ما هو تاريخ خوان لابورتا رئيس برشلونة الجديد؟ وماذا يتوقع محبو برشلونة منه؟
تولى خوان لابورتا رئاسة نادي برشلونة الإسباني، بعد فوزه في الانتخابات التي أقيمت على مقعد الرئيس يوم الأحد، وتعد هذه هي الولاية الثانية له في رئاسة نادي برشلونة.
من هو خوان لابورتا؟
خوان لابورتا إستروخ هو سياسي ومحامٍ إسباني، تخرج في جامعة برشلونة، ويمتلك شركته الخاصة بالمحاماة، لابورتا وأربوس، والتي لديها عملاء مهمين ممثلين في شركات كبرى.
ولد لابورتا في 29 يونيو عام 1962، ويبلغ من العمر 58 عامًا.
تزوج لابورتا من كونستانزا إتشيفاريا ولديه ثلاثة أبناء، بول وجيليم وجان.
شغل لابورتا منصب النائب في برلمان كاتالونيا بين نوفمبر عام 2010 وديسمبر عام 2012.
بداية علاقته ببرشلونة:
ظهر اسم لابورتا بشكل كبير لأول مرة فيما يتعلق بنادي برشلونة في تسعينيات القرن الماضي، حيث شارك في تأسيس مجموعة “الفيل الأزرق”، التي كانت معارضة لرئيس نادي برشلونة الأسبق جوسيب لويس نونيز، وقامت المجموعة بمحاولة إنشاء تصويت لسحب الثقة من نونيز كرئيس لنادي برشلونة، لكن المحاولة فشلت.
- طالع أيضًا:
- تاريخ رؤساء برشلونة بين السجن أو الإعدام أو النفي خارج البلاد
- تسريب عقد ميسي .. من المستفيد؟ هل الراتب مستحق؟ هل تعامل بارتوميو ماليًا بشكل جيد؟
- كريستيانو رونالدو ضد ليونيل ميسي .. رحلة كلا اللاعبين مع الركلات الحرة
الفترة الرئاسية الأولى:
تولى خوان لابورتا رئاسة نادي برشلونة في 22 يونيو عام 2003، بعد أن حصل على 52.6% من أصوات الناخبين، مقابل 32% لصالح أقرب المرشحين له لويس باسات.
جاء جيل جديد من المسؤولين الشباب إلى النادي مع لابورتا، وأحدثوا تغييرًا حقيقيًا في النادي، و قاموا بترويج عبارة “دائرة الفضيلة”، والتي تهدف إلى تقوية النادي اقتصاديًا واجتماعيًا، وإرساء الأساس لفريق يفوز، من شأنه أن يزيد من البعد الاجتماعي للنادي.
بهذا المفهوم كنقطة انطلاق، أطلق المجلس حملة لتعيين أعضاء جدد تسمى “التحدي الكبير”، وفي نفس الوقت محاولة القضاء على الجماعات العنيفة التي كانت تهدد ملعب كامب نو.
إلى جانب ذلك، تم اتخاذ عدد من الإجراءات المبتكرة، مثل عقد اجتماعات مجلس الإدارة في أجزاء مختلفة من كاتالونيا، مع تعزيز التواصل مع الجماهير من خلال تنشيط مجلة برشلونة، والسعي للترويج لقناة النادي التليفزيونية.
على مستوى كرة القدم، شهد الموسم الأول لخوان لابورتا كرئيس للنادي، تعيين الهولندي فرانك ريكارد مديرًا فنيًا للفريق، وانضمام البرازيلي الدولي رونالدينيو، بعد الفشل في تنفيذ وعده بالتعاقد مع النجم الإنجليزي ديفيد بيكهام.
خوان لابورتا مع فرانك ريكارد
تحسن الفريق مباراة تلو الأخرى، وأنهى الموسم في المركز الثاني في الدوري الإسباني.
في الموسم التالي، موسم 2004-2005، قام لابورتا بالتعاقد مع الكاميروني صامويل إيتو والبرتغالي ديكو، وقد ساهما في الفوز بلقب الدوري للمرة الأولى منذ ست سنوات في ذلك الموسم.
