تقارير ومقالات خاصة365TOPأخبارقصص 365Scoresكأس العالم 2022كرة قدم
الأكثر تداولًا

لماذا اختفى منتخب تشيكوسلوفاكيا من خريطة كرة القدم؟

“إذا التقيتُ الأعادي يومَ في معركةٍ.. تَركْتُ جَمْعَهُمُ المَغْرُور يُنْتَهَبُ”.. هذا ما قاله عنترة العبسي أحد شعراء الجاهلية في بيت شعر من قديم، وهو ما ينطبق على منتخب تشيكوسلوفاكيا بالفعل، حينما كان يشارك في كأس العالم أو كأس أمم أوروبا، إذ يعتبر البعض أنّ التشيكوسلوفاكيين أفضل منتخب لم يفز بكأس العالم.

ربما عزيزي القارئ سمعت من قبل عن تشيكوسلوفاكيا، حينما شاهدت لقطات أرشيفية عن كأس العالم أو تساءلت عن منتخبات وصلت إلى النهائي ولم تحرز اللقب، وتشيكوسلوفاكيا من بينهم بالطبع.

كانت تشيكوسلوفاكيا تمتلك منتخبًا به نجوم رائعون وأصحاب مواهب حقيقية، ولكنه منتخب ظل يظهر على الساحة الكروية لـ75 عامًا فقط، قبل أن تتفككّ بلاده، إذ شهدت تشيكوسلوفاكيا الكثير من الصراعات، وكانت شاهدة على تاريخ طويل من الحروب في العالم.

ولدت هذه الدولة في العام 1918، ولكنّها انقسمت سلميًا إلى دولتين في العام 1993: جمهورية التشيك وسلوفاكيا.

تاريخ تشيكوسلوفاكيا الكروي حافل، إذ كان منتخب البلاد واحدًا من أفضل المنتخبات في العالم، وليس في أوروبا فحسب؛ ففي العام 1934، حلّت تشيكوسلوفاكيا في المركز الثاني في كأس العالم.

وفي مونديال “تشيلي 1962″، جاءت في المركز الثاني أيضًا، وقبل التفكك والانقسام، بلغت ربع نهائي كأس العالم في العام 1990.

بينما أوروبيًا جاءت تشيكوسلوفاكيا في المركز الثاني في النسخة الأولى من بطولة أمم أوروبا في العام 1960،  وفي العام 1976، تُوّجت باللقب الأوروبي، بينما في العام 1980، حلّت في المركز الثالث.

كيف نشأت دولة تشيكوسلوفاكيا؟

بعد الحرب العالمية الأولى أعلن عن قيام جمهورية تشيكوسلوفاكيا عام 1918، مستقلة عن الإمبراطورية النمساوية، وكانت كانت دولة تقع في القارة الأوروبية وظلت قائمة حتى تفككها السلمي في 1 يناير 1993 لتنقسم إلى دولتين هما جمهورية التشيك وجمهورية سلوفاكيا.

ثم أُعلن عن قيام جمهورية تشيكوسلوفاكيا رسميًا يوم 28 أكتوبر 1918 نتيجة اتحاد خمسة مناطق مستقلة عن الإمبراطورية النمساوية المجرية، واحتلتها ألمانيا النازية عام 1939 وقسمتها إلى منطقتين، لتجعل جزء تحت إدارة بولندا، وآخر تحت إدارة المجر إلا أن تشيكوسلوفاكيا وبعد تحررها من الاحتلال النازي استرجعت جميع أراضيها باستثناء روثينيا الكارباتية التي ضمها الاتحاد السوفييتي إلى أراضيه وهي إحدى مقاطعات أوكرانيا في الوقت الحاضر.

وبعد أن تمكن الجيش السوفييتي من تحريرها من الألمان عام 1945 إبان الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945)، أصبحت تدريجياً تُكون إحدى دول الكتلة الشيوعية في أوروبا التي كان الاتحاد السوفييتي يترأسها.

