متخاذل في كأس العالم – ليونيل ميسي “الأفضل في التاريخ” الذي لم يعانق ذهب المونديال مع الأرجنتين
يقول قانون كرة القدم: ” إن كنت ساحرًا عليك نشر سحرك ليعم كل ملعب حطت فيه قدماك.. وإذا خالفت القواعد تتحول -في نظر بعض الجماهير- إلى مهرج في الحال! “.
جماهير كرة القدم “لا ترحم”.. إما أن تشاهد جمّ سحرك دفعة واحدة وتجلب لهم الحظ طوال الوقت، وإلا فأنت مجرد “مهرج” لا تعرف شيء عن اللعبة!
وفي سلسلة “متخاذل في كأس العالم”، سنرصد بعض اللاعبين الذين منحهم التاريخ فرصة لأن يضعوا أسمائهم بأحرف من ذهب في العُرس العالمي؛ كأس العالم، إلا أنهم رفضوا الهدية في المحطة الأخيرة، ربما سنقسو قليلًا على بعض اللاعبين، وربما ستخرج من إحدى القصص متعاطفًا مع آخرين، لكن تاريخ كرة القدم لا يكذب ولا يغفر ولا يتغافل أيضًا، فهذا ما حدث بالضبط!
وفي الحلقة الخامسة من سلسلة “متخاذل في كأس العالم” سنعود بالزمن إلى الوراء قليلًا وتحديدًا إلى نسخة 2014 للاقتراب أكثر من سوء الحظ وعدم التوفيق الذي رافق أحد أساطير اللعبة، والأفضل في التاريخ ربما “ليونيل ميسي” نجم منتخب الأرجنتين، لكن -ربما- يغير الوضع تمامًا في كأس العالم 2022 في قطر.. من يدري؟!
بين كأس العالم 2006 ومونديال 2010 – سيناريو مُكرر ونجوم الأرجنتين لا تتعلم!
في كأس العالم 2006، كان الظهور الأول لليونيل ميسي بقميص منتخب الأرجنتين في البطولة الأضخم عالميًا، وبالرغم من مساعدته للتانجو في تخطي صربيا وهولندا في دور المجموعات، نظرًا لعدم مشاركته أمام كوت ديفوار في أولى مباريات مرحلة المجموعات.
راقصو التانجو تخطو ثمن النهائي بعد الانتصار على المكسيك بنتيجة 2-1، لكن حين تقابل السيسيليستي مع الألمان في ربع نهائي كأس العالم 2006، كان الرد قاسيًا، بعد الإطاحة بهم خارج البطولة بركلات الحظ الترجيحية بنتيجة 5-3.
لا أحد يقدر على العتاب على ميسي في تلك النسخة، نظرًا لعدم تواجده بالأساس في مباراة ربع النهائي أمام ألمانيا حيث ظل على مقاعد البدلاء.
ظهر ميسي مع الأرجنتين في نسخة كأس العالم 2010 مجددًا، وقاد التانجو حتى مرحلة ربع النهائي، بعدما فاز الأرجنتين في المباريات الثلاثة في مرحلة دور المجموعات أمام نيجيريا وكوريا الجنوبية واليونان.
ومن الصدف القدرية الغريبة، أن مباراة ثمن النهائي كانت أمام المكسيك مجددًا ونجح منتخب الأرجنتين بقياد ميسي من تخطي تلك العقبة بنتيجة 3-1.
لكن الأغرب، أن مباراة ربع النهائي كانت ضد منتخب ألمانيا مجددًا، في سيناريو مكرر لما حدث في كأس العالم 2006، هذه المرة الماكينات الألمانية لم تحتاج لوقت إضافي وركلات جزاء لحسم اللقاء، حيث فاز المانشافت بنتيجة 4-0 في الوقت الأصلي وبسهولة تامة.
وبالرغم أنه بداية من نسخة كأس العالم 2010 بدأت الجماهير الأرجنتينية تضع كامل آمالها على ليونيل ميسي، إلا أنه خذل الجميع بكل هدوء، حيث لم يحرك ساكنًا في ألمانيا في ربع النهائي على الإطلاق.
كأس العالم 2014 – عندما بكى ليونيل ميسي لأول مرة
ماذا إن كنت لا تفارق الأعراف.. تبقى واقفًا هكذا لا تدري كيف تحول الشعور فجأة، وكأنك كنت في جزء من الجنة قبل لحظة قبل أن تسقط في يمّ واسع لا تعرف مخرج له!
