متخاذل في كأس العالم – إيدين هازارد وفشل تحقيق حلم التأهل لنهائي مونديال 2018
“أن تكون على بُعد خطوة من تحقيق واحد من أكبر أحلامك.. ثم تستيقظ فجأة لتجده مسلوبًا منك وبطريقة دراماتيكية “
ربما يكون التأهل إلى نهائي كأس العالم حلم كافة لاعبي العالم! لكن أن تكون قريب جدًا من تلك المباراة ويأتي أحدهم ليسلب منك هذا الحلم فجأة.. بالطبع يكون وقعه وتأثيره كبير للغاية على البعض.
وفي سلسلة “متخاذل في كأس العالم”، سنرصد بعض اللاعبين الذين منحهم التاريخ فرصة لأن يضعوا أسمائهم بأحرف من ذهب في العُرس العالمي؛ كأس العالم، إلا أنهم رفضوا الهدية في المحطة الأخيرة، ربما سنقسو قليلًا على بعض اللاعبين، وربما ستخرج من إحدى القصص متعاطفًا مع آخرين، لكن تاريخ كرة القدم لا يكذب ولا يغفر ولا يتغافل أيضًا، فهذا ما حدث بالضبط!
وفي الحلقة السادسة من سلسلة “متخاذل في كأس العالم” سنأخذ في جولة خفيفة بين نسختي مونديال البرازيل 2014 ومونديال روسيا 2018، للاقتراب أكثر من سوء الحظ الذي رافق إيدين هازارد خلال مشاركاته مع منتخب بلجيكا في نسختين من كأس العالم، وقبل انطلاق مونديال قطر 2022 المرتقب.
إيدين هازارد ومسيرة دولية بدون ألقاب
لا أحد يمكن أن يُنكر أن إيدين هازارد كان واحد من أهم اللاعبين في العالم حتى عام 2018، وتحديدًا خلال الفترة التي قضاها في صفوف تشيلسي، ما ساهم بقوة في منحه شارة قيادة منتخب بلجيكا في السنوات الأخيرة.
حيث تم استدعاء هازارد للانضمام إلى منتخب بلجيكا تحت 15 سنة في مايو 2006، وظل يتدرج بين الفئات العمرية المختلفة لمنتخب بلاده حتى تم استدعائه للمرة الأولى مع المنتخب الأول في نوفمبر 2008، حينها كان لا يزال عمره 17 عامًا فقط!
منذ نوفمبر 2008 شارك إيدين هازارد مع منتخب بلجيكا في 122 مباراة وسجل معهم 33 هدفًا، حيث يقف في وصافة ترتيب الهدافين التاريخيين لمنتخب بلاده بعد روميلو لوكاكو صاحب الـ 68 هدفًا.
وبرغم من تواجده مع منتخب بلجيكا منذ عام 2008 ، لكن هازارد بدأ في الظهور مع منتخب بلاده في مختلف البطولات الدولية، بداية من بطولة كأس العالم 2014، حيث شارك فيما بعد في بطولتي يورو 2016 و2020 وكذلك كأس العالم 2018، إلى جانب بطولة دوري الأمم الأوروبية في نسختيها السابقتين.
إلا أن إيدين هازارد لم ينجح في التتويج مع منتخب بلجيكا بأي لقب من البطولات التي شارك فيها خلال السنوات الماضية، برغم أنه كان قريب جدًا من التواجد في نهائي مونديال روسيا 2018.
بين نسختي كأس العالم 2014 و2018 – القاسم المشترك عدم الصمود
من المعروف أن إيدين هازارد كان متواجدًا مع منتخب بلجيكا في نسختين فقط من بطولة كأس العالم، وذلك في نسخة 2014 التي أقيمت في البرازيل ونسخة 2018 الأخيرة التي أقيمت في روسيا، بخلاف ذلك سيتواجد مع منتخب بلاده في مونديال قطر 2022 أيضًا.
لكن هازارد الذي كان الجميع يعلق عليه آماله بسبب تألقه الكبير مع تشيلسي في صناعة الفرص وتسجيل الأهداف وتسهيل اللعب وفتح الملعب لزملائه في الفريق، ظهر بشكل متراجع بعض الشيء مع بلجيكا في نسخة كأس العالم 2014.
كأس العالم 2014
حيث تواجد منتخب بلجيكا في مرحلة المجموعات في كأس العالم 2014، في مجموعة تضم منتخبات: ” الجزائر – روسيا – كوريا الجنوبية “.
في هذا الدور، ساعد هازارد منتخب بلاده في التأهل كأول ترتيب المجموعة، بعد الفوز على الجزائر 2-1، وتخطي عقبة روسيا بنتيجة 1-0، والانتصار على كوريا الجنوبية بنتيجة 1-0، هنا صنع هازارد هدف في مباراة الجزائر وهدف الفوز في مباراة روسيا.
تأهل منتخب بلجيكا نحو الأدوار الإقصائية، ليلتقي بمنتخب أمريكا في دور ثمن النهائي! في تلك المباراة التي انتهت بالتعادل 0-0 في وقتها الأضلي، ليلجأ الحكم إلى الوقت الإضافي.
