محمد صلاح ينير الطريق أمام حكيم زياش لإنقاذ مسيرته الكروية
من نعمة إلى نقمة، هكذا يصف عشاق النجم المغربي حكيم زياش انتقاله الى عاصمة الضباب، بعدما كان النجم الأول في ناديه السابق أياكس امستردام الهولندي، يلعب بشكل أساسي على الدوام، ولا منافس لمركزه في التشكيل المثالي للدوري الهولندي أسبوعيا، فماذا حدث ؟
لا يكاد يمر موسم في هولندا إلا وصعد فيه حكيم منصات التتويج، حيث اختير ثلاث مرات أفضل صانع ألعاب بالإيرديفيزي (2016، 2017، 2018)، كما توج بجائزة أفضل لاعب في هولندا عام 2018 ليصبح ثالث مغربي يظفر بها بعد منير الحمداوي (2009) وكريم الأحمدي (2017)، والتاريخ غزاه من الباب الواسع سواء مع تفينتي أو أياكس الذي حطم معه كل الأرقام الممكنة.
أرقام المغربي المميزة بدت للضرير قبل البصير، حلا مناسبا للغاية للفريق، فمنذ انضمامه لنادي أياكس أمستردام شارك في 89 هدفا، حيث سجَّل 38 هدفا وقام بصناعة 51 هدفا آخر، بالإضافة إلى خلق 421 فرصة محققة لزملائه، وبفارق 134 فرصة كاملة عن أقرب زميل له في الفريق، وحتى في الموسم الأخير كان زياش نجم أمستردام الأول، حيث سجَّل 19 هدفا وصنع 16 آخرين، فيما كانت أرقام هازارد مع تشيلسي تُشير إلى 18 هدفا، وصناعة 17.
البوصلة الناظرة للمايسترو حكيم زياش أصابت الشباك وصنعت الأهداف، وقادته نحو الالقاب، ولكنها لم تحسن الاختيار عندما قرر تغيير الألوان، الطبيعي أن لا أحد استطاع الجزم بنجاح أو فشل تجربة حكيم زياش رفقة البلوز في بادئ الأمر لأن النجاح من عدمه يخضع لعوامل وظروف أخرى لا نستطيع التحكم بها أو حتى توقُّعها، ولكن صفقة بتلك المواصفات، وبسعر لا يتخطى الـ 50 مليون يورو، في ظل سوق انتقالات لم نعد نسمع به تلك الأرقام، هي بالطبع خطوة يستحق تشيلسي الإشادة عليها الآن، وتُذكِّرنا بخطوة نادي ليفربول مع محمد صلاح، ليبقى السؤال: هل يصبح زياش محمد صلاح الجديد في البريمرليغ؟
سؤال لن نعرف إجابته إلا اذا استنهض زياش همم الجد والاجتهاد بعزيمة لا تعرف الضعف والهوان.المصائب لا تأتي فرادىوصول زياش الى ستامفورد بريدج، وتعيين توماس توخيل على رأس العارضة الفنية للبلوز خلفا لفرانك لامبارد، جعل المغربي خارج اهتمامات وخطط المدرب الألماني، والذي وكانت له رؤية مختلفة تماما عن سلفه الذي طالب بالتعاقد مع زياش، ما جعل الأخير تائها في قرارات نفسه، الأمر الي أثر نسبيا على مستواه، علاوة على تنافي نمط لعبه مع الريتم المرتفع للدوري الانجليزي الممتاز، ثم الاصابات المتتالية، كلها عوامل جعلت حكيم زياش لا يبرح دوامة الأزمات.
ويمكن تحديد العوامل الأساسية التي تسببت في تراجع مستوى زياش في :
قوة الدوري الانجليزي
يعرف الدوري الإنجليزي بقوته مقارنة مع بقية الدوريات الأوروبية سواء الكبرى أو الصغرى، إذ يمتاز هذا الدوري بالاندفاعات البدنية والإيقاع المرتفع طيلة دقائقه، ووجد حكيم زياش صعوبات في الانسجام مع طريقة اللعب في الدوري الإنجليزي، بعدما انضم إلى تشيلسي العام قبل الماضي قادما إليه من أياكس أمستردام الهولندي، ولم ينجح زياش في فرض ذاته والظهور بأداء ثابت مع تشيلسي، إذ ظهر بوجه شاحب في أغلب المباريات التي خاضها، باستثناء بعض المباريات القليلة التي قدم فيها مردودا جيدا وسجل فيها الأهداف.
