من عرابي لـ زد.. ما هي قصة الحارس الذي تصدى لـ 5 ركلات ترجيح في مصر؟
تملك كرة القدم المصرية في خزائنها مجلدات من التاريخ محفور في أذهان جماهيرها، وتتفرد أحيانا بأحداث ومواقف عديدة دون غيرها، وأعادت إحدى مباريات أمس الأحد 22 أكتوبر 2023، واحدة من هذه الأحداث.
شهدت مباراة فريق زد ضد المقاولون العرب أمس في الجولة الرابعة من مسابقة الدوري المصري الممتاز، احتساب 5 ركلات جزاء منهم أربعة للأول وواحده للثاني، وانتهى اللقاء بالتعادل الإيجابي بثلاثية لكل فريق.
معادلة رقم الزمالك منذ 24 عاما
وبالطبع دخلت هذه المباراة في خزانة تاريخ الدوري المصري -الذي بالمناسبة كان يحتفل أمس بمرور 75 عاما على انطلاقه منذ أول نسخة عام 1948- فقد عادلت الرقم القياسي لمواجهة الزمالك والقناة منذ 24 عاما.
ستة أهداف ⚽
— رابطة الأندية المحترفة EPL (@epl_eg) October 22, 2023
خمس ركلات جزاء 👀
نهاية مثيرة للمباراة 🔥
#رابطة_الأندية_المحترفة | #دوري_nile | #المقاولون_زد pic.twitter.com/XVCr91Mi2s
ففي عام 1999 تحديدا احتسب الحكم السابق جمال الغندور الذي أدار المباراة خمسة ركلات جزاء أيضا، منهم 4 للزمالك وواحدة للقناة وانتهى اللقاء بفوز الأبيض عقبة 4/1 بعدما سجل ثلاثة من الركلات الأربعة، وكانت المباراة الوحيده في تاريخ الدوري المصري التي يحتسب فيها هذا العدد من الركلات قبل مباراة زد والمقاولون.
مانشيت ساخن وتصدي لـ 5 ركلات
وبعد أن عاد بنا حدث الأمس 24 عاما إلى الخلف، سيعود بنا مرة أخرى ولكن 50 عاما وبالتحديد عام 1973، ولكن بأحداث مختلفة وفرق مختلفة وحتى البطولة نفسها مختلفة ولكنها في خزانة تاريخ مصر.
تعود القصة إلى تاريخ 7 مايو 1973، عندما التقى فريقي الإسماعيلي والاتحاد السكندري في الدور الثمانية من بطولة كأس مصر على ستاد الإسكندرية، بعدما تقرر إعادة المباراة بسبب انتهاء اللقاء الأول في القاهرة بالتعادل السلبي.
وفي المباراة الثانية انتهى الوقت الأصلي أيضا بالتعادل السلبي، ليقرر الحكم السابق أحمد محرم اللجوء إلى ركلات الترجيح، وللمصادفة كانت الركلات لا تزال أمر مستحدث في مصر ولم يضع له اتحاد الكرة قاعدة ثابتة.
وبدأت ركلات الترجيح وتصدى حارس مرمى الاتحاد السكندري لركلات الإسماعيلي الخمس وسجل فريقه أربعة ركلات، لينتهي اللقاء لصالح سيد البلد بنتيجة 4/0، ولكن كيف انتهى بهذه النتيجة وكيف أضاع الدراويش خمسة ركلات.
مثلما ذكرنا لم يكن اتحاد الكرة بعد وضع قاعدة ثابتة لركلات الترجيح فقد كان أمرا مستحدثا آنذاك، وكان كل فريق يلعب ركلاته الخمسة كاملة مهما كانت النتيجة، وهو ما حدث في مباراة الاتحاد والإسماعيلي وتسببت في دخول عرابي تاريخ الكرة المصرية.
بعد تصديه للركلات الترجيحية الخمسة خرج عرابي محمولا على الأعناق من جماهير الاتحاد السكندري، وأصبح حديث مصر والصحافة ليخرج مانشيت لا يزال شهيرا حتى اليوم من جريدة المساء وهو “ياخرابي .. ياعرابي” وظل عالقا في أذهان جميع مشجعي الكرة المصرية، وإذا بحثت عنه ستجده حتى الآن.
وانتشر بعد ذلك أقاويل تأكد أن عرابي دخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية لأنه كان حارس المرمى الوحيد آنذاك الذي يتصدى لخمسة ركلات ترجيح، وأقاويل أخرى أنه حصل على مكافأة 50 جنيه -رقم ضخم وقتها- وأيضا كان السبب الرئيسي في فوز الاتحاد السكندري بكأس مصر هذا الموسم 1972/1973.
هل الأمر غير حقيقي؟
ظل صاحب القفاز المميز أسطورة من أساطير حراسة المرمى في مصر واسمه ظل خالدا في الأذهان بسبب هذا الإنجاز، ولكن بشكل مفاجئ خرج عبد الفتاح الجارم لاعب الاتحاد السكندري السابق في لقاء تليفزيوني يؤكد أن عرابي لم يتصدى للركلات الخمسة وهناك ركلتين واحدة اصطدمت بالقائم والأخرى تم تسديدة بقوة خارج الملعب، ولكن بسبب فرحة الجميع بالأمر لم يلتفت له الكثير.
وحديث الجارم لم يخرج أحد ليؤيده أو ينفيه، وظل معلقا هكذا، ولكن ظل اسم عرابي والمانشيت الشهير عنه وإنجازه هذا عالقا في أذهان الجميع، ليتذكره البعض في مباراة الزمالك والقناة عندما تم احتساب 5 ركلات جزاء، وأخيرا يعود إلى أصغر فرق مصر عمرا حاليا بيراميدز في مباراته مع المقاولون التي أعادت لنا هذه الذكرى.
