كيف تطورت عقلية فينيسيوس جونيور للتعامل مع عنصرية الجماهير؟ هل لجأ لطبيب نفسي؟
أحيانًا عندما تضطر للعمل في بيئة “سامة”، قد تلجأ لطبيب أو إخصائي نفسي لمساعدتك على التفاعل بينهم، ومن الواضح أن البرازيلي فينيسيوس جونيور يُعاني من تلك المشكلة بالفعل، لكن هل حقًا لجأ نجم نادي ريال مدريد لهكذا حل؟
منذ انضمام نجم منتخب السامبا إلى صفوف النادي الملكي، استطاع أن يُثبت نفسه كواحد من أكثر المواهب الشابة الواعدة في عالم كرة القدم، وذلك لجودته الفنية الممتازة، بالإضافة إلى مهارات المراوغة الرائعة والنظر الثاقب إلى المرمى.
لكن من الواضح أن كل ذلك لم يشفع للاعب أن يسلم من الانتقادات المستمرة التي تنهال عليه بمجرد أن يستنشق بعض الهواء، لدرجة أن حتى نظرات عينيه وحركات يديه وشفتاه، يتم تفسيرها، لا سيما تعرضه الدائم للعنصرية بسبب لونه بشرته الداكن وهو عكس السائد بين الأسبان.
فينيسيوس جونيور يتجاهل الهجوم ضده بـ “الغناء”
منذ عدة أيام، التقى الميرنجي مع جاره اللدود فريق أتلتيكو مدريد، ضمن الجولة الـ5 من بطولة الدوري الإسباني الممتاز 2024-2025، وتعادلا إيجابيًا بهدف لمثله، في مباراة حملت العديد من المشاحنات الجماهيرية خاصةً من جانب مشجعي الروخيبلانكوس.
بطريقة ما؛ حاولت الجماهير استفزاز فيني جونيور -بالطبع بخلاف المقذوفات التي تم إلقائها على لاعبي اللوس بلانكوس-، من خلال صافرات الاستهجان وكذلك الهتافات الغير أخلاقية ضده، وهو الأمر الذي اعتاد البرازيلي على الحدوث معه أينما لعب.
في العادة، يكون رد فعل فينيسيوس جونيور على تلك المشاحنات غاضبًا، بل قد ينتج عراك بينه وبين الفاعلين، فمن الممكن أن يشتبك مع أحد لاعبي الخصم أو يقوم بالرد على الجماهير بحركة أو احتفال يُثير استفزازهم، لكن تلك المرة الوضع كان مختلفًا تماما.
بحسب ما تم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي، شوهد مقطع فيديو يظهر خلاله فيني وهو “يُغني”، لتجاهل تصرفات جماهير أتلتيكو مدريد، ووفقًا لرواد قراءة وترجمة حركات الشفاه، فاللاعب كان يُدندن: “yo me caso contigo”، والتي تعني “سأتزوجك” بالإسبانية، لـBacilos ثنائي البوب اللاتيني.
كيف يتم التعامل في بيئة العمل السامة؟
في سياق متصل؛ وفقُا لما أفادت به شبكة الصحة النفسية والجسدية “Healthline” الأمريكية، فقد نشرت عبر منصتها الإلكترونية عدة طرق للتعامل في بيئة العمل السامة، أبرزها: “تذكر أن الأمر ليس خطأك: إن السلبية في عملك ليست خطأك. ورغم أن تبني موقف إيجابي وعقلية تعاونية قد يساعد في مواقف معينة، تذكر أن ما يمكنك فعله لتحسين الثقافة في عملك محدود للغاية”.. وهي الطريقة الأولى التي اتبعها فينيسوس جونيور، حيث لم يهتم بتصحيح تصرفات الجماهير.
وأضافت الشبكة: “لا تتورط في الدراما: حاول أن تبتعد عن أي دراما أو ثرثرة، فلن يأتي منها أي شيء إيجابي”، وبالنظر إلى تصرف فيني، فهو بالفعل لم يتخذ “دور الضحية” في ذلك الموقف لأنه علم جيدًا أن ما من جدوى وراء ذلك.
كما أبرزت “Healthline” إحدى الطرق الفعالة للتعامل مع تلك البيئة من العمل، وهي: “ركز على أهدافك: ابذل قصارى جهدك للبقاء في حالة ذهنية إيجابية. لن تظل هنا إلى الأبد، ولديك أشياء أكبر وأفضل تنتظرك”، بالفعل تواجد فينيسيوس جونيور داخل ريال مدريد يجعل لديه أهدافًا لا تحصى قد يظفر بها، لا سيما الكرة الذهبية.
وأخيرًا، أوضحت الشبكة، الآتي: “مارس تقنيات التعامل مع التوتر بشكل منتظم: مارس إحدى هواياتك، التأمل أو الغناء أو اليوجا أو التمارين الرياضية اليومية لمساعدتك على التعامل مع التوتر المزمن”، وهذا ما فعله فينيسيوس تمامًا، فقد لجأ للغناء حتى يتجاهل كل مشتتاته، فهل تتوقع أن اللاعب بالفعل لجأ لطبيب نفسي لمساعدته؟