أخبارالإماراتتقارير ومقالات خاصةكرة القدم الإماراتيةكرة القدم العربيةكرة قدم
الأكثر تداولًا

كيف سيؤثر ملف التجنيس على الكرة الإماراتية؟.. طفرة كروية أم استنساخ لتجارب سابقة

قامت الإمارات بأكبر عملية تجنيس على صعيد كرة القدم، بعدما قررت تجنيس عدد كبير من اللاعبين الأجانب المتواجدين في الدوري الإماراتي.

واستفادت الإمارات من قانون 2018 الذي أصدره الرئيس الراحل خليفة بن زايد آل نهيان، والذي قضى بالسماح بمشاركة “اللاعبين المؤهلين لتمثيل المنتخبات”، وكذلك المقيمين في الدولة في المسابقات المحلية.

وسمح القانون لكل ناد بتسجيل 5 لاعبين أجانب شباب في قائمته، مشترطاً أن يكونوا تحت سن 21 عاماً للاستفادة منهم بعد خمس سنوات من إقامتهم في الإمارات في المنتخبات الوطنية، حسب المدة التي حددتها لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

جنة التسوق كما يطلق عليها العديد من الزائرين تحلم بأن تصبح قوة كروية كبيرة في الفترة المقبلة بقارة آسيا والعالم كله، كما تراهن على الإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها الدولة بما ستقدمه للمجنسين في النهوض بالكرة الإماراتية والمنتخبات مستقبلا.

منتخب الإمارات
منتخب الإمارات (المصدر:Gettyimages)

أبرز اللاعبين الذين تم تجنيسهم

الإمارات بدأت في عام 2020 بتجنيس 3 لاعبين هم الثنائي البرازيلي كايو كانيدو وفابيو ليما والأرجنتيني سيباستيان تيجالي.

كما تم تجنيس عدد كبير من اللاعبين خلال الفترة الأخيرة، أبرزهم:

سداسي الجزيرة ستويان ليكوفيتش، محمد ربيع، ريتشارد أكونور، مامادو كوليبالي، عمر تراوري، برونو دي أوليفيرا، بجانب سباعي العين إريك، كوامي، جوناتاس سانتوس، سيكو بابا جاساما، سوسو، بالاسيوس، نافو، وخماسي شباب الأهلي رينان فيكتور، جاستون سواريز، كاراتابيا، يوري سيزار، جيلهيرمي بالا، ورباعي الشارقة عثمان كمارا، كايو لوكاس، ميلوني، لوان بيريرا.

وتضم القائمة أيضا ثلاثي النصر جلوبير ليما، جوستافو أليكس، جونيور سيلفا، وثلاثي الوحدة ساشا، لوكاس بيمينتا، علاء الدين زهير، ورباعي الوصل ليما وكايو ونيكولاس خمينيز وسياكا سيديبي، ولاعب عجمان عصام فائز، ولياندرو نجم كلباء، وتافادزوا دهليوابو لاعب دبا الفجيرة، بجانب البرازيلي إيجور جيسوس الذي انضم لصفوف بوتافوجو في انتقالات الصيف.

كما تم العمل على ضم اللاعبين الذين ولدوا في الإمارات ويلعبون الآن في أوروبا مثل: محمد عدلي حارس ساوثهامبتون وجونيور نداي لاعب مونبيليه وماكنزي هانت لاعب فيلتوود الإنجليزي.

واستدعى المدرب البرتغالي باولو بينتو، خلال معسكر سبتمبر الجاري كل من: محمد عدلي، ماكنزي هانت، جونيور نداي، كوامي أوتون، فابيو ليما، عصام فائز، كايو كانيدو لمباراتي قطر وإيران.

وتراهن الإمارات على التجنيس وخططها التطويرية الجديدة لتصبح مستقبلاً قوة كروية كبيرة، حيث ترغب في التأهل الى نهائيات كأس العالم للمرة الثانية في تاريخها، منذ صعودها في 1990 إلى نسخة إيطاليا.

