من بنزيما إلى فيرمينو وهندرسون – لماذا ضاع نجوم أوروبا في دوري روشن؟
أجانب الدوري السعودي رحلة ما بين النجاحات والإخفاقات في موسم استثنائي بمسابقة دوري روشن نحو تنفيذ مشروع عالمي برعاية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
ولا شك أن الدوري السعودي هذا الموسم كان محطًا لأنظار الجماهير من كافة أرجاء الأرض، بعض الاستقطابات الكبيرة التي عقدتها الأندية خلال الفترة الصيفية.
وما بين تألق بعض اللاعبين في موسمهم الأول في روشن سقط البعض الآخر مخيبًا لآمال الجماهير التي كانت تعول على هذه الأسماء في صناعة الفارق نحو خطوات للوقوف على منصات التتويج.
ويطرح سؤال نفسه لجماهير هذه الأندية، لماذا لم ينجح هؤلاء اللاعبين ولماذا لم يقدموا المستوى المطلوب، هل تأثروا بالابتعاد عن أوروبا وتغيير الأجواء، أم هناك من وصل بهدف البحث عن المال، أو هناك مجموعة ضاع عندها شغف الساحرة المستديرة.
محمد الدعيع: العوامل الخارجية تؤثر على الأداء
قال أسطورة الهلال محمد الدعيع : ” لا أستطيع تقييم ذلك لأنني لست قريبًا من هؤلاء اللاعبين يجب توجيه هذا السؤال إلى اللاعب نفسه، ولكن يجب النظر في بعض الأمور المتعلقة بهذا الشأن مثل: هل هؤلاء اللاعبين نجحوا في التكييف مع الأجواء ومع أنديتهم في دوري روشن، هل هناك عوامل خارجية بعيدًا عن الملعب تؤثر عليهم، هل هناك مشاكل عائلية، كل هذه الظروف قد تؤثر على اللاعب بدون شك”.
وأضاف: ” تصريح بنزيما الأخير عن ضعف مستواه قال بوضوح إن ريال مدريد ليس الاتحاد من حيث النوعية والأداء وطريقة اللعب ولكنه وعد في النهاية ظهوره بشكل جيد، أتوقع تألقه في الموسم المقبل إذا نجح في التكييف داخل الفريق”.
الإعلامي منار شاهين: عوامل الفشل مقسمة.. واختيار الصفقات فن
قال الإعلامي منار شاهين إن عوامل الفشل مقسمة على عدة عناصر مقسمة ما بين أخطاء كبيرة في الأمور الفنية والإدارية، داخل الأندية بالإضافة إلى السبب الأكبر وهو ضعف الشغف عند بعض اللاعبين.
البداية مع الاتفاق فالمدرب جيرارد لم ينجح مع الاتفاق حتى الآن والنتائج خير دليل، أما هندرسون قائد الفريق السابق تأثر بعوامل الأجواء الحارة والرطوبة العالية وكذلك رغبته الكبيرة في الانضمام لقائمة المنتخب الإنجليزي في اليورو الصيف القادم في ألمانيا.
بالنسبة لكريم بنزيما في البداية كان صاحب مستوى مميز وناجح كتهديف ومساهمة للأهداف وكون ثنائية جيدة مع حمدالله، ولكن التصادم مع نونو سانتو وحمدالله والدخول في تفاصيل شارة القيادة والاستياء الكبير منه حيال حول بعض الصفقات الفنية جعله محبط نفسيًا من الوضع القائم في الفريق.
سبب هبوط مستوى بنزيما يعود إلى صدامه مع نونو سانتو مما آثر على ضعف التركيز الذهني للاعب بإهدار العديد من ركلات الجزاء وتسجيل هدفين في مرماه، كما أن الفريق عانى بشدة من الغيابات ولذلك بنزيما افتقد لعوامل النجاح داخل الملعب.
وبالعودة إلى بداية التعاقد مع بنزيما، كان هناك سؤال مهم عند جماهير الاتحاد، هل الفريق يحتاج إلى اللاعب رغم وجود حمدالله، أم التعاقد مع بنزيما كان هدفًا تسويقيًا للنادي دون فائدة فنية للفريق، لأن الفريق لديه في الأصل مهاجم مميز مثل حمدالله، ومن الطبيعي أن يخلق بعض الاشكاليات لأن المهاجم المغربي لن يقبل بالجلوس على دكة البدلاء.
