الأهليالاتحادأخبارالأهلي
الأكثر تداولًا

كيف يستفيد الدوري السعودي من الذكاء الاصطناعي لزيادة الحضور الجماهيري؟

استطاع الدوري السعودي للمحترفين “روشن” حجز مقعدًا في مصاف كبار الدوريات والبطولات حول العالم، بعد سلسلة من التدعيمات والتعاقدات القوية سواء على مستوى اللاعبين أو المدربين أو حتى مجالس الإدارات.

رغم ذلك التفوق إلا أن الدوري السعودي يواجه تحديًا حقيقيًا وواضحًا وهو عدد الحضور الجماهيري المتواضع في بعض الأحيان مقارنة بتلك الدوريات التي صار ينافسها على مستوى اللعب.. أزمة كبرى قد يتم ملاحظتها بشكل أكبر خارج الفرق الأربعة الكبار الهلال، الأهلي، الاتحاد والنصر.

وبالنظر لمعدل الحضور الجماهيري في كل مباراة ببطولة الدوري السعودي، نجد أنه في عام 2023 وصل ذلك المعدل إلى 8345 مشجع في المباراة الواحدة، مقارنة بـ 39 ألف و458 مشجعًا في الدوري الألماني متصدر القائمة، والتي يحتل فيها دوري روشن المركز 22، والذي لا يتماشى بالتأكيد مع قوة المسابقة وكذلك شغف الجمهور السعودي باللعبة.

دور الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي تغلغل في حياتنا بشكل كبير، وليس مفاجئًا أن يتم استخدامه في كرة القدم، ولكن أيضًا يتم الاستفادة به من أجل زيادة مبيعات التذاكر والحضور الجماهيري في المباريات باللعبة، وهو ما يتم اتباعه بواسطة أندية وروابط دوريات واتحادات للعبة، وإحدى الشركات التي تساعد في ذلك الأمر هي شركة AI Full Venue والتي تعمل مع الدوري البرتغالي وفي الدوري الإسباني مع فرق مثل فياريال إضافة لبطولات أخرى، حيث زادت مبيعات التذاكر على سبيل المثال بنسبة 33% عام 2023 مقارنة بالعام السابق، وذلك بعد عمل الشركة مع رابطة الدوري البرتغالي.

يقول تياجو كوستا، مؤسس الشركة والمدير التنفيذي:”شركة AI Full Venue تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد الجماهير التي تتمتع بفرص عالية لشراء منتج معين. قد يكون هذا المنتج تذكرة، أو قميصًا، أو اشتراكًا في النادي. في بطولات مثل الدوري الإسباني، ما تقوم به Full Venue هو تحليل سجلات المعاملات للمستهلكين، أي من اشترى التذاكر، ومن اشترى المنتجات، وأي المجموعات تكون أكثر عرضة لشراء التذاكر أو المنتجات. بعد ذلك، نأخذ هذه المجموعات وننشئ تواصلًا موجهًا لبيع المنتجات التي يطرحها النادي، وفي الوقت نفسه نستخدم هذه المجموعات للوصول إلى منصات التسويق للبحث عن أشخاص مشابهين لهم، وذلك لتوسيع قاعدة العملاء. من خلال هذا الأسلوب، سنزيد من عدد الأشخاص الذين يستهلكون المنتج، وخاصة التذاكر، والمنتجات، واشتراكات العضوية”.

وعن رأيه في الدوري السعودي وكيفية زيادة مبيعات التذاكر، قال:”الدوري السعودي بالفعل من أفضل الدوريات في العالم، وأعتقد أنه سيكون من ضمن أفضل 10 دوريات في العالم خلال السنوات المقبلة.. من وجهة نظرنا، الطريقة المثلى لزيادة هذه الأرقام هي من خلال إنشاء تواصل منتظم يهدف إلى تحديد من هم المستهلكون الحاليون للمنتج. سيساعدنا هذا في تصميم رسائل موجهة خصيصًا لهؤلاء الجماهير، وفي الوقت نفسه تحديد جماهير جديدة يمكن أن تتصرف بشكل مشابه للجماهير الموجودة حاليًا. من الضروري بناء عملية تواصل مستمرة، والبقاء على اتصال وثيق بالجماهير من خلال إطلاق حملات موجهة، وخلق تجارب تفاعلية، وتحسين تجربتهم داخل الملعب.. هذه الجهود مجتمعةً ستقرّب الجماهير من اللعبة، وتشجعهم على حضور المزيد من المباريات في الملعب خلال عطلات نهاية الأسبوع”.

وعن طريقة عملهم أوضح تياجو:”دعمنا في هذه العملية يتجاوز مجرد تحليل البيانات. نركز على تحديد العملاء المثاليين لكل حملة، ومساعدتكم في اكتشاف مجموعات مستهدفة جديدة لتوسيع قاعدة جمهوركم. نقدم خدمة شاملة تشمل تحليل البيانات، وتطبيق الذكاء الاصطناعي، وتقديم رسائل موجهة بوضوح بهدف الوصول إلى الجمهور المحدد الذي نريد استهدافه. من خلال القيام بذلك بانتظام، نتوقع نموًا تدريجيًا في أرقام الحضور وزيادة قاعدة الجماهير بمرور الوقت. الهدف هو التواصل مع الجماهير المناسبة، والتفاعل معهم بانتظام، والعثور على جماهير جديدة، وزيادة المشاركة الجماهيرية، مع تعزيز مبيعات التذاكر وزيادة التفاعل مع الجمهور.”

كيفية التغلب على المعيقات

وعن المعيقات التي قد تؤثر على عدد الحضور الجماهيري في السعودية مثل درجات الحرارة، قال:”بالطبع، هناك درجات حرارة مرتفعة في السعودية، وبالطبع لا تحتوي معظم الملاعب على تكييف هواء لتوفير أجواء جيدة حتى الآن. إذن، كيف يمكننا معالجة هذه القضايا؟ هناك بعض الأمور التي يمكن القيام بها، ولكن معظمها يتعلق بالإدارة وقرارات العمل المتعلقة بجميع الأطراف المعنية في إدارة الملاعب. نعتقد أن جدولة المباريات في الأوقات المناسبة، عندما تكون درجات الحرارة أقل قليلاً، أمر أساسي بالطبع. كما نعتقد أيضًا أنه يجب توفير الظروف المناسبة للجماهير للانتقال بين الملاعب أو من وسط المدينة إلى الملاعب دون الحاجة إلى دفع تكاليف النقل، إذا لم يتم تنفيذ ذلك بعد. وفي الوقت نفسه، يجب مراعاة جدولة المباريات في أيام الأسبوع.

وأوضح:”هذا أمر لوجستي بطبيعته. بالطبع، يمكن أن تساعد زيادة التفاعل الجماهيري في تحقيق نتائج أفضل، ولكن في الوقت نفسه، هذه العوامل اللوجستية ضرورية. يجب ضمان وصول الجماهير بسهولة وجدولة المباريات في الأوقات والمواسم المناسبة، مع وضع برنامج مناسب. أعتقد أن هذه الأمور تتعلق بالإدارة والتنظيم، ومن ثم يمكن للتفاعل الجماهيري أن يعزز النتائج.”

وعن اختصار نسبة كبيرة من الجمهور على تشجيع الفرق الكبرى فقط، قال:”أعتقد أن الوضع في البرتغال مشابه جدًا. في البرتغال، لدينا أندية مثل بنفيكا، وسبورتينج، وبورتو، التي تركز حوالي 90% إلى 95% من دعم الجماهير. إذا نظرنا إلى المشهد في السعودية، مع الهلال والنصر والأهلي والاتحاد، فالأمر مشابه جدًا. حوالي 90% من مشجعي كرة القدم يدعمون هذه الأندية الكبرى”.

وزاد:”لكن هناك نقطة مثيرة للاهتمام هنا. في البرتغال، بينما يدعم 90% من المشجعين أحد الأندية الثلاثة الكبرى، نجد أن الكثير منهم يدعمون أيضًا ناديًا ثانيًا أصغر إلى جانب فريقهم الرئيسي. وهذا يعني أن مشجع كرة القدم يمكنه دعم أكثر من نادٍ، سواء كان ذلك تشجيعًا لفريقهم المفضل للفوز بالبطولة أو دعمًا لنادٍ محلي لتحقيق مركز جيد في الدوري. هذا الدعم يظهر من خلال الحضور للمباريات، شراء المنتجات، وحتى الاشتراكات، ليس فقط للأندية الكبرى بل أيضًا للأندية المحلية أو الأندية ذات المستوى الثاني التي يتابعونها”.

