أخبارتقارير ومقالات خاصةكأس العالم 2022كرة قدم
الأكثر تداولًا

ميسي الأفضل في تاريخ كرة القدم

عاجل ورسميًا.. ميسي أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم، شئت أم أبيت، الجميع خضع لميسي، عنوان تصدر وسيتصدر غلاف الصحف، المحادثات والنقاشات بين الجماهير، هؤلاء عشاق المقارنات، هواة الأرقام، محبي مارادونا، وكذلك المحايدين. لن يشكك أحد، لن يطلق عليه لقب المتخاذل بعد الآن، ميسي بطل العالم، ميسي فاز بكأس العالم، حقيقة وليست خيال.

دعني أخبرك بسر، تلك الكلمات تمت كتابتها قبل فوز ميسي بـ كأس العالم، بنفس العنوان “ميسي الأفضل في تاريخ كرة القدم”، وربما كنت سأضع نفس العنوان لو لم يفز ميسي بكأس العالم، وقبل انطلاق كأس العالم، وربما قبل عام أيضا، لم تتغير وجهة نظري بعد صعوده إلى منصة التتويج على ملعب لوسيل، فهو حقا الأفضل في التاريخ وفي كل الأوقات.

سأخبرك بسر آخر، كاتب الكلمات هو مشجع متعصب لريال مدريد، لا يشجع أي فريق آخر عربي أو عالمي سوى ريال مدريد، هنا سيختلف الوضع وستهتم بما هو قادم، أليس كذالك؟!

هل كان ميسي بحاجة للفوز بكأس العالم ليثبت إنه الأفضل في تاريخ اللعبة؟ ماذا لو لم يتصدى إيمليانو مارتينيز لأي ركلة جزاء أو فازت فرنسا بخطأ من أوتاميندي؟ وقتها سينزع من ميسي لقب الأفضل؟ بالطبع لا.

لم يكن أرجنتينيا، كانوا يعتقدون هناك إنه لا يشبههم وليس منهم، يستلم يراوغ يتوغل يمر يسدد يهدف يفوز بالبطولات بقميص برشلونة وبالجوائز الفردية، لم تكن لكراته الذهبية أي قيمة بالنسبة لهم حتى لو فاز بـ 20 كرة ذهبية، لن يقارن بـ مارادونا الذي جلب لهم كأس العالم حتى لو بهدف غير شرعي، فيده أصبحت الأكثر شهرة ولقبت بـ “يد الإله”، ميسي أصبح في نظرهم المتخاذل، الذي لم يتحمل الضغوطات في وقت ما ليعتزل دوليا قبل أن يتراجع عن قراره لاحقا.

خسارة كأس العالم 2014 في المباراة النهائية، و2 نهائي كوبا أمريكا في عامين متتاليين، لم يحقق أي لقب دولي مع بلاده في مسيرته، تحمل المسؤولية، وبعدما حقق كل شيء ممكن مع ناديه، تجددت دوافعه، وأصبح هناك شيء ما جديد يريد إثباته بعد تخطي عامه الثلاثين.

تحول صاحب الوجه الطفولي، وأطلق لحيته، وشاهد الجميع التحول الواضح في شخصية ميسي، من شاب خجول لا يتحدث كثيرا، إلى شخص صدامي، يدخل في صراعات داخل الملعب ومشادات مع الحكام، ويظهر في وسائل الإعلام وينتقدهم علنا، حتى لو كان ظهوره قليلا عندما كان لاعبا للبارسا، ثم مع ناديه باريس سان جيرمان بدأ في الظهور أكثر، لكن مع منتخب الأرجنتين دائم الظهور والتحدث أمام الإعلام، يتحمل المسؤولية، يخفف الضغط على زملائه ويلقيها على عاتقه وحده، فأصبحوا مدينين له.

لاعبو الأرجنتين ظهروا وكإنهم مدينين بشيء ما لـ “ميسي”، لا يريدوه سوبر مان الذي يحقق كل شيء وحده، بالتأكيد لديهم رغبة في الفوز لصناعة مجد لوطنهم، لكنهم يريدون أيضا الفوز من أجل ميسي، بطل طفولتهم ومثلهم الأعلى.

على سبيل المثال، جوليان ألفاريز كان طفلا وأراد التقاط صورة مع مثله الأعلى ليونيل ميسي، في 2022 ألفاريز ثاني هدافي الأرجنتين بطل كأس العالم بتسجيل 4 أهداف ويشارك ميسي في قيادة هجوم التانجو، وأعادا سويا الكأس إلى الأرجنتين لأول مرة منذ عام 1986، هذا ما أقصده بـ “لاعبو الأرجنتين كانوا مدينين لميسي”.

الآن، ميسي على عرش كرة القدم، فاز باللقب الوحيد الذي كان يحلم به هو وأبناء وطنه، ميسي بطل كأس العالم، 18 ديسمبر 2022 هو العيد الوطني لدولة قطر، وسيصبح كذلك بالنسبة للأرجنتنيين، ولميسي نفسه، ولكل عشاقه، لن ينسى أحد استاد لوسيل، مشهد الأمير تميم بن حمد وميسي يرفع الكأس بـ “البشت” القطري، لن أتعجب إن قام الأرجنتنيين بتسمية أولادهم “لوسيل، ودوحة”، وستصبح قطر بالنسبة لهم وطنهم الثاني، مارادونا أشار بيده وهو يحمل لقب كأس العالم 1986، يد تشير إلى الكأس، والآخر كانت تشير لعلم قطر، كانوا على يقين من تحقيقها في قطر، وإعلانهم الشهير قبل البطولة عن المفارقات التاريخية التي حدثت في البلاد عامي 1986 و 2022.

تواجدوا بكثافة واحتلوا شوارع الدوحة وانتظروا بطلهم الخارق الذي أصبح يشبههم “ليونيل ميسي”، الذي تحرر من الضغوطات وفاز بأول لقب قاري له، وأمام من؟ البرازيل الغريم الأزلي، وأين؟ على أرض البرازيل، سيناريو سينمائي ولا في الأحلام. فظلوا يرددون “برازيل أخبريني ماذا تشعرين الآن”. شاهدوا ميسي يرفع الكأس في ماراكانا، ورددوا “مارادونا أفضل من بيليه”، وغادروا البرازيل بالكأس وبمنتخب جديد يثق في مدربه سكالوني، والأهم بنسخة جديدة من ميسي.

توج ميسي بلقب دولي آخر “فيناليسيما” البطولة المستحدثة التي تجمع بين بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية، ورفع رصيد ألقابه الدولية إلى 2، هناك في الأرجنتين رأوا ميسي الذي يشبههم، سواء فاز بكأس العالم أم لا، نال رضا أبناء وطنه، وحقق الشيء الذي كان مطالبا بإثباته من وجهة نظر البعض ليثبت أفضليته الواضحة والتي لم تدع مجالا للشك.

للتواصل مع الكاتب: فيس بوكتويترإنستجرامتيك توك

أحمد يحيى

صحفي مصري خبرة 13 عامًا في المجال الرياضي، وأدير فريق عمل 365Scores في مصر منذ أكثر من 4 سنوات

1057 مقال