خلال تلك الفترة ظهرت أسماء جديدة تقود الفريق مثل كارلوس بويول، وتشافي هيرنانديز، وأندريس إنيستا.
حقق فريق برشلونة إنجازًا كبيرًا في موسم 2006، وأثبت أنه على قدر التطلعات، حيث حقق لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في تاريخ النادي، بجانب تحقيق لقب الدوري الإسباني في نفس الموسم.
خوان لابورتا مع رونالدينيو
أزمة قانونية حول مدة رئاسة لابورتا لبرشلونة:
هذه الإنجازات الكبيرة خلال ثلاثة مواسم جعلت لابورتا يتمتع بشعبية كبيرة، لكن حدث اختلاف قانوني على فترة رئاسة لابورتا للنادي.
قررت المحاكم القانونية في 16 يوليو عام 2006، أن الأيام الثمانية الأولى من رئاسة لابورتا لنادي برشلونة، من 22 إلى 30 يونيو 2003، كانت تعادل موسمًا كاملاً، أي أنه سيكون قد أمضى مدته المقررة بأربعة مواسم كرئيس لنادي برشلونة، بنهاية موسم 2006.
هذا القرار أجبر مجلس إدارة النادي على الدعوة لإجراء انتخابات في سبتمبر 2006، في توقيت حظي فيه لابورتا بشعبية كبيرة جدًا، بعد أن حقق لقبين في الدوري ولقب في دوري أبطال أوروبا.
ترشح لابورتا لإعادة انتخابه، وتلقى توقيعات من 8994 عضوًا يدعمون ترشيحه، وكان المرشح الوحيد الذي وصل إلى الحد الأدنى من عدد التوقيعات، وبالتالي أعيد انتخابه بالتزكية كرئيس لنادي برشلونة، في الثاني والعشرين من أغسطس عام 2006.
هبوط رياضي ونجاح اجتماعي:
بدأ موسم 2006-2007 بتوقيع اتفاقية مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، والتزم فيها نادي برشلونة بالتعاون اقتصاديًا مع المنظمة، بالإضافة إلى وضع شعار اليونيسف على قمصان فريق كرة القدم.
كانت هذه خطوة الغير مسبوقة تهدف إلى تعزيز استراتيجية تحويل برشلونة إلى “أكثر من مجرد ناد” في جميع أنحاء العالم.
على المستوى الكروي، لم يكن موسم 2007 ناجحًا لنادي برشلونة، حيث حقق لقب كأس السوبر الإسباني فقط، بينما خسر كل الألقاب الأخرى، بما فيها كأس السوبر الأوروبي أمام إشبيلية الإسباني.
قبل بداية موسم 2008، قام نادي برشلونة بضم النجم الفرنسي تييري هنري، بجانب يايا توريه وإيريك أبيدال.
خوان لابورتا مع تييري هنري
في موسم 2008، احتفل نادي برشلونة بالذكرى الخمسين لإنشاء ملعب كامب نو، وأقام مسابقة دولية لإعادة تصميم الملعب.
فاز بالمسابقة المهندس المعماري البريطاني نورمان فوستر، لكن لم يتم تنفيذ التصميمات بسبب مشكلات فنية.
في الوقت نفسه، كان النادي أحد المؤيدين لتأسيس اتحاد الأندية الأوروبية، وأصبح خوان لابورتا نائبًا لرئيس هذا الاتحاد.
كرويًا، كان الموسم مخيبا للآمال، حيث لم يحقق الفريق أي بطولة، وفي الثامن من مايو عام 2008، تمت إقالة المدير الفني فرانك ريكارد، كما رحل نجم الفريقن البرازيلي رونالدينيو، إلى ميلان الإيطالي.
في يونيو 2008، تم تعيين المدرب الشاب بيب جوارديولا مديرًا فنيًا للفريق، بعدما قاد فريق الشباب، برشلونة ب، في الموسم السابق.
خوان لابورتا مع بيب جوارديولا
دعوة لسحب الثقة من مجلس خوان لابورتا:
أدت النتائج السيئة للفريق إلى إثارة المخاوف بشأن أسلوب إدارة لابورتا للنادي، وقام بعض أعضاء النادي بقيادة أوريول جيرالت، بالدعوة إلى تصويت لسحب الثقة من مجلس إدارة لابورتا.