وعاشت في تشيكوسلوفاكيا قوميّات عديدة، أهمّها التشيك والسلوفاك، اللتان يربط بينهما رباط وثيق من حيث الدين واللّغة والثقافة العامة، بالإضافة إلى أعراق أخرى من ألمان وهنغاريين وروثيين وبولنديين.

تشيكوسلوفاكيا في كرة القدم

ولم تمنع أي من الأحداث السياسية والحروب الطاحنة والأزمات التي شهدتها تشيكوسلوفاكيا، من وجود منتخب قوي لـ تشيكوسلوفاكيا مُنذ الإنشاء وحتى التفكك، مع باننيكا و المدرب الأسطوري كاريل بيترو وجوزيف قنجلوش إذ شاركت في كأس العالم في 8 مرات وفي أمم أوروبا في 4 مناسبات، و كانت تشيكوسلوفاكيا واحدة من أفضل المنتخبات الوطنية أداءً في تاريخ كأس العالم، حيث احتلت المركز الثاني مرتين في عام 1934 وعام 1962.

وبين عامي 1930 و 1994 تأهل التشيكوسلوفاكيين إلى 8 من أصل 13 كأس عالم خاضوا فيها تصفيات.

وقبل الظهور في كأس العالم، ظهرت تشيكوسلوفاكيا على الساحة الكروية وذلك في كان في الأولمبياد، حيث شاركت في أولمبياد 1920 والتي أقيمت في بلجيكا.

وافتتحت تشيكوسلوفاكيا مشواراها  بفوزها تاريخي على يوغوسلافيا بسبعة أهداف نظيفة ، ثم فازوا على النرويج 4-0، وفي ربع النهائي تغلبت على فرنسا، ووصلت مشوارها حتى في المباراة النهائية حيث واجهت بلجيكا، ولكن غادر التشيكوسلوفاكيون الملعب بعد 40 دقيقة احتجاجًا على الحكم الإنجليزي جون لويس، ولم يتم منحهم ميدالية.

وعادت تشيكوسلوفاكيا لدورة الألعاب الأولمبية والتي أقيمت عام 1924 في باريس وهزمت تركيا 5-2 في الجولة الأولى ، لكنها خرجت في الجولة الثانية بعد الخسارة من سويسرا بهدف نظيف في مباراة الإعادة بعد التعادل 1-1.

سجل مشاركات منتخب تشيكوسلوفاكيا في كأس العالم

كأس العالم 1934

شاركت تشيكوسلوفاكيا في بطولة كأس العالم لأول مرة عام 1934 في إيطاليا، بعد أن عبرت التصفيات إثر انسحاب جارتها منتخب بولندا بعد فوز تشيكوسلوفاكيا 2-1 في مباراة الذهاب.

وفي نهائيات كأس العالم فازت تشيكوسلوفاكيا على كل من رومانيا وسويسرا و ألمانيا لتصل إلى المباراة النهائية حيث خسرت 2-1 أمام ايطاليا البلد المضيف بعد وقت اضافي، وفي تلك البطولة فاز أولدريتش نييدلي بالحذاء الذهبي بتسجيله خمسة أهداف في البطولة.

النسخة الثانية من كأس العالم أقيمت عام 1934 في إيطاليا، وخيمت عليها الأحداث السياسية، إذ بعد الحملة الدعائية الشرسة التي قادها أدولف هتلر لمصلحته في الأولمبياد، كان بينيتو موسوليني يرغب في جعل كأس العالم مناسبة لترسيخ هيمنة إيطاليا الفاشية.

وغابت الأوروجواي أول بطل للمونديال عن النسخة الثانية، بسبب الخوف على لاعبيها من انتقام الإيطاليين، بينما أحضر لاعبو المنتخب التشيكوسلوفاكي طعامهم من بلدهم خوفًا من “مقالب غذائية إيطالية.

