مشاهد غير أخلاقية في كأس العالم – تعاطي مخدرات ومنشطات!
لم تشهد بطولة كأس العالم لكرة القدم على مدار تاريخها، الطويل من 92 عامًا حين أقيمت أول بطولة في 1930، إلا 3 حالات فقط لتعاطي المنشطات المحظورة وكان آخرها قبل 28 عامًا في مونديال 1994، الذي أقيم في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتُعد المنشطات “آفة” الألعاب الأولمبية، ولكن ذلك لم يحدث في كأس العالم كثيرًا، إذ شهد تاريخ المونديال إلا 3 حالات فقط، كما أشارنا، أولهم كانت في 1974 خلال البطولة التي أقيمت في ألمانيا الغربية.
أول حالة منشطات في كأس العالم
ودخل لاعب منتخب هايتي إرنست جان جوزيف التاريخ من الباب الخلفي، حين شاركت هايتي للمرة الأولى والأخيرة في كأس العالم 74، ووقع في المجموعة الرابعة مع منتخبات إيطاليا والأرجنتين وبولندا، وبعد المباراة الأولى ضد منتخب إيطاليا في 15 يونيو والتي انتهت بفوز الاتزوري 3-1 تم اكتشاف عينة إيجابية في فحوصات المنشطات التي تم البدء فيها من مونديال إنجلترا 1966، وكانت من نصيب لاعب إرنست جان جوزيف.
وحِيْنئذٍ عُثر على بقايا من مادة “الإفردين” مما أدى إلى استبعاد لاعب وسط منتخب هايتي من البطولة.
ولكن الواقعة لم تنتهي عند ذلك فقط، حيث، بعد اكتشاف الأمر بيوم واحد فقط، تصدر اسم اللاعب عناوين الصحف، ليطلب حق اللجوء السياسي إلى ألمانيا الغربية، خشية من مصيره عند العودة إلى بلاده، وقبل أن تتخذ الحكومة الألمانية القرار اختفى اللاعب فجأة من معسكر منتخب بلاده.
وذكرت روايات غير رسمية أن اللاعب قد تعرض إلى الاختطاف على يد حرس ديكتاتور هايتي “جان كلود دوفالييه”، ونُقل سرًا إلى جزيرة هايتي التي تقع في البحر الكاريبي.
فيلي جونستون خارج مونديال 1978 بسبب المخدرات
بعد 4 سنوات فقط من حالة جان جوزيف في مونديال 1974، ظهرت حالة أخرى في كأس العالم 1978 والذي أقيم في الأرجنتين، ولكن هذه المرة أثبت تعاطي اللاعب مخدرات وليس منشطات!.
وتواجد منتخب إسكتلندا في المجموعة الرابعة حينها بجانب منتخبات بيرو وهولندا وإيران، وبعد مباراة بيرو في الجولة الأولى والتي هُزمت فيها اسكتلندا 3-1، قامت الشرطة بالقبض على جناح إسكتلندا فيلي جونستون، بسبب تعاطيه المخدرات.
وتم اكتشاف مادة الفينكافامين في تحليل جونستون عقب نهاية المباراة، وهي مادة محظورة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، وتم بعد القبض اللاعب وإنتهاء التحقيقات معه إرساله إلى منزله، وتبعه بعد ذلك المنتخب الاسكتلندي بإقصائه من الدور الأول للبطولة حيث جاء في المرتبة الثالثة بـ3 نقاط، بعد خسارة من بيرو، وتعادل مع إيران (1-1)، وانتصار على هولندا (3-2).
ولم يقم الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”بعاقب جونستون بعد نفيه من قبل السلطات الاسكتلندية، واعتبر الإجراء الصارم من قبل الاتحاد الاسكتلندي كافٍ بالنسبة لفيفا.
مارادونا يكتب الفصل الأخير في قصته مع الأرجنتين باستبعاد بسبب المخدرات!
ودع الراحل دييجو أرماندو مارادونا، المتوج بلقب بطولة كأس العالم في العام 1986، المونديال بشكل حزين، بعدما خسر المباراة النهائية في الـ1990، وطرد من مونديال 1994، بسبب واقعة المخدرات.
تألق مارادونا بشكل لافت في بداية مشوار الأرجنتين في مونديال الولايات المتحدة، حيث قاد منتخب بلاده لتحقيق فوز عريض في المباراة الأولى ضد اليونان (4-0)، بتسجيله هدفًا رائعًا بعدما خاض الدقائق التسعين بأكملها.
وحافظ على مستواه في المباراة الثانية ضد نيجيريا، لكنها كانت الأخيرة له، حيث تعرض لصدمة كبيرة، بعد ثبوت تناوله منشطات من خمس مواد ممنوعة، فسحبه الاتحاد الأرجنتيني من صفوف المنتخب قبل أن يوقفه “فيفا”، 15 شهرًا.
ثم تحدث بعد ذلك مارادونا في عام 2013 خلال تواجده في دبي: أن مادة “إيفدرين” التي اكتشفت في دمه هي مادة تستخدم لعلاج أمراض البرد والإنفلونزا؛ وتباع وتستخدم في أمريكا مثل “الحلوى”.
وأوضح: “لقد تعرضت وقتها للظلم وتخلى عني الجهاز الفني والطبي في المنتخب وشعرت بالوحدة، الله وحده يعلم ما إذا كنت أخذتها من أجل علاج أو لتحسين مستواي الرياضي”.
مفارقة غريبة!
ولكن توجد مفارقة غريبة بعض الشيء في مسيرة اللاعبين الثلاثة الذي تعاطوا المواد المحظورة في كأس العالم أن اثنين منهما ودعا الحياة في ذات العام فمارادونا توفى في شهر أكتوبرالأول عام 2020 عن عمر ناهز 60 عامًا، وسبقه في شهر أغسطس ، لاعب هايتي إرنست سان جوزيف عن عمر 72 عامًا، بينما لا يزال الإسكتلندي ويلي جونسون على قيد الحياة ويبلغ من العمر الآن 75 عامًا.