كنت مريضاً واستعنت بالأطباء النفسيين.. هكذا برر لويس سواريز مهاجم منتخب أوروجواى واقعة “عضه” جورجيو كيلينى مدافع منتخب إيطاليا خلال منافسات بطولة كأس العالم 2014.
وبالرغم من مرور أكثر من 8 سنوات على واقعة “عضه” سواريز للإيطالي جورجيو كيليني إلا أن هذا الحدث لا يزال عالقاً في أذهان الجميع بعدما تم تصنيف هذه اللقطة من ضمن أسوأ المشاهد في تاريخ البطولة.
واعتاد سواريز في الملاعب الأوروبية على هذه الأفعال المشينة خاصة خلال تواجده في الدوري الإنجليزي الممتاز مع ليفربول ولكن تظل واقعة كيليني هي الأشهر نظراً لحدث البطولة وللعقوبة التي صدرت ضد اللاعب من الاتحاد الدولي لكرة القدم.
ويرى البعض أن لقطة “عضه” كيليني نقطة سوداء في مسيرة سواريز الرياضية ولكن يرى جزء آخر أن هذه الواقعة كانت سبباً في تحول مسيرته إلى صناعة التاريخ والمجد مع برشلونة بعد رحيله عن ليفربول.
ومع اقترابنا من انطلاقة كأس العالم 2022 في قطر.. يسلط موقع الضوء على سلسلة المشاهد غير الأخلاقية في كأس العالم على مدار التاريخ.
الزمان والمكان
24 يونيو 2014 على ملعب آرينا داس دوناس ناتال في البرازيل بحضور الحكم المكسيكي ماركو رودريغيز لقيادة الجولة الثالثة من دور المجموعات بين إيطاليا وأوروجواى في قمة قوية جمعت بينهما بعد الوقوع في مجموعة صعبة مع إنجلترا وكوستاريكا.
الأجواء كانت مشحونة والقتال واضح على أرضية الملعب فكلاهما يأمل في تحقيق الفوز والظفر بالثلاث نقاط من أجل التأهل لدور الـ16، بعدما فجرت كوستاريكا المفاجأة بأداء غير متوقع ونجحت في الفوز على أوروجواري وإيطاليا وتعادلت مع إنجلترا لتحجز التأهل عن صدارة المجموعة.
وانحصر المقعد الثاني المؤهل لدور الـ16 من كأس العالم 2014 وقتها بين إيطاليا وأوروجواي بعدما تساوى كلاهما برصيد 3 نقاط، مما اشعل المواجهة بينهما على أرضية الملعب.
الأجواء المشحونة بين كلا لاعبي المنتخبين كانت واضحة من خلال التدخلات العنيفة واشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجه كلاوديو ماركيزيز كما منح 4 لاعبين البطاقات الصفراء بسبب التهور.
وبالطبع الأمر لم يمر مرور الكرام على لويس سواريز والذي اعتاد وقتها على المشاكسات على أرضية الملعب ليقوم بفعلته ضد جورجو كيليني في احدى الكرات المشتركة داخل منطقة جزاء منتخب إيطاليا أمام أعين الكاميرات، ولو كانت تقنية الفار موجودة وقتها فلن يتردد الحكم في طرده من الملعب إلا أن اللقطة لم تشهد أي تدخلات من الحكم ليقرر بعدها استكمال المباراة.
ولكن بعد فتح تحقيق من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” تم صدور عقوبة بحق سواريز لمدة أربعة أشهر، تحظر عليه المشاركة في أي نشاط كروي هذا إلى جانب حرمانه من اللعب لمدة 9 مباريات دولية.
أنا مريض نفسي
بعد مرور سنوات طويلة على واقعة “عضه” كيليني فاجئ لويس سواريز الجميع بأنه كان مريضاً ولجأ للأطباء النفسيين للتعافى بعدما تورط في أكثر من مشكلة داخل الملاعب.
وقال سواريز وقتها: “استعنت بالأطباء النفسيين، وهذا ساعدنى كثيرا على تقبل الخطأ والنمو بعدما عانيت بشدة، كنت سيئاً للغاية مع زوجتي أطفالى ورفاقى”.
وأكد سواريز على أنه دخل في حالة نفسية سيئة نتيجة للضغوط الكبيرة التي واجهها من وسائل الإعلام والتي وجهت له انتقادات لاذعة على تصرفاته العنيفة ضد اللاعبين ولكنه بدأ من خلال العلاج النفسي في التعافي والتركيز فقط داخل الملعب على مساعدة فريقه للفوز.
صناعة المجد بـ”عضه”
لعبت “عضه” كيليني دوراً في تحول لويس سواريز من ليفربول إلى برشلونة، فبعد نهاية كأس العالم تلقى اللاعب انتقادات كبيرة من جماهير الريدز ومن الإعلام الإنجليزي خاصة وأن هذه الواقعة لم تكن الأولى لسواريز في الملاعب.
فبدأت الأصوات تنادي بخروجه من النادي بعد إيقافه من الاتحاد الدولي لكرة القدم، فيما بدأت بعض الأصوات توجه له اتهامات عنيفة بالعودة إلى وقعته ضد إيفانوفيتش والتي بسببها تم إيقافه 10 مباريات، كما أنه أيضاً تم إيقافه 8 مباريات بعد إدانته باستخدام لغة مسيئة تجاه باتريس إيفرا الظهير الأيسر لمانشستر يونايتد في 2011.
وأدعى سواريز أنه يتعرض للاضطهاد من قبل وسائل الإعلام البريطانية وهو ما دفعه للتفكير في الرحيل عن الفريق بعدما حصل على عرض من نادي برشلونة الإسباني.
وقال سواريز وقتها: ” كنت أعيش فترة صعبة للغاية وبدأت أفكر في الاعتزال حتى وصل عرض برشلونة للتعاقد معه فدخلت في نوبة بكاء طوال اليوم”.
وأضاف: “الطريقة التى تمت معاملتى بها كانت غير إنسانية، لقد وقعت لبرشلونة ولم يكن هناك مؤتمر لتقديمى، اعتقدت أن مسيرتى فى نهايتها، لكن عندما وصلنى عرض البارسا بكيت طوال اليوم”.
وانتظر سواريز حتى نهاية فترة الإيقاف ليبدء رحلته مع برشلونة ويواصل تدوين الأرقام والبطولات والألقاب في رحلة جديدة لتكون “عضه” كيليني نقطة فارقة في مسيرته الرياضية.