كنا ذاهبين لغسل الصحون فأصبحنا ملوك – أسطورة مانشستر يونايتد عن فوز بلاده غير المتوقع باليورو
يقولون أن “مصائب قومِ عند قومِ فوائد”، هذه المقولة الشهيرة تحكي عن مثال حي وقع بالفعل ضمن الأحداث الغريبة التي شهدتها بطولة اليورو في نسخة 1992.
في نسخة 1992 من اليورو، لم يتأهل منتخب الدنماك بالأساس بسبب تدهور نتائج المنتخب خلال فترة الثمانينات بالكامل.
منتخب الدنمارك كان من أهم المنتخبات التي تقدم كرة قدم مميز، نجح بأدائه الراقي في المنافسة على المراكز الأولى، لكن أبدًا لم ينجح في التتويج بذهب أي من البطولات التي شاركوا فيها.
في 1984، سجل المنتخب الدنماركي أول ظهور له في البطولات الكبرى بعد غياب دام لـ20 عامًا، كان ذلك في بطولة اليورو نسخة عام 1984، في تلك النسخة حصدوا المركز الثالث أو برونزية البطولة.
- طالع أيضًا
- تقارير: زيدان قرر الابتعاد عن التدريب لمدة عام ونصف والسبب!
- “آس” تكشف خطة برشلونة البديلة لتعويض خسارة فينالدوم!
- بسبب بوسكيتس – منتخب إسبانيا مهدد بخسارة أولى مبارياته في اليورو 2020
لكن المدهش في الأمر، أن في النسخة التالية التي أقيمت عام 1988، ودع منتخب الدنمارك البطولة من الدور الأول! رغم أن بين النسختين؛ أقيم مونديال كأس العالم عام 1986 وودع الدنمارك المونديال من دور ثمن النهائي رغم عروضه الطيبة على الإطلاق.
على الرغم أن كافة المؤشرات وقتها كانت تشير إلى أن الدنمارك على بُعد خطوات من تحقيق شئ ما يُذكر في التاريخ، لكن المفاجأة أن المنتخب الدنماركي ابتعد عن الساحة تمامًا حتى بطولة اليورو نسخة 1992 التي لم تتأهل الدنمارك لها من الأساس!
منذ 1988 وحتى 1992 وقعت العديد من الأمور التي أثارت غضب الجماهير في الدنمارك، أبرزها الأسلوب الدفاعي الذي جعل عدد من اللاعبين الأساسيين يُعلنوا الاعتزال الدولي اعتراضًا على سياسة وطريقة المدرب في تلك الفترة “ريتشارد مولر نيلسين”، من بينهم الأخوين “لاردروب”.
رغم خروج عدد كبير من اللاعبين لإعلان اعتزالهم اللعب الدولي، إلا أن “نيلسين” قام بجمع لاعبين آخرين لاحتواء الأزمة ونجح في تحقيق الفوز في 5 مباريات في التصفيات المؤهلة لبطولة اليورو 1992، لكن لم يكن ذلك كافيًا لضمان التأهل والمشاركة في اليورو!
حرب يوغوسلافيا ومعجزة الدنمارك!
في أعقاب انطلاق بطولة اليورو 1992 التي أقيمت في السويد، أندلعت الحرب الأهلية في يوغوسلافيا، ليقرر الاتحاد الأوروبي معاقبة يوغوسلافيا بالكامل باستبعاد المنتخب من البطولة واستدعاء الدنمارك للمشاركة بدلًا عنها قبل أيام من انطلاق البطولة!
سبب استدعاء الدنمارك هو أنها واجهت يوغوسلافيا في التصفيات ونجحت في إلحاق الهزيمة بها على أرضها.
علم مدرب الدنمارك القرار، فقام بجمع لاعبيه من شواطئ البحر حيث كانوا يقضون أجازاتهم الدولية، في تلك الأثناء تراجع الأخوين “لاردروب” من الاعتزال الدولي وعادوا لقيادة المنتخب الدنماركي المشارك في اليورو بعد غياب.
كانت بداية الدنمارك في منافسات اليورو تُشير غلى خروج مبكر، حيث تعادلت مع أنجلترا بهدف لكل فريق، وخسرت أمام السويد بهدف دون رد، ولم يتبقى سوى مباراتها أمام فرنسا حيث يتأهل الفائز مباشرة إلى الدوري التالي.
كانت المفاجأة تتجسد في فوز الدنمارك بهدفين مقابل هدف! المفاجأة الثانية كانت في تأهل الدنمارك رفقة السويد إلى الدور التالي ووّدعت فرنسا وإنجلترا البطولة من الدور الأول!
لم يستفيق لاعبي منتخب الدنمارك من إنجازهم الضخم سوى في المباراة النهائية، وصلت الدنمارك لأول مرة في تاريخها إلى نهائي اليورو! حين ضربت موعدًا مع ألمانيا الغربية.
غير أن الصحف العالمية وضعت لاعبي الدنمارك في كافة، والثنائي العملاق بيتر شمايكل “الحارس” وهينريك لارسين “المهاجم” في كافة أخرى تمامًا، حيث اعتبرت الصحف أن الثنائي هم سبب وصول الدنمارك لنهائي اليورو.
تقدمت الدنمارك بهدف في الشوط الأول للمبارة، وحاولت ألمانيا الغربية الضغط باستمرار لتحقيق التعادل لكن باءت كافة المحاولات بالفشل.
في اللحظات الحاسمة من المباراة، أرسل لاعب ألمانيا الغربية كرة قوية بإتجاه شباك “بيتر شمايكل” حارس الدنمارك، لكن “كيت نيلسين” مدافع الفريق الدنماركي كان بالمرصاد لينقذ مرمى منتخب بلاده من استقبال هدف قاتل.
توّجت الدنمارك بذهب اليورو في نسخة 1992، حتى وأن لاعبي المنتخب الدنماركي توجهوا لحمل “بيتر شمايكل” على الأعناق في إشارة منهم لدوره البارز في وصولهم إلى هذا الإنجاز.
شمايكل في أول تعليق له عقب التتويج باليورو في 1992، جرى أمام عدسات الكاميرات وهو يُردد: ” كنا ذاهبين لغسل الصحون فأصبحنا ملوك “.
المُدهش، أن الكرة التي أنقذها نيلسين أرتدت فيما بعد لتشكل هجمة خطيرة على مرمى ألمانيا الغربية، وبالفعل نجح “كيم فيلفورت” في مضاعفة النتيجة للدنمارك بهدف ثانِ.
