كيليا نمور.. والعلاقة الطردية بين طرد فرنسا النجوم وخطف الجزائر الذهب
وكأنها كانت تحمل شعار “رافضك يازماني ياأواني يامكاني.. أنا عايز أعيش في كوكب تاني”، فـ نجحت في تغير البلد والقارة فقط وحصدت من خلف تلك التغييرة الذهب.
كيليا نمور الجزائرية التي أحرزت ذهب الجمباز في أولمبياد باريس 2024، وأصحبت أول لاعبة جزائرية تحرز الذهب في تلك اللعبة في التاريخ العربي الأولمبي، كانت تحمل الجنسية الفرنسية قبل سنة تقريبًا!
ولأن الكون لن يسير معتدلًا بأوامر فرنسا فقط، غيرت الفتاة الشابة قارتها بالكامل، ولجأت قبل منافسات الأولمبياد لدولة والدها الحبيب؛ الجزائر.
كيليا نمور من أم فرنسية تُدعى فايزة، وأب جزائري الأصل، ولأنها ولدت عام 2006 في فرنسا، فـ حملت ألوان العلم الفرنسي منذ الصغر حين اختارت لعبة الجمباز.
🥇🇩🇿 الجزائرية كيليا نمور تحرز ذهبية المتوازي مختلف الارتفاعات ضمن دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024™
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) August 4, 2024
◀️ كيليا أحرزت الميدالية الذهبية الأولى للجزائر والعرب في أولمبياد باريس 2024™#الألعاب_الأولمبية | #باريس2024 #Paris2024 | #OlympicGames pic.twitter.com/aqcR7faAFh
كيليا نمور.. من قلبها وروحها جزائرية
الشرارة التي تسببت في تحويل كيليا نمور جنسيتها من فرنسا إلى الجزائر بدأت في 2021، حين تعرضت لإصابة قوية على مستوى الركبة تسببت في خضوعها لجراحة أبعدتها عن ممارسة الجمبار لأشهر طويلة امتدت لـ 8 أشهر.
وبالرغم أن طبيبها المعالج والذي خضعت للجراحة على يده منحها الضوء الأخضر من أجل العودة لممارسة الجمباز مجددًا، إلا أن كيليا تفاجئت برفض غريب وغير مبرر من قِبل طبيب الاتحاد الفرنسي للجمباز.
وفقًا لتقارير فرنسية، فقد برر طبيب الاتحاد الفرنسي للجمباز رفضه لعودة كيليا لممارسة اللعبة، بأنها كانت بحاجة لوقت أكبر من أجل التعافي بشكل كامل من إصابتها.
كيليا في تلك الفترة رفقة أسرتها صعدت الأزمة، وأشركت ناديها الفرنسي الذي يُدعى “أفوان”، حيث أن طبيب هذا الفريق أكد بأن لاعبة الجمباز أصبحت قادرة على اللعب من جديد.
وصلت أزمة كيليا نمور مع الاتحاد الفرنسي للجمباز لعام 2022، حتى استقرت فراشة الجمباز على التخلي عن فكرة تمثيل فرنسا مرة أخرى.
الاتحاد الجزائري يدخل على الخط
في تلك الفترة، تدخل الاتحاد الجزائري للجمباز لإقناع كيليا بتمثيل الجزائر وهو ما حدث، حيث فضّلت الفراشة اللجوء لبلد والدها كي يتسنى لها المشاركة في أولمبياد باريس 2024.
لكن فرنسا اعترضت على هذا الأمر واستمرت الأزمة بين القيل والقال قرابة عام كامل، حتى رفع أحفاد نابليون الرايات البيضاء وأصبحت كيليا نمور جزائرية تمثل العلم الأبيض والأخضر العربي الجميل.
اضطرت كيليا نمور الابتعاد عن المحافل الدولية لمدة عام كامل، حيث أن اللائحة الدولية لاتحاد الجمباز، تنص على عدم مشاركة أي لاعب في البطولات لمدة عام في حالة رغبته في تمثيل منتخب آخر.
كيليا لم تنهار أبدًا ورفعت شعار التحدي، حتى أنها عادت وقدمت عروضًا غير عادية طوال منافسات أولمبياد باريس 2024، تحاكى عنها الجميع، وحصدت في النهاية الميدالية الذهبية الأولى للعرب في لعبة الجمباز.
النشيد الوطني الجزائري حاضراً على منصة تتويج البطلة كيليا نمور بذهبية المتوازي مختلف الارتفاعات ضمن دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024™ 🇩🇿🥇
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) August 4, 2024
#الألعاب_الأولمبية | #باريس2024 #Paris2024 | #OlympicGames pic.twitter.com/g0beFGer6Z
صدفة أم مٌدبرة.. العلاقة الطردية بين الجزائر وفرنسا
بخلاف ما حدث في قصة كيليا نمور وعلاقتها بين الجزائر وفرنسا، إذا نظرنا لعلاقة البلدين عامة ستجد أن التوترات سيدة الموقف عادة، لكن في أولمبياد باريس 2024 التي بدأت بإلقاء الورود من جانب البعثة الجزائرية في نهر السين تكريمًا لشهدائها، ربما سببت في اشعال الأزمة مجددًا.
الجزائر لديها ملاكمة جميلة تُدعى إيمان خليف، فازت على ملاكمة إيطالية قبل أيام ضمن منافسات الأولمبياد، خرجت الأخيرة تدعي أنها كانت تصارع رجلًا وليس فتاة!
أوروبا البيضاء والغرب المتحضر الذي يُدعم عن ظهر قلب المتحولين والشواذ، أصبح فجأة عنصري تجاه فتاة عربية تخلت عن كل الألعاب ووقعت في غرام الملاكمة، حتى أن الجميع صدق الإيطالية وأغلق أذنه تمامًا لإيمان!
في النهاية، الجزائرية واصلت المنافسة حتى انفجرت في البكاء بعد إتمام تأهلها إلى نصف نهائي الملاكمة في أولمبياد باريس وأصبحت قريبة جدًا من خطف ميدالية على الأراضي الفرنسية، في موقف بسيط أظهرت لنا كيف يتعامل الغرب والفرنسيين تحديدًا مع كل ما هو عربي، والصدفة أن تلك الفتاة أيضًا من الجزائر!