المونديال الثاني شهد أول حالة تمديد للوقت خلال مباراة فرنسا والنمسا التي فازت فيها الأخيرة 2/3 بعد وقت إضافي في 27 مايو في تورينو.

 كما شهد أول تمديد للوقت في مباراة نهائية عندما فازت إيطاليا على تشيكوسلوفاكيا 2/1 بعد وقت إضافي في روما.

كأس العالم 1938

تأهلت تشيكوسلوفاكيا لنهائيات كأس العالم 1938 في فرنسا وصلت تشيكوسلوفاكيا إلى الدور ربع النهائي بعد الفوز 3-0 على هولندا.

وحينها كان يشارك في كأس العالم 15 منتخبًا فقط، وتعادلت تشيكوسلوفاكيا في مباراة وخسرت في واحدة وفازت في مثلهم لتتأهل لثلاث بنقاط إلى ربع النهائي.

وفي دور الربع النهائي واجهت تشيكوسلوفاكيا منتخب البرازيل، في 12 يونيو وتعادل المنتخبان بنتيجة 1-1، وأحرز ليونيداس دا سيلفا هدف السيلسياو الأول بينما أولدريتش نييدلي أدرك هدف التعادل، لتنتهي بالتعادل ويتم اللجوء إلى الإعادة إذ حينها لم يكن يتم الاحتكام لركلات الجزاء.

ثم بعد يومين تمت إعادة المباراة ولعبت تشيكوسلوفاكيا من جديد لعب ضد البرازيل في المباراة المعروفة باسم (معركة بوردو) بسبب اللعب الخشن والتي خسرت بها تشيكوسلوفاكيا 2-1.

وفي تلك النسخة توج أولدريتش نيجيدالي الذي رحل عن عالمنا في 11 يونيو 1990، هدافًا لكأس العالم برصيد 5 أهداف.

كأس العالم 1954

وغابت تشيكوسلوفاكيا عن نهائيات كأس العالم 1950 والذي أقيم في البرازيل، لتعود من جديد، في مونديال 1954 والذي أقيم في فرنسا، ولكنها غادرت النهائيات من دور المجموعات.

وهُزمت تشيكوسلوفاكيا في المباراة الاولى امام منتخب أوروجواي  بثنائية نظيفة ثم تلقت هزيمة ثانية بنتيجة عريضة امام منتخب النمسا استقرت على خماسية نظيفة.

كأس العالم 1958

تأهلت تشيكوسلوفاكيا إلى  بطولة كأس العالم عام 1958 في السويد، بعد الفوز على ويلز وألمانيا الشرقية في التصفيات.

تشيكوسلوفاكيا في النسخة السادسة من نهائيات كأس العالم، تواجدت في المجوعة الأولى، رفقة ألمانيا الغربية، وأيرلندا الشمالية ومنتخب الأرجنتين.

وخسرت في أول مباراة أمام أيرلندا الشمالية بهدف نظيف حمل توقيع كراش، ثم تعادلت 2-2 مع حامل اللقب ألمانيا الغربية.

وفازت تشيكوسلوفاكيا 6-1 على الأرجنتين، لتتعادل في النقاط مع أيرلندا الشمالية، ولم يتم اللجوء إلى فارق الأهداف حِيْنئذٍ، ليتم الاحتكام إلى مباراة فاصلة.

وفي المباراة الفاصلة التي أقيمت على ملعب “مالمو” ظلت تشيكوسلوفاكيا مُتقدمة في النتيجة حتى قبل نهاية الشوط الأول حين سجّل زدينيك زيكان الهدف الأول في الدقيقة 18، وبالدقيقة 44 سجّل بيتر مكبارلاند، وجاء في الوقت القاتل بالدقيقة 97، ليُطلق رصاصة الرحمة ويركل التشيكوسلوفاكيين خارج البطولة.

