الدوري الإسبانيريال مدريدأخباربطولات ودوريات
الأكثر تداولًا

لوكا مودريتش.. ثاني أجنبي تاريخيًا وأكبر هدّاف في ريال مدريد

لوكا مودريتش، الذي بلغ عامه الـ39، يقدم مثالًا مذهلًا على أن العمر ليس عائقًا أمام الإبداع في عالم كرة القدم. لاعب الوسط الكرواتي استطاع أن يحافظ على مستواه الفني والبدني، متجاوزًا توقعات النقاد والمشجعين. مع كل مباراة يلعبها، يثبت مودريتش أنه قادر على التنافس في أعلى المستويات، مما يجعله رمزًا للاستمرارية والعمل الجاد في كرة القدم الحديثة.

مودريتش هو تجسيد للمفهوم الحقيقي لصانع الألعاب، يتميز بقدرته على قراءة المباراة بذكاء استثنائي، حيث يوازن بين التمريرات الدقيقة والحركات الذكية التي تُربك الخصوم. لم يكن مجرد لاعب وسط عادي، بل هو قلب نابض لريال مدريد، يلعب دورًا محوريًا في نقل الكرة من الدفاع إلى الهجوم بسلاسة مذهلة، حتى في أصعب المواقف.

منذ انضمامه إلى ريال مدريد في عام 2012، صنع مودريتش تاريخًا طويلًا مع النادي، قادمًا من توتنهام مقابل 35 مليون يورو، نجح في تحقيق العديد من الإنجازات، أبرزها الفوز بـ6 ألقاب دوري أبطال أوروبا و5 كأس العالم للأندية، إلى جانب ألقاب الدوري الإسباني وكأس الملك، هذا السجل الحافل يجعله واحدًا من أكثر اللاعبين تتويجًا في تاريخ قلعة اللوس بلانكوس.

لوكا مودريتش - ريال مدريد
لوكا مودريتش – ريال مدريد – (المصدر:Gettyimages)

رغم تقليص دقائق مشاركته بسبب تقدمه في العمر ووجود أسماء شابة مثل إدواردو كامافينجا وأوريلين تشواميني، يبقى مودريتش عنصرًا أساسيًا في خطط المدرب كارلو أنشيلوتي، في مباراة فالنسيا الأخيرة، ورغم لعب الفريق بعشرة لاعبين، سجل مودريتش هدفًا حاسمًا أعاد ريال مدريد إلى المباراة، ليظهر أنه لا يزال يتمتع باللمسة الذهبية التي ميزت مسيرته.

النجم الكرواتي ليس مجرد لاعب وسط عادي؛ إنه مهندس تكتيكي يتحكم في إيقاع المباراة، سواء بالتمريرات الطويلة التي تفتح المساحات أو القصيرة التي تبني الهجمات بهدوء، قدرته على التكيف مع ضغوط المباريات الكبيرة جعلته قطعة أساسية في نجاح ريال مدريد طوال السنوات الماضية.

لوكا مودريتش.. أيقونة الإبداع والخلود في ريال مدريد

أضاف مودريتش فصلًا جديدًا في قصته الأسطورية عندما أصبح أكبر هداف في تاريخ ريال مدريد بعمر 39 عامًا و116 يومًا، متجاوزًا الرقم القياسي للأسطورة فيرينك بوشكاش، هذه اللحظة لم تكن مجرد تسجيل هدف، بل رسالة واضحة بأنه لا يزال لاعبًا يمكن الاعتماد عليه في اللحظات الحاسمة.

إنجازاته مع ريال مدريد تُبرهن على مكانته كواحد من أفضل لاعبي الوسط في التاريخ، بجانب ألقابه العديدة، يُعد مودريتش الآن ضمن قائمة أفضل 10 لاعبين من حيث عدد المباريات مع النادي الملكي، بـ561 مباراة، يعادل أساطير مثل ميشيل وبيري، ويتطلع لتجاوز أسماء بارزة مثل خوسيه أنطونيو كاماتشو في المستقبل القريب.

مع دخوله العقد الرابع من عمره، يستمر مودريتش في رفع سقف طموحاته، هدفه التالي هو تجاوز أساطير مثل باكو خينتو وفيرناندو هييرو في قائمة أكثر اللاعبين مشاركة مع ريال مدريد، بالإضافة إلى ذلك، يسعى لتحقيق المزيد من الألقاب، خاصة في دوري أبطال أوروبا، لتعزيز إرثه الذي لا يُضاهى.

يُمثل مودريتش مثالًا حيًا على أن الالتزام والانضباط يمكن أن يُطيل مسيرة اللاعب ويجعله ينافس في أعلى المستويات لسنوات طويلة، مهاراته الفنية، قدرته على العمل تحت الضغط، وشخصيته القيادية تجعله نموذجًا مثاليًا للاعبين الشباب، لوكا مودريتش ليس مجرد لاعب كرة قدم بارع، بل قائد ملهم يُضفي روحًا إيجابية على زملائه داخل وخارج الملعب. دائمًا ما يُشيد زملاؤه بعمله الجاد وتواضعه، مما يجعله قدوة للأجيال الصاعدة.

ليس من المبالغة القول إن مودريتش يُعد أحد أعظم اللاعبين في تاريخ ريال مدريد، إرثه يمتد إلى الأجيال القادمة، وسيظل اسمه محفورًا بحروف من ذهب في صفحات تاريخ نادي العاصمة الإسبانية، قصة مودريتش مع الميرنجي ليست مجرد مسيرة لاعب كرة قدم، بل هي ملحمة إنسانية تُلهم عشاق اللعبة حول العالم.

إحصائيات نجوم ريال مدريد


[/sc]

عنان رضا

صحفية رياضية منذ 2018، لدي خبرة في كتابة الأخبار العالمية والمحلية وأخبار المحترفين، ولدي أيضًا خبرة في مجال الترجمة باللغتين الإسبانية والإنجليزية، بالإضافة إلى إهتمامي بمتابعة ما وراء الحياة الشخصية للاعبي كرة القدم في كافة أنحاء العالم، وكتابة القصص الإخبارية عنهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *