كيف يتعامل اللاعبون المسلمون في أوروبا مع المباريات في شهر رمضان؟
يعد النظام الغذائي أحد العناصر الأساسية التي تساهم في صناعة لاعب رياضي متميز على الجانب البدني أو الذهني.
يتناول لاعبو كرة القدم من أربع إلى خمس وجبات يوميًا، من أجل الحفاظ على لياقتهم البدنية، وبنائهم الجسدي القوي.
يبذل اللاعبون مجهودًا كبيرًا في المباريات والتدريبات ويحتاجون إلى اتّباع أنظمة غذائية دقيقة، لتزويد الجسد بالعناصر الغذائية اللازمة لبنائه، مع الحفاظ على اللياقة البدنية والرشاقة.
مع حلول شهر رمضان المبارك يبدأ اللاعبون المسلمون في تغيير نظامهم الغذائي بسبب الصيام.
يقوم اللاعبون بالصيام، والتوقف عن الطعام والشراب، لفترات تصل إلى 18 ساعة في بعض الدول الأوروبية.
بينما يستطيع اللاعبون المسلمون تناول الوجبات، لمدة تصل إلى ست ساعات فقط، خلال اليوم بأكمله.
يضطر بعض اللاعبون إلى خوض التدريبات أثناء الصيام، وأحيانًا يضطرون إلى خوض المباريات أيضًا، ويتطلب هذا منهم مجهودًا بدنيا كبيرًا.
مع الوضع في الاعتبار أن اللاعب قد توقف عن الطعام والشراب، قبل خوض المباراة بمدة تصل إلى ثمانية ساعات على الأقل، فسيكون هذا وضعًا صعبًا للغاية على اللاعبين، في ظل الحدة الكبيرة التي تطلبها المباريات في أوروبا.
- طالع أيضًا:
- كويز رمضان ادخل وسلي صيامك – أسئلة عن قمة ريال مدريد وليفربول.. جاوب عليها وتعرف على النتيجة
- سر علاقة شعار الدوري الإنجليزي بقصر الملكة كليوباترا في الإسكندرية!
- (2 رمضان) – أبرز من ارتدوا القميص رقم 2 هذا الموسم.. من الأفضل؟
فكيف يتعامل اللاعبون مع الصيام في أيام التدريبات والمباريات؟
قد يقوم بعض اللاعبين بالصيام في الأيام التي لا يخوضون فيها المباريات، والإفطار في يوم المباراة، وقد يقوم اللاعبون بالصيام في أيام المباريات أيضًا، وكل لاعب وفق استطاعته.
لاعبون يضطرون للإفطار:
تزامنت بطولة كأس العالم عام 2014 مع شهر رمضان المبارك، وأعلن مسعود أوزيل لاعب المنتخب الألماني، وباكاري سانيا لاعب المنتخب الفرنسي، في ذلك التوقيت عن نية الإفطار في أيام المباريات، حتى يستطيعا خوض المنافسات.
وأشارت تقارير إلى أن خيردان شاكيري وجرانيت شاكا لاعبي المنتخب السويسري اختارا الإفطار في أيام المباريات أيضًا، في نفس البطولة.
كما حصل لاعبو المنتخب الجزائري على رخصة للإفطار في مواجهة المنتخب الألماني في ثمن نهائي المسابقة، يوم الثاني من شهر رمضان من ذلك العام.
لكن اختار بعض اللاعبين الصيام في المباراة رغم ذلك.
في عام 2017، التقى فريقا ريدينج وهيدرسفيلد تاون في نهائي الدورة الرباعية لتحديد المتأهل الثالث إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، وأقيمت المباراة في شهر رمضان المبارك.
في ذلك التوقيت، كان الحارس العماني علي الحبسي هو حارس مرمى فريق ريدينج، واختار اللاعب عدم الصيام في يوم المباراة.
أشارت تقارير وفقًا للمعد البدني لليفربول الإنجليزي روبن بونس إلى أن النجم المصري محمد صلاح كان ينوي الإفطار لخوض مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2018، رفقة فريقه ليفربول، بجانب الإفطار قبل ذلك يوم واحد.
لكن أظهرت الكاميرات أن محمد صلاح لم يشرب المياه في المباراة إلا مع حلول أذان المغرب، في الدقيقة الأربعين من اللقاء.
لاعبون صاموا في أيام التدريبات فقط:
النجم المصري أحمد حسام ميدو قال في وقت سابق، أثناء تواجده كلاعب في ويجان الإنجليزي، إنه يصوم في أيام التدريبات، ولكن بسبب الحدة المطلوبة في المباريات فإنه لا يستطيع الصيام، وقد سأل أحد علماء الدين فأجاز له ذلك.