كأس العالم 1962

تأهلت تشيكوسلوفاكيا لنهائيات كأس العالم 1962 في تشيلي بعد الفوز في التصفيات على اسكتلندا 4-2 بعد وقت إضافي في مباراة فاصلة في بروكسل.

وحينها دخل المنتخب التشيكوسلوفاكي البطولة وهو صاحب المركز الثالث في أوروبا، حيث كان احتل المرتبة الثالثة في أمم أوروبا 1960، ونالت الميدالية البرونزية.

وفي نهائيات كأس العالم افتتحت تشيكوسلوفاكيا مشوارها بالفوز 1-0 على إسبانيا، ثم التعادل 0-0 مع البرازيل حاملة اللقب، وعلى الرغم من الهزيمة من المكسيك بثلاثة مقابل هدف، وصلت إلى ربع النهائي برصيد ثلاث نقاط.

وفي الدور ربع النهائي فازت على المجر بهدف نظيف حمل توقيع أدولف شيرير.

وفي نصف النهائي واجهت يوغوسلافيا التي فازت على ألمانيا الغربية، ولكن سحقت يوغوسلافيا في نصف النهائي 3-1.

وفي المباراة النهائية على ملعب ناسيونال دي تشيلي ، تقدمت تشيكوسلوفاكيا على البرازيل بعد 15 دقيقة من بداية المباراة بهدف يوسيف ماسوبست، ولكن البرازيل أدركت التعادل بعد دقيقتين واستطاعت الفوز بالنهاية 3-1.

وحصل منتخب تشيكوسلوفاكيا على المركز الثاني، وتوج في ذلك العام اللاعب يوسيف ماسوبست بجائزة الكرة الذهبية.

كأس العالم 1970

وصيف مونديال 1962 لم يتأهل إلى مونديال 1996، ولكن عاد للظهور من جديد في 1970 والذي أقيم في المكسيك.

وتواجدت تشيكوسلوفاكيا في المجموعة الثالثة بجانب البرازيل، وإنجلترا ومنتخب رومانيا، ولكنها تذيلت المجموعة وغادرت النهائيات من الدور الأول.

وتلقت تشيكوسلوفاكيا خسارة كبيرة بأربعة أهداف مقابل هدف، في أولى مبارياتها في المونديال، بعد غياب 8 سنوات.

وفي مباراة الجولة الثانية تلقت أيضًا تشيكوسلوفاكيا خسارة من رومانيا بهدفين مقابل هدف، وفي مباراة الجولة الأخيرة خسرت من إنجلترا بهدف نظيف ليتأهل الإنجليز رفقة البرازيل الذين حققوا اللقب في النهاية على حساب إيطاليا.

كأس العالم 1982

وطال الغياب تشيكوسلوفاكيا هذه المرة عن نهائيات كأس العالم، حيث لم ينجح السلوفاك في التأهل إلى مونديال 1974، و1987 وعادوا إلى الظهور في كأس العالم 1982 والذي أقيم في إسبانيا.

وفي مونديال إسبانيا تواجدت تشيكوسلوفاكيا في المجموعة الرابعة، بجانب إنجلترا وفرنسا والكويت، وفي المباراة الأولى تعادلت مع الكويت بهدفٍ لمثله، ثم خسرت من إنجلترا بهدفين نظيفين وحققت نتيجة الجولة الأولى ذاتها ضد فرنسا وتعادل المنتخبان بنتيجة 1-1، لتودع البطولة من دور المجموعات.

كأس العالم 1990

كانت آخر بطولة كبرى على الإطلاق في شارك فيها منتخب تشيكوسلوفاكيا هي بطولة كأس العالم 1990 التي أقيمت في إيطاليا، بعد الغياب عن مونديال 1986.

 وافتتحت  تشيكوسلوفاكيا مبارياتها في المجموعة بفوزه 5-1 على الولايات المتحدة ثم الفوز على النمسا من ركلة جزاء سجلها ميكال بيليك.