وبالفعل وبعد أول 3 دقائق من الشوط الأول الإضافي تحديدًا في الدقيقة 93، سجل كيفين دي بروين هدف بلجيكا الأول، ومن بعده جاء هدف روميلو لوكاكو في الدقيقة 105 ومن صناعة دي بروين، وقبل النهاية بقليل سجل منتخب أمريكا هدف لكن لم يصمد كثيرًا إلى أن انتهت المباراة بفوز بلجيكا 2-1.
خلال تلك المباراة ولأن إيدين هازارد لم يقدم المطلوب منه بالضبط، تم استبداله في الدقيقة 111، رغم أن النتيجة كانت 2-1 ويمكن لأمريكا التعادل في أي لحظة مجددًا.
لكن المثير للجدل كان ما حدث في مباراة بلجيكا والأرجنتين في ربع نهائي كأس العالم 2014، بعدما افتتح جونزالو هيجواين أهداف التانجو في الدقيقة 8 من عمر المباراة، بعدما تلاعب بلاعبي بلجيكا حتى لم ينجح أحد في السيطرة على الهجمة.
وبرغم إصابة أنخيل دي خيا ومغادرته الملعب في الدقيقة 33، وهو ما قد يُسهل المهمة بعض الشيء على منتخب بلجيكا وإيدين هازارد في التحرك، لكن الأخير فشل في صنع أي جديد، حتى قرر المدرب استبداله في الدقيقة 75.
انتهت تلك المباراة بخسارة بلجيكا بنتيجة 1-0 وخروج إيدين هازارد ورفاقة من مونديال البرازيل 2014 بأداء هزيل في مباراة ربع النهائي، وبسبب عدم قدرة لاعبي بلجيكا على الصمود ومواصلة الأداء الجيد الذيي ظهروا عليه في دور المجموعات!
كأس العالم 2018 – انتهاء الحلم قبل الخطوة الأخيرة
في كأس العالم 2018 الذي أقيم في روسيا، كان إيدين هازارد قد حصل على شارة قيادة منتخب بلجيكا ليصبح قائدًا للمنتخب في المونديال، هنا روح القائد ظهرت بقوة قبل أن تنهار قبل خطوة من تحقيق الحلم!
حيث تواجد منتخب بلجيكا في مجموعة تضم كلًا من: ” منتخب بنما – منتخب تونس – منتخب إنجلترا “، حققت بلجيكا الفوز في مباراة بنما بنتيجة 3-0، هازارد صنع هدف ولم يسجل.
وفي مباراة تونس في الجولة الثانية من مرحلة المجموعات التي انتهت بتفوق بلجيكا بنتيجة 5-2، سجل إيدين هازارد هدفين بينهم، لكن في مباراة إنجلترا فضل المدرب الإبقاء عليه على مقاعد البدلاء بسبب إصابة خفيفة لحقت به قبل اللقاء.
لكن منتخب بلجيكا نجح في تخطي عقبة إنجلترا بهدف نظيف، ليضمن تأهله إلى دور ثمن النهائي كأول ترتيب مجموعته.
في دور الـ 16، التقى منتخب بلجيكا بنظيره منتخب اليابان، في مباراة ماراثونية انتهت بفوز بلجيكا بنتيجة 3-2، وصنع هازارد هدف بينهم.
لكن القدر وضع منتخب بلجيكا في مواجهة صعبة جديدة ضد منتخب البرازيل، الجميع كان يُرشح السامبا بالطبع للتأهل إلى المربع الذهبي! لكن بلجيكا خالفت كل التوقعات وخطفت المباراة بنتيجة 2-1.
اصطدم منتخب بلجيكا في دور نصف النهائي بمنتخب فرنسا، المنتخب الذي فاجئ الجميع في تلك النسخة من البداية وحتى النهاية، حتى أن هدف المباراة الوحيد للديوك كان من توقيع “صامويل أومتيتي” في مفاجأة غير متوقعة.
في مباراة بلجيكا وفرنسا، برغم أداء منتخب بلجيكا الاستثنائي في تلك النسخة، إلا أن الحلم لم يكتب له أن يكتمل، فكان إيدين هازارد على بُعد خطوة من كتابة التاريخ والتأهل نحو نهائي المونديال للمرة الأولى في تاريخه، حتى وإن خسره لا يهم فهو طرفًا في النهائي.
لكن هازارد ورفاقه واصلوا صناعة المجد وكتابة التاريخ، بعدما حقق منتخب بلجيكا الفوز على إنجلترا في مباراة تحديد المركز الثالث بهدفين نظيفين، سجل هازارد هدف بينهم! ليخطف بذلك الفوز الميدالية البرونزية كأصحاب المركز الثالث بين منتخبات العالم.
ويبقى الأمل في تجدد، بعدما وصل إيدين هازارد مع منتخب بلجيكا نحو مونديال قطر 2022 مؤخرًا، حيث سقط منتخب بلجيكا ضمن المجموعة السادسة في مونديال قطر رفقة منتخبات: ” كندا والمغرب وكرواتيا “.
فهل ينجح هازارد هذه المرة في قيادة منتخب بلاده نحو التأهل للمباراة النهائية لتعويض ضياع حلم مونديال 2018 ؟.. من يدري!