كما تتطلع لتحقيق لقب كأس آسيا التي لم تتوج به على مدار تاريخها، وكان أفضل مركز وصافة نسخة 1996 التي استضافتها في أبوظبي، ثم المركز الثالث في 2015 في أستراليا.

كيف سيؤثر ملف التجنيس على الكرة الإماراتية في الفترة المقبلة، وهل يعود ذلك بالنفع على منتخب الإمارات ويزيد من قوته ومشاركاته في المحافل الدولية الكبرى.

جميعها أسئلة وجدنا إجاباتها بشكل أو بأخر من خلال تواصلنا مع صحفيين وإعلاميين مهتمين بالكرة الإماراتية، بجانب مدربين سابقين بالدوري الإماراتي، ولاعبين تم تجنيسهم لتمثيل المنتخب الإماراتي قريبا.

التجنيس خطوة إيجابية ستضيف للكرة الإماراتية

تحدث مراد المصري الصحفي بصحيفة الاتحاد الإماراتية لـ 365scores، بشأن رأيه في ملف التجنيس بالكرة الإماراتية.
وقال مراد:” إن الخطوات الحالية بتجنيس اللاعبين في الإمارات، تأتي بالمقام الأول تنفيذاً لخطوات لدمج أكبر شريحة من المجتمع المحلي والاستفادة منها، حيث تأتي الأولوية للمقيمين الذين يشكلون نحو 90٪ من نسبة السكان الإجمالي، وهناك العديد من مواليد الدولة من جنسيات أخرى الذين نشأوا هناك ولديهم ارتباط بها، وتدربوا في الأكاديميات، لذلك جاءت هذه الخطوة بردود فعل إيجابية من المقيمين هنا، كونها منحت أبنائهم مجالاً للاستمرار في الملاعب بعد نهاية التدرج في الفئات السنية، حيث أن أغلب الأطفال المقيمين والذين ولدوا أو نشأوا هنا لديهم ارتباط كبير بالإمارات، خصوصاً من الجالية العربية”.

وتابع:” الخطوة الثانية جاءت بعد قرار التركيز على ضم لاعبين أجانب وعرب في سن الشباب، وذلك لأن خطوات التجنيس تتطلب خمس سنوات على الأقل في حال لم يكن لدى اللاعب ارتباط بالدولة التي يلعب بها من حيث ولادته فيها أو أن والديه يحملان جنسيتها، وهي أيضاً نقطة إيجابية حيث أن هذا يعني أن من يحصل على الجنسية وبإمكانه تمثيل المنتخب في الوقت الحالي تبلغ أعمارهم 23 أو 24 عام، وبالتالي يمكن الاستفادة منهم بشكل حقيقي، على عكس خطوات سابقة في منطقة الخليج بتجنيس لاعبين كبار بالسن لا تتخطى الاستفادة الفنية منهم سوى بضع سنوات”.

وأتم:” بالنهاية ما يحدث إحدى الخطوات لزيادة قاعدة انتقاء اللاعبين ورفع المستوى الفني للمنتخب والأندية، في ضوء الانفتاح الكبير في المنطقة ككل وليس الإمارات فقط نحو التجنيس أو ضم لاعبين أجانب بمستويات عالمية، وعلى سبيل المثال قواعد دوري أبطال آسيا التي سيكون فيها عدد اللاعبين الأجانب مفتوحاً على أرض الملعب، كما أن مستوى كرة القدم في العالم ككل أصبح في خط تصاعدي يتطلب مواكبته”.

