوس ظهر ثلاثي إيطالي ناري، أحدهم توج بلقب الدوري في مفاجأة مدوية وهو نابولي، والثنائي الآخر في نصف النهائي، حقًا جنة كرة القدم تعيش أزهى مواسمهما.
لكن دعونا ألا نخرج عن السياق، فلنبدأ بربط الأحزمة لمتابعة 180 دقيقة إيطالية خالصة بنهكة أوروبية لا مثيل لها، لكن دائما ما يحول ديربي الغضب السان سيرو إلى قطعة من جهنم.
أسباب العداوة بين ميلان وإنتر وأختيار ألوان القمصان
ميلان تأسس عام 1899، ليكون ناديًا للعبة كرة القدم التي بدأت في الانتشار والخروج من المملكة البريطانية، واسم ميلان هو الأسم المرداف باللغة الإنجليزية إلى ميلانو، وتم تأسيس نادي إنتر عام 1908 ليكون منافس الروسونيري في المدينة الإيطالية.
وبدأت العداوة وتم تأسيس إنتر خصيصًا لمواجهة النظام الفاشي حينها، حيث إنه وبعد 9 أعوام، حدثت مشكلة بسبب رفض الأندية الإيطالية ضم الأجانب لصفوفها، وتم تأسيس النيراتزوري للرد على عنصرية الأندية في التعاقد مع اللاعبين الأجانب، وبدأت من هنا حكايات ميلان ضد إنتر.
أقرأ أيضًا… ديربي ميلانو – عادت هيبة كبار إيطاليا
عند التأسيس قال هيربرت كبيلن مؤسس ميلان “سنكون فريقا عبارة عن شياطين ألوانة الأحمر والأسود التي ترمز للنار والخوف، التي ترهب المنافسين”.
وقال مؤسس إنتر في مارس 1908 “ستكون ألواننا كاليلة الرائعة الأزرق والأسود بخلفية مظلمة من النجوم، لابد من تسميتها بانترناسيونال”.
ميلان ضد إنتر وجهان لعملة واحدة.. من سنوات العجاف إلى مواسم الحصاد
ظروف ناديي ميلان وإنتر متشابهه نوعًا ما، لكنها على ميلان كانت أشد قسوة خلال السنوات الماضية، عشاق الفريق كانوا يحلمون فقط بالتواجد في بطولة دوري أبطال أوروبا، بعد ذلك أصبح الحلم هو عبور دور المجموعات.
والآن تعد جماهير ميلان هي الأسعد على وجه الكرة الأرضية بالعودة من جديد والذهاب إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، لكن المشكلة تكمن في غريمه الأزلي إنتر.
حيث أن ميلان إذا كُتب له الخروج من هذا الدور فـ كان يتمنى الخروج على يد فريق آخر غير إنتر بشكل خاص أو فريق غير إيطالي بشكل عام، الروسونيري هو كبير القوم في إيطاليا أوروبيًا وخروجه على يد الغريم من هذا الدور بالأبطال سيُسبب المتاعب لعشاقه.
سان سيرو أم جوزيبي مياتزا.. صراع جماهيري حول تسمية الملعب
جوزيبي مياتزا هو ملعب الفريقين والاسم المفضل لدى جماهير إنتر، على عكس جماهير ميلان تمامًا التي تُفضل اسم “سان سيرو”.
أُسس الملعب في 1925 بميلان، كأول ملعب في إيطاليا مخصص فقط لكرة القدم، إذ تم تشييده على الطريقة الإنجليزية دون إنشاء مضمار لألعاب القوى حول الملعب.
أقرأ أيضًأ…
بينهم رونالدو ونجوم غير متوقعة .. أبرز 10 نجوم كبار لعبوا لميلان وإنتر
وسُمي بهذا الاسم تكريمًا للاعب الراحل الذي حمل ألوان فريقي المدينة، لكن لم يرضى جماهير الروسونيري بهذا الاسم بسبب أن اللاعب لعب بقميص إنترمعظم مسيرته ولم يلعب لميلان إلى في فترة قصيرة، ليبقى اسم سان سيرو هو المفضل لدى جماهير الميلان.
اللقاء الأول بين ميلان ضد إنتر على الملعب كان في عام 1926، وبلغت سعته وقتها 35 ألف متفرج وانتهي الديربي بفوز إنتر بنتيجة 6-3.
تاريخ مواجهات ميلان ضد إنتر في دوري أبطال أوروبا
ألتقى ميلان ضد إنتر في بطولة دوري أبطال أوروبا 4 مرات، حقق ميلان الفوز مرتين، والتعادل حسم مواجهتين، وفشل إنتر في تحقيق الفوز على الروسونيري بدوري الأبطال.
في موسم 2002-2003، تواجه الفريقان في نصف النهائي، تعادلا ذهابًا بدون أهداف، وفي الإياب انتهت المباراة بالتعادل الإيجابي 1-1، وتجددت المواجهة في موسم 2004-2005، في الدور ربع النهائي، وفاز ميلان ذهابًا وإيابًا.
حيث حقق الفوز في مباراة الذهاب بهدفين دون رد، وفي الإياب كان ميلان متقدمًا بهدف نظيف حتى الدقيقة 70، وتم إلغاء المباراة بسبب أعمال الشغب الجماهيرية وتأهل ميلان.
حكاية أشهر صورة في ديربي الغضب
في موسم 2005 وتحديدًا في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، تقدم ميلان بهدف نظيف عن طريق الأوكراني أندريه شفيتشنكو، لتُصبح النتيجة 3-0 بمجموع المباراتين، وتأهل الروسونيري أصبح مسألة وقت.
لتقوم جماهير إنتر بإشعال الشماريخ وإطلاق الألعاب النارية بشكل مرعب حول أرضية الملعب، وباتت الرؤية معدومة بسبب تصاعد الدخان بسبب الشماريخ، ليقرر الحكم إيقاف المباراة لمدة 20 دقيقة ومن ثم تم الإلغاء واحتساب النتيجة لصالح الروسونيري.
وأثناء توقف المباراة واشتعال أرضية الملعب بالأجواء النارية، وقف ماركو ماتيرازي بجانب روي كوستا، لتُلتقط لهما صورة تاريخية يتم تداولها قبل كل مواجهة تجمع بين الفريقين.