 وعلى الرغم من الخسارة 2-0 أمام منتخب إيطاليا، إلا أن تشيكوسلوفاكيا تأهلت لدور الثمن النهائي الذي فاز به 4-1 على كوستاريكا.

وفي الدور الربع النهائي  خسرت تشيكوسلوفاكيا مع  ألمانيا الغربية 1-0 من ركلة جزاء سجلها لوثار ماثيوس.

كأس العالم 1994

في وقت حل تشيكوسلوفاكيا في نهاية عام 1992، كانت تُشارك في تصفيات المجموعة الرابعة لكأس العالم 1994، و أكملت التصفيات تحت اسم ممثل التشيك والسلوفاك، واحتل المنتخب المركز الثالث في ترتيب المجموعة الرابعة برصيد 13 نقطة وبفارق نقطتين فقط عن بلجيكا والتي تأهلت محتلة المرتبة الثانية بجانب رومانيا.

تاريخ تشيكوسلوفاكيا في أمم أوروبا

شاركت تشيكوسلوفاكيا في النسخة الأولى من مسابقة أمم أوروبا والتي أقيمت في فرنسا بمشاركة أربع منتخبات فقط، حيث كانت أقيمت النسخة الأولى بمشاركة الاتحاد السوفيتي، ويوغسلافيا بجانب تشيكوسلوفاكيا والدولة المُضيفة فرنسا.

وظهرت تشيكوسلوفاكيا في نهائيات كأس أمم في 3 مناسبات فقط، والمشاركات الثلاث كانت مثمرة، إذ نالت الميدالية البرونزية مرتين في 1960 و1980 في حين فازت باللقب في 1976.

وإجمالًا في أوروبا خاضت ثماني مباريات، وسجلت 12 هدفًا، وتلقت شباكها 10 أهداف في ثلاث مرات شاركت في البطولة الأوروبية.

تتويج منتخب تشيكوسلوفاكيا بكأس أمم أوروبا 1976

لم تكن تشيكوسلوفاكيا، ورغم وصولها للمرحلة النهائية من كأس أمم أوروبا 1976، التي استضافتها يوغوسلافيا مرشحة لنيل اللقب.

وكانت الترشيحات كلها تنصب في صالح هولندا بقيادة جناحها الطائر يوهان كرويف، فضلا عن ألمانيا الغربية حاملة اللقب.

ومن ثم، كانت مواجهة هولندا ضد تشيكوسلوفاكيا في نصف نهائي نسخة 1976 على الورق تصب في مصلحة منتخب الطواحين البرتقالية، المباراة التي جمعت المنتخبين يوم 16 يونيو 1976 بمدينة زغرب شهدت عدة وقائع عنيفة بالنظر إلى السيناريو المفاجئ الذي صاحبها، حيث شهدت المباراة 3 بطاقات حمراء.

وكانت البداية في الوقت الأصلي للمباراة، وتحديدًا في الدقيقة 53، حيث نال ياروسلاف بولاك البطاقة الصفراء الثانية ومن ثم الحمراء، ليخوض منتخب تشيكوسلوفاكيا المباراة منقوصًا بـ10 لاعبين، وهذا الأمر ساعد منتخب هولندا على تعديل النتيجة، وذلك في الدقيقة 73 عن طريق النيران الصديقة، إذ سجل أنطون أوندروش هدف التعادل لصالح هولندا في مرمى تشيكوسلوفاكيا بالخطأ.

وبعد تعادل هولندا بـ3 دقائق، تعرض لاعب خط وسطها يوهان نيسكينز للطرد المباشر نتيجة للعنف المفرط، لتشتعل المواجهة التي وصلت للأشواط الإضافية.

