لوكا مودريتش يُعزز إرثه في ريال مدريد
لوكا مودريتش، أحد أعظم لاعبي الوسط في تاريخ كرة القدم، استمر في كتابة اسمه بحروف من ذهب داخل تاريخ ريال مدريد، منذ انضمامه إلى النادي الملكي في صيف 2012، أصبح لاعبًا أساسيًا في الفريق وركيزة من ركائزه التي لا غنى عنها، مع مرور السنوات، أثبت الكرواتي أنه ليس مجرد لاعب وسط تقني، بل هو قائد حقيقي على أرض الملعب، يؤثر في كل مباراة يلعبها، وما زال مستمرًا في العطاء، حتى في أعقاب فترة طويلة من النجاح الشخصي والجماعي، ويظل لوكا اليوم أحد أكثر اللاعبين تقديرًا في تاريخ النادي الإسباني العريق.
في مباراة ريال مدريد ضد باتشوكا في نهائي كأس إنتر كونتيننتال، كانت بصمة لوكا مودريتش واضحة من جديد، على الرغم من أنه دخل كبديلًا وخاض 20 دقيقة فقط من اللقاء، لكن بفضل خبرته ومهاراته، تمكن من توجيه زملائه والتحكم في إيقاع المباراة، مما ساعد الفريق في الحفاظ على التقدم الذي أدرك بهم في النهاية إلى الفوز، رغم تحديات الفريق في الدقائق الأخيرة، إلا أن مودريتش كان دائمًا حاضرًا ليُعيد ترتيب الأوراق ويُؤمن الفوز، استمر في تقديم تمريرات دقيقة وحاسمة، وتعاون بشكل كبير مع زملائه، ليُعزز من مكانته كأحد أبرز لاعبي وسط الملعب في العالم.
على الرغم من عدم ارتداء مودريتش لشارة القيادة في ريال مدريد في كل المباريات، إلا أن دوره كقائد داخل الملعب لا يُنكر، هو دائمًا ما يظهر في اللحظات المناسبة، سواء بالتمريرات الحاسمة، أو بالتحكم في مجريات اللعب، يتمتع الكرواتي بقدرة استثنائية على قيادة الفريق من خلال لعبه الذكي، ويُعد واحدًا من الأعمدة الأساسية التي يقوم عليها الفريق في المباريات الكبيرة، على الرغم من وجود قادة آخرين في الفريق مثل داني كارفاخال أو لوكاس فاسكيز، إلا أن مودريتش يمتلك تأثيرًا خاصًا لا يُقاس، ما يجعله قائدًا حقيقيًا سواء كان يرتدي الشارة أم لا.
بالإضافة إلى ما يقدمه من أداء مميز على أرض الملعب، يُعد مودريتش أحد الشخصيات القيادية في غرفة تغيير الملابس داخل قلعة اللوس بلانكوس، هو مصدر إلهام للاعبين الشباب، ويُعد مثالًا حيًا على التفاني والعمل الجاد، وقد كان له دور حاسم في تحفيز اللاعبين وتوجيههم بشكل دائم لتحقيق النجاحات والبطولات، هو لاعب ذو شخصية قوية، وصاحب رؤية واضحة لمستقبل الفريق، ويُعتبر أحد الأسباب الرئيسية لنجاح ريال مدريد في حقبة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي.
لوكا مودريتش أسطورة من ذهب على جدران ريال مدريد
منذ انضمامه إلى ريال مدريد، كان لوكا مودريتش جزءًا أساسيًا من الفريق الذي فاز بالعديد من الألقاب الكبرى، منذ فوزه بأول دوري أبطال أوروبا مع النادي في موسم 2013-2014، أصبح مودريتش جزءًا من المشروع الملكي الذي سيطر على البطولات الأوروبية والعالمية في السنوات الأخيرة، وبفضل مهاراته الاستثنائية في التمرير واللعب الجماعي، تمكن من المساهمة في فوز ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا 4 مرات في 5 سنوات منذ 2013 حتى 2018، وهو إنجاز غير مسبوق.
