لماذا يُطلق على لوكا مودريتش لقب “الطبيب”؟
في عالم كرة القدم، الألقاب تُمثل أكثر من مجرد كلمات تُقال من هنا أو هناك، أبرزهم لوكا مودريتش، نجم ريال مدريد ومنتخب كرواتيا، خاصةً وأنها تعتبر انعكاس لشخصية اللاعب، لمهاراته، ولطريقة تأثيره على فريقه وعلى مجريات المباريات، واحد من الألقاب الغريبة والمميزة التي تم إطلاقها على أسطورة اللوس بلانكوس هو لقب “الطبيب”، لكن لماذا أُطلق عليه هذا اللقب؟ وما الذي يميز هذا اللقب تحديدًا عن غيره من الألقاب التي يطلقها لاعبو كرة القدم على بعضهم البعض؟
الألقاب في كرة القدم ليست مجرد ترفيه أو تقاليد، بل هي جزء من ثقافة اللعبة، تُستخدم الألقاب كطريقة للتعبير عن الإعجاب بمهارات اللاعبين، أو حتى للتلميح إلى شخصيتهم داخل وخارج الملعب، فكل لاعب في الفريق، من النجوم الكبار إلى اللاعبين الصاعدين، يمتلك في الغالب لقبًا يعكس أسلوبه الخاص في اللعب أو طريقة تعامله مع المباريات، على سبيل المثال، يتمتع ميسي بلقب “البرغوث”، ورونالدو بـ”صاروخ ماديرا”، بينما يُعرف نيمار بلقب “الراقص”، لكن في حالة لوكا مودريتش، لقب “الطبيب” يعكس شيئًا مميزًا.
بغض النظر عن الألقاب، يبقى مودريتش أحد أبطال ريال مدريد. وقد أثبت مرارًا وتكرارًا أنه ليس فقط لاعبًا محوريًا في خط الوسط، بل هو أيضًا “طبيب” الفريق الذي يعالج أي مشكلة في الملعب بلمسة فنية، سواء من خلال تمريراته أو رؤيته التكتيكية. لقب “الطبيب” يُعد الآن جزءًا من إرثه، وهو يضيف بعدًا شخصيًا جديدًا إلى هويته كلاعب كرة قدم.
لطالما كان لوكا مودريتش مثالًا يُحتذى به في عالم كرة القدم، بفضل موهبته الاستثنائية ورؤيته الفريدة في خط الوسط. قدرته على التحكم في إيقاع اللعب، وابتكار التمريرات المثالية، وتنظيم الخطط الهجومية جعلته رمزًا من رموز اللعبة. سواء عندما قاد كرواتيا إلى نهائي كأس العالم أو عند تحقيقه عددًا لا يُحصى من ألقاب دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد، أثبت مودريتش مرارًا أنه أحد أفضل لاعبي الوسط في جيله.
مهارات لوكا مودريتش مثل الطبيب الذي يعالج ويشخص
اللقب أكسبه شهرة بين زملائه في الفريق، وعلى رأسهم إيفان راكيتيتش ولوكاس فاسكيز، اللذان سخرا من اللقب في بعض المواقف، لكنهم في الوقت نفسه، كانوا يعترفون بأن ما يفعله مودريتش في الملعب يُشبه إلى حد بعيد ما يفعله الطبيب من تشخيص للحالات، مثلما يرى الطبيب التفاعلات الدقيقة بين الأعراض، يقرأ مودريتش تحركات اللاعبين، ويتحكم في نسق المباراة وفقًا لذلك.
تجسّد هذا اللقب بوضوح في مباراة ريال مدريد ضد جيرونا التي انتهت بفوز الملكي بثلاثية نظيفة في الدوري الإسباني. خلال هجمة مرتدة سريعة، لاحظ مودريتش تحرك كيليان مبابي، وبدلًا من انتظار ما ستؤول إليه اللعبة، تصرف كمُشخص محترف، حيث أشار للفرنسي بالتحرك نحو مساحة معينة، وكأنه يُرشد مريضًا إلى الحل الأمثل، بعد لحظات، نفذ مودريتش تمريرة دقيقة أسفرت عن هدف رائع، هذه اللحظة كانت تجسيدًا للذكاء الكروي والمهارة التي يتمتع بها مودريتش، وأكدت لماذا يستحق لقب “الطبيب”.
Luka Modrić signaled to Mbappé which direction to make his run.
— Madrid Xtra (@MadridXtra) December 8, 2024
He then delivered the pass to assist him. 🧠 pic.twitter.com/QIEtSuplCf
لقب “الطبيب” أيضًا يعكس الشخصية المميزة لمودريتش بعيدًا عن مستطيل الملعب، فهو شخص هادئ، ذو شخصية متواضعة، لا يحب الأضواء ولكنه يفضل أن يكون له تأثيره في الصمت، في العديد من المناسبات، تحدث زملاؤه عن تفكير مودريتش العميق وكيف يُسهم دائمًا في تحسين أداء الفريق من خلال تقديم النصائح وإرشاد اللاعبين الأصغر سنًا، هذه الشخصية الهادئة تجعله يشبه “الطبيب” الذي يعرف متى يتدخل، ومتى يترك الأمور تسير وفقًا لمجراها الطبيعي.
في النهاية، يظل لقب “الطبيب” جزءًا من شخصية لوكا مودريتش، وهو ليس مجرد لقب عابر، بل هو شهادة على تميزه وذكائه الكروي. في عالم كرة القدم، حيث الألقاب تُصبح جزءًا من التراث الجماعي للنادي، يظل مودريتش يتمتع بلقب يليق بعقليته الاستثنائية في الملعب، وهذا اللقب سيبقى مرتبطًا به كما ارتبط به آخرون في تاريخ اللعبة.
[/sc]