وأكمل قائلًا:”هذا المفهوم مهم: معظم مشجعي كرة القدم سيشجعون في المقام الأول أحد الأندية الكبرى، لكن اعتمادًا على الجغرافيا والروابط المحلية، يدعمون أيضًا ناديًا ثانيًا. هم مستعدون للاستثمار في هذا الدعم الثانوي أيضًا، سواء على الصعيد العاطفي أو المالي. لذا، هذا هو المكان الذي يجب أن نركز عليه.. استهداف المشجعين بطريقة تقلل من هيمنة عدد قليل من الأندية، من خلال تشجيعهم على الاستثمار والتفاعل مع الأندية الأصغر أو المحلية إلى جانب الأندية الكبرى.”

واستطرد:”كنت أقارن بين سلوك 90% من الناس الذين يدعمون الأندية الكبيرة في إسبانيا أو السعودية، وهنا في البرتغال. في إسبانيا، من حيث سلوك الجماهير والحضور والتفاعل، نجد أن الأمور متشابهة. نحن نؤمن حقًا أن الناس في البرتغال وإسبانيا يتصرفون بطرق متشابهة في كثير من الأمور. من حيث العلاقات الشخصية، نحب أن نخلق تفاعلات قوية مع الأشخاص الذين نثق بهم ونحبهم للتواصل معهم. نحن شعوب شغوفة، نحب أن نكون بين الجمهور، نحب أن نحضر الأحداث، نكون مع أصدقائنا، مع عائلتنا، ونصنع تجارب مميزة. لذا أرى العديد من أوجه التشابه بين الناس في السعودية والناس في البرتغال وإسبانيا”.

وواصل تياجو حديثه قائلًا:”بالطبع، من حيث الحضور، هناك اختلافات في الطبقات. هنا لدينا أنظمة مركزية تعتمد على تحليل البيانات والمعلومات من منظور موحد، حيث يمكن لجميع الأندية مراجعة بياناتها المتعلقة بمبيعات التذاكر، مبيعات المنتجات، والاشتراكات بطريقة مركزية. ومن خلال هذا النهج، يمكن تطبيق التحليلات والذكاء الصناعي، مما يساعد في تعزيز التواصل واتخاذ القرارات الصحيحة مثل شراء اللاعبين المناسبين وجلب المدربين المناسبين، وهذا ما يجعل الدوري الإسباني يتمتع بحضور جماهيري قوي من منظور عام”.

وتابع:”أما في البرتغال والسعودية، فنحتاج إلى الوصول إلى هذا المستوى، وأرى أن هناك طرقًا مختلفة لتحقيق ذلك. في السعودية، الملف الشخصي للاعبين مختلف تمامًا عن البرتغال. السعودية تجذب مواهب بجودة عالية جدًا، بينما في البرتغال نركز على تطوير اللاعبين الشباب. نعمل على تطوير اللاعبين لمدة عام أو عامين، ثم نبيعهم لدوريات أخرى في أوروبا لنحقق إيرادات للأندية والعاملين بها. بالطبع، هذا بدأ يحدث في السعودية أيضًا”.

وشدد تياجو على دور الشباب في عملية زيادة الحضور الجماهيري حيث أنهم الفئة التي يجب أن تكون مستهدفة بقوله:”التركيز يجب أن يكون على الشباب، وتطوير المواهب الشابة التي تلعب حاليًا في السعودية. خلال 10 إلى 15 عامًا، يمكن أن يصبح هؤلاء الشباب من أفضل اللاعبين في العالم. وهذا ما يجب التركيز عليه عند النظر إلى الحضور الجماهيري في السعودية، ليس فقط من خلال النظر إلى اللاعبين الكبار، ولكن أيضًا إلى فرق الشباب واللاعبين الشباب. العمل الذي يتم مع هذه المواهب الشابة سيساهم في تصديرهم إلى الدوري الإسباني أو الدوري الإنجليزي الممتاز”.

