محمد صلاح يتحدى قوانين الكبار.. هل ينتصر على ليفربول أم تسود مبادئ ريال مدريد وبايرن ميونخ؟
تُعد حالة عقد المصري محمد صلاح جناح ليفربول الإنجليزي هي الأكثر غرابة وإثارة للجدل وموضع حديث الإعلام الرياضي العربي والأجنبي، خاصة بعد تصريحات اللاعب عقب الانتصار على ساوثهامبتون ببطولة الدوري الإنجليزي.
صلاح استغل تسجيله هدفين وقيادته ليفربول للتفوق على ساوثهامبتون، لفتح قلبه والحديث بكل حرية وبطلاقة دون قيود، عن حالة عقده الجدلية مع النادي، بتأكيده أنه لم يتلق أي عروض للتجديد مع فريق قلعة الأنفيلد.
قائد منتخب مصر قال أنه خارج النادي أكثر من كونه داخله بنهاية الموسم الجاري لأنه ببساطة ينتهي عقده في ذلك التوقيع، ويتبقى له شهرًا فقط للدخول للفترة الحرة التي يمكنه خلالها التفاوض والتوقيع لأي ناد، في ظل اهتمام سعودي كبير، بل أيضًا وربطه بعدد من عمالقة القارة الأوروبية.
Every angle of THAT @MoSalah winner ⚡️@LucozadeSport | #Ad pic.twitter.com/vpaU5saW9C
— Liverpool FC (@LFC) November 3, 2024
رغم تصريحات صلاح، نفى مسؤولو النادي الإنجليزي مزاعم “مو” حيث قالوا أن المحادثات قائمة ومستمرة مع الكولومبي رامي عباس وكيل اللاعب، بل وأيضًا أنها إيجابية، وهو أيضًا ما تؤكده مصادر 365Scores، أن المفاوضات قائمة بين الأطراف المعنية.
يبدو أن صلاح استخدم أسلوب الضغط على إدارة ناديه، مستغلًا حالة التوهج الذي يمر بها منذ بداية الموسم الجاري، وهو أسلوب لطالما استخدمه الجناح المصري بتوجيه من وكيله رامي عباس، ويبدو أن ذلك النهج يأتي أكله بشكل كبير، وهو ما وضح جليًا بإسراع مصادر ليفربول في التأكيد على وجود المفاوضات، خشية من الغضب الجماهيري الذي يقف في صف لاعبهم المُفضل.
صلاح يبلغ من العمر 32 عامًا، وسيصل لعامه الثالث والثلاثين في يونيو المقبل، يريد عقد لمدة موسمين يربطه بالفريق حتى عامه الخامس والثلاثين، وهو صاحب أكبر راتب في النادي.. كلها أمور قد تكون قد سببت تفكير ليفربول ولو لوقت قصير في إكمال مسألة التجديد من عدمها، لكن يبدو أن صلاح سينتصر في ذلك الصراع.
تجديد عقد محمد صلاح مع ليفربول يُبرز تحولًا في ديناميكيات التفاوض بين اللاعبين وأنديتهم، خاصة اللاعبين الذين تجاوزوا الثلاثين، فتاريخيًا، الأندية الكبرى مثل ريال مدريد وبايرن ميونيخ كانت تفرض شروطها عند تجديد عقود اللاعبين المخضرمين، بينما يتمتع محمد صلاح بقدرة فريدة على تحديد شروطه، فهل صلاح أقوى من ناديه؟ أم أنه يستحق كل ما يطلبه.
لايوجد لاعب أكبر من ريال مدريد
تعامل ريال مدريد مع سيرجيو راموس، الذي غادر النادي بعد عدم توافق الطرفين حول مدة العقد.. ريال مدريد تمسك بسياسته الخاصة بتقديم عقود قصيرة للاعبين فوق الثلاثين، مما دفع راموس للانتقال إلى باريس سان جيرمان.
أثناء مماطلة راموس وتمسكه بطلباته، بدأ فلورنتينو بيريز بالفعل رحلة البحث عن بديل للقائد التاريخي للنادي، ليقع الاختيار على دافيد ألابا وضمه بشكل مجاني، ليسحب ريال مدريد عرضه للتجديد لأحد أفضل اللاعبين في التاريخ، ويغادر سيرجيو بلا عودة!