ومع تسجيل زدينيك نيهودا هدف تقدم تشيكوسلوفاكيا في الدقيقة 114، انهارت أعصاب زملاء كرويف، لينال ويم فان هانجيم البطاقة الحمراء المباشرة الثانية بسبب العنف أيضا، وذلك في الدقيقة 117.

وبعد طرد فان هانجيم بدقيقة واحدة، سجل فرانتيشيك فيسيلي هدف تأكيد انتصار تشيكوسلوفاكيا باللقاء، لينتهي 3-1، وتتأهل الأخيرة إلى النهائي.

وفي النهائي واجهت تشيكوسلوفاكيا نظيرتها ألمانيا الغربية، في مباراة انتهت بالتعادل الإيجابي بنتيجة 2-2، لتحتكم إلى ركلات الجزاء والتي حسمها التشيكوسلوفاكيين.

دخل منتخب ألمانيا الغربية مباراته النهائية الثانية على التوالي ساعيًا ليصبح أول منتخب يحتفظ بلقب البطولة الأوروبية – وهو ما عجز عنه الاتحاد السوفياتي بمواجهة إسبانيا في نهائي العام 1964 – وأول فريق يفوز بثلاث بطولات دولية كبرى على التوالي لكونه حامل لقب كأس العالم أيضًا.

غير أنّ التشيك بدأوا المباراة بقوة، واستغلوا سوء تشتيت خط الدفاع الألماني للكرة مرتين ليحرزوا هدفين سريعين في الدقيقتين 8 و25، وجاء الهدف الثاني بتسديدة من خارج منطقة الجزاء بالقدم اليسرى للاعب خط الوسط كارول دوبياش، ولكن لم يتأخر رد الألمان كثيرًا، فأحرز لهم بطل الهاتريك في نصف النهائي ديتر مولر هدفًا أكروباتيًا (على الطائر)، بعد ثلاث دقائق فقط من هدف دوبياش، لينتهي الشوط الأول بتقدّم تشيكوسلوفاكيا بهدفين لهدف.

في الشوط الثاني، حال تألق حارس المرمى التشيكي إيفو فيكتور دون استثمار الألمان لفرص تسجيل عدة، إلى أن بلغت المباراة دقيقتها الأخيرة واستطاع بيرند هولتسنباين تحويل رمية ركنية برأسه إلى المرمى، رغم قصر قامته، وذلك بسبب سوء تقدير من فيكتور.

وعندما انتهت هذه المرّة بالنتيجة نفسها للوقت الأصلي، على عكس المباريات الثلاث الأولى التي شهدت كل منها أهدافًا حاسمة للنتيجة في الوقت الإضافي، باتت يورو 1976، أول بطولة دولية كبرى تحسم نتيجة مباراتها النهائيّة بالركلات الترجيحية، وهو ما كان قد اتفق عليه الاتحادان التشيكي والألماني الغربي عشيّة المباراة، علمًا بأن لاعبي تشيكوسلوفاكيا لم يعرفوا عند انتهاء المباراة أنهم سيخوضون ركلات ترجيح لتحديد الفائز باللقب والتي ابتسمت للتشيكوسلوفاكيين، بعد هيمنة منتخبات غرب أوروبا لثلاث نسخ متتالية على اليورو، عاد لقب بطولة كاس أمم أوروبا إلى الشرق.

لماذا تفككت دولة تشيكوسلوفاكيا؟

مع زوال الحكم السوفياتي عن البلاد، ونموّ الفكر القوميّ، بدأت الحكومة السلوفاكيّة تطالب بمزيد من الاستقلالية بقراراتها، رافضة أن يتمّ تقييدها بقرارات حكومة براغ، لكن براغ كانت عاصمة الجمهورية آنذاك، ومقرها التشيك، ما يعني سيطرة تامّة للتشيكيين على مفاصل الحكم.