وأردف:عند الجمع بين هذين العاملين – المواهب الشابة واللاعبين الكبار- سنحصل على المزيد من الاهتمام من الجماهير. لن يكون الحضور من أجل مشاهدة كريستيانو رونالدو فقط، بل أيضًا لمشاهدة ذلك اللاعب الشاب البالغ من العمر 16 عامًا وهو يخوض أولى مبارياته بجانب اللاعبين الكبار، والذي قد يصبح خلال 4 أو 5 سنوات أحد أفضل اللاعبين في العالم. الاستثمار في هذه الرؤية والفرصة هو ما يجب أن نركز عليه الآن”.

الدوري السعودي في مركز متراجع فيما يخص الحضور الحماهيري مقارنة بالدوريات العالمية

وواصل قوله:”يجب أن تتركز الاستراتيجية المتبعة لزيادة مبيعات التذاكر على الاقتراب أكثر من الجماهير، وفهم ما يحبونه بالضبط. الخطوة الأولى في بناء العملية هي تطوير شخصية العميل لكل نادٍ ولكل نوع من المنتجات، ثم تحديد استراتيجيات التواصل الموجهة لكل مجموعة. يتيح لنا ذلك تغطية مناطق أوسع والاقتراب أكثر من الأندية… المستوى الثاني يتمثل في تحديد الملف الشخصي الأمثل للجمهور. هذا يمكّننا من توليد جماهير جديدة تتصرف بطريقة مشابهة لأفضل عملائنا الحاليين. باختصار، نقوم بتحليل البيانات الحية، معالجتها، وتوليد جماهير جديدة، مما سيساعد على زيادة الإنفاق الذي تولده قاعدة الجماهير الحالية.”

وواصل:””أصدقائي الشباب، يمكنني أن أقول إن الشباب من الأولاد والبنات هم النفط الذي سيجلب هؤلاء الناس إلى الملاعب، ليحضروا لممارسة كرة القدم. الأولاد والبنات يلعبون كرة القدم، ويأتون مع والديهم وأجدادهم في عطلة نهاية الأسبوع إلى الملعب. وكل هذا يمكن ربطه ببعضه البعض، وبالطبع زيادة الوعي بكرة القدم بالنسبة للفتيات سيزيد كثير من الفرص، يجب أن نرفع الوعي حول الأماكن التي يمكن للأطفال اللعب فيها وكيف يمكنهم أن يصبحوا لاعبي كرة قدم مميزين، وفي الوقت نفسه التواصل مع أولياء أمورهم”

وأردف:”على سبيل المثال، إذا كان لديك أطفال، يمكنك أن تقدم لهم عرضًا عائليًا، مثل دفع 50% على أربعة تذاكر، وجلب عائلتك إلى المباراة. هذا سيساعد على دفع كرة القدم في السعودية لتحقيق المستوى التالي. لأننا نؤمن حقًا بأن كل هذه المواهب التي نملكها، مع كل هذه الرؤية التي لدينا للسنوات القادمة، وكل هؤلاء اللاعبين الرائعين الذين يلعبون في الدوري السعودي، ستمكننا من تحقيق رؤية كأس العالم 2034… يجب أن نركز على الأطفال، فهم المفتاح لما سيحدث بعد كأس العالم. إذا بدأنا اليوم، سنشهد فرقًا شابة تظهر في 2034. بعد كأس العالم، سيكون لدينا فرق مذهلة وشباب متميز لبناء فريق سعودي قوي. الأطفال هم الإجابة على كل شيء”.

