أخبار365TOPتقارير ومقالات خاصةكرة القدم الانجليزيةكرة قدم
الأكثر تداولًا

ليفربول جاي على جمل – حكاية يورجن كلوب والفشل في اللحظة الأخيرة

الأمثال المصرية عادة ما تحمل معاني طريفة تجعلك بشكل لا إرادي تتوقف أمامها في مرة أو أكثر، فمثلًا هناك مثل طريف عند المصريين يقول: (خيبة الأمل راكبة جمل) كنت دائمًا أتساءل لماذا الجمل تحديدًا؟ حتى عرفت فريق ليفربول!

في آخر مرة نافس فيها ليفربول غريمه مانشستر سيتي على لقب الدوري، ودعني هنا أذكرك بالعام لكثرتهم، كان ذلك في نسخة 2021/2022، وخسر الريدز اللقب بفارق نقطة كالعادة، حينها جماهير ليفربول “العرب” كانت تقول: (الدوري جاي على جمل) لكن ولسبب لا يعلمه إلا الله الجمل تعثر في طريقه فوصل متأخرًا.

الجمل -وعلى عكس معانيه كافة بأنه صفة للصبر وقوة التحمل- لكن مع ليفربول يعني أن تأتي متأخرًا، أن تتحامل على نفسك طويلًا حتى ترفع الراية البيضاء في أشد لحظة كان الجميع يؤمن بأنك ستكمل طريقك قبل أن تخذل الجميع لتجثو على قدميك فجأة كي تستريح!

هذا العام! دخل ليفربول الموسم الجديد 2023/24 وجماهيره لا تحمل أي أحلام وطموحات على الإطلاق، تحديدًا بعدما سقط لاعبيه واحدًا تلو الآخر بإصابة مختلفة، هنا كنا نقول أن (الجمل سقط)

مع بداية العام الجديد، يورجن كلوب مدرب ليفربول خرج وبشكل غير متوقع على الإطلاق، ليصدم الجميع بخبر رحيله في نهاية الموسم! لا أحد كان يتوقع ذلك مطلقًا، الخبر كان بمثابة الصدمة على الجميع في أرجاء ميرسيسايد.

وبرغم أن الجميع توقع نهاية سيئة لحقبة كلوب مع ليفربول (وهو ما حدث! نعم الشر دائمًا ينتصر مع ليفربول)، لكن وفي عالم موازي وفي أحد غرف مركز تدريب الريدز، تعاهد اللاعبين على تكريم كلوب بالشكل الذي يليق به، قبل أن يصبح تكريم مرهق نوعًا ما.

حسم ليفربول لقب كأس الرابطة بجهود شبابه ومراهقيه، فانتعشت الأجواء، قبل أن يودع كأس الاتحاد أمام الغريم الآزلي مانشستر يونايتد وفي الوقت القاتل من مباراة امتدت للأشواط إضافية (4-3)، فأنتهى كل شيء.

ومن تلك اللحظة، أصبحت تغريدة ألكسندر أرنولد (متعطش لحصد بقية الـ 4 ألقاب) مجرد كوميك يتداوله (كل من هب ودب) في إنجلترا وخارجها ينجح في الإطاحة بليفربول من بطولة ما أو يعطله في سباق حصد اللقب الـ20 في الدوري.

فماذا حدث لـ ليفربول؟ هنا -قد نتفق أو نختلف-، لكن كل أصابع الإتهام ستوجه في النهاية إلى يورجن كلوب! .. دعني أقنعك.

يورجن كلوب - ليفربول
يورجن كلوب – ليفربول

خرج يورجن كلوب لإعلان رحيله، ومن ثم خرجت بعده كافة الصحف تتحدث عن البديل في نفس اللحظة! وبعدها بأيام بدأت التقارير الإنجليزية تتحدث عن أن المدرب الجديد ربما لا يحب العمل مع حجر الأساس (فان دايك – روبرتسون – محمد صلاح ) لكبر أعمارهم!

تقارير هنا وهناك تتحدث عن انفصال كل تلك الأسماء عن ليفربول في نهاية الموسم، وإدارة الريدز لا تنفي ولا ترد (كالعادة).. ولا أحد يتحدث مع اللاعبين ليؤكد أنهم عناصر الخبرة.