ولم تؤيد الحكومة التشيكية فكرة الحكم الذاتي السلوفاكي، وفضّلت التنمية الفيدرالية للبلاد، مع وجود حكومة مركزية قويّة، صاحبها رأي عام رافض نوعًا ما لفكرة الانفصال التام، خصوصًا ألا خلافات جوهرية بين الشعبين إلا أنّ طموحات ورؤى سياسية كانت أقوى من ذلك.

وفي أعقاب الانتخابات البرلمانية التي جرت في العام 1992، فاز الحزب الديمقراطي التشيكي بقيادة فاتسلاف كلاوس الذي تولى الرئاسة فيما بعدفي التشيك، وحركة سلوفاكيا الديمقراطية بقيادة فلاديمير ميسيار في سلوفاكيا.

وكان لكل من السياسيين رؤيته الخاصة لمزيد من تطوير الدولة، إذ كان طموح فاكلاف كلاوس الحفاظ على “اتحاد” البلدين، لكنه في الوقت نفسه أدرك أن جمهورية التشيك وسلوفاكيا يمكن أن تنهار، وسط تراجع شعبيّته لدى السلوفاكيين.

أما بالنسبة إلى فلاديمير ميسيار، فقد أراد الحكم الذاتي لسلوفاكيا، وفي يونيو 1992، أعلن رفضه دعم الرئيس الحالي لتشيكوسلوفاكيا، فاتسلاف هافيل (الذي عارض أيضًا انهيار الدولة).

ثم حدث انفصال الدولتين بعد أنّ قامت بعض الأحزاب بالدعوة إلى اللامركزية، على الرغم من رغبة العديد من المواطنين بالبقاء ضمن دولة اتحادية وموحدة، كما طالب السلوفاكيون بالحكم الذاتي، وتم البدء بمفاوضات الانفصال في شهر يونيو من عام 1992م، وأُعلن استقلال السلوفاكيين من قبل البرلمان السلوفاكي في 17 يوليو من عام 1992، وعُقد اجتماع في براتيسلافا كانت محصلته أن رأى كل من رئيس الوزراء التشيكي فاتسلاف كلاوس، ورئيس الوزراء السلوفاكي فلاديمير ميتشيار أنّ حلّ جمهورية تشيكوسلوفاكيا هو الحل الأفضل.

ثم تأسست كل من جمهوريتي التشيك وسلوفاكيا مًا في الأول من كانون الثاني من عام 1993، وتم تقسيم الأصول الاتحادية بينهما تبعًا لعدد السكان بنسبة 2: 1، وعيّنت الحدود على نفس طول الحدود القائمة دون تغيير، وتم التصالح والتفاهم لأجل التغلب على صعوبات استقرار الدولتين.

ومُنذ 1993، تلعب التشيك وسلوفاكيا بشكل منفصل ولكنهما لم يقدما أي إنجازات تذكر سواء في كأس العالم أو أمم أوروبا، عادا التشيك إذ حققت المركز الثالث في يورو 2004 بالبرتغال، ولكن غير ذلك لم يتخطى الأمر للمنتخبين تخطي ربع النهائي.

ويبقى في النهاية عزيزي قارئ النسخة العربية من “365scores”، هو هل نرى التشيك وسلوفاكيا يلعبان تحت علم واسم واحد مرة أخرى في كرة القدم؟، قد يبدو اقتراحًا خياليًا تمامًا، وخاصًة وأن لعبة هوكي الجليد هي اللعبة الأكثر شعبية الآن في الدولتين، ولكن ربما بعد عقدين أو ثلاثة عقود زمنية يُعيد التاريخ نفسه!.

محمد مصطفى

صحفي مصري، يملك خبرة أكثر من أربع سنوات في النسخة العربية من 365Scores، لدي القدرة على تغطية كافة أحداث الرياضية المحلية والعالمية والعربية، بدأت العمل الصحفي في 2009، ولدي القدرة على ترجمة المواد الإخبارية من مُختلف الصحف العالمية.

23269 مقال