وزاد:”تواجه الأندية في السعودية تحديات، كما هو الحال في البرتغال وفي كل مكان. على سبيل المثال، هناك تحديات تتعلق بكرة القدم النسائية، وتحديات في العديد من المجالات الأخرى. لكن ما الذي يجب فعله؟ الأمر بسيط حقًا، وهو أن ننظر إلى ما يحدث بالفعل. دعونا نحلل البيانات لنفهم ما يحدث اليوم، ونفكر في كيفية التصرف غدًا.. بالنسبة لمباريات كرة القدم، نحتاج إلى الاستمرار في جميع الإجراءات التي تُتخذ لبناء هذا المشهد المذهل من المواهب الذي تمتلكه من حيث اللاعبين والمدربين. يجب خلق هذه المواهب الجديدة من خلال الشباب واللاعبين السعوديين. وفي الوقت نفسه، من الناحية التسويقية، يجب أن نبدأ في استخدام هذه التقنيات للتقرب من الجماهير، والتواصل بفعالية، وهو أمر بالغ الأهمية لتحقيق النتائج التي ستكون استجابة لجميع التساؤلات المطروحة هنا”.

وشدد على أهمية تحليل البيانات والنتائج الخاصة بالجمهور المستهدف، قائلًا:”إحدى أهم الأمور التي يجب القيام بها هي تحليل النتائج التي تحدث قبل تحديد الاستراتيجية لما سيحدث لاحقًا. وهذا هو أحد تركيزاتنا الرئيسية: تحليل البيانات، وتحليل كل شيء، وتحليل متى يقوم عملاؤك بشراء التذاكر. في هذه الحالة، كم يدفعون؟ متى يشترون؟ أين يشترون؟ كم عدد التذاكر التي يشترونها؟ في أي يوم من الأسبوع يشترون أكثر؟ وفي أي وقت من اليوم؟ بناءً على ذلك، يجب تطوير استراتيجيات تسويقية بعد تحديد الأهداف التجارية، ثم إعادة تحليل ما يحدث. كرر هذه العملية، وحقق المزيد من النجاح من خلال الاستمرار في نفس النهج. هذه هي عملية يجب احترامها”.

دور الأندية

وعن دور الأندية، قال: شيء يجب أن تقوم به الأندية نفسها، حيث إن أفضل طريقة لزيادة المجتمع هي الذهاب إلى الأطفال في المجتمعات. إذا أثرت على الأطفال، فسوف تؤثر على آبائهم، وأجدادهم، وأصدقائهم الذين لديهم أيضًا آباء وأجداد… شيء يجب أن تقوم به الأندية المحلية تجاه المجتمعات المحلية هو خلق الظروف للفتيان والفتيات لممارسة كرة القدم. أظهر هذا الأمر، وواصل التواصل حوله. أرسل بريدًا إلكترونيًا إلى جميع الأشخاص في قاعدة بياناتك تخبرهم أنك متاح لاستقبال الأطفال من سن الخامسة إلى العاشرة في استاد معين لممارسة كرة القدم ليصبحوا لاعبين في نادٍ معين”.

وتابع:”بعض الاستراتيجيات التي يجب أن تُنفذها الأندية المحلية لتعزيز المجتمعات يجب أن تركز على الأطفال، لأن من خلال القيام بذلك، ستؤثر على الجميع من خلال عملك، وفي الوقت نفسه، ستضمن أنه في غضون بضع سنوات ستتنافس على أفضل الكؤوس في العالم. وهذا بالضبط ما يريده الجميع، وهو رؤية السعودية في كل مكان، ليس فقط من خلال جلب اللاعبين إلى السوق السعودي، ولكن أيضًا من خلال تصدير اللاعبين إلى أسواق أخرى”.

واختتم في هذا الصدد:”على سبيل المثال، المشاركة في البطولة الآسيوية أو في كأس العالم، والوصول إلى النهائيات، ومحاولة الفوز بكأس العالم، هو هدف ينبغي أن يسعى إليه الجميع. من خلال العمل مع المجتمعات المحلية، والتركيز على الأطفال، والمشاركة في البطولات الشبابية، وكذلك التواصل بشكل فعال، من خلال صناعة مقاطع فيديو وإرسالها للجميع، والترويج لهذا على وسائل التواصل الاجتماعي في كل مكان يمكنك، ستكون هذه استراتيجية فعالة لزيادة هذه النتائج.”