بالفعل حدث التصويت في 6 يوليو 2008، وأظهرت استطلاعات الرأي أن 60.60٪ من 39389 صوتًا تم الإدلاء بها، كانت تؤيد سحب الثقة من مجلس الإدارة برئاسة لابورتا.
على الرغم من ذلك، لم يتم سحب الثقة من لابورتا، لأنه لم يتم الوصول إلى نسبة 66٪ اللازمة لإجراء انتخابات جديدة.
بعد هذه النتيجة، وفي 10 يوليو عام 2008، ترك ثمانية مسؤولين مجلس الإدارة، لكن لابورتا استبدلهم، واستمر في منصبه، وتم التصديق عليه في أغسطس.
بداية موسم تاريخي:
بعد هذه الأحداث المثيرة، بدأ الموسم الأكثر إشراقًا في تاريخ النادي.
حقق فريق برشلونة نجاحًا باهرًا في كل المسابقات التي شارك فيها، بجانب بعض المباريات التي لا تُنسى، مثل الفوز على الغريم ريال مدريد بنتيجة 2-6 على ملعب سانتياجو برنابيو.
فاز فريق برشلونة لقب بكأس ملك إسبانيا، ثم حقق لقب الدوري، وتلى ذلك تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا الثالث في تاريخ النادي، ليكون برشلونة قد حقق الثلاثية في ذلك الموسم.
في بداية الموسم التالي، تم إضافة لقب آخر لخزائن برشلونة، حيث حقق الفريق لقب كأس السوبر الإسباني، وكأس السوبر الأوروبي، ثم حقق لقب كأس العالم للأندية في ديسمبر عام 2009، ليحقق برشلونة السداسية التاريخية لاول مرة في تاريخ النادي.
خوان لابورتا مع كأس دوري أبطال اوروبا
كانت بطولة كأس العالم للأندية هي البطولة الوحيدة التي لم يفز بها النادي من قبل.
في الموسم التالي، كان لابورتا في الموسم الأخير له كرئيس لنادي برشلونة، وأنهى ولايته بلقب الدوري الإسباني في موسم 2010.
بطولات برشلونة في عهد لابورتا:
خلال سبع سنوات لخوان لابورتا كرئيس لنادي برشلونة، فاز النادي بدوري أبطال أوروبا مرتين، وكأس السوبر الأوروبي مرة، وأربعة ألقاب في الدوري المحلي، ولقب في كأس ملك إسبانيا، وثلاثة كؤوس سوبر إسبانية، ولقب في كأس العالم للأندية.
في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، وزادت الميزانية السنوية للنادي من 170 إلى 405 مليون يورو، وارتفعت العضوية من 106135 إلى 173701 عضوًا.
غاب لابورتا عن نادي برشلونة منذ عام 2010، وحتى عام 2020، حتى أعلن ترشحه للانتخابات على منصب رئيس نادي برشلونة في نوفمبر من عام 2020.
العودة لنادي برشلونة من خلال الانتخابات الرئاسية:
في يناير 2021، دخل لابورتا السباق الرئاسي رسميًا، بعد تقديم 10252 توقيعًا من بينها 9625 توقيعًا تم التحقق من صحتها، وكان لابورتا هو المرشح الأوفر حظًا للفوز في الانتخابات الرئاسية لنادي برشلونة.
انتخاب خوان لابورتا رئيسًا نادي برشلونة من جديد:
بالفعل، في 7 مارس 2021، فاز لابورتا بالانتخابات الرئاسية لنادي برشلونة، حيث حصل على 54.28٪ من الأصوات متقدمًا على فيكتور فونت وتوني فريكسا اللذان حصلا على 29.99٪ و 8.58٪ من الأصوات على الترتيب.
ما هو الوضع الحالي في نادي برشلونة؟
يعيش نادي برشلونة أحد أصعب فتراته على المستوى الاقتصادي، وكذلك على المستوى الرياضي.
وفقًا لبعض التقارير، تتخطى الديون المستحقة على نادي برشلونة مبلغ مليار يورو، وهو مبلغ مطالب نادي برشلونة بسداده، في ظل الأزمة المالية التي يعانيها العالم بسبب فيروس كورونا.