النظرة الفنية لتوماس توخيل
منذ قدوم الألماني توماس توخيل إلى العارضة الفنية لتشيلسي ووضعية حكيم زياش تتعقد أكثر، خاصة وأن المدرب الأسبق فرانك لامبارد كان وراء انضمام زياش إلى البلوز كما منحه الكثير من الوقت في حقبته، ومع قدوم توخيل اصطدم زياش بصرامة هذا المدرب، الذي لم يمنح الكثير من الفرص للاعب، وحتى إن منحه الفرصة يستبعده عن المباريات القادمة إن لم يقدم مردودا جيدا ما وضع اللاعب تحت الضغط.
لعنة الاصابات
تعتبر الإصابات من العوامل التي ساهمت أيضا في تراجع مستوى حكيم زياش مع تشيلسي وحالت دون ظهوره في عدد من المباريات في مختلف المسابقات، وأصيب حكيم زياش 3 مرات حتى الآن منذ انضمامه إلى تشيلسي، إذ أبعدته الإصابة الأولى عن الملاعب من 20 أغسطس 2020 إلى غاية 8 أكتوبر 2020، وغيبته الإصابة الثانية من 5 دجنبر 2020 إلى غاية 2 يناير 2021، أما الإصابة الثالثة فقد حرمته من المشاركة مع تشيلسي من 12 غشت 2021 إلى غاية 21 غشت من نفس العام. كما غاب اللاعب عن تشيلسي من 14 أكتوبر الحالي إلى غاية 19 أكتوبر بسبب المرض.
الاستبعاد من قائمة منتخب المغرب
فاجئ مدرب المنتخب المغربي وحيد خاليلوزيتش الجميع، قبل مبارتي السودان وغينيا برسم التصفيات الافربيقة المؤهلة لمونديال قطر 2022، باستبعاده لنجمه السابق حكيم زياش، الأمر الذي أثار الجدل في الشارع الرياضي المغربي، والذي اعتبر من بين العوامل التي أثرت على مستواه، خصوصا وأن الاستبعاد طاله في عز أزمته مع ناديه.
تتمثل نقطة التحول لانقاذ مسيرته الكروية في البخث عن فريق يضمن له المشاركة أساسيا لاسترجاع الثقة، واكتساب المزيد من الحدة للمنافسة بشكل أفضل على المدى المتوسط.
على خطى صلاح – خطوة للوراء من أجل خطوتين نحو الأمام
يمني عشاق المايسترو المغربي حكيم زياش، أن يسير على منوال النجم المصري محمد صلاح، باتباع نظرية ” خطوة للوراء من أجل خطوتين للأمام”، باستحضار بدايات محمد صلاح في الدوري الانجليزي، نجد أنه عانى كثيرا ولم يكن موفقا بالكاد، خلال أول تجربة احترافية له في الدوري الانجليزي الممتاز، حين انتقل في يناير 2014 إلى تشلسي اللندني، قادما من بازل السويسري، وكان “البلوز” وقتها بقيادة المدرب البرتغالي الشهير، جوزيه مورينيو، المدير الفني الحالي لروما.
وعانى صلاح لإثبات نفسه مع تشلسي، قبل أن ينتقل على سبيل الإعارة إلى فيورنتينا في العام 2015، وبعد ذلك انتقل رسميا بعقد نهائي إلى روما سنة 2016، حيث سطع نجمه وجذب الأنظار إليه، وظل السؤال دائما يتكرر على ألسنة الكثيرين من مشجعي تشلسي، بخصوص التفريط في موهبة عالمية مثل صلاح ولماذا لم يحقق النجاح نفسه في تشلسي.
الواقع أن صلاح كان يؤمن بقدراته ومهاراته، معاناة طفولته أكسبته مناعة قل نظيرها، فصال وجال في الملاعب العالمية، شهيته لا يزيدها الثناء إلا طمعا في المزيد، ليصبح جوهرة عربية في مصاف نجوم الكرة العالمية، إذ يعيش النجم المصري محمد صلاح، لاعب ليفربول الإنجليزي، فترة تألق غير مسبوق في مسيرته الكروية، حيث واصل تحطيم الأرقام القياسية وإضافة المزيد من الإنجازات على عدة مستويات، رفقة ليفربول وتحت قيادة المحنك يورجن كلوب.
في ظل العروض التي يتوصل بها زياش، يطرح السؤال نفسه، هل سيكرر الخطوة التي أقدم عليها النجم المصري محمد صلاح قبل 5 سنوات عندما خرج من الباب الضيق لـ”ستامفورد بريدج”، ليتوج ملكا في “أنفيلد” فيما بعد ويصبح واحدا من عمالقة ليفربول على مر التاريخ، وواحدا من أفضل من لمسوا الجلد المدور على مر العصور والأزمان ؟