وعن وجود عوامل أخرى للترفيه قد تثني المشجعين عن الذهاب لكرة القدم، قال:””بالنسبة لي، الإجابة على هذا السؤال ليست مركزة على تجربة الملعب، لكنني ذكرت ذلك سابقًا عندما كنت أعمل في الاتحاد البرتغالي لكرة القدم، وكانت لدينا نفس المناقشة. نحتاج إلى النظر إلى الأشخاص الذين يحولون الأحداث الرياضية إلى شيء استثنائي. يجب أن نراجع تجربة الدوري الأمريكي للمحترفين (NBA) والدوري الوطني لكرة القدم (NFL)، ونتبنى بعض الإجراءات التي تُنفذ هناك”.

وتابع:”إذا تمكنا في البرتغال أو إسبانيا أو السعودية من تطبيق بعض هذه الاستراتيجيات الرائعة التي تُحقق نتائج جيدة، فسوف نحسن التجربة التي نقدمها داخل ملاعب الدوري السعودي. ولا يتطلب الأمر بالضرورة وجود ملعب ضخم، لأن بعض التجارب لا تتعلق حتى بالتكنولوجيا، فهي بسيطة جدًا في التنفيذ… لذا، يجب أن ننظر إلى ما يتم في الأسواق الأكثر تنافسية، ونحضر بعض الأمور التي لا تتطلب جهدًا كبيرًا من الناحية التشغيلية، ونقوم بتجربتها والتحدث عنها. وأيضًا، يجب أن نتواصل مع المعنيين بشكل فعال، هذه رؤية شاملة، ولكن كل ما تقوم به داخل الملعب يجب أن يُبلغ الناس في المدرجات. هذه هي التجربة التي سيحصلون عليها إذا اشتروا تذاكر للمباراة القادمة. من خلال القيام بذلك، نعمل على تحسين تفاعل الجماهير وزيادة الإيرادات.”

وعن دور توعية الجماهير ومساعدتهم، قال:”يمكن توليد الوعي حول المباريات بأشكال متنوعة، بالطبع لدينا جميع وسائل الإعلام التي تحتاج إلى العمل، وكل شخص يعرف مكان الأشياء، لذا النقطة واضحة. يمكننا استخدام التسويق المباشر أو التسويق عبر الرسائل النصية القصيرة، ويمكننا استخدام الحملات التسويقية المستهدفة على وسائل التواصل الاجتماعي، على سبيل المثال، لإظهار للجماهير أين يمكنهم شراء التذاكر، ومتى ستكون المباريات، وكم ستكلف، وأين يمكنهم الشراء”.

وزاد:” يجب أن يعرف جميع الجماهير في السعودية فورًا إذا كانوا يريدون الذهاب إلى مباراة، وأين يمكنهم شراء التذكرة عبر الإنترنت، وكيف سيدفعون ثمنها، ومتى يمكنهم القيام بذلك لكل مباراة. وهذا شيء يجب أن يتوفر فورًا للجميع المهتمين بكرة القدم”.

وأشار إلى أن “التسويق مهم جدًا في هذا السياق، فهو ليس أهم شيء على الإطلاق، لكنه شيء أساسي. يجب أن تكون موجودًا لأن جميع الجماهير بحاجة إلى معرفة كل شيء عن عملية شراء شيء يتعلق بمباراة كرة القدم. وعندما أقول “شراء شيء” فإنني لا أقصد التذاكر فقط، بل هناك أيضًا الملابس الرياضية، مثل قمصان رونالدو، والعضويات، والعضويات المبكرة، وتذاكر الموسم التي تُباع. ويحتاج الناس إلى معرفة أماكن هذه الأمور، لأنه إذا لم يعرفوا، وإذا اضطروا للبحث عنها، فسوف يفقدون الحماس، لأننا نميل إلى الكسل. إذا لم نتمكن من رؤية مكان هذه المعلومات على الفور، فمن المحتمل أن نستسلم. وستفقد الجماهير بسبب عدم توفر المعلومات، وعدم وجود التواصل، وعدم وجود الحملات المستهدفة. لذلك، نعم، هذا أمر ضروري لجميع قطاعات الصناعة، وهذا ما يفعله [اسم الشركة أو المشروع] من خلال وضعه في الصدارة”.