كما قرر النجم الفرنسي السابق نيكولاس أنيلكا عدم الالتزام بشكل كامل بالصيام معللًا ذلك بالخوف من الإصابات، حيث قال إنه صام في البداية في ساعات النهار بشكل كامل، لكنه أدرك أنه غالبًا ما يتعرض للإصابة بعد انتهاء شهر رمضان، لذلك لم يعد يلتزم بذلك بدقة.
لاعبون يفضلون الصيام في أيام المباريات:
أحد الرياضيين الذين يفضلون الصيام في أيام المباريات هو لاعب كرة السلة حكيم عليوان.
تحدث حكيم عليوان، بطل الدوري الأمريكي للمحترفين لكرة السلة مرتين، قائلًا إن الصيام أثناء اللعب كان يعد ميزة له.
وقال حكيم لصحيفة الجارديان: “عندما تصوم، يكون الأمر مدهشًا، تشعر أنك خفيف وحيوي للغاية، مليء بالطاقة، هذا ما أشعر به”
وتابع: “خلال شهر رمضان، أعتقد أن الإحصائيات الخاصة بي ترتفع بشكل كبير، وأفكر أن ذلك رائع، أعتقد أنني قد أستمر في الصيام طوال الموسم، لأن كل شيء يسير مثل الساعة”.
كما أشارت بعض التقارير إلى أن نجم ليفربول الإنجليزي ساديو ماني اختار الصيام في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2018.
اختار النجمان المغربيان حكيم زياش ونصير مزراوي لاعبا أياكس الهولندي في موسم 2019، الصيام في مواجهة توتنهام الإنجليزي في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا رغم تلقيهم نصائح بالإفطار في ذلك اللقاء.
يقول اللاعب السابق ناثان إلينجتون إنه اضطر أحيانًا إلى إخفاء صيامه عن مدربه، حتى لا يستبعده من المباريات، خوفًا من نقص مخزونه البدني، بسبب الصيام، ولم يلاحظ المدرب ذلك وأشركه في المباريات.
وحول النظام الغذائي الذي اتبعه في رمضان، قال إلينجتون:” أحرص على أن أحصل على الكثير من أطعمة التي توفر الطاقة بطيئة الهضم مثل الموز، بالإضافة إلى الكثير من السوائل”
وتابع:” كانت المشكلة هي وقت الاستشفاء من المباريات، الذي استغرق وقتًا أطول قليلاً، حيث سأضطر فقط إلى العودة إلى المنزل والنوم بعد المباريات، قبل أن أتمكن من تناول الطعام مرة أخرى لاحقًا”.
وكرر النجم المصري السابق عمرو زكي نفس الأمر، حيث صرح سابقًا أنه قرر إخفاء صيامه عن مدربه في ويجان أتلتيك الإنجليزي ستيف بروس، خوفًا من الاستبعاد من المباريات.
وأضاف زكي أنه كان يؤدي بشكل جيد في المباريات أثناء صيامه، بدون مشاكل، حتى أنه أحرز هدفًا أمام نيوكاسل أثناء صيامه، في ديسمبر عام 2008، وأبدى الجميع سعادتهم بأدائه في المباراة.
التدرب في صالة الألعاب الرياضية:
يحتاج اللاعبون أيضًا للقيام ببعض التمرينات في صالة الألعاب الرياضية لاستعادة البناء الجسدي القوي، خاصة وأن الصيام قد يؤدي لفقد جزء من الكتلة العضلية.
يعد النجم المصري محمد صلاح أحد اللاعبين الذين يهتمون بالحفاظ على البناء الجسدي المميز، وهو ما يظهر في تكوينه الجسدي أثناء احتفاله بخلع قميص فريقه عقب إحراز الأهداف.
في شهر رمضان الماضي، ظهر محمد صلاح عبر مقطع فيديو وهو يقوم بالتدرب في صالة الألعاب الرياضية، ولكن كان التوقيت غريبًا بعض الشئ للوهلة الأولى.
ظهر صلاح يتدرب في الثانية وأربعين دقيقة من صباح يوم الأحد 26 أبريل، وهو ما وافق الثالث من رمضان الماضي.
اختار صلاح هذا التوقيت حتى يكون قد تناول وجبة أو اثنين، ليكون جاهزًا لأداء التدريبات الرياضية بقوة من أجل الحفاظ على لياقته البدنية.
موقف طريف في أحد المباريات:
في أحد المواقف الطريفة المتعلقة بصيام اللاعبين أثناء المباريات، واجه المنتخب التونسي نظيره البرتغالي في مباراة ودية استعدادًا لكأس العالم عام 2018، وأقيم اللقاء في نهار شهر رمضان.
خاض لاعبو المنتخب التونسي اللقاء وهم صائمون، ومع حلول أذان المغرب أثناء اللقاء، تظاهر حارس مرمى المنتخب التونسي معز حسن بالإصابة، من أجل إيقاف اللعب، وإتاحة الفرصة لزملائه من أجل الإفطار.
تكرر هذا الأمر أيضًا في مباراة أخرى أمام المنتخب التركي في نفس العام.
