من صندوق الأولمبياد – ما السر وراء ألوان العلم الأولمبي.. ولماذا تستخدم الشعلة لاطلاق الحفل؟
إعداد – سماء شوقي
أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق أولمبياد باريس 2024، وتعتبر الأولمبياد هي أهم وأعرق حدث رياضي في التاريخ، والذي يقام كل 4 سنوات.
يتدرب الرياضيون لسنوات للوصول للمستوى الذي يؤهلهم للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية، لتمثيل وتشريف بلادهم في هذا المحفل الدولي الضخم.
سنخوض جولة فريدة من نوعها في عالم الألعاب الأولمبية، في سلسلة يومية قصيرة ومختلفة تحت عنوان “من صندوق الأولمبياد“.
نستعرض في الحلقة الأولى من سلسلة “من صندوق الأولمبياد” أهم الحقائق الغير معروفة لدى الكثيرين عن الألعاب الأولمبية وما السر وراء الألوان الموجودة في العلم الخاص بها، ولماذا يتم استخدام الشعلة لإعلان انطلاق ضربة البداية فيها.
صندوق الأولمبياد.. حقائق عن الألعاب الأولمبية
أقيمت الألعاب الأولمبية لأول مرة في مدينة أولمبيا اليونانية بالقرن الثامن قبل الميلاد، وتم تسميتها بالأولمبياد نسبة لمدينة أولمبيا.
شهدت الأولمبياد تغييرات عدة مع مرور الزمن، في القوانين، والطقوس، وأشكال المنافسات، حتى ظهرت بشكلها الحالي في العصر الحديث.
الأولمبياد تُوحد العالم.. وسر العلم الأولمبي
يتميز العلم الأولمبي بشكل مختلف، لا تخطئ العين في تحديده بالمحافل الدولية، وهو عبارة عن خلفية بيضاء وخمس حلقات متداخلة، لكل حلقة لون مختلف، الأحمر، الأخضر، الأسود، الأصفر، والأزرق.
البارون بيير دي كوبرتان، المؤسس المشارك للألعاب الأولمبية الحديثة وصاحب فكرة العلم الأولمبي أراد أن يكون العلم رمز لتوحيد كافة شعوب العالم.
حيث تُمثل الحلقات الخمسة في علم الأولمبياد قارات العالم الخمس المأهولة، أوروبا، آسيا، إفريقيا، أمريكا الشمالية والجنوبية، وأستراليا.
بينما يرجع السبب لاختيار الألوان الستة (الأزرق، والأصفر، والأسود، والأخضر، والأحمر، والخلفية البيضاء) لأن علم أي دولة في العالم يحتوي على واحدة على الأقل من تلك الألوان.
الأسكندرية تٌعرف العالم بالعلم الأولمبي
ظهر العلم الأولمبي للنور لأول مرة في التاريخ في مدينة الأسكندرية في مصر عام 1914، خلال حفل افتتاح بمناسبة مرور 20 عامًا على تأسيس اللجنة الأولمبية الدولية.
وبسبب الحرب العالمية الأولى تم إلغاء أولمبياد 1916، ليظهر العلم الأولمبي في أول دور أولمبية في أولمبياد أنتويرب 1920 في بلجيكا.
تقليد الشعلة الأولمبية
تعتبر النار شيء مقدس لدى اليونانيين القدماء، لذلك اعتبروها رمزًا للألعاب الأولمبية، لنقل النور الإلهي من معبد هيرا زوجة زيوس كبير الآلهة في أولمبيا إلى جميع أنحاء اليونان.
ويتم إضاءة الشعلة بطريقة خاصة جدًا في حفل ضخم يقام في معبد هيرا، حيث يتم استخدام ضوء الشمس ومرآة خاصة، ليتركز ضوء الشمس في بؤرة معينة في المرآة، وتصل درجة الحرارة إلى حد معين يكون كافي للحصول على اللهب.
وعندما عادت الأولمبياد بشكلها الحديث في عام 1896، لما تتواجد في مراسمها الشعلة، بينما ظهرت في العصر الحديث بأولمبياد أمستردام 1928.
وباستخدام الشعلة يتم اشعال المرجل الأولمبي، الذي يحتوي على مجموعة من الزيوت تحافظ على إشعال اللهب، ليظل المرجل مشتعل حتى نهاية منافسات الدورة الأولمبية بالكامل.
ومع نهاية فعاليات الألعاب يتم إطفاء الشعلة نهائيًا معلنة عن نهاية دورة الألعاب الأولمبية رسميًا.
تتابع الشعلة وتنقلها من اليونان لحفل الافتتاح
عندما استخدمت الشعلة لأول مرة في العصر الحديث في أمستردام عام 1928، تم اشعالها في حفل الافتتاح بالعاصمة البلجيكية.
ثم ظهرت فكرة تتابع الشعلة الأولمبية لأول مرة في التاريخ الحديث في أولمبياد برلين 1936، عندما كانت ألمانيا تحت حكم هتلر، الذي أراد أن يبرز تفوق ألمانيا سياسيًا ويجعل للدورة علامة مميزة.
تم اشعال الشعلة في المعبد بمدينة أولمبيا، ومن ثم تم نقلها من أولمبيا لبرلين، عن طريق العدائين، حيث ظلت الشعلة تسلم من يد إلى يد حتى وصلت إلى مقر حفل الافتتاح في ألمانيا.
ولكن بعد تلك الدورة أصبح تتابع الشعلة ونقلها من يد لأخرى من المراسم الرئيسية للأولمبياد، لاعتبارها رمزًا لنقل مبادئ وقيم فكرة الأولمبياد من اليونانيين القدماء إلى العالم الحديث وهي الوحدة، السلام، والصداقة.
ومع تقدم وسائل النقل وتطور العلم، تغيرت سبل انتقال الشعلة، فتم تصميمها لتكون مقاومة للماء، والرياح، ونقلت بوسائل عدة، عن طريق القوارب، الليزر، وتحت الماء، بل وسافرت الفضاء أيضًا.
في 1976 كان يجب نقل الشعلة من أثينا إلى مدينة أوتاوا، فقرر المنظمون تحريك الشعلة عن طريق القمر الصناعي، من خلال النبضات الإلكترونية وأشعة الليزر.
وفي أولمبياد 2000، قامت الشعلة الأولمبية برحلة تحت الماء، حيث كانت الشعلة مصنوعة بنظام خاص، وتحمل مادة كيميائية تشتعل بدرجة حرارة تفوق الألفي درجة مئوية، فلا تتمكن الماء من إطفاء اللهب.
أما في عام 2014 كانت الرحلة الأغرب والأطول للشعلة الأولمبية، التي سافرت للفضاء لمدة 10 أيام، وشارك رواد الفضاء في تتابع الشعلة وساروا بها في الفضاء الخارجي.
أما في حالة انطفاء الشعلة، فهناك 4 نسخ احتياطية من اللهب الأصلي الذي تم اشعاله في المعبد بأولمبيا، محفوظ في مصابيح صغيرة، حتى يتم الاستعانة بها لإضاءة الشعلة مرة أخرى خلال فترة التتابع أو خلال الدورة.