كيف ظهرت البطاقات الملونة في كرة القدم ؟
عالم كرة القدم ملئ بالحكايات الطريفة التي كانت شاهده على ولادة اللعبة وتطورها وثرائها على مر الزمان، لكن قصة ظهور البطاقات الملونة في ملاعب كرة القدم، تعتبر الأطرف على الإطلاق.
لعبة كرة القدم لم تكن تعرف البطاقات الملونة على الإطلاق حتى عام 1970، قبل ذلك التاريخ، كان الحكم يضطر إلى الذهاب إلى اللاعب الذي قام بإرتكاب خطأ ما، والإشارة بالرقم ( 1 ) أي أن لديه إنذار.
أما إذا أشار الحكم للاعب بالرقم ( 2 ) فهذا يعني أنه حصل على الإنذار الثاني وعليه مغادرة الملعب على وجه السرعة.
استمر الوضع كما هو عليه حتى كأس العالم 1966، وتحديدًا في مباراة ربع النهائي التي جمعت منتخب الأرجنتين بنظيره منتخب إنجلترا، وأدار المباراة تحكيميًا الحكم ( رودولف كريليتين ).
وفقًا للرواية المنقولة عبر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، فقد كانت تلك المباراة هي السبب الرئيسي في ظهور البطاقات الملونة في كرة القدم، فماذا حدث لتتتغير الأمور ؟
الشرارة الأولى – مباراة الأرجنتين وإنجلترا وقرارات (كريليتين ) القاسية
في مونديال 1966، أقيمت مباراة بين منتخب الأرجنتين ونظيره المنتخب الإنجليزي، في دور ربع النهائي، وفي الستينات كان معروف عن تلك المنتخبات الحدة والإثارة.
ما ساهم في اشتعال أجواء المباراة بشكل مفاجئ لتزداد حدة العنف بين الجانبين، الأمر الذي أدى لتدخل الحكم ( كريليتين ) ليصدر قرارات قاسية تجاه لاعب منتخب إنجلترا ( جاك تشارلتون ).
فقام الحكم بإيقاف المباراة لدقائق للذهاب إلى (تشارلتون) ويطالبه بمغادرة الملعب على الفور، لكن تفاجئ برفض لاعب إنجلترا الخروج، مؤكدًا له بأنه لم يتلقى أي إشارة بالإنذار لذا فلن يغادر الملعب.
أدت هذه الحادثة لتوتر اللاعبين داخل الملعب، وانقسم الملعب إلى قسمين، لاعبو إنجلترا ومدربهم يؤكدون أن الحكم لم يحذر (جاك) وقام بطرده مباشرة، أما الحكم فقال أنه ذهب إلى اللاعب وحذره وهذا كان بمثابة إنذار أول.
واستمر الجدل حتى فقد الحكم ( كريليتين ) السيطرة على المباراة تمامًا وكادت أن تحدث كارثة، حتى أن مدرب إنجلترا (ألف رامزي)، قام بالتواصل مع مسؤول الفيفا لتوضيح كل ما حدث في تلك المباراة.
ماذا حدث وكيف ظهرت البطاقات الملونة في ملاعب كرة القدم ؟
الحادثة التي وقعت في مباراة الأرجنتين وإنجلترا، لم تمر مرور الكرام أمام الحكم البريطاني ( كين أستون )، الذي تولى منصب رئيس لجنة الحكام بالفيفا خلال فترة الستينات أيضًا.
كين أستون تعرض للتساؤلات كثيرًا عن تلك الواقعة، ولعدم وجود رد مناسب امتنع في النهاية عن الإجابة عن تلك الأسئلة، لكنه قرر وضع الأمر برأسه حتى خرج بفكرة عبقرية.
ففي إحدى المرات، كان البريطاني ( كين أستون ) يقود سيارته في شوارع لندن، حتى أوقفته ( إشارة المرور )، تلك التي ألهمته بفكرة ابتكار البطاقات الملونة المستخدمة حتى يومنا هذا في ملاعب كرة القدم.
ففي قانون إشارة المرور: اللون الأحمر يعني توقف السيارات عن الحركة، والأصفر يعني انتظر، ما دفع ( كين ) للتفكير في جعل اللون الأصفر لإنذار اللاعبين والأحمر لطرده خارج الملعب، لكن كيف يتم تجسيد تلك الفكرة ؟
ظل هذا التساؤل مطروحًا في رأس ( كين أستون ) حتى عاد إلى منزله، فقام بشرح القصة بالكامل لزوجته (هيلدا) التي اختفت لدقائق وعادت إليه بالفكرة مُجسده بالكامل.
قام (هيلدا) زوجة ( كين أستون ) بتقديم ورقتين أقل من حجم كف اليد، وزخرفت الأولى باللون الأصفر والثانية باللون الأحمر، ثم وضعت الورقتين في جيب ( كين أستون ) الذي تفهم الفكرة جيدًا وشرع في تقديم اقتراح بها أمام ( الفيفا ).
وبالفعل وافق الفيفا بكامل أعضائه على فكرة ( كين أستون )، في عام 1968، وتم اعتماد الفكرة رسميًا في كأس العالم 1970 الذي أقيم في المكسيك، لتنتقل البطاقات الملونة إلى جيوب حكام كرة القدم حول العالم.
