لوكا مودريتش ينفض غبار خسارة الكلاسيكو من وجه المدريديستا
في عالم كرة القدم، تُعتبر الهزائم جزءًا لا مفر منه في مسيرة أي فريق، وفي ريال مدريد، يُجسد لوكا مودريتش هذا الأمل، فهو دائمًا ما يكون القائد الذي ينفض غبار الهزيمة عن الفريق والجماهير على حد سواء، لأن التأثير يكون أكثر قسوة على جماهير الأندية العريقة التي تعيش كل لحظة مع فريقها بحب وشغف، وبينما تترك بعض المباريات جرحًا عميقًا في قلوب المشجعين، يظهر دائمًا أملٌ يخفف من هذا الألم.
كان الكلاسيكو الأخير ضد برشلونة في نهائي كأس السوبر الإسباني قاسيًا على جماهير ريال مدريد، هزيمة الفريق بنتيجة ثقيلة للمرة الثانية على التوالي أمام الغريم التقليدي زادت من الإحباط، خاصة أن المباراة كانت مليئة بالآمال لاستعادة الهيبة، سجل برشلونة تفوقًا واضحًا، وسط أداء مخيب للآمال من لاعبي الميرنجي الذين عجزوا عن مجاراة إيقاع المباراة.
رغم صعوبة المباراة والنتيجة المخيبة، كان لوكا مودريتش هو من يضيء شمعة الأمل وسط الظلام، يتميز اللاعب الكرواتي المخضرم بقدرات فنية عالية تتجاوز التمريرات الدقيقة والرؤية الميدانية، إنه لاعب يُجسد روح القيادة، ليس فقط بأدائه على أرض الملعب، ولكن أيضًا بتصرفاته وكلماته خارجها.
لطالما كانت علاقة مودريتش بجماهير ريال مدريد مميزة، يعرف لوكا تمامًا قيمة الشعار الذي يرتديه، ويشعر بآلام الجماهير عند كل خسارة، لم يكن مجرد لاعب يشارك في المباريات، بل كان دائمًا قريبًا من مشجعي الفريق، يشاركهم أفراحهم وأحزانهم.
دور لوكا مودريتش القيادي عقب خسارة الكلاسيكو
بعد الهزيمة الثقيلة، كان مودريتش هو اللاعب الوحيد الذي خرج لمواجهة الصحافة، في حين غابت باقي الأسماء عن المشهد، تحدث مودريتش بكل شجاعة وصراحة، قائلًا: “لا أشعر بالسعادة عندما يسجل منافسك الرئيسي تسعة أهداف في مباراتين، أعتقد أننا سنرد، أنا متأكد من ذلك… نحن نأسف لجماهيرنا، ونعدهم بأن نعمل معًا لاستعادة الفرح”.
ثم اختتم لوكا مودريتش حديثه للجماهير بعد الهزيمة بخماسية تهديفية مقابل هدفين، حيث قال: “الخسارة ليست ممتعة أبدًا، لكن خسارة نهائي كأس السوبر أفضل من أي نهائي آخر، ينبغي علينا أن نهنئ برشلونة؛ لقد كانوا الفريق الأفضل”.
Muchas gracias por el cariño 🙏🏼 pic.twitter.com/3vDMGBmcYx
— Luka Modrić (@lukamodric10) January 6, 2025
هذا الموقف لم يكن الأول لمودريتش؛ ففي العديد من المناسبات السابقة كان هو الوحيد الذي يتحمل مسؤولية الحديث عقب الهزائم الكبيرة، هذا الدور يعكس شخصيته القيادية وقدرته على حماية فريقه وزملائه من الضغوط الإعلامية، بينما يوجه رسالة طمأنة للجماهير بأن الأمل دائمًا موجود.
أن ينفض لوكا مودريتش عبار الخسارة، ليس مجرد عنوان، بل حقيقة تعكس الدور الذي يلعبه هذا النجم المخضرم، هو اللاعب الذي يظهر في الأوقات الصعبة ليعيد الثقة إلى جماهير فريقه، ويوجه رسالة واضحة بأن ريال مدريد دائمًا ما يعود أقوى.
في الوقت الذي تعصف فيه الهزائم بروح الفريق والمشجعين، يبقى لوكا مودريتش نموذجًا للقائد الذي لا يختبئ، كلماته بعد الكلاسيكو الأخير كانت بمثابة البلسم للجماهير المدريدية التي تثق بأن الفريق سيعود بقوة بفضل الروح القتالية التي يجسدها هذا الأسطورة الكرواتية.
[/sc]