بات الإعلان عن تتويج الأرجنتيني ليونيل ميسي لاعب إنتر ميامي الأمريكي بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم وشيكًا.. نعم، قبل الإعلان الرسمي وقبل حفل الجوائز الكل أصبح يعرف من سيفوز بتلك الجائزة.
ويُقام حفل جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، مساء الاثنين 30 أكتوبر، في مسرح دو شاتيلييه بالعاصمة الفرنسية باريس.
إذًا، يُمكننا اعتبار أن ميسي فاز بجائزة الكرة الذهبية للمرة الثامنة في تاريخه، موسعًا الفارق بينه وبين ملاحقه البرتغالي كريستيانو رونالدو لـ 3 كرات ذهبية.
ميسي سيفوز بالجائزة وهو لاعب في إنتر ميامي، وهو لم يُتوج مع فريقه السابق باريس سان جيرمان سوى ببطولة الدوري الفرنسي، وهو لم يُتوج مع فريقه الحالي سوى ببطولة كأس الدوريات، وفشل في تحقيق الهدف الأكبر، ألا وهو التأهل إلى إقصائيات الدوري الأمريكي، لكنه فاز ببطولة أنهت باب التنافس على تلك الكرة الذهبية، كأس العالم 2022 بقطر.
قبل الكرة الذهبية، حصد ميسي جائزة “ذا بيست” لأفضل لاعب في العالم والتي تُمنح من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في شهر فبراير الماضي، تُوج بالجائزة حرفيًا بسبب كأس العالم فقط، لإنه تم تأخير قوائم المرشحين والتصويت لما بعد نهاية المونديال، وبدون تلك البطولة، وبالمقارنة مع الفرنسي كريم بنزيما قائد ريال مدريد السابق، فكانت حظوظه صفر تقريبًا للفوز بها.
ليونيل ميسي مع إنتر ميامي
بطولة كأس العالم لم تكتف بكل ذلك، بل وضعت “ليو” على رأس قائمة المرشحين للفوز بجائزة “ذا بيست” 2023، رغم إنها تُمنح على ما قدمه اللاعبون بعد انتهاء بطولة كأس العالم.
لا يُمكن التقليل من كأس العالم ودور ميسي العظيم في قيادة الأرجنتين للفوز بالمونديال، لكن هل يعني الفوز بتلك البطولة قطعًا حسم جائزة الكرة الذهبية؟ وهل ينطبق ذلك على المعايير الجديدة التي تم وضعها في مارس 2022؟
معايير جديدة في الكرة الذهبية
تم تعديل الفترة الزمنية التي يتم تقييم من خلالها المرشحين للفوز بالكرة الذهبية، ليتم الاحتكام لما قدمه اللاعبون في فترة الموسم وليس العام الميلادي كما السابق.
أحد المعايير الجديدة والهامة أيضًا، كان التأكيد على أنه سيتم النظر إلى المستوى الفردي للمرشحين ومن ثم سيتم النظر إلى البطولات والألقاب الجماعية أو الجوائز الجماعية مع فرقهم.
إيرلينج هالاند ضحية ليونيل ميسي
في تلك الحالة، سيكون النرويجي إيرلينج هالاند ضحية ليونيل ميسي، فتسجيل 52 هدفًا لـ مانشستر سيتي في مختلف المسابقات، وصناعة 9 آخرين في أول مواسمه مع الفريق وفي بطولة قوية كالدوري الإنجليزي، وقيادة فريقه للتتويج بتلك البطولة إضافة لدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخ النادي، وأيضًا كأس الاتحاد الإنجليزي من أجل تحقيق ثلاثية تاريخية.. كل ذلك لن يُشفع للمهاجم الشاب، لإنه لم يفز بكأس العالم.
وبالنظر إلى ميسي، فنعم هو قدم بطولة استثنائية في كأس العالم، تسجيل 7 أهداف وإن كان أغلبهم من ركلات الجزاء، الفوز بجائزة أفضل لاعب في البطولة، وقيادة منتخب خسر في أولى الجولات أمام منتخب السعودية، للإطاحة بهولندا وكرواتيا وأخيرًا فرنسا، ولكن كل ذلك حدث في غضون شهر واحد فقط، أما بقية الموسم فلم يتمكن من إحداث نفس التأثير على الأقل مع باريس سان جيرمان.
هالاند سيكون الضحية، وذلك ليس تقليلًا مما قدمه ميسي ومن حقه في الفوز بالجائزة، ولكن الحديث مُستند طبقًا للمعايير فقط، إلا إذا تواجد معيار خفي يمنح الفائز بكأس العالم، الكرة الذهبية دون النظر لبقية متنافسيه، أو ربما معيار خفي يمنح ميسي الجائزة إذا فاز بالمونديال، باعتبار وجود لاعبين كـ لاوتارو مارتينيز وجوليان ألفاريز ظهروا بتأثير أكبر في أنديتهم من “ليو”.