منتخب إندونيسيا والهدف الذي قضى على مسيرة صاحبه
أحيانا تقودك أفكارك إلى اتخاذ قرار من شأنه إنقاذ المجموعة، ولكن هذا القرار يتسبب في إضاعة نفسك.. وإضاعة المجموعة أيضا، ولكن ما علاقة هذا بمنتخب إندونيسيا؟
هذا الأمر ينطبق على ما حدث في مباراة منتخب إندونيسيا ضد تايلاند، في منافسات بطولة كأس الاتحاد الآسيوي “تايجر كاب” عام 1998 في دولة فيتنام.
مرشد أفندي والهدف الذي قضى على مسيرته
تعود القصة إلى يوم 31 أغسطس 1998 في الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات في بطولة تايجر كاب، والمباراة بين منتخبي إندونيسيا ضد تايلاند، وكلاهما حسم تأهله بشكل رسمي إلى الدور المقبل.
وكان المنتخب الفائز من المباراة سيواجه فيتنام في نصف النهائي والتي تعتبر فريقا قويا، أما الخاسر كان سيلاقي سنغافورة وتعتبر فريقا سهلا آنذاك.
وظل التعادل الإيجابي بنتيجة 2-2 مسيطرا على اللقاء إلى الدقائق الأخيرة، وكلا الفريقيان لا يريدان تسجيل أي أهداف ولكن حدث شيء مفاجئ، وهو قيام مرشد أفندي مدافع منتخب إندونيسيا بوضع الهدف في مرماه في الدقيقة 90، وينتهي اللقاء بفوز تايلاند 3-2، ويتأهل كمتصدر المجموعة وخلفه المنتخب الخاسر.
وأثار هذا الهدف الغضب بشكل كبير جدا وكان حديث العالم أجمع، بل وقامت جماهير فيتنام بالتظاهر أمام فندق إقامة منتخب إندونيسيا، وطالبوا بإلغاء المباراة وفرض عقوبات صارمة على الطرفين.
وتم استكمال البطولة بشكل طبيعي والمفاجأة هي أن منتخب إندونيسيا لعب بالفعل ضد سنغافورة في نصف النهائي وتعرض إلى الخسارة وحصل على المركز الثالث في البطولة أما تايلاند لعب ضد فيتنام وخسر هو الآخر وخرج من البطولة رابعا.
ومن الذي حصد البطولة إذا في النهاية، عكس كل التوقعات منتخب سنغافورة هو الذي فاز باللقب هذا العام الذي كان يتمنى الجميع ملاقاته بسبب سهولة فريقه، وحتى فيتنام صاحبة الأرض ومتصدرة مجموعتها والأقوى حصل على المركز الثاني بعد الخسارة من بطل كأس تايجر كاب.
وبعد شهر واحد من الواقعة، صدر قرارا رسميًا من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بإيقاف مرشد أفندي من لعب كرة القدم مدى الحياة، وإيقافه لمدة عاما واحدا من اللعب مع الأندية، ليقضي على موهبته التي أشاد بها الجميع ولكن دمرتها هذه الواقعة.
كما استقال أزور أنس رئيس الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم، من منصبه بسبب شعوره بالحرج عقب هذه الواقعة وقرر عدم الاستمرار في المنظومة.
وعاد مرشد أفندي بعد عام من إيقاف اللعب مع الأندية واستمر رفقة فريقه بيرسيبايا سورابايا الإندونيسي حتى عام 2007، ثم انتقل إلى نادي برسيكو قدس وأنهى مسيرته معه، ليقرر بعد ذلك الاتجاه إلى مهنة التدريب وتولى تدريب بعض الفرق المحلية في بلاده، ولكن مسيرته مع المنتخب انتهت منذ هذه الواقعة ولم تعد مرة أخرى.
ومرت السنوات وتحدث مرشد أفندي عن هذه الواقعة للعديد من وسائل الإعلام الإندونيسية، حيث قال: “بعد واقعة مباراة تايلاند الجميع دعمني سواء اللاعبين أو المدربين أو حتى الأشخاص المسؤولون عن كرة القدم في البلاد، ولكن بعد شهر واحد الجميع غسل يده من الأمر وأنا من تعرض إلى الانتقادات والعقوبات”.
ماذا ينتظر إندونيسيا في كأس آسيا 2023؟
وانتهت هذه القصة وتم إغلاقها وخاضت إندونيسيا العديد من التحديات الأخرى والعقبات، ولكن كانت واقعة مرشد أفندي واحدة من أكثر الوقائع غرابة والمناسبة لمقدمة هذه القصة للشخص الذي حاول مساعدة المجموعة فتضرر هو والمجموعة.
شاهد معنا مجموعة مختارة من أفضل التصديات خلال النسخ السابقة من البطولة. #كأس_آسيا2023 #هَيّا_آسيا pic.twitter.com/RNZtHdWuCD
— كأس آسيا قطر 2023 (@Qatar2023) January 4, 2024
والآن يدخل منتخب إندونيسيا تحديا جديدا وهذه المرة في بطولة كأس آسيا 2023 في قطر، والتي ستنطلق يوم الجمعة 12 يناير المقبل، حيث يتواجد في المجموعة الرابعة رفقة كل من اليابان والعراق وفيتنام.
نعم مثلما قرأنا جميعا سيتواجد منتخب إندونيسيا مع فيتنا في نفس المجموعة، والمنتخب الذي حاول الهروب منه في 1998 وورط نفسه في أزمات كبرى، سيضطر إلى ملاقاته في في كأس آسيا 2023 فماذا سيفعل؟