
عندما نتحدث عن كيليان مبابي، فنحن لا نتحدث فقط عن لاعب كرة قدم موهوب، بل عن نجم عالمي استطاع أن يحفر اسمه بين عظماء اللعبة في سن مبكرة.
من فتى صغير نشأ في ضواحي باريس، إلى نجم متألق في سماء كرة القدم، استطاع مبابي أن يحقق إنجازات لا تعد ولا تحصى، من التتويج بكأس العالم 2018 مع فرنسا، إلى قيادة باريس سان جيرمان ومن ثم الاستعداد لكتابة فصل جديد مع ريال مدريد.
لقد تحول مبابي إلى أيقونة رياضية عالمية، ليس فقط بسبب سرعته الفائقة ومهاراته المذهلة، ولكن أيضًا بسبب شخصيته القوية وطموحه اللامحدود، أصبح وجهًا مألوفًا لعشاق كرة القدم حول العالم، وأحد أبرز النجوم الذين يتطلع إليهم الشباب كمصدر إلهام.

مع وصوله إلى هذه المكانة المرموقة، كان لا بد من أن يتم تخليد اسمه بطريقة تليق بأسطورته، وهو ما حدث بالفعل عندما قرر متحف مدام توسو في لندن إنشاء تمثال شمعي له، ليكون جزءًا من مجموعة الأساطير التي يحتفي بها المتحف.
لقاء كيليان مبابي بنسخته الشمعية.. الدهشة والانبهار
في لحظة استثنائية، التقى كيليان مبابي بتمثاله الشمعي لأول مرة، حيث وصل التمثال إلى منزله في العاصمة الإسبانية مدريد، قبل أن يُنقل إلى مقره الدائم في متحف مدام توسو بلندن، كانت لحظة مليئة بالدهشة والانبهار، حيث أبدى النجم الفرنسي إعجابه الشديد بالدقة المتناهية التي صُنع بها التمثال، والذي بدا وكأنه نسخة طبق الأصل منه.
وقف كيليان مبابي أمام شبيهه الشمعي، مرتديًا قميص المنتخب الفرنسي وسوار القائد، وهو ينظر إليه بدهشة قائلًا: “يا إلهي! القميص الجديد، حتى الحذاء الجديد، هذا أنا، أعشقه، رائع!”
لم يكن اللقاء مجرد لحظة عابرة، بل كان تتويجًا لعدة أشهر من العمل المكثف، حيث تعاون مبابي مع فريق من الفنانين في متحف مدام توسو لضمان أدق التفاصيل في التمثال.
Kylian Mbappe comes face-to-face with Kylian Mbappe
— Football on TNT Sports (@footballontnt) March 27, 2025pic.twitter.com/IsaP6D78L9
كان من الواضح أنه راضٍ تمامًا عن النتيجة، إذ قال بفخر: “إنه لشرف كبير أن أكون جزءًا من هذا المشروع. أشكر كل من عمل على التمثال، وأشعر بسعادة غامرة لأنني أصبحت الآن جزءًا من عائلة مدام توسو”.
لماذا يتم تخليد أساطير الرياضة بالشمع؟
لطالما كان متحف مدام توسو واحدًا من أشهر المعالم السياحية التي تحتفي بالشخصيات البارزة من مختلف المجالات، سواء في السينما أو السياسة أو الرياضة، تخليد الرياضيين الكبار عبر التماثيل الشمعية هو تقليد يعكس مدى تأثيرهم على الجماهير، فهو ليس مجرد تمثال، بل هو اعتراف رسمي بمكانتهم في التاريخ.
على مدار العقود الماضية، احتضن المتحف تماثيل شمعية لنجوم عالميين مثل بيليه، مارادونا، ليونيل ميسي، كريستيانو رونالدو، وديفيد بيكهام، والآن ينضم مبابي إلى هذه القائمة اللامعة، ليؤكد أنه بالفعل أحد أعظم اللاعبين في جيله.
التفاصيل الدقيقة.. كيف صُنع تمثال كيليان مبابي؟
إنشاء تمثال شمعي بهذه الدقة ليس بالمهمة السهلة، استغرق العمل عليه عدة أشهر، حيث تم إجراء أكثر من 250 قياسًا دقيقًا لمبابي لضمان التطابق التام مع ملامحه الحقيقية، لم تقتصر التفاصيل على الوجه فقط، بل شملت حتى مظهره الجسدي، وطريقة وقوفه بذراعيه المتقاطعتين، وهي الحركة الشهيرة التي اعتاد أن يقوم بها في احتفالاته بالأهداف.
كما حرص الفريق الفني على استخدام أجود أنواع الشمع والمواد الصناعية لتقليد نسيج الجلد والشعر بطريقة تبدو طبيعية للغاية، مما جعل التمثال يبدو وكأنه مبابي الحقيقي وليس مجرد نسخة شمعية، حتى الملابس والأحذية التي يرتديها التمثال تم اختيارها بدقة، حيث يرتدي القميص الرسمي لمنتخب فرنسا، بالإضافة إلى أحدث إصدار من الأحذية الرياضية التي يستخدمها مبابي في مبارياته.
Me ves… ¡Ahora no me ves!
— Copa Mundial FIFA@KMbappe | #CopaMundialFIFA pic.twitter.com/ZjpQlyyTsu
(@fifaworldcup_es) March 12, 2025
بعد اللقاء الخاص بين مبابي ونسخته الشمعية في مدريد، من المقرر أن يتم نقل التمثال إلى مقره الجديد في متحف مدام توسو في شارع بيكر بلندن، حيث سيتم عرضه رسميًا للجمهور في الأيام القادمة.
وبمناسبة هذا الحدث المميز، أعلن المتحف عن مبادرة خاصة للاحتفال بانضمام مبابي إلى قائمة المشاهير في مدام توسو، حيث سيتم السماح للأطفال دون سن 16 عامًا بالدخول مجانًا إلى المتحف، بشرط ارتدائهم قميص مبابي الرسمي، وذلك في الفترة ما بين 4 إلى 21 أبريل.
التكريم الذي حصل عليه كيليان مبابي من خلال تمثاله الشمعي في متحف مدام توسو ليس مجرد تكريم عابر، بل هو دليل على أنه أصبح بالفعل جزءًا من تاريخ كرة القدم، من طفل يحلم باللعب في الملاعب الكبرى، إلى نجم عالمي يتم تخليده إلى جانب أعظم الشخصيات في العالم، رحلة مبابي لا تزال مستمرة، وتمثاله الشمعي هو مجرد خطوة أخرى نحو أسطورة تتشكل يومًا بعد يوم.