كل ما قدمه أنشيلوتي مع ريال مدريد من قبل وسبب عودته (إيجابيات وسلبيات)

أعلن ريال مدريد بشكل رسمي، عودة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، لقيادة تدريب الميرينجي بعقد مدته ثلاث سنوات حتى عام 2024، خلفًا للفرنسي زين الدين زيدان الذي قدم استقالته قبل أيام قليلة.

وقرر أسطورة ريال مدريد زين الدين زيدان، الرحيل عن النادي بعد موسم صفري فشل فيه الميرينجي في تحقيق أي بطولة، وبرر رحيله لتسريب احتمالية إقالته في منتصف الموسم إلى وسائل الإعلام. وزرع الإدارة حالة الشك وعدم الثقة فيه أو احترام لتاريخه. (طالع رسالة زيدان بالكامل من هنا).

ليتحرك النادي لتعويض رحيل زيدان، وبشكل سريع للغاية أعلن بشكل رسمي عودة “رجل العاشرة” كارلو أنشيلوتي من جديد. والذي كان يتولى تدريب فريق إيفرتون الإنجليزي.

ويقدم 365Scores لمتابعيه، ماذا قدم أنشيلوتي في ولايته الأولى مع ريال مدريد، وسبب عودته والتحديات المنتظرة للمدرب الإيطالي البالغ من العمر 61 عامًا.

أرقام أنشيلوتي مع ريال مدريد في ولايته الأولى

تولى أنشيلوتي قيادة تدريب ريال مدريد لأول مرة، قبل انطلاق موسم 2013/2014، خلفًا للبرتغالي جوزيه مورينيو. ونجح في موسمه الأول في تحقيق الحلم الذي طال انتظاره 12 عامًا وأعاد لقب دوري أبطال أوروبا إلى البرنابيو للمرة العاشرة.

أنشيلوتي تولى تدريب ريال مدريد لمدة موسمين، خاض خلالها 119 مباراة رسمية.

• طالع أيضًا:
• أول تصريح من أنشيلوتي بعد عودته لقيادة ريال مدريد
• أسطورة ريال مدريد عن رسالة زيدان: تحدث لأن الصمت يؤلمه
• رسميًا – ريال مدريد يعلن عودة كارلو أنشيلوتي لقيادة الفريق خلفًا لزيدان

نجح النادي الملكي في تحقيق الانتصار 89 مباراة تحت قيادة أنشيلوتي، وتعادل في 14 مباراة وتعرض للهزيمة 16 مرة فقط.

وتمكن نجوم ريال مدريد تحت قيادة المدرب الإيطالي المخضرم في تسجيل 322 هدفا واستقبلت شباكهم 103، بمعدل 2.36 هدفا في المباراة الواحدة.

وبعيدًا عن لغة الأرقام، يعتبر أحد الاختراعات المنسوبة إلى أنشيلوتي، تحويل مركز دي ماريا إلى لاعب وسط جهة اليسار بدلًا من الجناح، للتأقلم مع ثلاثية الـ “بي بي سي” بيل وبنزيما وكريستيانو التاريخية. وتألق اللاعب بشكل مبهر. وهو ما نسفه تمامًا في الموسم الثاني بعدم الاعتراض على رحيل دي ماريا أو تعويضه بلاعب يملك نفس الخصائص. وهو الأمر ذاته الذي حدث مع رحيل تشابي ألونسو وتعويضه بتوني كروس ليلعب في مركز غير معتاد عليه.

بطولات أنشيلوتي مع ريال مدريد في ولايته الأولى

قاد أنشيلوتي ريال مدريد في ولايته الأولى في الفوز بـ 4 بطولات، أهمها بكل تأكيد الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة العاشرة على حساب أتلتيكو مدريد بعد نهائي تاريخي انتهى بفوز الميرينجي بأربعة أهداف مقابل هدف.

كما فاز ريال مدريد ببطولة كأس ملك إسبانيا بالفوز على برشلونة في المباراة النهائية بهدفين مقابل هدف. والسوبر الأوروبي على حساب إشبيلية بعد الفوز بثنائية نظيفة، وبطولة كأس العالم للأندية.

وخسر الفريق لقب الليجا لصالح أتلتيكو مدريد، وبطولة كأس السوبر الإسباني أمام الروخيبلانكوس أيضًا بعد الهزيمة بهدف نظيف.

وبعد التتويج بـ 4 بطولات في موسمه الأول، خرج بموسم صفري بعدها لتتم إقالته عقب نهاية موسم 2014/2015.