الأمر امتد فيما بعد إلى سؤال اللاعبين في المؤتمرات واللقاءات الصحفية عقب المباريات، مثلما حدث مع القائد فيرجل فان دايك! حتى أن الأخير قدم إجابات جعلت الجماهير نفسها تتساءل هل سيرحل فعلًا؟!

كيف يلعب أي لاعب في هذا المناخ؟! يورجن كلوب أجاب عقب ديربي ميرسيسايد بعدما خسر فريقه 2-0 أمام إيفرتون، ليؤكد أنه المسؤول عن المزاج العام السيء! لكن قبلها مباشرة قال: ( أندية التشامبيونشيب ربما لن تقدم مثل أداءنا اليوم ).

يورجن كلوب “الحالم” “الملهم” منذ مباراة ليفربول ضد مانشستر يونايتد (2-2) في البريميرليج، يخرج يُدلي بتصريحات جميعها وبشكل غريب فيها لوم على لاعبيه، نعم! هم السبب الأول في أي خسارة لكن لم نعهد كلوب من قبل يُركز على انتقاد لاعبيه.. ما سبب انفجار محمد صلاح في وجه أمام الجميع في مشهد ربما لا تحب رؤيته في كرة القدم بالكامل!

محمد صلاح - يورجن كلوب - ليفربول
محمد صلاح – يورجن كلوب – ليفربول (المصدر:Gettyimages)

في آخر 10 سنوات مع كلوب، تأهل ليفربول لدوري الأبطال في أول موسم له مع الفريق في آخر جولة في الدوري الإنجليزي، الجميع ملؤه الأمل، في العام التالي نافس الفريق على لقب البريميرليج وخسره بفارق نقطة أمام السيتي في جولته الأخيرة، وبسبب هدف جاء من لاعب لم يسجل أي هدف من قبل(كومباني)، كان هدفه الأول وهو نفس الهدف الذي أنهى حلم جميل كاد أن يُكتب.

مرة أخرى نافس ليفربول على لقب دوري أبطال أوروبا لكن ريال مدريد كان له رأي آخر، فخرج كلوب قال للجميع: (سنعود في العام القادم)، فعاد لنا الأمل.. وعُدنا بالفعل وكتب الريدز سيناريوهات لا تصدق حتى خطف ذات الأذنين، فكاد الجميع أن يفقد وعيه من شدة جرعة الأمل.

عدنا لننافس على لقب البريميرليج في العام التالي حتى الرمق الأخير، الجميع قال (الدوري جاي على جمل) فجاءت كورونا قبله وتوقف كل شيء! ما دفع الجميع يُصدق حكاية الجمل، وبعد أشهر كانت بمثابة أعوام على الجماهير، عاد الأمل وعاد ليفربول وعاد البريميرليج لنا بعد غياب دام 30 عامًا! فصدق الجميع بأن خيبة الأمل قطعت اشتراكها مع ليفربول وحل مكانها الأمل!

لحظة تتويج ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي

ومنذ ذلك الحين، ليفربول فقط يحاول.. كل عام يقول الجميع (الدوري جاي على جمل) ونفقد الدوري والجمل وأنفسنا في الجولة الأخيرة بسبب “نقطة” ولسان حال المشجعين (إحنا اللي جاتلنا النقطة).

في الـ10 سنوات وبعد خسارة لقب ما، كنا ننتظر ماذا سيقول يورجن كلوب؟، هذا الرجل الذي كان بمثابة جرعة أمل تسير على قدمين للجميع في ليفربول، كنا نعرف أنه سيقول نفس الجملة: (سنعود العام القادم). جملة بسيطة للجميع لكننا نصدقه ونحبه وننتظر رؤيته في كل مرة يقولها، نعود كل عام بعد خسارة جديدة ونعلم أن وعد كلوب سيتحقق يومًا ما.. لكن في نهاية العام هذه المرة لن يأتي كلوب مرة أخرى. سيرحل وستبقى خيبة الأمل اللي راكبة جمل!

سارة علي

صحفية من مصر، بدأت العمل الصحفي منذ 2012، لديها خبرة لأكثر من 5 سنوات في 365Scores، تهتم بكتابة القصص الصحفية والتحقيقات والحوارات، ومهتمة بأخبار الدوريات حول العالم وبترجمة الأخبار العالمية ومتابعة أحداثها أول بأول، وتنسيق موضوعات خاصة باللاعبين الكبار وأهم ما يدور عنهم من أحداث مميزة ومختلفة.

5530 مقال