من هو أول حكم عربي قاد نهائي كأس العالم؟
يخلد تاريخ كرة القدم، جميع الأحداث التي تتعلق بكأس العالم، ولا يقتصر الأمر على اللاعبين والمدربين فقط، بل يشمل كل كبيرة وصغيرة تخص المونديال، والحكام جزء لا يتجزء من هذا العرس العالمي.
مشاركة الحكام العرب في كأس العالم، انطلقت عام 1934، في إيطاليا، عندما شارك الحكم المصري يوسف محمد، وأدار مباراة تشيكوسلوفاكيا وسويسرا في ربع النهائي كحكم راية، ليكون أول حكم عربي يسارك في كأس العالم.
وبعد غياب دام 32 عاما، عادت مصر لتتصدر المشهد، بعدما قاد الحكم قنديل علي مباراة كوريا الشمالية وتشيلي، في كأس العالم 1966، كأول حكم ساحة عربي في تاريخ المونديال.
من هو أول حكم عربي قاد نهائي كأس العالم؟
توالت بعد ذالك مشاركات الحكام العرب في النهائيات، إلا أن مشاركتهم كانت تقتصر على الأدوار الأولى، لكن في نسخة 1998 في فرنسا كان الحكم المغربي سعيد بلقولة، أول حكم عربي يحكم المباراة النهائية التي جرت بين البرازيل وفرنسا وانتهت بفوز الديوك بثلاثة أهداف دون مقابل.
وشكل اختيار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للراحل، منعطفا في تاريخ التحكيم المغربي، العربي والأفريقي، وقدم درسا بليغا للذين كانوا ينظرون للعرب وافريقيا نظرة دونية، لا تستطيع الوصول إلى القمة، وبعيد المنال على اعتبار أن افريقيا والعرب يمثلون العالم الثالث.
من هو سعيد بلقولة أول حكم عربي يقود نهائي كأس العالم؟
ولد سعيد بلقولة في 30 أغسطس عام 1956 في مدينة تيفلت، (وسط المغرب)، وترعرع في كنف أسرة متواضعة.
لم يمنعه شغفه بكرة القدم من مواصلة التحصيل الدراسي إلى أن تخرج من الجامعة وعين مفتشا في إدارة الجمارك المغربية.
موازاة مع ذلك، التحق بمدرسة تأهيل الحكام عام 1983، حيث تدرج من حكام الأحياء إلى أن عين حكما رئيسيا في الدوري المغربي عام 1990.
3 سنوات بعد ذلك، نجح بلقولة في الحصول على الشارة الدولية للفيفا، وقاد بعد ذلك أول مباراة له على المستوى الأفريقي بين غوريه السنغالي و فورادات الغاني ضمن بطولة كأس الكؤوس الأفريقية.
وفي عام 1995، استدعي بلقولة لماليزيا لقيادة التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى أولمبياد أتلانتا، ثم قاد بعض مباريات دورة فرنسا الرباعية عام 1997.
وفي فيلم وثائقي للقناة المغربية الأولى، حول حياة الراحل، قال الحكم المغربي السابق، مصطفى معزوز، إن اختيار بلقولة لقيادة مباريات مونديال عام 1998، “حدث غير مسبوق، وحلم اعتقدنا أنه بعيد المنال بالنسبة لنا كحكام من العالم الثالث، إن مشاركته في المونديال قدوة و مثال لنا جميعا”.
وتابع الحكم السابق موضحا، “قيادة بلقولة للمباراة النهائية شكل نقطة تحول في تاريخ التحكيم الأفريقي والعربي والآسيوي، فقبل ذلك التاريخ كان هناك تبادل للأدوار بين الحكام الأوروبيين والمنحدرين من أمريكا اللاتينية، وبلقولة كسر هذه القاعدة”.