أما في الأهلي، الفريق قام بغربلة كاملة للفريق بعد عودته من الدرجة الأولى، الاختيارات الفنية المطلوبة هل كانت احتياج فني.. هل فيرمينو كان اختيار جيد لخدمة المنظومة هل يملك خصائص حمدالله وميتروفيتش كلاعب صندوق بكل تأكيد لا.. هل الأهلي يلعب نفس فكرة 4-3-3 والاعتماد على الضغط العالي المستمر بكل تأكيد لا.. إذا فكرة فشله واردة أكثر من فكرة نجاحه.
وعندما تعرض فيجا للإصابة وعاد فيرمينو كمهاجم ثاني تحت فراس البريكان بدأ يعود لمستواه الفني المعروف، كما أن إصابة كيسي آثرت على شكل خط الوسط وعدم وجود أظهره بجودة عالية لذلك هناك بعض العوامل التي لا تساعد هؤلاء النجوم على التميز والنهوض من الناحية الفنية.
موقف الكبار من الرحيل عن دوري روشن
يرى الإعلامي منار شاهين أن هناك أندية فضلت جلب أسماء لامعة ومشهورة على حساب الجودة الفنية والتوليفة المثالية الفنية وللأسف فشلت وبعد ذلك قامت بالقاء اللوم على اللجنة، على عكس الهلال الذي تعاقد مع مجموعة فنية جيدة تخدم في النهاية مصلحة الفريق ولذلك أتمنى تعلم الأندية من هذا الدرس في الموسم المقبل.
وأشار إلى عدم وجود فرصة لرحيل الكثير من المحترفين الكبار في الصيف بسبب رواتبهم الباهظة بالإضافة إلى قوة الدوري السعودي بالفترة القادمة والذي يستعد لاستقبال نجوم كبيرة مثل محمد صلاح ودي بروين.
أما موقف كريم بنزيما فهناك شكوك حيال استمراه أو رحيله عن الفريق نهاية الموسم الجاري في دوري روشن، بالإضافة إلى أنه اشترط العديد من الصفقات الفنية الي تساعده وتخدمه داخل الملعب للاستمرار مع الفريق وذلك بعد الخروج من كأس العالم للأندية وخسارة السوبر السعودي.
العامل النفسي والتقاليد الثقافية فخ سقوط الكبار
قالت المعدة النفسية لمنتخب تونس إشراف قنفود، إن عامل المناخ والعادات والتقاليد يؤثر على نفسية اللاعبين، الرطوبة وتغيير المناخ والبرد، لا شك أنها تؤثر على أداء اللاعبين، فاللاعب يحتاج إلى بعض الوقت للتأقلم حتى يستطيع جسده الاعتياد على هذه الأجواء، لأن الحرارة والبرد تؤثر على نفسية اللاعب وتسبب له بعض الأرق، ولكن إذا كان اللاعب اعتاد سابقًا على هذا المناخ لن يتأثر لأنه كبر في هذه الأجواء.
أما بالنسبة للعادات والتقاليد فهناك صعوبة للتأقلم عند بعض اللاعبين، بسبب العقلية والعلاقات واختلاف الثقافات أيضًا، فكل منطقة تحتفظ بأصولها ولذلك يرى اللاعب المحترف صعوبة في تقبل بعض الأمور الذي اعتاد عليها في أوروبا.
الانتقادات بالطبع تؤثر أيضًا على أداء اللاعب، لأن ذهنه الحاضر في الملعب قد يذهب إلى منطقة أخرى بالانشغال مع الجماهير وأراء النقاد والصحفيين، كما أن هناك بعض الحملات تكون في اتجاه لاعب معين داخل الملعب وهذا سيؤثر على الجهاز العصبي أيضًا بخلاف التركيز الذهني.
الجهاز العصبي عامل مهم عند اللاعبين، لأنه مسؤول عن تقديم اللاعب لأسلوبه ومهاراته في الملعب، ولذلك عندما تسير حملة انتقادات من الجماهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يتعرض الجهاز العصبي عند اللاعب إلى الخطر، وبالتالي سيتأثر بعض أعضاء الجسم، على سبيل المثال الدورة الدموية والعضلات والتنفس مما سيظهر اللاعب بمستوى متغيير، وقبل أي شئ لاعب كرة القدم هو إنسان ولا بد أنه سيتأثر بالعوامل الخارجية.
