من هو المنتخب العربي صاحب أفضل ظهور في كأس العالم؟
كأس العالم، المسابقة الأغلى والأعرق والأكثر أهمية وشعبية في عالم كرة القدم، فيه تشتد المنافسة وترفع جميع المنتخبات المشاركة شعار التحدي في سبيل المجد، المشاركة فيه شرف يذكره التاريخ، والتتويج به حلم لا يحققه الكثيرون.
المنتخبات العربية سجلت حضورا قويا في تاريخ مشاركاتها في كأس العالم، قد لا يذكر تاريخ البطولة باعا طويلا للعرب في المونذيال، ولكنها كابدت وأحرجت منتخبات قوية بل ومرشحة للقب في كثير من الأحيان.
وغالبا ما كانت المشاركة العربية في كأس العالم توزع بين منتخب واحد (مصر في 1934، المغرب 1970، تونس 1978، الجزائر في 2010 و2014).
بينما شارك منتخبان في كل من مونديال 1982 (الكويت والجزائر)، و1990 (مصر والإمارات)، و1994 (المغرب والسعودية)، و2002 (السعودية وتونس) و2006 (السعودية وتونس) وثلاثة في كل من مونديال 1986 في المكسيك (المغرب، الجزائر، والعراق)، ومونديال 1998 في فرنسا (المغرب، السعودية، وتونس).
المغرب أول منتخب عربي يحقق التأهل إلى الدور الثاني في تاريخ كأس العالم؟
ومن بين جميع المشاركين العرب في كأس العالم، وحدها المغرب (1986) والسعودية (1994) والجزائر (2014) تخطت دور المجموعات، فخسر الأول بصعوبة أمام ألمانيا الغربية صفر-1، والثانية أمام السويد 1-3 والثالثة بعد التمديد أمام ألمانيا 1-2 التي أحرزت اللقب لاحقا.
المغرب في كأس العالم 1986
وصل المنتخب المغربي إلى مونديال المكسيك وهو شبه متأكد من أنهم سيودّعون البطولة من دورها الأول، بعد أن وضعتهم القرعة في مجموعة الموت التي ضمَّت إنجلترا والبرتغال وبولندا، لكنهم وبكل بساطة أنهوا دور المجموعات وهم في صدارة المجموعة.
حقق المغرب في المباراتين الأوليين تعادلاً سلبياً أمام بولندا وإنجلترا، قبل أن يسحق البرتغال في المباراة الثالثة 3-1 بهدفين من الأسطورة كريماو (عبد الكريم ميري) وهدف لعبد الرزاق خيري.
أذهل أسود أطلس العالم بهذا الانتصار الذي جعلهم يتصدرون “مجموعة الموت” التي راهن فيها حتى أشد المتفائلين بالخروج من الدور الأول.
في الدور الثاني خاض المغرب معركة حقيقية أمام ألمانيا الغربية، وكاد يسجل الأهداف في أكثر من مناسبة، وهدد مرمى الألمان طوال دقائق المباراة.
استمر التعادل السلبي بين المنتخبين حتى الدقيقة الـ88 عندما سجل لوثار ماتيوس هدفاً قاتلاً أخرج به أسود أطلس من المونديال ولكن بعد أداء مشرف يستحق أن تُرفع له القبعة، خصوصاً أن المغرب أصبح أول منتخب شمال إفريقي يتأهل من دور المجموعات في المونديال، وكذلك أول فريق عربي يفعل ذلك.
السعودية في كأس العالم 1994
ظهر منتخب السعودية لأول مرة في نهائيات كأس العالم بالولايات المتحدة عام 1994، وكان ظهورهم لأول مرة مثيراً للإعجاب.
خسارة محترمة 2-1 أمام هولندا في المباراة الأولى، تلاها فوز 2-1 على المغرب في نيويورك، وانتصار مرموق على بلجيكا 1-0، جعلهم يحتلون وصافة المجموعة التي دفعت بهم إلى المرحلة التالية ليصبحوا أول منتخب عربي من غرب آسيا يحقق ذلك.
في دور خروج المغلوب خسروا أمام السويد 3-1، التي واصلت مسيرتها الناجحة طوال الطريق إلى نصف النهائي، لكن الخسارة لم تؤثر على الإنجازات الرائعة للصقور الخضراء في كأس العالم بالولايات المتحدة الأمريكية، فقد أنجب هذا المنتخب أسماء رائعة- مثل سعيد العويران وماجد عبد الله وعبد الجواد وسامي الجابر- أساطير كرة القدم الحقيقية في الشرق الأوسط.
الجزائر في كأس العالم 2014
أما الأداء البطولي الحقيقي والأخير للمنتخبات العربية فقد كان في مونديال البرازيل 2014، بعدما بصم محاربوا الصحراء على مستوى مميز للغاية.
بدأ الثعالب بخسارة محترمة أمام بلجيكا رغم تقدمهم وسيطرتهم على معظم المباراة؛ بينما حققوا في المباراة الثانية الفوز على كوريا الجنوبية 4-2، وتعادلوا مع روسيا 1-1، ليحتلوا المركز الثاني في المجموعة، وهو ما أرسلهم للقاء ألمانيا في الدور الثاني.
صمد الجزائريون لمدة 90 دقيقة دون أن يتلقوا أو يسجلوا أي هدف، لتمتد المباراة إلى وقتين إضافيين، استطاع الألمان فيهما تسجيل هدفين، والجزائر هدف واحد، وعلى الرغم من خروج الجزائر فإنهم عادوا إلى الوطن بمثابة الأبطال.
اليوم، ونحن مقبلون على المحفل العالمي التي تحتضنه أرض عربية، هل نشهد منتخبا عربيا قادرا على كسر القاعدة المعروفة بشرف المشاركة، وبلوغ مراكز متقدمة في كأس العالم بقطر 2022؟