لفتة أخلاقية من وكيل سعود عبد الحميد بعد تعرضه للسب احترامًا لشهر رمضان

يُعد سعود عبد الحميد، الظهير الأيمن للمنتخب السعودي والمحترف في صفوف نادي روما الإيطالي، مثالًا يُحتذى به في الالتزام والتفاني، منذ انطلاق مسيرته الكروية، أظهر سعود مستوى متميزًا، سواء مع ناديه السابق الهلال أو مع المنتخب الوطني، مما جعله يحظى بثقة المدربين والجماهير على حد سواء، تُظهر إحصائيات مشاركاته قدرته على التحمل واللعب المستمر دون إصابات تُذكر، حيث شارك في 69 مباراة خلال الموسم الماضي مع الهلال دون تعرضه لأي إصابة.

يُعتبر التسامح قيمة أساسية في الإسلام، تعزز من تماسك المجتمع وتُسهم في نشر المحبة والسلام بين أفراده، وفي شهر رمضان المبارك، تتجلى هذه القيمة بوضوح، حيث يُشجع المسلمون على العفو والصفح، مستلهمين من روحانية هذا الشهر الفضيل الذي يُعد فرصة للتقرب إلى الله من خلال الأعمال الصالحة والتسامح مع الآخرين.

في المباراة التي جمعت المنتخب السعودي بنظيره الصيني ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، تعرض سعود عبد الحميد لإصابة في العضلة الخلفية للفخذ خلال الشوط الثاني، مما استدعى استبداله واستبعاده من المباراة التالية أمام اليابان لعدم اكتمال شفائه.

هذه الإصابة أثارت جدلًا إعلاميًا، حيث وجه الإعلامي حمود القحطاني انتقادات حادة لوكيل أعمال اللاعب، أحمد المعلم، محملًا إياه مسؤولية الإصابة بسبب انتقال سعود عبد الحميد إلى روما وجلوسه على مقاعد البدلاء، واصفًا المعلم بـ”الغبي”.

رد فعل وكيل سعود عبد الحميد: بين الدفاع عن النفس والتسامح

لم يقف أحمد المعلم صامتًا أمام هذه الاتهامات، حيث أعلن عبر حسابه على منصة “إكس” عن نيته اللجوء إلى القضاء لحفظ حقوقه، مستنكرًا التعرض للإساءة حتى في شهر رمضان المبارك، وأشار إلى أنه تحمل الكثير من الانتقادات في السابق، لكنه قرر هذه المرة الرد عبر القنوات القانونية المناسبة.

رغم تصاعد التوتر، أبدى المعلم رغبة في حل الخلاف وديًا، مستندًا إلى قيم التسامح والعفو التي يُعززها شهر رمضان، قام محاميه، خالد السريحي، بمنح حمود القحطاني مهلة 24 ساعة لحذف التغريدة المسيئة وتقديم اعتذار علني، مؤكدًا أن هذه الخطوة تأتي احترامًا للشهر الفضيل ورغبة في تجنب التصعيد.

الأستاذ حمود القحطاني بصفتي المحامي عن الأستاذ أحمد المعلم @a_almualim ولرغبتنا في تقديم الحل الودي؛ احترامًا لهذا الشهر الفضيل، والعشر الأواخر منه.

نمنحك مهلة مدتها ٢٤ ساعة لحذف التغريدة المسيئة، والاعتذار عنها كتابةً في حسابك؛ وإلا سنضطر آسفين لاتخاذ الاجراءات القانونية… https://t.co/TvtY740rfV

— خالد السريحي (@K_Suraihi) March 24, 2025

على الرغم من المبادرة الكريمة من قِبل المعلم ومحاميه، لم يستجب حمود القحطاني لهذه الدعوة، حيث لم يقم بحذف التغريدة المسيئة أو تقديم الاعتذار المطلوب، مما يُظهر إصراره على موقفه وتجاهله لقيم التسامح والعفو التي يُنادي بها الشهر الكريم.

تُبرز هذه الواقعة أهمية التحلي بالتسامح والعفو في المجال الرياضي، خاصة خلال شهر رمضان المبارك، فالرياضة تُعد وسيلة للتقريب بين الشعوب ونشر القيم النبيلة، ويجب أن تسودها روح الاحترام والتفاهم بين جميع الأطراف، سواء كانوا لاعبين، وكلاء أعمال، إعلاميين أو جماهير.

تُذكرنا هذه الحادثة بضرورة التحلي بالصبر والتسامح في مواجهة الخلافات، واللجوء إلى الحوار البناء لحل النزاعات، مستلهمين من قيم شهر رمضان المبارك التي تدعو إلى العفو والصفح ونبذ الفرقة والخصام.