يعتبر مودريتش اللاعب الذي يمثل العقل المدبر لريال مدريد داخل الملعب، بفضل رؤيته الاستثنائية وقدرته على التحكم في وتيرة المباريات، تمكن من ترك بصمة لا تُنسى في العديد من اللقاءات الهامة، وقد نجح الكرواتي، إلى جانب زميله الإسباني داني كارفاخال الذي غاب عن الملاعب طوال الموسم بسبب الإصابة، في تجاوز الرقم القياسي الذي سجله الأسطورة باكو خينتو في عدد الألقاب، مع وصول مودريتش إلى 28 لقبًا، نجح في تعزيز مكانته في تاريخ النادي الملكي بعد أن تفوق على خينتو الذي حصد 27 لقبًا خلال مسيرته مع ريال مدريد في أكثر من 10 سنوات.
Luka Modric has won 34 trophies in his club career 😳🔥
— ESPN FC (@ESPNFC) December 18, 2024
Real Madrid 28 🏆
Dinamo Zagreb 6 🏆
Tottenham ❌
Immortal 👑 pic.twitter.com/3AbObbwXsi
خلال 13 موسمًا قضاها مع ريال مدريد، جمع لوكا مودريتش 28 لقبًا مذهلًا، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ النادي، علاوة على ذلك، خاض لاعب الوسط الكرواتي 557 مباراة رسمية مع النادي، وسجل 39 هدفًا وقدم 91 تمريرة حاسمة، هذه الأرقام لا تقتصر فقط على التأثير الفردي، بل تعكس أيضًا مساهماته الكبيرة في تحقيق العديد من الألقاب الجماعية، بما في ذلك 6 كؤوس دوري أبطال أوروبا، و6 كؤوس العالم للأندية، و4 بطولات الدوري الإسباني، وخمس كؤوس السوبر الإسباني، ومثلهم السوبر الأوروبي، بالإضافة إلى لقبين كأس الملك، هذه الإحصائيات لا تتوقف عند الأرقام فحسب، بل تعكس إرثًا حقيقيًا تركه اللاعب في قلب الفريق.
لوكا مودريتش وأردا جولر: عبرة للصبر والتطوير
على صعيد آخر؛ بينما يمر التركي أردا جولر، أحد المواهب الشابة في ريال مدريد، بفترة صعبة في بداية مسيرته مع النادي، يمكنه أن يستفيد كثيرًا من تجربة لوكا مودريتش، فعلى الرغم من أنه لم يكن معروفًا بالبداية كأحد لاعبي الميرنجي الموهوبين، كانت مسيرة مودريتش مليئة بالتحديات.
في بداياته، اعتُبر ضعيفًا جسمانيًا وقصير القامة، وكان الكثيرون يشككون في قدرته على النجاح في نادي كبير مثل ريال مدريد، ولكن من خلال الصبر المستمر، والعمل الجاد، والالتزام بتطوير نفسه، تمكن من أن يُصبح أحد أفضل لاعبي الوسط في تاريخ اللعبة، هذه القصة يمكن أن تكون مصدر إلهام للأجيال القادمة من اللاعبين في النادي الملكي، وعلى رأسهم جولر، الذي إذا صبر واستمر في تحسين مستواه، سيحقق هو الآخر نجاحًا كبيرًا في المستقبل.
يبقى لوكا مودريتش، بمساهماته العديدة في نجاح ريال مدريد، رمزًا للثبات والإبداع في عالم كرة القدم. من خلال التزامه وتفانيه، تمكن من أن يُثبت للجميع أن العوامل البدنية لا تحدد مصير اللاعب، بل العقلية والعمل المستمر، إنه أحد أعظم لاعبي وسط الملعب الذين عرفهم تاريخ كرة القدم، وأحد الأيقونات التي سيُذكرها عشاق ريال مدريد للأبد.
لذا بعد كل النجاحات والإنجازات التي حققها لوكا مودريتش مع ريال مدريد، من المؤكد أنه لن يرحل عن النادي في الوقت القريب، فبفضل مساهماته الرائعة في البطولات الكبرى التي فاز بها الفريق، أصبح جزءًا لا يتجزأ من تاريخ النادي الملكي.
من المتوقع أن يعتزل مودريتش في صفوف ريال مدريد، حيث بنى إرثًا لا يُقارن، ويُعتبر أحد الأعمدة الأساسية التي ساعدت في تحقيق الهيمنة الأوروبية والعالمية للنادي، بفضل تألقه المستمر وعقليته الاحترافية، لا يوجد شك في أن مودريتش سيظل في مدريد حتى نهاية مسيرته الرياضية، وفي النهاية سيعلق حذاءه برفقة الفريق الذي شهد على عظمته، متجنبًا الانتقال إلى أي فريق آخر.
[/sc]