إيجابيات عودة أنشيلوتي إلى ريال مدريد

يعتبر أنشيلوتي واحدًا من أكثر المدربين الذين تربطهم علاقة عاطفية بجماهير ريال مدريد، بعد نجاحه في ولايته الأولى والفوز بالبطولة العاشرة، لذا عودته لن تسبب مشاكل كبيرة مع الجماهير الغاضبة من الإدارة بعد رحيل زيدان.

ويتميز المدرب الإيطالي المخضرم بقدرته على التعامل النفسي مع اللاعبين وإدارة غرف الملابس، ليس شخصية صدامية يمكنها خلق المشاكل مع النجوم الكبار. وهي أحد أهم الصفقات التي تساعد على النجاح في ريال مدريد على مر تاريخ النادي.

بالإضافة إلى خبرته الكبيرة في عالم التدريب وتواجده من قبل مع ريال مدريد سيساعده في التأقلم سريعًا والخروج بالفريق من عنق الزجاجة.

مقارنة ببقية الأسماء التي تم طرحها في وسائل الإعلام، أمثال يواكيم لوف البعيد الذي يمتاز بالخبرة في إدارة المنتخبات وسيحتاج إلى بعض الوقت للتأقلم مع الأندية. أو مدرب قليل الخبرة مثل راؤول، وشخصية صدامية مثل كونتي. وتعاقد أليجري مع يوفنتوس وصعوبة خروج بوتشيتينو من باريس سان جيرمان. فالتعاقد مع أنشيلوتي قد يكون الخيار الأمثل.

مع احتمالية تولي أحد نجوم ريال مدريد السابقين كمساعد له في الجهاز الفني وتداول اسم راؤول وتشابي ألونسو في وسائل الإعلام الإسبانية، يمكنه تجهيز مدرب كبير يقود الفريق في المستقبل كما فعل من قبل مع زيدان الذي عمل مساعدًا له في موسمه الأول 2013/2014 وحققا نجاحات تاريخية.

سلبيات عودة أنشيلوتي إلى ريال مدريد

أنشيلوتي ليس من الشخصيات الصدامية، يمكنه العمل تحت أي ظروف مهما كانت. ومن هنا تكمن المشكلة.

رحل زيدان عن ريال مدريد وتحدث عن عدم توفير الدعم من قبل النادي لبناء مشروع على المدى المتوسط أو الطويل. وهو ما ينذر بعدم وجود صفقات كبيرة أو ثورة تجديد كما يتمنى جماهير الفريق بعد الخروج بموسم صفري.

كما أن التعاقد مع شخصية مثل أنشيلوتي، على حساب مدرب متطلب مثل كونتي أو غيره، سيريح الإدارة كثيرًا ويمكنها التدخل كما تريد. حيث أن فلورتينو بيريز سمح لتشابي ألونسو ودي ماريا بالخروج من الفريق بعد التتويج بالعاشرة، وقام بالتعاقد مع توني كروس وخاميس رودريجيز. وحاول التأقلم ووضعهم في التشكيلة دون الأخذ في الاعتبار الاختلافات في الخصائص الفنية بين اللاعبين.

ريال مدريد منح أنشيلوتي عقدًا مدته 3 سنوات في ولايته الجديدة. أي أن النادي يثق في قيادته لمشروع قد يكون طويل الأمد. وأي احتمالية لإقالته سيتسبب في مشاكل للإدارة التي لن تتحمل فشل جديد من ناحية، ومشكلة مادية من ناحية آخرى.

كما يجب الأخذ في الاعتبار، السير بمنحنى تنازلي بعد رحيله عن ريال مدريد، حيث تمت إقالته من تدريب بايرن ميونخ بعد التراجع الكبير في موسمه الثاني وتعرض للانتقادات من قبل الرئيس والجماهير وترك العملاق البافاري في منتصف الموسم الثاني في المركز الثالث من ترتيب البوندسليجا، كما ودع بطولة دوري أبطال أوروبا في موسمه الأول أمام ريال مدريد بالهزيمة ذهابًا وإيابًا في الدور ربع النهائي.

بعدها تمت إقالته من تدريب نابولي بعد موسم ونصف تقريبًا، لم يفز بأي بطولة، وترك الفريق في المركز السابع. ومع انتقاله إلى البريميرليج لتولي تدريب إيفرتون أنهى الموسم المنتهي في المركز العاشر وفشل في الصعود إلى أي بطولة أوروبية.