ربما هذا ما حدث مع ليونيل ميسي مع الأرجنتين في كأس العالم 2014، تلك النسخة التي أقيمت في البرازيل وكان أكثر المنتخبات المرشحة لحصد ذهب المونديال حينها.
كتيبة التانجو لم تكذب الخبر، فقد تأهلت من دور المجموعات كأول الترتيب بعد الفوز في المباريات الثلاثة على منتخبات البوسنة وإيران ونيجيريا، ليونيل ميسي سجل خلالهم 4 أهداف.
إلا أن آخر ظهور مؤثر لميسي كان في دور الـ 16، بعد مساهمته في تأهل الأرجنتين بعد الإطاحة بمنتخب سويسرا في الوقت الإضافي بهدف نظيف سجله آنخيل دي ماريا وصنعه ليونيل ميسي.
اصطدم منتخب الأرجنتين بنظيره بلجيكا في دور ربع النهائي، ونجح في تخطي تلك العقبة أيضًا بهدف نظيف، ولم يظهر ليونيل ميسي بشكل مؤثر!
في المربع الذهبي، اجتمع منتخب الأرجنتين مع منتخب هولندا، في مباراة ماراثونية انتهى وقتها الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي 0-0، قبل أن يلجأ حكم اللقاء لركلات الحظ الترجيحية.
لكن في هذا المشهد، حمل ميسي آمال كل شعب الأرجنتين وتوجه لتسديد الركلة الأولى لمنتخب بلاده بعدما أضاعت هولندا ركلتها الأولى، ونجح بالفعل في تسجيلها.
من بعده سجل لاعبي السيسيليستي كل ركلاتهم بنجاح، فيما أضاع منتخب هولندا ركلة جديدة لتنتهي المباراة بنتيجة 4-2. ليتأهل الأرجنتين إلى المباراة النهائية أخيرًا.
في تلك المرحلة، اصطدم منتخب الأرجنتين بالمنتخب الذي تسبب في توديعه لكأس العالم في نسختي 2006 و2010، حتى سبب له عقدة يصعب فكها. منتخب ألمانيا!
كانت مباراة دراماتيكية جدًا، حتى أن وقتها الأصلي انتهى بالتعادل السلبي 0-0، -ربما- كل شيء كان سيتغير بالطبع إذا ترجم جونزالو هيجواين كل الفرص التي أهدرها أمام مرمى مانويل نوير إلى أهداف حقيقية بدلًا من إضاعتها برعونة كبيرة.
لكن حتى بعد خروج “هيجواين” من أرض الملعب وترك ميسي وبقية الكتيبة اللاتينية داخله بمفردهم لم يُغير أي شيء جديد! حتى جاءت الدقيقة 113 ليخطف “ماريو جوتزه” هدفًا قاتلًا لدغ به جميع من في الملعب وآخرين في “بوينس آيرس” بالأرجنتين.
هدف ماريو جوتزه خطف الضحكة من على وجود جميع شعب الأرجنتين ليسكن بدلًا منه الحزن والبكاء لأيام متواصلة بعد ضياع حلم -ربما- لن يتكرر بهذه السهولة مرتين!
خيبة أمل وخروج مبكر في كأس العالم 2018
أمر طبيعي مشاهدة منتخب الأرجنتين في كأس العالم في كل نسخة، لذا كان من الطبيعي تواجده في مونديال روسيا 2018.
أوقعت القرعة منتخب الأرجنتين في المجموعة الرابعة، والتي ضمت منتخبات: ” إيسلندا – كرواتيا – نيجيريا “، تعادل السيسيليستي في المباراة الأولى أمام إيسلندا 1-1، قبل أن يخسر أمام كرواتيا 3-0، قبل أن تفوز على نيجيريا بنتيجة 2-1.
برغم ذلك، تأهل منتخب الأرجنتين واصطدم في ثمن النهائي بمنتخب فرنسا، ليصبح أول منتخب يلتقي بطرفي المباراة النهائية في نسخة واحدة من كأس العالم، ويخسر أمام المنتخبين، حيث خسر مباراته أمام الديوك بنتيجة 4-3.
الأسطورة ليونيل ميسي الذي فاز بأول لقب محلي مع الأرجنتين في العام الماضي 2021، بعدما جلب كأس كوبا أمريكا الغائبة عن السيسيليستي منذ أكثر من 29 عامًا، لا يزال أمامه فرصة أخيرة، حين يشارك مع كتيبة التانجو في كأس العالم 2022 المحدد إقامتها في قطر بين شهري نوفمبر وديسمبر المقبلين.. فهل يرد على الجميع بقوة؟!