مثال آخر هو لوكا مودريتش، الذي وافق على تخفيض دوره في الفريق بالتوازي مع توقيع عقد جديد لعام إضافي، مع إدراكه أن مشاركاته ستكون محدودة بسبب تقدمه في السن.
الأمر لم يتوقف عند الثنائي، بل أنه وصل إلى كريستيانو رونالدو، أحد أعظم لاعبي الكرة، هداف النادي التاريخي وأسطورته، والذي طلب تعديل عقده، الأمر الذي رفضه بيريز، ليرحل بعد التتويج بدوري الأبطال للمرة الثالثة تواليًا في عام 2018.. رحل وأكمل مسيرته واستمر ريال مدريد محققًا العديد من النجاحات والإنجازات.
بايرن ميونيخ الألماني أيضًا يتبع النادي سياسة مماثلة، حيث يتجنب العقود طويلة الأمد مع اللاعبين الكبار. وهذا يتماشى مع فلسفة الحفاظ على الاستمرارية دون إرهاق مالي.
حالة محمد صلاح
عند تجديد عقده مع ليفربول في 2022، أصبح صلاح اللاعب الأعلى أجرًا في تاريخ النادي، حيث بلغ راتبه الأسبوعي 350 ألف جنيه إسترليني. وكان صلاح الطرف المسيطر في المفاوضات، حيث استغرقت العملية وقتًا طويلًا لضمان تحقيق شروطه.
حاليًا، تبرز التقارير إصرار صلاح على عقد جديد يمتد حتى عام 2027. بالرغم من الأنباء عن اهتمام أندية سعودية بضمه، يبقى صلاح في موقع قوة، ما يجعل نادي ليفربول مرنًا في المفاوضات مقارنة بأندية مثل ريال مدريد.
وبينما تحافظ الأندية الكبرى على هيمنتها في المفاوضات مع اللاعبين الكبار، تُمثل حالة صلاح نموذجًا استثنائيًا للاعب يتمتع بالسيطرة على مستقبله المهني، مدعومًا بمستواه الثابت وتأثيره الكبير على فريقه.. نجاح صلاح في فرض شروطه يعكس مكانته كلاعب استثنائي في كرة القدم العالمية، في مصاف رونالدو وميسي، بل قد يفوق تأثير اسمه في ناديه تأثير ذلك الثنائي مع ريال مدريد وبرشلونة مثلًا!، ويعكس أيضًا تغييرات تدريجية في علاقة اللاعبين بالأندية، خاصة في الدوريات ذات القدرة المالية العالية مثل الدوري الإنجليزي.
“الملك المصري” صلاح يمثل حالة خاصة تُظهر تحولًا في موازين القوة بين اللاعبين والأندية، مدعومة بنجاحاته المستمرة، ويمكن لهذا النموذج أن يصبح معيارًا جديدًا للمفاوضات المستقبلية، خاصة للاعبين ذوي التأثير الكبير.
محمد صلاح خياره الأول والأخير ليفربول
ما يقف في صف صلاح أيضًا هو تصريحاته القوية، فيقف خلفها رامي عباس.. “مو” يعرف جيدًا كيف يكسب صف جمهور ناديه الإنجليزي، والحقيقة أنه يحب ذلك النادي، رغبته الأولى والأخيرة هي الاستمرار هناك.
صلاح أيضًا نال قدرًا كبيرًا من الحب والدعم في عام 2023، حين كانت هناك عروض من الدوري السعودي تحديدًا الاتحاد، ورغم قيمتها المادية التي لا تُرفض، إلا أن صلاح رفضها لرغبته في البقاء ضمن المنافسة على أعلى المستويات في أوروبا، وإرادته بالاستمرار في ليفربول.
ورغم إمكانية تلقيه عرضًا ضخمًا مرة أخرى من السعودية، إلا أن رغبة صلاح الأولى هي الاستمرار في ليفربول.. أمور من قدرها تعزيز موقفه التعاقدي، وقد تُجبر النادي على الانصياع لطلباته، وجعله يستمر براتب ضخم حتى سن الخامسة والثلاثين.
تطور جديد
وذكرت شبكة “ذا أثلتيك” أن محمد صلاح سيوافق على تجديد عقده لموسم وحيد، وأنه لا تُعجبه طريقة سير المفاوضات مع ليفربول.
تلك التطورات تُبين ربما تفوق ليفربول في جولة على صلاح، لكن موقف “مو” ما زال أقوى، في انتظار ما ستسفر عنه قادم الأيام.