لماذا تعامل المغرب مع ملف إبراهيم دياز كـ “قضية دولة” في صراعه مع إسبانيا؟

أكون أو لا أكون، كان هذا شعار المغرب في تعامله مع ملف إبراهيم دياز مهاجم ريال مدريد الإسباني قبل الحسم في هوية المنتخب الذي سيمثله في مارس 2023.

وشكل الموضوع حينها مادة دسمة للصحافة العالمية، كما تسارعت الأخبار من هنا ومن هناك، ومعها ارتفعت حدة التوتر داخل كواليس الجهات التي كانت مُكلفة بالملف.

استقر إبراهيم دياز في النهاية على تمثيل المغرب، وبدأت الساؤلات تلوح في الأفق، حول السبب الذي جعل اللاعب يختار “أسود الأطلس” ولماذا تعامل المغرب مع الملف كأنها قضية دولة؟

إبراهيم دياز.. اللاعب الذي خاض المغرب حربًا لأجله

بات من المعروف خلال السنوات الأخيرة الماضية استراتيجية الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في التعامل المحترفين ورصد خطواتهم عن كثب أول بأول، من أجل تطعيم المنتخب الأول والأولمبي بمواهب جديدة.

أصابت سهام الجامعة في عديد المحاولات وأفلت البعض من قبضة المسؤولين، إذ شكل العديد منهم إضافة نوعية لمنتخب المغرب، فكان الزلزولي وراء تتويج المحليين بأمم إفريقيا، وساهم زياش وحكيمي في ملحمة الدوحة، وقاد فتية السكتيوي المغرب إلى برونزية الأولمبياد.

قطف الثمار عند تحصيل حاصل زاد من إصرار جامعة لقجع في التنقيب عن الجواهر المغربية المتناثرة في مختلف ملاعب العالم، وكان نجم ريال مدريد الهدف الذي لا يمكن التفريط به مهما كلفت التضحيات.

المغرب تعامل مع الملف كقضية وطنية

في أوج الصراع على خدمات دياز كان يُزامنه صراع في الجبهة المقابلة بين إسبانيا والمغرب حول خدمات نجم برشلونة لامين يامال، وكان الإسبان متقدمين بخطوات كبيرة في حسم الملف، ما يعني أن خسارة الثنائي معًا سيشكل ضربة موجعة.

في أحد منعرجات السباق وجه المغرب جل تركيزه وجهوده من أجل الظفر بلاعب ريال مدريد نظرا لوجود تسهيلات في التواصل وسبل لعقد اجتماعات مع اللاعب وعائلته وترتيب إجراءات تغيير الجنسية.

اعتمد المغرب جميع آلياته من أجل الظفر بخدمات اللاعب وتعامل مع الموضوع بحرص ومسؤولية، خصوصا بعدما أصبح الصراع المغربي الإسباني حديث العالم أجمع.

وأبرزت الصحف الإسبانية على رأسها “ماركا” أن المغرب نجح بفضل مجهوداته المتواصلة في إقناع إبراهيم دياز باللعب لـ “الأسود” على حساب “الماتادور” وبعض التقاعس من إسبانيا ومدربها دي لافوينتي.

لماذا حرص المغرب على استمالة دياز؟

أبرز العوامل يتمثل في سعي الجامعة لتقديم نجم من الطراز العالمي للجهاز الفني، نظرا للجودة الكبير التي يمتلكها فتى ريال مدريد المدلل، وما يمكن أن يضيفه على تشكيل وليد الركراكي.

كما يسعى المغرب لتكوين منتخب قوي ومتكامل ينافس بقوة على إعادة الذهب الإفريقي إلى المغرب، خلال النسخة التي ستقام بالمملكة المغربية.

علاوة على إشعاع الكرة المغربية على المستوى العالمي وبروزها اللافت في شتى المحافل، يفرض ضرورة مواصلة التطور وتعزيز مكانته كمنتخب قادر على المنافسة في أقوى وأعرق المسابقات.