منتخب الإمارات
منتخب الإمارات (المصدر:Gettyimages)

تجربة فرنسا خير مثال على النجاح المنتظر في الإمارات

وفي نفس السياق، أكد الإعلامي الإماراتي الشاب سالم الشامسي في تصريحات لـ 365scores، أنه في البداية كان ضد فكرة التجنيس لأن كان يخشى أن يكون الأمر عشوائي ومتخبط، لكن الآن مع التجنيس لأنه سيقدم إضافة حقيقية للكرة الإماراتية والمنتخب الأول، خاصة وأن الخليج يفتقد للمواهب الكبيرة ويحتاج لوقت لإعداد كودار شبابية، لكن تجنيس اللاعبين المقيمين والأجانب صغرا السن مع اللاعبين المحليين سيقدم إضافة كبيرة للمنتخب الأول، مشيرا إلى أن فرنسا أكبر مثال لولا التجنيس لم تكن لتنجح بالفوز بكأس العالم مرتين، الأولى كان بطلها زيدان صاحب الأصول الجزائرية، والثانية مبابي الكاميروني الأصول.

شايفر يشبه تجربة الإمارات بما حدث مع منتخب ألمانيا

الألماني وينفريد شايفر المدير الفني السابق لـ العين وشباب الأهلي وبني ياس تحدث عن التجنيس في الكرة الإماراتية، وما يحتاجه اللاعبين المحليين أيضا للتناغم مع المستويات العالية من اللاعبين.

وقال شايفر في تصريحات لـ 365scores :”أنا أتفهم تماماً فكرة تجنيس اللاعبين في الإمارات، على عكس قطر، ظلت دولة الإمارات لفترة طويلة مكانًا منفتحًا، الإمارات مرحبة بالجميع وأصبحت واحدة من أكثر الوجهات العالمية سلمية وتناغمًا في العالم، يبدو الأمر وكأنه جسر بين الغرب والشرق، والشمال والجنوب، وبالتالي تعجبني فكرة وجود لاعبين متجنسين في المنتخب الوطني؛ لأن المنتخب الوطني يجب أن يكون دائماً ممثلاً للوطن”.

وتابع:” نفس الشيء في ألمانيا، انظر إلى منتخبنا الوطني، لاعبين من جنسيات مختلفة، وجميعهم ألمان، لكن بالطبع لا ينبغي أبدًا اعتبار إمكانية التجنيس بديلاً للتنمية الجيدة للشباب، سيركز الاقتراح المقدم إلى الاتحاد الإماراتي الذي أعمل فيه على تنمية الشباب بشكل أفضل للمواهب المحلية”.

وأكمل:” هناك بعض الأشياء التي سأفعلها بشكل مختلف وسأقدم خطة تنمية طويلة المدى إلى الاتحاد الإماراتي، في رأيي، هناك الكثير مما يمكن القيام به لتحسين اللاعبين المحليين، في الوقت الحالي يبدو المنتخب الإماراتي أكثر استقراراً لكن التأهل للمونديال لن يكون سهلا، يجب أن يكون الأمر ممكنًا بالفعل، الآن مع وجود عدد أكبر من الفرق القادرة على التأهل، لكن كل هذا يتوقف على التواصل بين الجهاز الفني واللاعبين والأندية بالطبع، يجب أن يتمتع المدرب بالشخصية والقدرات اللازمة لجمع جميع أندية البلاد معًا لدعمها والعمل معًا”.

وينفريد شايفر مدرب العين وشباب الأهلي السابق
وينفريد شايفر

نيبوشا: الإمارات ستنافس بقوة على لقب كأس آسيا 2027

نيبوشا مدرب خورفكان الإماراتي السابق، تحدث أيضا عن اهتمام الإمارات بملف التجنيس مؤخرا، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيجعل بطولة الدوري الإماراتي أكثر قوة بضم لاعبين أجانب مميزين بجانب اللاعبين المحليين أيضا.