كذلك على مستوى فريق كرة القدم، يعيش الفريق أحد أسوأ مستوياته، في الدوري المحلي الذي يحتل فيه المركز الثاني رغم سوء نتائجه، أو دوري أبطال أوروبا الذي يقترب من مغادرتهن بعد هزيمته في ذهاب ثمن النهائي، على ملعبه، بأربعة أهداف مقابل هدف أمام باريس سان جيرمان.
ما هي رسالة لابورتا لمحبي نادي برشلونة؟
الرسالة القادمة من معسكر لابورتا تقول: “نحن مجموعة من مشجعي برشلونة، ولدينا أفكار للمستقبل، والخبرة اللازمة لتنفيذها”.
يعد لابورتا بالتركيز على تحقيق نتائج اجتماعية وبشرية، وكذلك على أرض الملعب، وفي البيانات المالية.
كذلك يريد لابورتا إعادة الثقة في لاعبي أكاديمية برشلونة الشهيرة “لاماسيا”، لإضافتهم إلى نجوم الفريق الأول، وكذلك يرى لابورتا أن لديه فرصة كبيرة لإقناع ميسي بتمديد تعاقده الذي ينتهي بنهاية الموسم الحالي مع برشلونة.
مستقبل ميسي في عهد لابورتا:
ينتهي تعاقد ميسي مع نادي برشلونة بنهاية الموسم الحالي، وحاول النجم الأرجنتيني الرحيل عن فريقه في الصيف الماضي، لكن باءت محاولته بالفشل.
سيكون تجديد التعاقد مع ليونيل ميسي هو الهدف الأبرز لخوان لابورتا كرئيس لنادي برشلونة، وسيبذل لابورتا كل ما لديه من أجل إقناع ميسي بالبقاء داخل صفوف برشلونة.
يرى لابورتا أنه يمتلك الحظ الأوفر في إقناع ميسي بالبقاء في برشلونة، ويمتلك لابورتا علاقة جيدة مع ليونيل ميسي الذي ظهر لأول مرة في الفريق الأول لبرشلونة، في عهد خوان لابورتا.
خوان لابورتا مع ليونيل ميسي
سيسعى لابورتا لاستغلال هذه العلاقة من أجل إقناع ميسي بمشروعه في فريق برشلونة خلال السنوات القادمة.
مستقبل رونالد كومان المدير الفني للفريق:
لم يعلق لابورتا بشكل رسمي عقب توليه رئاسة برشلونة على مستقبل المدير الفني للفريق رونالد كومان، إلا أنه أكد في وقت سابق من العام الجاري، أنه في حالة توليه رئاسة نادي برشلونة، فإن كومان سيبقى مديرًا فنيًا للفريق على الأقل حتى نهاية الموسم الحالي.
أشارت تقارير في وقت سابق إلى رغبة لابورتا في تعيين مايكل أرتيتا المدير الفني لفريق أرسنال الإنجليزي، مديرًا فنيًا لفريق برشلونة، في تجربة مشابهة لتعيين لابورتا نفسه بيب جوارديولا مديرًا فنيًا للفريق عام 2008.
على مستوى التعاقدات:
في ظل الأزمة الحالية، لن يتمكن لابورتا من ضم عدد كبير من اللاعبين، لكن يبدو أنه سيسعى لتدعيم مراكز محددة خلال الانتقالات القادمة، وعلى رأسها مركز رأس الحربة، وقد يسعى النادي للتعاقد مع النرويجي إيرلينج هالاند مهاجم بوروسيا دورتموند الألماني.
كما سيسعى لابورتا للتعاقد مع قلب دفاع، وقد يكون إيريك جارسيا مدافع مانشستر سيتي هو الحل.
وفقا لبعض التقارير، سيسعى لابورتا للتوقيع مع لاعبين صغار في السن، حتى يتمكنوا من تدعيم الفريق على المدى الطويل، وسيبتعد لابورتا عن الصفقات قصيرة المدى، مثلما تعاقد الفريق مع فيليب كوتينيو وأنطوان جريزمان.