مبالغ ضخمة غير مسبوقة – كم ستجني قطر من الأموال من استضافة كأس العالم؟
لم يبقى الكثير على انطلاق الحدث الأضخم على الإطلاق، والذي ينتظره الملايين حول العالم من عشاق كرة القدم، بطولة كأس العالم 2022 والتي -ربما- ستشهد مفاجآت وأشياء جديدة لم تحدث في النسخ الماضية.
بطولة كأس العالم ستقام في دولة قطر، لأول مرة على أراضي بلد عربي تمامًا، على أن تقام بداية من 20 نوفمبر وحتى 18 ديسمبر 2022.
ولعل بطولة كأس العالم جعلت دولة قطر تحت الأضواء خلال السنوات الأخيرة، لكن ومنذ الكشف عن حجم الإنفاقات التي كلّفتها الدولة على مدار 11 عامًا سابقين، بدأت الأنظار تتجه نحو قطر شيئًا فشيئًا نظرًا لزيادة حجم التوقعات التي سيشاهدونها مع انطلاق المونديال.
ما هي حجم إنفاقات قطر على تجهيزات كأس العالم ؟
وفقًا للبيانات الحكومية التي أصدرتها دولة قطر مؤخرًا وتأكيدات اللجنة المنظمة لكأس العالم 2022، فقد تم إنفاق ما يزيد عن 220 مليار دولار على مشروعات البنية التحتية خلال 11 عامًا ماضيين ومنذ فوزها باستضافة البطولة بالضبط.
ويعتبر هذا الرقم هو الأعلى على الإطلاق في تاريخ استعدادات الدول لاحتضان كأس العالم، حيث أنفقت جنوب إفريقيا نحو 3.3 مليار دولار على البنية الأساسية أثناء تجهيزها لاستضافة كأس العالم 2010 على أراضيها.
بينما دولة بحجم البرازيل “البطل التاريخي لكأس العالم” فقد احتضنت المونديال في نسخة 2014، وقتها أنفقت نحو 11.6 مليار دولار على البنية التحتية فقط، ما يعني أن إنفاق قطر لما يقارب من 220 مليار دولار هو مبلغ قياسي وغير مسبوق.
وتقول الحكومة القطرية، أن الدولة كلّفت 7 مليارات دولار فقط على إنشاء الملاعب التي ستستضيف مباريات كأس العالم.
حيث شيدت دولة قطر 8 ملاعب وفقًا لأحد المواصفات العالمية لاستضافة مباريات كأس العالم بالكامل عليها، وهم: ملعب البيت “تقام عليه افتتاح كأس العالم” ملعب لوسيل “يستضيف المباراة النهائية للمونديال”.
إلى جانب، ملاعب أخرى مثل: ملعب خليفة الدولي وملعب الجنوب وملعب المدينة التعليمية وملعب أحمد بن علي، وملعب 974 وكذلك ملعب الثمامة.
دولة قطر لم تنفق أموال طائلة على البنية التحتية فحسب، بل امتدت إنفاقاتها لتقدم نماذج جديدة وغير مألوفة على الإطلاق وغير مسبوقة أيضًا.
فمثلًا، تم إنشاء ملعب 974 باستخدام حاويات الشحن البحرية، وظهر كأنه مكوّن من قطع مكعبات تشبه لعبة “الليجو”، ويعد أول ملعب مغطى في تاريخ كرة القدم قابل للفك بالكامل.
إلى جانب اهتمام قطر بالتحكم في الطقس الذي سيتواجد فيه العديد من مشجعي كرة القدم القادمين من أماكن باردة ولا يتحملون درجات الحرارة العالية، فقد تم تجهيز كافة ملاعب كأس العالم بتقنية جديدة تدعى “Doctor Cold” تستهدف تبريد الملاعب بشكل تلقائي حتى عندما تفتح أسطح الملاعب.