وعن السبل الترويجية الأمثل من أجل حث الجمهور على شراء التذاكر، قال:”أول شيء سأقوله بخصوص هذا السؤال هو أنه لا يمكن تقديم التذاكر مجانًا. هذا هو الأمر الأساسي: يجب على الناس دفع ثمن التذكرة، حتى وإن كان الثمن منخفضًا جدًا، يجب أن يدفعوا مقابل التذكرة. وبعد ذلك، نعم، ينبغي تقديم عروض ترويجية، وطرود عائلية، وامتيازات خاصة للأشخاص الذين يتفاعلون مع علامتك التجارية، والذين يشترون المنتجات الخاصة بك، والذين يدفعون رسوم العضوية لعلامتك التجارية بأسعار خاصة”.

وتابع:”ومن المهم أيضًا أن تقوم بإرسال معلومات إلى الأشخاص الذين يشترون التذاكر حول المكان الذي يشترون منه. هنا تكمن فرصة لزيادة متوسط المبلغ الذي ينفقونه على التذاكر. تخيل شخصًا يشتري تذاكر لمكان محدد قريب جدًا من أفضل الأماكن في وسط الملعب، ويقوم بشراء التذاكر قبل المباراة بفترة قصيرة، مثل أسبوعين. يمكنك التواصل مع هؤلاء الأشخاص وعرض عليهم ترقية. فعلى سبيل المثال، يمكنك أن تعرض عليهم الحصول على أفضل تذكرة في الملعب مقابل دفع المزيد قليلاً”.

وأوضح:”لذا، قبل أسبوعين من المباراة، يمكنك إرسال بريد إلكتروني لهم، تقول فيه: “هل ترغب في الحصول على ترقية للمكان الذي تشتري منه عادةً التذاكر؟ لديك فرصة للحصول على ذلك مع خصم 10%”. هذا يمكن أن يشجع الناس على الدفع أكثر والذهاب إلى الملعب، لكن من المهم أيضًا أن نكون قادة في التفكير، وأن نشارك ما نقوم به مع منظمات أخرى قبل تطبيقها. هناك العديد من الاستراتيجيات التي لا تقدم تذاكر، بل تخلق باقات تذاكر، وتقدم ترويجيات، وتبني قصة حول ذلك. فهذه أمور مهمة جدًا. من الضروري إنشاء هذه العروض الترويجية، وبنفس القدر من الأهمية، التواصل بشأنها بشكل صحيح مع الجماهير المستهدفة. لذا، إذا كنت تستمتع بخلق الفعاليات، يجب أن تعتني أيضًا بعملية التواصل.”

دوري روشن السعودي - اتحاد جدة
اتحاد جدة تصوير: مفلح الدوسري

وعن كيفية التغلب على مختلف التحديات اللوجستية التي قد تعيق عملية شراء التذاكر، قال:”فيما يتعلق بالتحديات اللوجستية، هذا شيء بالطبع لا يمكننا مناقشته بشكل منفصل، بل يجب أن ننظر إلى هذا كشيء فريد وكجزء واحد. لذا، عندما نرغب في تحويل الدوري السعودي إلى أحد أفضل 10 دوريات في العالم، يجب أن نبدأ من هنا. هل هناك تحديات لوجستية؟ حسنًا، ما هي تلك التحديات؟ كيف يمكننا التغلب على تلك التحديات؟ الجميع معني بالرياضة في السعودية في الوقت الحالي. لذا، ما نحتاج إليه هو رؤية واستراتيجية للتغلب على المشاكل.

واختتم:”وبخصوص هذا السؤال، بالطبع ليس في مجال خبرتنا، لكن إذا تم تحديد مشكلة، فعلينا أن نحدد الحل ونستعين بكل من يمكنه مساعدتنا في حل المشكلة، وبالطبع علينا أن نرسل أي توجيهات ونكرر نفس العملية مرة أخرى.”

محمد مصطفى

صحفي مصري، يملك خبرة أكثر من أربع سنوات في النسخة العربية من 365Scores، لدي القدرة على تغطية كافة أحداث الرياضية المحلية والعالمية والعربية، بدأت العمل الصحفي في 2009، ولدي القدرة على ترجمة المواد الإخبارية من مُختلف الصحف العالمية.

23553 مقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *