لقطات صنعت التاريخ في كأس العالم – شقيقان وجهًا لوجه مع منتخبين مختلفين للمرة الأولى في تاريخ المونديال
دائما ما تكون هناك لقطات تصنع التاريخ في كأس العالم، لقطة واحدة تكون سببًا في الكثير من المشاعر سواء كانت بالفرح أو بالحزن، لقطة واحدة تكون قادرة على رفع أحدهم فوق الأعناق، وأخرى قادرة على وضع الطرف الآخر وجهه بالأرض لسنوات.
ويقدم موقع 365Scores بشكل أسبوعي، سلسلة ” لقطات صنعت التاريخ في كأس العالم ” قبل انطلاق كأس العالم 2022، والتي تدور في ذاكرة المونديال لرصد أهم اللحظات المؤثرة التي غيّرت معالم البطولة، أو ربما أثرت على مشوار منتخب ما في نسخة ما بين نسخ البطولة الأضخم عالميًا؛ كأس العالم.
لن نذهب بعيدًا في هذه الجولة، سنعود فقط للخلف حتى نسخة كأس العالم 2010 التي أقيمت في القارة السمراء للمرة الأولى في التاريخ، بعدما استضافت جنوب إفريقيا المونديال حينها، لتكن شاهده على حدث غير مسبوق على مدار نسخ كأس العالم المختلفة.
أول أخوين يشاركا مع منتخبين مختلفين في كأس العالم
وكون كأس العالم 2010 أقيم في القارة السمراء للمرة الأولى، كان لابد أن يكون منتخب إفريقي حديث حدث خاص لم يسبق أن شهدته أي نسخة من نسخ المونديال.
حيث أوقعت القرعة منتخب ألمانيا في مرحلة دور المجموعات رفقة منتخب غانا، ليس هذا هو الحدث، لكن الحدث يتجسد في وجود أخوين لعبا في منتخبين مختلفين للمرة الأولى على الإطلاق في كأس العالم.
حينها وقف الأخوان غير الشقيقين؛ كيفين برينس وجيروم بواتينج وجهًا لوجه في مونديال جنوب إفريقيا 2010، حيث لعب الأول بقميص منتخب غانا، بينما مثّل الثانِ منتخب ألمانيا، ليصبحا أول شقيقين يفعلا ذلك الأمر في تاريخ المونديال.
الأخوة بواتينج لديها والد واحد تعود أصوله إلى دولة غانا في إفريقيا، لكن لكل لاعب أم مختلفة، إلا أن الثنائي ترعرعا معًا في العاصمة الألمانية “برلين.
وخلال نشأتهما في ألمانيا لعب الأخوة بواتينج في فريق الناشئين مع فريق “هيرتا برلين” وتدرجا في الفئات العمرية المختلفة، حتى قرر كل منهما شق طريق مختلف عن الآخر.
حيث لعب كيفين برينس مع عدة أندية من بينهم: توتنهام وميلان قبل أن يعود مجددًا إلى الدوري الألماني حيث فريق شالكة، أما جيروم فقد فضّل الاستمرار في ألمانيا بين صفوف هامبورج ومن ثم خاض تجربة مع مانشستر سيتي قبل أن يعود إلى بايرن ميونخ في البوندسليجا ويحقق معهم مسيرة كروية مبهرة.
ومثلما لم يتفق الأخوين بواتينج على الفرق، اختلفا أيضًا على المنتخبات التي سيرتدون قمصانها، حيث اختار كيفين برينس تمثل منتخب غانا منتخب بلاد والده الأصلي، بينما أتخذ جيروم بواتينج قراره بتمثيل منتخب ألمانيا البلد الذي نشأ وكبر وبدأ لعب الكرة فيه.
وبالرغم أن كيفين وجيروم بواتينج التقيا في مناسبات مختلفة رفقة أنديتهم المختلفة، إلا أن لقائهما على المستوى الدولي لم يتحقق سوى مع انطلاق بطولة كأس العالم 2010، وتحديدًا في الجولة الثالثة من المجموعة الرابعة، والتي انتهت لصالح ألمانيا بهدف نظيف.
المفاجأة أن لقاء الأخوين بواتينج تكرر مجددًا في مونديال البرازيل 2014، حين سقط منتخب ألمانيا ومنتخب غانا في المجموعة نفسها للمرة الثانية على التوالي. لكن فكرة التقاء شقيقين مع منتخبين مختلفين في كأس العالم ظل منفرد بها الثنائي بواتينج حتى يومنا هذا.
على الرغم من وجود أشقاء آخرين اختاروا منتخبات مختلفة لتمثيلها في عالم كرة القدم، لكن لم يأتِ ثنائي غير الأخوين بواتينج ليسجلا حضور وجهًا لوجه في كأس العالم غيرهما.
أشقاء في كرة القدم اختاروا اللعب لمنتخبين مختلفين
هناك العديد من الأشقاء الذي اختلفوا في عملية تمثيل منتخب واحد خلال مسيرتهم الكروية، لكن أبدًا لم يظهرا وجهًا لوجه في بطولة كأس العالم، على سبيل المثال: بول بوجبا الذي اختار تمثيل منتخب فرنسا وشقيقيه فلورنتين وماتياس الذان فضلا تمثيل منتخب غينيا، ولم يسبق للثلاثي اللعب ضد بعضهما في أي نسخة من نسخ المونديال.
كذلك الحال مع كريستيان فييري الذي مثّل منتخب إيطاليا، وماسيميليانو شقيقه الذي اختار منتخب استراليا، ولم يتواجها معًا في المونديال.
وأيضًا سنجد الأخوة ألكانتارا، فعلى الرغم أن رافينيا وتياجو ألكانتارا لعبا معًا بقميص برشلونة، لكن كلاهما اختار ارتداء قميص منتخب غير الآخر، فمثلًا تياجو مثّل منتخب إسبانيا، بينما فضل رافينيا منتخب بلاده الأصلي البرازيل، فيما لم يسبق أن تواجهان معًا في أي نسخة من كأس العالم من قبل.
أخوة مثلوا منتخب واحد في كأس العالم
على النقيض تمامًا، هناك منتخبات مثّلت نفس المنتخب في كأس العالم، حيث كانت ضربة البداية عندما اجتمع كلًا من: الأخوين الأرجنتينيين “ماريو وخوان إفاريستو” وكذلك الأخوين المكسيكيين “مانويل وفيليبي روساس” والمكسيكيين “رافاييل وفرانسيسكو جوتيريز” معًا في كأس العالم 1930 الذي أقيم في أوروجواي.
وفي نسخة كأس العالم 1954 التي أقيمت في سويسرا، ظهر أشقاء أخرين في نفس المنتخبات، مثل: “فريتز وأوتمار فالتر” مع منتخب ألمانيا، وفي نسخة كأس العالم 1966 التي أقيمت في إنجلترا، ظهر الشقيقين “بوبي وجاكي شارلتون” الذان قادا منتخب إنجلترا لتحقيق الكأس الذهبية الوحيدة في تاريخهم.
وفي نسخة كأس العالم 2002، ظهر الأخوين “روبيرت ونيكو كوفاتش” ضمن صفوف منتخب كرواتيا معًا.