وأضاف نيبوشا في تصريحاته لـ 365scores، الكرة الإماراتية تطورت كثيرا والخطة الحالية الموضوعة في ملف التجنيس ستقدم إضافة قوية على المدى القريب للمنتخب الإماراتي، أرى أن منتخب الإمارات سينافس بقوة على كأس آسيا 2027 المقبلة، كما أنه سيكون ضمن المنافسين على التأهل لمونديال 2026، خاصة أنه تأهل للمرحلة الثالثة ويمتلك لاعبين مميزين بجانب إمكانية إضافة عناصر جديدة من المجنسين طوال مشوار التصفيات.

اللاعبون المجنسون يعلقون على بتمثيل الإمارات

وتحدث سيكو بابا جاساما لاعب نادي العين الإماراتي في تصريحات لـ 365scores، عن تمثيل منتخب الإمارات مستقبلا.

وقال لاعب الزعيم الذي حصل رسميا على الجنسية الإماراتية في أغسطس الماضي، إن اللعب لمنتخب الإمارات هو شرف وهدف لجميع اللاعبين المقيمين، لذا آمل أن أواصل العمل وأن أكون في الموعد.

سيكو بابا لاعب العين
سيكو بابا لاعب العين – المصدر: الحساب الرسمي للدوري الإماراتي

من جانبه، أعرب كايو لوكاس لاعب الشارقة الإماراتي، عن فخره بالحصول على الجنسية الإماراتية، مشيرا إلى أنه من دواعي السرور والفخر تمثيل هذا البلد العظيم.

جونيور سيلفا لاعب النصر أكد في تصريحات عبر 365scores، أنه يريد يومًا ما اللعب مع هذا البلد الذي تعلم فيه الكثير طوال السنوات الخمس الماضية.

وتابع سيلفا:” يشرفني الانضمام إلى منتخب الإمارات الأول لكرة القدم في المستقبل، هذا الأمر سيكون رائعا لي”.

استنساخ تجارب سابقة

أثبت ملف التجنيس نجاحه في العديد من الدول التي قامت باستخدامه بشكل مثالي، بينما لم ينجح مع البعض الآخر بسبب العشوائية في الاختيارات.

فرنسا تأتي على رأس القائمة، حيث نجحت في صناعة منتخب كرة قدم قوي، بعدما أرسلت كشافيها إلى القارة السوداء من أجل اكتشاف الموهوبين من صغار السن، وبالفعل تم ضم الأبرز وتبنيهم مع تأهيليهم وتوفير الرعاية بشكل رائع لهم ومنحهم الجنسية الفرنسية وكانت الثمار واضحة، فازت فرنسا بلقب 1998 و2018، كما توجت بلقب يورو 2000.

ألمانيا، قامت بتجنيس مجموعة من اللاعبين ونجحوا في مساعدة الماكينات الألمانية للفوز بلقب كأس العالم 2014 بقيادة مسعود أوزيل وسامي خضيرة وجيروم بواتينج وبودولسكي وكلوزه.

وعلى المستوى العربي تعد تجربة قطر في كأس آسيا 2019 و2023 خير دليل على نجاح التجنيس، حيث حقق العنابي لقب البطولة الآسيوية مرتين على التوالي، بعدما فشل من قبل في التتويج باللقب.

في المقابل لم ينجح تجنيس اللاعبين في بعض الدول، على رأسها لبنان، البحرين، إنجلترا التي لم تنجح في التتويج بأي بطولة عالمية بكرة القدم في العهد الحديث رغم تواجد عدد كبير من اللاعبين المجنسين بين صفوف المنتخب الأول.

حسن موسى

صحفي رياضي مصري مواليد 1992، خبرة 11 عاما في الصحافة الرياضية، عضو نقابة الصحفيين المصريين، عضو رابطة النقاد الرياضيين، متخصص في تغطية أخبار كرة القدم الإماراتية والمصرية والعربية وتغطية الأحداث العالمية، بجانب التقارير والقصص الرياضية، وإجراء حوارات مع نجوم الكرة الإماراتية والعربية والعالمية.

1960 مقال