ما هو أسلوب اللعب الذي سيعتمده وليد الركراكي مع منتخب المغرب في أمم إفريقيا؟
تعول الجماهير المغربية على حنكة مدرب “أسود الأطلس” وليد الركراكي في بطولة كأس أمم إفريقيا المرتقبة، لري الظمأ والعودة بذهب القارة الغائب عن الخزائن منذ 1976.
تزيين قميص منتخب المغرب بالنجمة الثانية، بات مطلبا رئيسيا بعد الإنجاز التاريخي في كأس العالم قطر 2022، الذي كان شاهدة على بلوغ “الأسود” المربع الذهبي.
التاريخ الذي سطره أبناء الركراكي في أراضي قطر رفع سقف التطلعات، وجعله مرشحا بارزا للتتويج بالبطولة الإفريقية للمرة الثانية في تاريخ المغرب.
الأسود تكشر عن أنيابها في قطر وتسمع زئيرها العالم بأسره 🦁
وليد الركراكي ولاعبيه لم يهابوا المصنّف الثاني عالميًا.. المغرب على بعد خطوة وحيدة من التأهل التاريخي 🇲🇦❤️#365Scores #المغرب #كأس_العالم pic.twitter.com/qaBesotz2x
— 365Scores Arabic (@365scoresarabic) November 27, 2022
وليد الركراكي.. الخلطة السحرية التي قهرت الكبار
لا يختلف عاقلان حول الدور الجوهري الذي قام به وليد الركراكي الذي يقف على رأس العارضة الفنية لمنتخب المغرب، في إعادة ظبط موازين القوى وبث روح جديدة في منظومته التي قارعت كبار اللعبة.
ظهر رأس “الأفوكادو” كما يحلو لعشاقه تسميته بأسلوب لعب فريد منذ توليه مقاليد الإدارة الفنية للمنتخب المغربي، جعله عنوانا بارزا لأبرز الصحف العالمية.
تقول صحيفة “ماركا” الإسبانية، قبل مواجهة فرنسا في نصف نهائي كأس العالم عن لاعبي المغرب “إنهم يهاجمون بلا هوادة، ويصبرون ويصمدون حتى يوجّهوا الضربة القاضية، إنهم لا يُهزمون”.
وتابعت “منذ أن تولّى الركراكي تدريب المغرب، نسي اللاعبون كيفية إخراج الكرة من شباكهم، لقد لعبوا ثماني مباريات واستقبلوا هدفًا كان بالنيران الصديقة.. نايف أكرد كان الوحيد الذي هزم بونو في عصر الركراكي”.
كيف قهر الركراكي بأسلوبه كبار العالم ؟
واجه المغرب منتخبات النخبة في القارة الأوروبية في مونديال قطر، والتي ظهرت في الكثير من الدقائق عاجزة عن تجاوز الخطوط الدفاعية المغربية رغما أنها تتميز بهجومها الكاسح كإسبانيا والبرتغال.
وفرض الركراكي أسلوبه التكتيكي في جميع مبارياته خلال كأس العالم وتفوق على أقوى المنتخبات الأوروبية ليجعل المغرب أقوى منتخب على المستوى الدفاعي في كأس العالم 2022.
وليد بتكتيكه المميز، جعل المغرب بهذه القوة فهو منظم ومحفز رائع وموهوب في جعل أفراد فريقه يلعبون بالطريقة الجماعية التي يريدها.
أسلوب 4-1-4-1 وتوظيف أسلحته على النحو الصحيح
تفرد الركراكي بأسلوبه الدفاعي 4-1-4-1، حيث سمح لسفيان أمرابط بالقيام بدور تكتيكي في غاية الأهمية بتغطية المساحات خلف زملائه في وسط الملعب وخلف الأظهرة وبين المدافعين مع الإلتزام أكثر بالواجبات الدفاعية.
والسماح للأظهرة بالمساندة الهجومية عند امتلاك الكرة، مستفيدا من عامل السرعة الفائقة لأشرف حكيمي في الجبهة اليمنى، ونصير مزراوي أو يحيى عطية الله على الرواق الأيسر.
اعتماد وليد الركراكي على الجوذة المتاحة في عناصر وتوظيفها على النحو الصحيح، منحه أفضلية واضحة في مقارعة منتخبات وازنة على المستوى العالمي.
هل يغير الركراكي أسلوبه في كأس أمم إفريقيا؟
رد الركراكي عن ذات السؤال في الندوة الصحفية التي تلت الإعلان عن قائمة منتخب بلاده المشاركة في الكان بالقول:”لمنطق أن نتوفر على طريقة لعبنا، ولا أؤمن أن طريقة اللعب هي التي ستمنحنا كأس إفريقيا، بل روج المجموعة التي امتلكناها في المونديال”.
وواصل: “كلما امتلكنا الرغبة والإرادة للعب وتحقيق الانتصارات فسنكون خطيرين، وحين ننزل من رغبتنا نقع في صعوبات، وهذا ما وقع لنا في بعض المباريات حين ظن اللاعبون أن الهدف سيأتي والانتصار سيتحقق”.
وأتم بـ: “إذا واجهنا مصر أو السنغال أو غانا، لا أظن أننا سنمتلك الكرة بنسبة كاملة، ستكون مواجهات متوازنة، وسنحاول إيجاد الحل بمهارة فردية أو روج الجماعة، إذ لا أؤمن بالأسلوب لأننا لن نستحوذ بنسبة 80 بالمائة أمام مصر”.
من هذا المنطلق يتضح جليا ما أشار إليه وليد في بداياته مع المنتخب المغربي، حيث يصر دائما على عدم اتباع أسلوب بعينه بل اللعب حسب جودته ومقتضيات معركة منافسه.
كيف سيتعامل مدرب منتخب المغرب مع شراسة المنتخبات الإفريقية؟
عموما، من الواضح أن منتخب المغرب لن يرتكن للدفاع ويحاول اللذغ عن طريق رأسية من النصيري أو مرتدة يكودها أشرف حكيمي أو تسديدة بعيدة المدى من حكيم زياش، بل سيحاول استثمار جل أسلحته ليكون دائما صاحب الفعل و الدرع المنيع أمام ردة الفعل.
بشكل أوضح، ثمت قاسمين مشتركين بين جل منتخبات القارة السمراء، و هما السرعة والقوة البدنية العالية، سلاحان فتاكان طالما صنعا الفارق في مباريات كثيرة وحاسمة، ما يستوجب الذكاء و التدقيق في التعامل مع الثغرات التكتيكية للخصوم و هي نفسها ميزة الركراكي.
قائمة “أسود الأطلس” اختار فيها وليد بعناية لاعبين ذوي إمكانية عالية وزمختلفة، بين السرعة والمهارة وقوة التسديد والقدرة على التكييف تحت الظغط، والأهم من ذلك مسايرة مجريات اللقاء وفقا لما تتطلبه عواملها بروح جماعية وقتالية كبيرة.
مؤشرات التفاؤل متوفرة قبل صافرة البداية، التحديات ستكون صعبة في ظل قوة المنافسين، فهل تتحقق الأحلام في بلاد الفيلة؟