من ذاكرة اليورو – اليونان وتحويل الكراهية إلى معجزة في 2004
سلسلة من ذاكرة اليورو تأخذك برحلة عبر الزمن للتعرف على تاريخ بطولة كأس أمم أوروبا أحداث لم نعيشها، ومعلومات -ربما- لم تكن تعلم عنها شيء.
صندوق حكايات من ذاكرة اليورو، مليء بالعديد من الحكايات التي قد تبهرك أحيانًا، وفي أحيان أخرى قد تصدمك ومن خلال هذه السلسلة سنتعرف عليها معًا، عبر سلسلة من التقارير التي ستنشر عبر 365scores.
وحكايتنا اليوم ستكون عن إنجاز أو إعجاز إذا صح وصفه، قام به منتخب اليونان وظل محفورا في أذهان جميع مشجعي كرة القدم إلى يومنا هذا.
الكراهية والتكاتف لتحقيق الإنجاز
مع بداية بطولة يورو 2004 التي أقيمت على أراضي دولة البرتغال، لم يكن أحدًا ليذكر اسم منتخب اليونان ضمن ترشيحات الفوز بالبطولة، بل لم يكن أحد يتخيل أنها ستخرج من دور المجموعات تقريبا، وكانت الكفة تميل إلى كل كبار قارة أوروبا بالطبع، وعلى رأسهم المنتخب صاحب الأرض والذي يملك جيلًا خرافيًا من اللاعبين.
والأمر الذي يثبت أن اليونان لم يكن متوقعا حتى خروجها من دور المجموعات، هو وقوعها في المجموعة الأولى رفقة البرتغال وإسبانيا وروسيا.
وفي الوقت ذاته كان هناك حالة كراهيه داخل منتخب اليونان الذي لا يعرف أحد من متابعي البطولة أسماء تشكيلهم بالكامل، والخلافات بينهم كانت بسبب الانتماءات لأندية الدوري اليوناني.
وهذه الخلافات تغلب عليها أوتو ريهاجل مدرب المنتخب اليوناني بخطاب شهير للاعبين قال فيه: “تبا لانتماءاتكم خارج الملعب، هذا القميص لونه أبيض، يمنع عليكم أن تشاهدوا زميلا لكم بلون قميصا مختلف أو الحديث عن أية انتماءات غير المنتخب”.
ليس هذا فقط، بل يكفي أن نعرف أن قبل مشاركة اليونان في يورو 2004، لم يفز المنتخب بأي مباراة في البطولات الدولية الكبرى التي خاضها وكانت آخر مشاركة له في البطولات الأوروبية عندما خاض يورو 1980، ولم يسجل سوى هدفا واحدا خلال مشاركته في اليورو.
وهذا الأمر أيضا استغله ريهاجل ليحفز لاعبيه بتصريح شهير قائلا: “أنتم تعرفون أن اليونان لم تحقق أي لقبا قاريا طوال تاريخها، بل سجلت هدفا واحدا في تاريخ البطولة، ولذلك أي هدفا ستسجلونه سيكون إنجازا تاريخيا لبلادكم، إنهم يكرهونكم ويتمنون رؤيتكم مهزومين، ادخلوا إلى الملعب وأمنحوهم أسبابا إضافية ليكرهوكم”.
ويبدو أن ريهاجل نجح بالفعل في تصحيح هذا المنتخب وإنجاز الموقف ببراعة، وجاء موعد أول مباراة لليونان في البطولة، والمفاجأة أنها كانت المباراة الافتتاحية ضد البرتغال، والتي لعبت يوم 12 يونيو 2004، على استاد دو دراجاو بمدينة بورتو
فجرت اليونان مفاجأة كبرى وغير متوقعة بفوزها ضد البرتغال في المباراة الافتتاحية من يورو 2004 بنتيجة 2-1، ولم تكتف بذلك بل تعادلت مع إسبانيا بهدف لكل منهما وخسرت من روسيا بنتيجة 2-1، وصعدت كثاني المجموعة خلف أصحاب الأرض، وودع الماتادور البطولة.
🇬🇷 React to this using emoji only!
— UEFA EURO 2024 (@EURO2024) June 12, 2020
Giorgos Karagounis scored the first as Greece beat hosts Portugal 2-1 in the opening match at EURO 2004.#OTD | @EthnikiOmada pic.twitter.com/Aoz5VjfCsR
ووصلت اليونان إلى ربع النهائي وحققت مفاجأة أكبر وهي الفوز على منتخب فرنسا الذي ضم العديد من النجوم والذين نعتبرهم أساطير اللعبة في وقتنا هذا، بهدفا مقابل لا شيء.
ومن ثم تصل اليونان إلى نصف النهائي وتفوز على التشيك بهدف نظيف، ولكن كانت المفاجأة في مباراة النهائي، لتجد في وجهها البرتغال صاحب الأرض التي أحرجته في المباراة الافتتاحية.
تحدث الجميع عن الثأر وأن هذا هو نهاية الإنجاز الذي وصل له المنتخب اليوناني الذي لا يقدم أي جانب فني في طريقة لعبه بل كل اعتماده على الدفاع ومن ثم الرأسيات التي تأتي منها الأهداف، والبرتغال هي التي ستحصد اللقب على أرضها ووسط جماهيرها وستنتقم من أحفاد الأغريق شر انتقام.
وكالعادة فجرت اليونان مفاجأة أكبر بكثير وهي فوزها ضد البرتغال في نهائي يورو 2004، وبنتيجة 1-0، فبعد سيطرة كاملة وهجمات خطيرة لأصحاب الأرض جاءت الرأسية القاتلة من كاريستياس، تلك الرأسية التي قضت على الخصم وكتبت اسم بلاده في تاريخ كرة القدم بأكملها وليس البطولة فقط.
🇬🇷 EURO 2004 🏆
— UEFA EURO 2024 (@EURO2024) July 4, 2020
Angelos Charisteas scored the only goal in the EURO 2004 final as Greece were crowned champions!#OTD | @EthnikiOmada pic.twitter.com/xhN6BWiCi7
بطولة بـ 7 أهداف وبلا احتراف
وتوجت اليونان بأول وأخر بطولة يورو لها على مدار تاريخها، وكل ذلك بتسجيل 7 أهداف فقط طوال البطولة، لتحرج كل كبار القارة وتقف في وجه كل من لم يراهن على مكسبها.
واللافت للأنظار في القصة أن بعد هذه البطولة لم يحترف أحد من لاعبي المنتخب في أحد الفرق الكبرى في أوروبا مثلما نرى أحيانا بل عاد كل منهم إلى فريقهم وألمعهم كان يلعب لفرق منتصف الجدول في القارة مما يعني أن هذا المنتخب لم يكن به مواهب فردية ولكن روحه الجماعية هي التي حولت الكراهية إلى إنجاز وإعجاز عالق في الأذهان.