قطر وفلسفة “شيد وسيأتون”
أنفقت الحكومة القطرية ومسثمرون هناك مليارات على مشروعات تجارية بالجملة، مثل: مراكز التسوق والفنادق وعدد من الساحات الترفيهية لقضاء أوقات ممتعة قبل وبعد المباريات.
وحول هذا الأمر، تقول “كارين يانج” الباحثة في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، أن ما تفعله قطر يُعرف بإسم: “شيد وسيأتون” المتبعة في دول الخليج لزيادة حجم التنمية.
إلى جانب كل ذلك، تم إنشاء ملايين إإضافية على مترو الأنفاق والطرق العلوية وتزيين الواجهات والشوارع بالأشجار والنخيل والأزهار المتنوعة، مع إنشاء العديد من الشقق والفيلات الجديدة لاستضافة أكثر من 64 ألف مشجع في مختلف أنحاء البلاد فترة كأس العالم.
كل تلك الانشاءات ساهمت في زيادة عدد شكان قطر بنسبة 67% منذ عام 2011، حيث يعمل في قطاع الإنشاءات نحو نصف القوى العاملة في قطر.
لكن تشير التوقعات أن عدد سكان قطر في تلك الأونة البالغ نحو 2.8 مليون نسمة من بينهم 85% من المغتربين، متوقع أن ينخفق بنحو 1.2% سنويًا حتى عام 2027. في ظل ارتباط عدد كبير من بين المغتربين بمشاريع شارفت على الانتهاء.
وبرغم من ذلك، ووفقًا لكافة التوقعات الاقتصادية الصادرة عن جهاز التخطيط والإحصاء القطري لعام 2022، فكل ما فعلته دولة قطر مؤخرًا يشير إلى ارتفاع في حجم الازدهار في قطاع الانشاءات بحوالي 12 % من الناتج المحلي الإجمالي.
كم ستجني قطر من استضافة كأس العالم 2022 ؟
مؤخرًا، أكد الرئيس التنفيذي لكأس العالم 2022، ناصر الخاطر، أن العائدات الاقتصادية المتوقع أن تحصل عليها قطر نظير تنظيم تلك النسخة من البطولة ربما ستتخطى حاجز الـ 17 مليار دولار!
وأوضح ناصر الخاطر، أن دولة قطر ستجني عائدات ضخمة أثناء بطولة كأس العالم وكذلك بعد انتهائها، وذلك لما ستفعله الدولة من أجل جذب المزيد من السائحين من مختلف أنحاء العالم.
حيث وضعت اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم 2022، دراسات مختلفة عن العائد المادي من استضافة المونديال في قطر، وجاء البند الأول حول جعل قطر وجهة سياحية رقم 1 للعديد عقب انتهاء البطولةن مثلما حدث بالضبط مع جنوب إفريقيا والبرازيل وروسيا في النسخة الثلاث الماضية من المونديال.
ففي جنوب إفريقيا، أكد المسؤولون أن بطولة كأس العالم 2010 ساهمت في ازدهار سياحي غير مسبوق، بعدما زاد عدد السياح ليبلغ أعلى مستوياته قبل جائحة كورونا في عام 2019 نحو 10.2 مليون زائرًا سنويًا
ومن المتوقع بالطبع أن تزيد أرباع قطر من استضافة كأس العالم، حيث أكدت اللجنة المنظمة أن الإقبال على شراء تذاكر كأس العالم وصل إلى 80 مليون، بينما تم طرح 3.1 مليون تذكرة في البداية.
إلى جانب ذلك، وفرت قطر أنظمة مختلفة من السكن عبر منصة الإقامة، ويأتي السكن بدعم من الدولة ويبدأ تكلفته 80 دولار. ومع توقعات حضور قرابة مليون نسمة خلال المونديال ربما ستتخطى الأرباح في قطر لما أكثر من 17 مليار دولار التي وضعتها اللجنة المنظمة.